c آثار الايمان في حياة الانسان (2)

آثار الايمان في حياة الانسان (2)

بسم الله الرحمن الرحيم

وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (1)  

 

 

مر الحديث عن اثر الايمان  على شخصية المؤمن بينه و بين الله و شخصيته من حيث بناء الشخصية المطلوبة من جهة العزة و الكرامه و القوة و عدم الخشية إلا من الله سبحانه و تعالى و حديثنا حول اثر الايمان في التعامل مع الناس ن

اولا ً: الإيمان و الأمان يوم القيامه ،

 افنسان الذي يؤمن بالله سبحانه و تعالى يحقق أهم شيءٍ خلق من أجله وهو طاعة الله سبحانه و تعالى ثم الفوز بنعيم الاخرة و هذا هو اهم شيءٍ عند الانسان العاقل الذي يشخص مستقبله و يسعى لضمان مستقبله يقول تعالى الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (2) شخص ً  آمن بالله ٌو كان ايمانه ايمانا ً حقيقا فلم يلبس ايمانه بظلم لانه ان اللبس ايمانه بظلم فهذا ليس هو الايمان الحقيقي الذي يريده الله سبحانه و تعالى ،

 الايمان الحقيقي ان يكون الشخص مطيعا ً لله خائفا من الله لا يعتدي على احد و لا يظلم احد ، إنما يطبق في جميع اموره حكم الله سبحانه و تعالى ،

الايمان و النعيم المقيم يقول تعالى عندما يصف المؤمنين و نتيجة ما يصل اليه المؤمنون إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (3) هؤلاء مؤمنون متواضعون يسجدون لله خاشعون لله سبحانه و تعالى لا يطيعون غيره في مقابل طاعته لهم يوم القيامه ما لا يعلمه الانسان و لا يستطيع ان يصل اليه بتفكيره من قرة اعين فلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ لا تعلم نفس ٌ يعني لا تستطيع ان تعلم و لا تستطيع ان تتخيل و لا تستطيع ان تطلب و ذلك من قوله تعالى  لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا لهم فيها ما يشاءون ما يبتغون ما يفكرون ما يتخيلون ما يمكن ان يخطر على بالهم لهم فيها وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ، المزيد هو الذي لا يصل الى فكرهم و لا يستطيعون طلبه يحصلون عليه يوم القيامه .

 ثانيا ً : الإيمان و الإطمئنان ،

الانسان المؤمن مطمئن ٌ في هذه الدنيا مستقر في هذه الدنيا لا يصيبه يأس لا يصيبه إحباط يطمئن لمستقبله لان مستقبله الحقيقي هو الاخرة و لا يصيبه يأس ايضا في امور هذه الدنيا التي يعيشها لانه ناظر ٌ لله سبحانه و تعالى و ان الله هو متكفل الامور و يأمرك ان تعمل ما عليك فإن لم تكن مستطيعا ً كان الله هو المسدد وهو الذي يأخذ بيدك الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم ذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (4) مؤمنون قلوبهم هكذا تكون مطمئنه فبذكر الله تطمئن القلوب لانهم دائما يذكرون الله و لانهم يذكرون الله قلوبهم مطمئة .

ثالثا ً : اثر الايمان في بركات الارض

حتى هذه الدنيا هناك اثر للايمان فيها يقول تعالى  وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ما يعيشه الناس من ضنك العيش و سوء الاحوال إنما هو لاعدم الايمان الحقيقي فإذا كان الانسان مؤمنا ً و إختار طريق الايمان فإن الله سبحانه و تعالى ينزل عليه الخير و البركات بنص هذه الاية لذلك نعتقد بظهور الحجة عليه السلام يملؤها قسطا ً وعدلا و تخرج الارض خيراتها  .

رابعا ً: اثر الايمان بين الحاكم و المحكوم الحكم بما يكون به القسط اثر الايمان ان كان هناك ايمان فيكون الحكم بالقسط سواء كان من طرف الحاكم او من طرف الناس الحاكم مطلوب ُ منه العدل لان الرسالة جائت بالعدل لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ هدف الرسالة ان يكون العدل و الاستقرار ايضا من طرف المؤمنين يطلب من الناس ايضا ان يكونوا يقابلوا كل شيءٍ بالعدل وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ  

 في كل شيء ٍ تكون عادلا ً الانسان المؤمن مطلوب منه ان يكون عادلا ً و الحاكم مطلوبٌ منه ان يكون عادلا ً و إلا يكون مؤمنا ً وصفه بالايمان لهوا ً وكذبا ً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ من لم يحكم بما امر الله فهو كافر ، إن حكم بما انزل الله يعني وضع الامور في موضعها في نصابها بالعدل بالسوية فهو مؤمن .

خامسا ً : لا حسد ٌ بين المؤمنين ،

في جهة المؤمنين و اثر الايمان في علاقتهم بعضهم ببعض ، المؤمن حسده غبطه كما ورد المؤمن قد ينظر لصاحبه و أخيه و لكن غبطه يقول اتمنى ان اكون مثله و اسأل الله ان يعطيه و يزيده هذا هو المؤمن في علاقته مع اخوانه لا يكون حسودا ً هذه الامور التي نذكرها يطبقها الشخص على نفسه ليجد موضعه منها .

سادسا ً : الإيمان رحمة للناس كافه ، الايمان رحمة للناس يقول تعالى وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (5) اثر الايمان ان يكون رحمة للنه إمتداد للرساله ، الرسالة رحمة ٌ للعالمين للناس كافه بمختلف توجهاتهم معتقداتهم للناس قاطبة ،

أ . رحمة ٌ فيما بين المؤمنين الذين يعتقدون بنفس المعتقد  ،

  • أول الرحمة بين الولد و بين والده إذا كان مؤمنا ً يجد هذه الصفات تنطبق عليه يقول تعالى قَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (6) الاثر يكون بينك و بين ابيك بينك و بين امك ن أثر الرحمة المؤمن يكون رحيما ً بوالده كما ايضا الوالدين رحيمان بولدهما .
  • حُسن الجيرة قال رسول الله صل الله عليه و اله أحسن مجاورة من جاورك تكن مؤمنا ً ، عندك جار احسن مجاورته تكن مؤمن اما اذا كان لك جار و مجاورتك له سيئة يتاذى منك فلست مؤمن النبي صل الله عليه  واله وصف الايمان و يده انه احسن من مجاورة من جاورك تكن مؤمنا ً فإذا احسنت كنت مؤمن و اذا لم تحسن لست مؤمن .
  • التآخي في الله ، المؤمنون اخوة يتآخون فيما بينهم يتآخون في الله يعني اعتبر المؤمن اخا ً لك في الله و حقق شروط الاخوة وما يترتب على الاخوة اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا تكونون بالايمان اخوة و بغير الايمان اخوتكم ناقصه .
  • المودة و التكاتف و التألم للمؤمنين المؤم حقيقة هو لذي يتحسس وضع المؤمنين و حاجات المؤمنين اذا اصابهم سوء اصابهم مكروه صاروا في حاجة ربما مثلا حتى في مثل نزول الامطار و و ضعهم كيف يكونون ، الذين يتصدون لهذا المجال يجب ان يتلفتوا إلتفاتا ً حقيقيا ً المؤمنون يلتفتون لبعضهم البعض يلتفتون لحاجة بعضهم و حاجة جيرانهم و أهل منطقتهم الحديث يقول مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو ٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى هذا هو وضع المؤمنين ان يكونوا متألمين للمؤمنين يتحسسون اوضاع المؤمنين حاجات المؤمنين لا يقول مؤمن  و ليس لي باحد وضعه شيء ظروفه سيئه ليس لي به و انا مؤمن هذا ليس إيمان و قال النبي صل الله عليه واله ما آمن بي من بات شبعان و جاره المسلم جائع ،  هذا لم يؤمن يقول مؤمن و ظروف من معه صعبه و لكنه يقول انا مؤمن و يصلي و يصوم و ربما يحي الليل و لكن عمله العملي و موقفه العملي مع من معه ليس بوصف الإيمان فهذا ليس بمؤمن لان الايمان بالعمل الايمان يكشفه العمل قال صل الله عليه واله ما آمن من بات شبعان و جاله المسلم جائع و قال صل الله عليه  واله وما من  اهل قرية ٍ يبيت فيهم جائع ينظر الله اليهم يوم القيامه  ، لا ينظر اليهم يعني لا يرحمهم  لا ينظر اليهم نَظَر رحمه فيجب ان يكون المؤمن للمؤمن ، وصف الايمان ان يكون المؤمنون قلوبهم مع بعض و أعمالهم مع بعض يتكاتفون يتكافلون يتواصلون .
  • من اثر الايمان قول الحق ولو على النفس و إيثار المؤمنين ، ايضا يؤثر غيره على نفسه ، ما هو يحتاج و لكن يقدم غيره ، قال ابو جعفر الباقر عليه السلام ان لله عز و جل جنه لا يدخلها الا ثلاثه ، الجنان درجات عاليه مختلفة ، جنه خاصه باهل البيت عليهم السلام خاصه بالنبين و من تبعهم و من اخلص و جنه للمؤمنين و جنه للبسطاء و جنه للمستضعفين فيقول الامام ان لله عز وجل جنه لا يدخلها الا ثلاثه رجل حكم على نفسه بالحق ، لا انه صار في موقف يتعصب البعض وهو في حوار لا يستطيع ان يقول انا على خطا اذا اخطأ ، هنا اذا كان هو خطأ و الحق عليه يجب ان يقوا انا خطأ و و الحق علي َّ ليدخل هذه الجنه الخاصه ، ورجل ٌ زار اخاه المؤمن في الله و رجل اثر اخاه المؤمن في الله ، الذي يؤثر على نفسه و يقدم غيره على نفسه ينال هذه الجنه و هذه الدرجه .
  • من اثر الايمان التواصل بين المؤمنين ، قال الباقر عليه السلام لزيارة مؤمن في الله خير ٌ من عتق عشر رقاب مؤمنات ، لو ان شخص يدفع قيمة عتق رقبه ، شخص اسير مثلا عند اناس و انت استطعت ان تقدم ليعتق كم تشعر بالسعادة و انك عملت شيئا ً عظيم الاحدايث كثيرة بهذا المضمون تقول ، لزيارة مؤمن في الله خير ٌ من عتق عشر رقاب مؤمنات ومن اعتق رقبة ً مؤمنة ً وقي بكل عضو اٍ عضوا ً من النار ،اعتقت رجلا كاملا ً له اعضاء له يد له رجل له رأس له لسان انت ارتكبت خطأ بهذه الاعضاء فبكل جارحة ٍ اعتقت انت ايضا تعتق و تعفى ، ومن اعتق رقبة ً مؤمنة ً وقي بكل عضو اٍ  عضوا ً من النار حتى ان الفرج يقي الفرج كان يعصي ارتكب المعاصي لكنه اعتق رقبة مؤمنه وقي بمقابلها ، و الحديث يقول الزيارة اكثر بعشر مرات ، لزيارة مؤمن في الله خير ٌ من عتق عشر رقاب ٍ مؤمنات و من عتق رقبة مؤمنه وققي بكل عضوا ٍ عضوا ً من النار حتى ان الفرج يقي الفرج ، ايضا ابليس الللعين لا يرضى بالتواصل المؤمنين و التزاور بين المؤمنين عن ابي الحسن عليه لاسلام يقول ليس شيئ ٌ انكى لابليس و جنوده من زيارة الاخوان في الله بعضهم لبعض ، ليس شيء يؤثر عليه و يغيضه اكثر من ان يتواصل المؤمنون فيما بينهم و يتزاورون لذلك ثوابها عظيم ، التزاور في الله فيه حياة قلوب المؤمنين و إحياء الدين قال ابو عبد الله عليه السلام قال تزاوروا فإن في زيارتكم احياء لقلوبكم عندما يتزاور المؤمنون خير من الانزواء كل ق في جهة فإن هذا فيه إحياء ٌ لقلوبكم و ذكرا ً لاحاديثنا فهو خير و خير ، واذا كانت لك حاجه فزر اخاك المؤمن فلتكن العلاقات قوية هذا اثر الايمان ، قال الباقر عليه السلام ان المؤمن ليخرج الى اخيه يزوره فيوكل الله عز وجل به ملكا ً فيضع جناحا ً في الارض و جناحا ً في السماء يظله فإذا دخل الى منزله ناداه الجبار تبارك و تعالى ايه العبد المعظم لحقي المتبع لآثار نبي ِ حق ٌ علي َّ إعظامك سلني أعطك ادعني اجبك اسكت ابتدئك فإذا انصرف شيعه الملك يظله بجناحه حتى يدخل الى منزله ثم يناديه تبارك و تعالى ايه العبد المعظم لحقي حق ٌ علي َّ اكرامك قد اوجبت لك جنتي و شفعتك في عبادي ، اتريد هذه المنزله تواصل مع المؤمنين لا تكن العلاقات بين المؤمنين بعيده كلما كانت قريبه و تزاوروا فيما بينهم كانت افضل .
  • التواضع للمؤمنين اثر من اثار الايمان ، مؤمن متكبر لا يكون ، لا يجتمع الايمان مع التكبر وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (7) وصف المؤمنين يمشون على الارض هونا ً يعني متواضعون يتواضعون لا يتكبرون كناية عن التواضع يقول تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ من هم هؤلاء متى يأتون ربما يكونون مع صاحب العصر و الزمان و لكن هذا هو وصفهم فلنجعل انفسنا كذلك و نتصف بهذه الصفات من صفاتهم انهم اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ، و قال النبي صل الله عليه و اله إن احبكم و اقربكم مني يوم القيامه مجلسا ً أحسنكم خُلقا النبي هو صاحب الاخلاق العظيمة هو صاحب هذه الصفات العظيمة فبقدر ما تتصف بها تكون قريبا ً منه إن احبكم و اقربكم مني يوم القيامه مجلسا ً أحسنكم خُلقا اشدكم تواضعا و إن ابعدكم يوم القيامه مني الثرثارون وهم المتكبرون ، المتكبرون مطرودون بعيدون و المتواضعون قريبون من النبي صل الله علي واله و قال امير المؤمنين عليه السلام فلو ارخص الله في الكبر لاحد ٍ من عباده لرخص فيه لخاصة انبياءه و اولياءه ، لو كان الكبر مسموحا ً به لكان الانبياء اولى به و لكنه غير مسموح ، الكبر شيء ٌ مرفوض و قال النبي صل الله علي و اله لاصحابه مالي لا ارى عليكم حلاوة العبادة قالوا و ما حلاوة العبادة قال التواضع ، وهناك قصص في ذلك نذكر قصة النبي موسى عليه السلام بمضموها عندما قال له الله سبحانه و تعالى ائتني في المناجات بشخص ٍ انت افضل منه النبي موسى من أولي العزم المفضلين على الانبياء و ليس على الناس فقط اين انت من هذا النبي و من تواضع هذا النبي اسال نفسك في تعاملك مع الناس الله سبحانه و تعالى يقول له ائتني بشخص ٍ انت افضل منه فيذهب النبي ليبحث هنا و هنا ليرى بين الؤمنين هل انني افضل من هذا المؤمن لاخذه معي للمناجات و لكنه يقول ربما هذا افضل عند الله فيتركه و يذهب لمن هو دونه اقل منه ايمان ثم يتركه و يقول ربما هو افضل ثم يذهب لمن ليس عنده ايمان فيقول ربما هذا عنده صفات يكون عند الله سبحانه و تعالى افضل ، في وسط هذه القصه اذكر حديث يقول إن الكافر السخي اقرب ما يكون الى الجنه من المؤمن البخيل ، الإمام الراحل رضوان الله عليه يقول اذا اردت ان تنهى شخصا ً عن المنكر لا تجعل في نفسك انك افضل منه تقول انا لا ارتكب وهو يرتكب ربما فيه صفات تجعله عند الله افضل ، إحذر و اتفلت فالنبي موسى يبحث عن من هو افضل منه فلا يجد بين الناس فيذهب للحيوانات فيبحث هنا وهنا فلا يحصل ، الى ان يذهب للكلاب اجلكم الله فيقول ربما هذا افضل هذا افضل الى ان يأتي الى كلب ٍ عقور ليس فيه خير بما يراه الناس فيأخذه معه و يسير به الى المناجات و لكنه في الطريق يقول ربما هو افضل مني فيتركه و يواصل طريقه لوحده فيخاطبه الله تعالى لم تأتني بمن انت افضل منه ، قال لم أجد قال لو جأتني بذلك الكلب العقور لمحوت اسمك من ديوان الانبياء نبي و ليس له ان يرى نفسه افضل من كلب ٍ عقور إذا ً ما هو مطلوب عند الانسان في تعامله مع من معه من المؤمنين .

 

الوحده بين المسلمين وعدم التنازع من اثار الايمان ، من اثار الايمان ان يكون المسلمون متوحدين لا يتنازعون يقول تعالى وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (8) لا تتنازعوا  لا تتفرقوا بينكم و بين من يختلف معكم وهو يتحد معكم في الاسلام ، مسلم يتفق معكم في شهادة الا لا إله إلا الله و ان محمد رسول الله صل الله عليه و اله يجب ان نكون مع بعضنا البعض و لا نتنازع و لا نختلف .

 

 

أ .   حسن النية مع من نختلف معهم ، مع من تختلف معهم احسن نيتك و احمله على محمل الخير و ابحث له عن محمل الخير لا تقل ربما في قلبه يحقد علينا قال النبي صل الله عليه و اله إني لم أؤمر ان انقب قلوب الناس و لا اشق بطونهم ، ليس لي ان ابحث عما في نيته ، بل ابحث عن التواصل و التقارب مع من اختلف معه .

 

ب .   وظيفة المؤمن في موارد الإختلاف إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (9)   اصلحوا بين اخويكم ابحثوا عن الإلتقاء و التقارب يقول الامام الراحل رضوان الله عليه لو لاحظتم حالة من الإختلاف و الشقاق في مكان ٍما من الامة الاسلامية فلا تتوانو في رأب هذا الشقاق لان فضل هذا العمل اكثر بكثير من فضل الصلاة و الصوم ، إذا كان هناك اختلاف بين الامة الاسلامية بين المسلمين بين المذاهب تستطيع ان تقرب قدر ما تستطيع فهو افضل من الصلاة الصوم ، و يقول الامام رضوان الله عليه إننا لا ننظر الى الوحدة و التضامن الاسلامية على انها من الرسميات ، ليست من الرسميات و ليست حالة تكتيكيه بل هي استراتيجيه قرآنية ان يكون المؤمنون اخوة متقاربون فيما بينهم .

 

ج .    اثر الايمان في التعامل مع الكفار و المشركين ، إذ كان الانسان مؤمنا ً يجب ان يكون كذلك ،

 

  • الدين رحمة ً للعالمين ، يجب ان اعتقد ان الدين رحمه للعالمين كافه و ليس لنا فقط ليس لهذا المعتقد ليس لهذا المذهب ليس لذلك المذهب للناس كافه و للمسلمين و لغير المسلمين  وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ سورة الانبياء الاية 107 .

 

  • اخلاق المسلم مقدمه في كل تصرفاته مع جميع الناس يعتقدون اولا يعتقدون ما داموا غير محاربين حتى لو يكونوا مسلمين اخلاق الاسلام هي التي يجب ان تكون يقولو تعالى لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (10) سورة الممتحنه الاية 8 .

 

الهاومش

  • سورة الاعراف الاية 96
  • سورة الانعام الاية 82
  • سورة السجدة الايات 15-16-17
  • سورة الرعد الاية 28
  • سورة الانبياء الاية 107
  • سورة الاسراء الاية 23
  • سورة الفرقان الاية 63
  • سورة ال عمران الاية 105
  • سورة الحجرات الاية 10
  • سورة الحجرات الاية 10

 

شاهد أيضاً

تساؤلات ماذا بعد عاشوراء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *