نرفع أحر التعازي لبقية الله الأعظم أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ، بمناسبة إستشهاد أمير المؤمنين سلام الله عليه وللأمة الاسلامية جمعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين.
ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقه قولي.
نرفع أحر التعازي لبقية الله الأعظم أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ، بمناسبة إستشهاد أمير المؤمنين سلام الله عليه وللأمة الاسلامية جمعاء .
أتحدث حول امير المؤمنين سلام الله عليه
أمير المؤمنين سلام الله عليه قال عندنا إجتمع الناس حوله وطلبوا مبايعته قال : (دعوني والتمسوا غيري ، فإنا مستقبلون أمراً له وجوه والوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول وإن الآفاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت و اعلموا اني إن اجبتكم ركبت بكم ما أعلم ) .
من هذا الكلام لأمير المؤمنين سلام الله عليه يُعلم انه لم يكن يرفض الخلافة وإنما الخلاصة من هذا الكلام أنه يريد ان يقول : إن اجبتكم ركبت بكم ما أعلم ، يعني أعمل في أمر الخلافة والناس بما أراه أنا واستنبطه واستنتجه من الدين ، من القرآن الكريم ، من سنة سيد المرسلين ، فأعمل بما أعلم ولا أُصغي لأحدٍ بعد ذلك أبدا ، بمعنى آخر أنه أراد ان يلقي الحجة على الناس ، وأنه إن تولى خلافتهم فإنه يعمل بكتاب الله ، بعد ذلك ستظهر الإعتراضات كما يظهر في نفس هذا الحديث له سلام الله عليه ، قال : (إنا مستقبلون أمراً له وجوه وله ألوان )، يعني ان هناك مشاكل وان هناك فتن سوف تأتي ، و(إنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان لا تقدم له القلوب ولا تثبت عليه العقول ) هناك زلات سوف تحدث في المجتمع لِما سوف ينتهي إليه الأمر بعد مبايعة علي عليه السلام ــ عدالة لا يطيقها كثير من المترفين على حساب غيرهم ــ في هذه الظروف يقول امير المؤمنين سلام الله عليه سوف اعمل بما أراه إن اجبتكم ركبت بكم ما اعلم ، لن اصغي لأحد ان يعترض هنا او هناك على أمر اصله في الدين يؤخذ من كتاب الله وسنة سيد المرسلين ، لا تقل لماذا لم تعمل على اجتهاد من سبقك لم لم تعمل على سنة من سبقك من الخلفاء؟ إنما اعمل بما أراه من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله .
علي(ع) هو المثل الأعلى في كل شيء
الإمام أمير المؤمنين ، ليس هو الخليفة فقط وإنما هو الامام والقدوة والمثل الأعلى , لماذا ؟ لإلتزامه بكامل ما جاء به الإسلام ، هو المثل الأعلى في جميع الجوانب لِما كان يعيشه حقيقة من الاسلام ,فهو لا يعيش جانب من الاسلام ويغفل جانب , لايركز على جهة ويفرط في جهة ، ليس عنده إفراط أو تفريط وإنما هو التزام تام بالإسلام وبمعالم الدين كاملة من جميع الجوانب وأذكر على سبيل المثال وليس الحصر:
الجانب الأول: علي (ع) هو الخليفة العادل
فإن نظرت إليه في أمر الخلافة ، تجده الخليفة العادل ، الذي لا يستغني أحد عن ذكر إسمه وجعله مثال العدالة المطلقة في الدنيا بأكملها ، حتى قال بعض الغربيين قبل فترة من الزمان منظمات حقوقية وغيرها ، تكلموا أن الكرة الأرضية والعالم لم يشهد حكومة عادلة كحكومة علي ابن ابي طالب (ع)، ودعوا جميع حكام العرب والمسلمين ان يجعلوا عهد علي ابن ابي طالب سلام الله عليه ، هو المنهج لهم في حكوماتهم وتطبيق وإدارة أمور الدولة وفي العلاقة بينهم وبين الناس ، فهو الذي لا يفضل قريبا على بعيد ولا عربيا على أعجمي , الناس عند سواسية , ( إما أخو لك في الدين أو نظير لك في الخلق) يقول : (وَلَوْ شِئْتُ لاَهْتَدَيْتُ الطَّرِيقَ، إِلَى مُصَفَّى هذَا الْعَسَلِ، وَلُبَابِ هذَا الْقَمْحِ، وَنَسَائِجِ هذَا الْقَزِّ. وَلكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ، وَيَقُودَنِي جَشَعِي, إِلَى تَخَيُّرِ الأطْعِمَةِ وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوِ اليمَامَةِ مَنْ لاَ طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْص، وَلاَ عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ أَوْ أَبِيِتَ مِبْطَاناً وَحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى وَأَكْبَادٌ حَرَّى، أَوْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ:
وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَبِيتَ بِبِطْنَة ,, وَحَوْلَكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى الْقِـدِّ ,
أَأَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ يُقَالَ: [هذَا] أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَلاَ أُشَارِكَهُمْ فِي مَكَارِهِ الدَّهْرِ، أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَهُمْ فِي جُشُوبَةِ , الْعَيْش! فَمَا خُلِقْتُ لِيَشْغَلَنِي أَكلُ الطَّيِّبَاتِ، كَالْبَهِيمَةِ الْمَرْبُوطَةِ، هَمُّهَا عَلَفُهَا، أَوِ الْمُرْسَلَةِ شُغْلُهَا تَقَمُّمُهَا ، تَكْتَرِشُ مِنْ أَعْلاَفِهَا ، وَتَلْهُو عَمَّا يُرَادُ بِهَا)
فهذا علي (ع) لا تستطيع أن تصف العدالة من غير أن تذكره أكبر مثال له .
الجانب الثاني : علي (ع) هو الزاهد المتعفف
حتى عن الحلال في هذه الدنيا يقول سلام الله علي : (ما لعي ونعيم يفنى ) النعيم الذي ينتهي لا حاجة لعلي فيه , فهو أزهد الزاهدين في نعيم الدنيا , فهو في الوقت الذي هو خليفة وجميع مقدرات الأمة الاسلإمية في يده ، يجلس لها ويوزعها لايستثني منها درهماً وينظر ويتابع كل شيئ هل وصل لمستحقه أولاً ؟
في ذلك الوقت وجميع المقدرات في يده يسكن في بيت إذا وقف رأسه يصل الى سقفه او يده تصل الى سقفه لماذا ؟ لآنه يعيش حاله الزهد يعيش حالة القناعة أن هذه الدنيا لا تسوى شيء ، وكم نقرأ أن هناك من الخلفاء من يكون في قصره ألف جارية وخلفاء يملكون ويملكون والناس يموتون جوعاً , وأمير المؤمنين سلام الله عليه ينام على التراب، فهو قدوة في جميع الجوانب في جانب الزهد ، في جانب العدالة والتعامل مع الآخرين.
الجانب الثالث: العلاقة بالله تعالى
في جانب العلاقة بينه وبين الله سبحانه وتعالى ، منقطع النظير متوجه لله خالصاً لله ، لايرى أحد غير الله ، لايعمل ولا يقدم على شيء إلا كما يقول : ـ مضمون كلامه ـ ( ما أقبلت على شيء إلا وجدت الله قبله وفيه وبعده )، في كل شيء عمله لا ينظر فيه إلا لوجه الله سبحانه وتعالى ، يبيت على فراش رسول الله (ص) وكل سكينة وإطمئنان يخوض المعارك وهو متبسم , وفي محرابع عابد يبكي, عبادته ليس لها نظير ، حيث ان الأئمة سلام الله عليهم عندنا يقال لهم او يتعجب من عبادتهم يقولون : أين نحن من عبادة علي ، فهو منقطع النظير في كل هذه الجوانب في جانب تعامله في كل شيء .
المشاكل التي إعترضت خلافة علي(ع)
أمير المؤمنين في خلافته واجه مشاكل كثيرة ، عندما إجتمع الناس حوله وجائوا يبايعونه كانت تعترضه مشاكل وتستقبله فتن:
المشكلة الأولى : مقتل عثمان
فهو جاء بعد خلافة ، الخليفة فيها مقتول والثوار مؤيدون لعلي عليه السلام ، فالأمر صعب فكأنه هو القاتل او انه راضٍ بقتلهم مع انه كان السفير بينهم وبين الخليفة ويريد الاصلاح ولكن كانت هذه مشكلة
المشكلة الثانية : النفاق
التي لم تكن في زمن النبي صلى الله عليه وآله والفارق بين زمن النبي وخلافة علي عليه السلام ، كان النبي صلى الله عليه وآله يحارب كفاراً يجهرون بكفرهم وبعدائهم للاسلام ، ولكن في زمن امير المؤمنين عليه السلام الامر مختلف اناس يحملون القرآن ويتكلمون بالقرآن ولكن هم منافقون يبطنون النفاق في نفوسهم ، فإذا معاوية بعد قتل عثمان ينادي الإسلام لا يعمل به ، فلقد قتل عثمان مظلوماً ويرفع هذا الشعار ، عندما قتل عثمان طبعا كان من ضمن حاشيته جماعة يريدون الفتنه ، يريدون ضرب الإسلام فكانوا على استعداد لقتله او ان يقتل .
عندنا قتل عثمان ، معاوية كان قد بعث جواسيس وعيون له الى بيت عثمان فعدنا يقتل يأخدون قميصه يوجلبونه للشام ويأخدون أصابع او إصبع زوجته لانها في دفاعها قطعت اصبع او اصابع منها ، فجيئ بها الى الشام , ثم يجعلونه على خشبة طويلة ويثبتونه ثم على المنبر ، ويذهب معوية اليه في كل يوم في كل وقت من الزمان ويجلس عنده ويبكي ، ويقول لقد اصبح الإسلام لا يعمل به ، قتل الخليفة مظلوما , ويبكي والناس تبكي معه وبعد ذلك لايدعي على أحد أنه القاتل الى ان يهيج الناس ثم يقول قتله علي ابن ابي طالب ، فيأتي لمحاربة علي ابن أبي طالب وتتهياً الامور لمحاربته انه يصيره في نظرهم أنه هو القاتل هذا الوضع كان مشكلة من المشاكل التي واجهها علي عليه السلام (مشكلة النفاق) ، فالكثير في المجتمع يظهرون الإسلام والايمان ولكنه يبطنون في نفوسهم الكفر ، لا يصرحون به ولكنهم يحملون في انفسهم وفي باطنهم الكفر ، ويظهر على فلتات ألسنتهم ومن تتبع التاريخ وجد كلمات المنافقين واضحة ، يستهزئ ويستنقص من حق النبي , ومنزلته صلى الله عليه وآله ، هذا الكلام ليس من كتبنا وإنما هذا واقع موجود في كتب كافة المسلمين ، لذلك بين قوسين : (قضية ان يخرج مسلسل باسم الحسن والحسين ومعاوية ويقال انهم على وئام اهل البيت وبني امية على وئام والتئام وان من شوه الصورة هم الشيعة ، هذا ليس صحيح إنما في الواقع الخلاف كان موجود والحرب كانت قائمة في كتب المسلمين كلها معروفة) .
المشكلة الثالثة : إصرار الامام علي عليه السلام على تطبيق العدالة
وهي المبدئية ، يقول عليه السلام : والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويمكر ، اي ان هناك غدر ومكر وأمير المؤمنين سلام الله عليه على الجادة السليمة لا يخدع احد ولا يداهن احد , يعامل الفاسد انه فاسد , ويعامل المؤمن انه مؤمن لا يثبت شخص في منصب وهو ليس أهلا له لايستحق هذا المنصب ولايبقيه في منصب وهو كذلك، فأمير المؤمنين سلام الله عليه جاء لتطبيق العدالة الكاملة التامة ، من كان متنفذاً من كان مسيطراً من كان واليا في مكان ، في دولة في مدينة وله سيطرة وله قدرة في سلب الاموال , فامير المؤمنين سلام الله عليه مجرد ان يرى شخصاً ينتهك حقوق الناس وحقوق الله يأمر بعزله ويرفضه ، فكانت مواقفه صارمة ، لذلك كان البعض يقول له لماذا لا تداهن لماذا لا تساوم لماذا لا تؤخر لماذا لا تبقي ، بل اتهمه البعض بأنه قليل السياسة وقليل الخبرة وقليل الدهاء فأجاب : وما معاوية بأدهى مني ، المسألة’ ليست قضية دهاء وانما قضية مبدأية ، فأمير المؤمنين سلام الله عليه مبدأيته ايضاَ كانت عائق في مجتمع تعود فترة من الزمان على التفضيلات والتقريب للأقارب والمتنفذين ومن يبيع دينه من اجل على ان يحصل على بعض الأموال .
المشكلة الرابعة : الخوارج
يقول الشهيد المطهري ، مشكلة الخوارج لأمير المؤمنين سلام الله عليه هي المشكلة الاساس التي واجهها امير المؤمنين
لماذا ؟ لانه اذا جئت ونظرت للخوارج
جائوا من كل حدب وصوب كما يصفهم امير المؤمنين ، طغان اقزام قلوب قاسية ولا يستوعبون شيء من الاسلام إلا ظاهره وهذا كله بسبب الفتوحات العشوائية وكما يسميها بعض العلماء العامة الذين يختلفون معها سموها بالإجتياحات ،لأنها فتوحات وفتوحات ولكن هذه الفتوحات ترغم الناس أن يدخلوت في الاسلام بالقوة ثم يشاركون في حروب وغيرها ويفتحون دول ودول وهكذا كلما دخلو منطقة فتحوها صارو جزء من المسلمين من غير ان يعرفو الاسلام ومن غير ان يتثقفوا بتقافة الاسلام الحقيقية فبعد ذلك يشكلون بأفكارهم بأفكارهم التي يحملونها وعقائدهم التي لا يجهروا بها يشكلون خطرا على الاسلام لانهم يحملون عقائدهم ويحاولون زرع الافكار التي يتبنونها ، ومن أخد منهم بالاسلام من غير تعليم ولا تثقيف فصار يأخذ قشور الاسلام فقط .
لذلك يقولون لا حكم إلا لله ولا يريدون بزعمهم لأحد ان يحكم ، كيف لا حكم الا لله ؟! هل ان الله سبحانه وتعالى يحكم مباشرة بين الناس ؟ او انه يجعل واسطة يجعل بشر يحكم . فصاروا يأخذون ظاهر الاسلام فاضروا بالاسلام أكثر وكفروا جميع المسلمين . الخوارج في وقتهم جائوا بثقافة هزيلة ، وهي ظاهر الاسلام فكفروا جميع المسلمين وقاتلوا وقتلوا من أصحاب رسول الله من التابعين ولم يستثنو أحدا حتى انه ينقل أن امام المعتزلة واصل ابن عطاء: عندما مر في مكان في طريق اعترضه بعض الخوارج فقالو له : من انت ؟ مادينك ، فقال : انني مشرك كافر ، وهو إمام السنة في وقته وليس شخصاً غير معروف ، ولكن إتفاقا لم يكونوا يعرفونه فقال : انا مشرك انا كافر لكني سمعت أن في قرآنكم آية تقول (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون( قالوا له : صحيح , فاسمع كلام الله وأسمعوه له بعض الآيات ثم قالوا له انصرف توكل على الله انصرف , بعد ذلك اصحابه يسألونه ,الذين معه حاشية عالم كبير رئيس المذهب قالوا له : لماذا لم تقل لهم انك فلان ؟ وانك مسلم ؟
فقال : لو قلت بأني مسلم لقتلوني فالحل بأني أتبرأ من هذا المعنى ظاهراً لأنجو بنفسي لأنهم لا يقبلون شخصاً ليس منهم كل شخص يختلف معهم فهو كافر ويقتل ، فكانت هذه مشكلة كبيرة و هو الجمود والتحجر والوقوف على ألفاظ ظاهرية فقط من غير فهم ومن غير تمعن .
النبي صلى الله عليه وآله في هذه الدعوة كان يربي ويعلم ويدرس ولم يأذن بالحرب او الجهاد ثلاثة عشر سنة وانما أذن بالهجرة فقط الى ان يقوى المسلمون ويعتنقوا دينهم بوعي ودراية بعد ذلك صارت الغزوات اما مباشرة يدخل بالاسلام ويتظاهر بالدين خوفاً من السيف ثم يقال له انت قائد المسلمين ويذهب يحارب بعقيدته وبأفكاره فإن ضرره على الإسلام أكثر من نفعه ,فهذا كان موجوداً وكانت مشكلة لأمير المؤمنين سلام الله عليه .
معاوية طبعاً إستفاد منهم في قضية التحكيم والكل يعلمها ، إستفاد من بساطة الخوارج ، هو داهية يفهم والخوارج سذج ، واذا بهم عند الهزيمة ، هو منافق لا يتبنى الإسلام حقيقةً ، عندما رأى نفسه مهزوماً قال ارفعوا القرآن ، رفعوا القرآن ، أُولئك في الطرف الثاني قالوا نقاتل مسلمين وينقلبون على أعقابهم فيكتشفون المؤامرة و الخديعة ، فيكفرون معاوية ويكفرون علي (ع) لأنه وافق على الصلح ، وتبقى المشكلة لعلي عليه السلام.
فهذه هي المشكلة الأساسية التي كان يمر بها امير المؤمنين سلام الله عليه
لذلك اذا اردنا ان نعلق عليها من جانب واحد وهوعدم التفهم ، عدم المعرفة الحقيقية في الدين أين تؤدي بالشخص في الملابسات والشبهات ، إذا مر الإنسان بأمر له وجوه وألوان كما يقول أمير المؤمنين سلام الله عليه ، فإن لم يكن يفهم وإن لم يكن يعلم بحقائق الأمور ، ولم يكن يعلم بأمور زمانه ، ولم يكن يعلم بدينه فإن اللوابس تلتبس عليه.
علينا أن نكون بقدر المعرفة نحن ننتمي لهذا الدين ، ننتمي للإسلام ، ننتمي لأمير المؤمنين سلام الله عليه يجب أن نكون على دراية ووعي كبير ، وإلا إن لم نكن بذلك القدر من المعرفة والوعي يستطيع من يريد أن يدخل فتنة علينا ـ كما فعل معاوية ـ يستطيع بكل سهولة ، أما إذا كنا على معرفة وعلى وعي فلا نخدع ولا يستطيع أحد أن يوجد فتنة بيننا , فعلينا ان نعرف من هو صديقنا ويريد خيرنا ومن الذي يخالفنا ، بهذه المعرفة لن تكون هناك فتنة لن يحارب بعضنا بعضاً ، يجب ان نكون على قدر من المعرفة ، لانكون بسطاء وسذج ، نحمل شعار و نهتف ولاندري مع من ولماذا ومن يختلف وكيف أتعامل مع المختلف معي في أُمور إذا كان هو من إخوتنا ، إذا كان هو من جلدتنا إذا كان هو من أصحاب المطالب معنا ، الوعي والمعرفة أمر مهم.
الامر الأخير، أمير المؤمنين سلام الله عليه ، مسلكه مع الخوارج الذين كانوا يحاربونه كانو يكفرونه يرون عليا عليه السلام أنه كافر ، وكانوا يصرحون بذلك حتى أنه عندما قتل أمير المؤمنين سلام الله عليه كان يقول شاعرهم:
يضربة من تقي ما أراد بها الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إنهم يتقربون الى الله سبحانه تعالى بقتل أمير المؤمنين (ع)، يعيشون السطحية ، يكفرون عليا عليه السلام , أمير المؤمنين على المنبر يخطب ويقول أحدهم عندما يسأل أمير المؤمنين فيجيب ببذاهة واضحة على أسئلتهم ، فيقول أحدهم كافر ما أفقهه ، فيكفرونه ويتهجمون عليه , وأمير المؤمنين يصلي وآخر يقول ويخاطب عليا (ع) يقول له اقرأ….( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) يعني أنت وإن كان لك سابقة في الإسلام ولكن بعد أن كفرت بقبولك التحكيم الآن فليس لك شي تعمله.
أمير المؤمنين على ذلك ماذا كان يصنع ، كان لايقبل من أحدٍ أن يتعرض لهم ، لم يقبل أن يقتلوا ، عندما قام في نفس المجلس الذي كان يرد على أمير المؤمنين ويقول له كافر ، يقوم له البعض وامير المؤمنين يقول دعوه ، ولا يرضى أن يتعرض له احد ، ولم يقطع عليهم العطاء من بيت المال ولم يمنعهم من الإختلاط بالمسلمين والعمل مع المسلمين ، وإنما يقول هذا حقهم ، إلا أن يتعرضوا للمسلمين ، فنحاسبهم ونجازيهم ونحاسبهم على فعلهم ، ولكن لانتعرض لهم ولمعيشتهم ولا لعوائلهم ، هذا امير المؤمنين عليه السلام الذي يريد ان ينصف ، الذي يريد أن يقتدي بأمير المؤمنين سلام الله عليه يستطيع ان يبلغ خيرا كثير سواء كان من الناس ، فحياة أمير المؤمنين سلام الله عليه تشمل جميع جوانب الحياة ، إن كان حاكماً والياً أو في منصب أمير المؤمنين سلام الله عليه المثل الأعلى والعلامة العظمى في هذه الدنيا.
الموضوع الثاني: من يريد التأزيم
لازال الحديث في وضع البلد ، يقولون ويكتبون أن الجميعات السياسية ، الوفاق وغيرها و الناس يريدون تأزيم الأوضاع في البلد ولايريدون الإصلاح
هنا نتسائل ، هل الذي يطالب بحرية هو الذي يريد التازيم ؟
لو تسأل أي إنسان عاقل في الدنيا ، هل أن الذي يطالب بحرية الشعب بحرية المجتمع بإعطاء كل ذي حقٍ حقه لازيادة ولانقصان هل هذا الذي يريد التأزيم ويريد المشاكل؟
ام أن الذي يطالب بالإستبداد وإبقاء الحكم الفردي وإبقاء التسلط والتجبر والإنتهاك والإعتداء والتعدي على الناس في بيوتهم في كل مكان هو الذي يريد الحل ويرفض التأزيم ؟
هذا السؤال إذا سألناه لأي إنسان في العالم جوابه يكون واضح ، الذي يريد الخير للبلد ، يعطي للبلد كرامته ، يعطي الشعب كرامته ، يقدر الإنسان في المجتمع ويعطيه حقه وإذا كتب أن الشعب مصدر السلطات ، يقول أنت مصدر السلطات ، لك أن تقبل ولك أن ترفض ولك كل شي ، لايكون الشعب محروماً من القرار السياسي ، محروماً من الحياة الاقتصادية المناسبة ، محروماً من التكلم ، محروماً من التعبير عن حقه واضطهاده
فأين تجدون التأزيم؟؟!!.
نحن نرى الأمور في بلدنا معكوسة ، إذا كان شخص يعمل معك في العمل ويوشي بك الى السلطة بإنه وجدك في يوم ، وجد لك صورة تحتج ، وجد لك صورة تقول أنا مواطن انا أطالب بحقي ، فوشى عليك ، يزاد راتبه ، وأنت تفصل من العمل ، هذا هو الحل ، هذا هو الذي يرفع التأزيم ؟! ، أم أنه يزيد في التأزيم ويدمر المجتمع والأمة معاً.
الليلة الماضية ، البارحة الناس إحتفلت باستقلال البحرين ، الذي يحتفل باستقلال بلاده يحتفل بذكرى حرية في بلاده ، يكرم , لكننا نرى ورأينا الأمر مختلف ، رأينا القمع الوحشي الغريب في جميع مناطق البحرين ، رأينا قمعاً لا يمكن أن يقبله إنسان عاقل ولا يستطيع تبريره بأي صورة كانت ، حتى لو افترضت ان هناك أناس يخربون ، مهما حاولت أن تفترض ، فالقمع الوحشي الذي كان البارحة أمر لا يمكن تقبله او تعقله أو تبريره، إذا كان هناك أشخاص يتظاهرون أو يطالبون في المنطقة , في هذه المنطقة في هذه القرية في تلك القرية ، إذا كان عدد من الناس يتظاهرون ويطالبون أو يصرحون أنهم مظلومون أو انهم فرحون بإستقلال بلادهم ، فيأتي القمع بحيث أن أهل المنطقة لا يستطيعون وهم في بيوتهم ، من يغلق المكيفات ، من يخاف على أولاده من دخول الغازات السامة ويعيش حالة من الرعب والخوف لماذا؟ هل هذا هو الذي يحد التأزيم ، أم أنه يدمر البلد ويجعل الجميع معارضاً ، حتى لو كان هناك شخصاً غير معارضاً ، يقول العقوبة على الجميع ، لم تستثني حتى أطفالنا في البيوت ، أنت في البيت جالس وأنت خائف على أولادك ، تخاف أن تنام ويمتلئ البيت بالغاز الخانق وتموت أنت مع عائلتك ، الوضع كله تأزيم وكله وحشية وانتهاك وليس إصلاح ، الذي يقول نحن نريد الإصلاح ، الإصلاح عبر الشعب ، الشعب مصدر السلطات ، يجب أن يرفع حقه ، يستجاب لمطالبه وينظر فيها نظراً حقيقياً بصدق واقتراب مع الشعب ، والواقع ان الأمر مختلف تماماً ، فندعوا ونوجه أيضاً رسائلنا لجميع الجهات وللحكومة انه لماذا لا تلتفتون لواقع الإصلاح وحقيقة الإصلاح ؟
ماتعملون به ليس إصلاح ، إنما هو إضرار بالمجتمع وإنتقام من المجتمع بأكمله لن يطول ولن يستمر وسوف تكون النتيجة عكسية عليكم أيضاً ، كما ان الشعب يتضرر ، سوف تتضررون ، وسوف تجدون وتكسبون الأعداء في الداخل والخارج ، عليكم النظر لهذا الشعب المسالم ، الذي لا يصدر منه أي شيئ مخالف للسلمية ، ولم يستطع أحد في العالم أن يقول الشعب خرج في مطالبه عن سلميته ، شعب متحضر واعي ، عليكم ان تستجيبوا له وتسمعوا مطلبه وإلا فالخسارة تكون على الجميع
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.