الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
(بسم الله الرحمن الرحيم)
(ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
وقال إمامنا الحسين(ع) : (إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ، ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد ) مقدمة :
حديثنا حول بعض الملاحظات التي يجب أن نأخذها في إحياء عاشوراء بصورة عامة.
قتل الحسين(ع) ليصلح هذه الأمة ، وليفضح الظالمين ويعري الفاسدين.
بعد أن كان المفسدون يتظاهرون بالفسق والفجور ، ويرتكبون الجرائم والظلم واستعباد الناس , من غير رادع ولاخوف من أحد ، خرج الحسين(ع) ليعيد للناس حريتها وعبوديتها لله سبحانه وتعالى ، بعد أن صارت عابدة للطاغوت ، خاضعة للظلم،خرج ليرجعها لكرامتها ويجعلها عابدة لله سبحانه وتعالى .
2-هدف إحياء عاشوراء الحسين (ع) ، للحفاظ على ثورة الحسين , ومباديء الثورة , وفضح الظالمين ، بمعنى أن هذا الإحياء الذي يقام في كل سنة هو استمرار لأهداف الحسين(ع) ليفضح الظالمين والمتلبسين بالدين والمتسلطين على الناس من اليزيديين ، المتآمرين والمتسلطين والمتمكنين من رقاب الناس في العالم , في أي مكان وأي زمان ..
3-لا تتحقق أهداف الإحياء التي هي أهداف الثورة الحسينية إذا امتزحت بالمنفرات والخرافات وكثرة المؤاخذات، فإنما يفعله الفرد ينسب للمذهب مباشرة وينسب أيضا للثورة الحسينية بالتبع، فيرتكب الجاهل مثلا مخالفة , لتكون هذه المخالفة سببا في تشويه المذهب والمعتقد بغض النظر عن قصده وعن هدفه ، لذلك نقول :هناك ملاحظات يجب أن نستفيد منها وأن نأخذها بعين الإعتبار:
الملاحظة الأولى: أن تكون عاشوراء سببا للوحدة والإتحاد بين أبناء هذه الأمة ، يجب أن تكون عاشوراء سببا للوحدة .
الحسين (ع) عندما خرج بثورته لم يأت بالثورة ليقسم المجتمع، لم يخرج ثائرا إلا كما قال : (وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي ) لم يخرج ليجعل الفرقة بين أبناء المجتمع ويشتت المجتمع ، يجب أن تكون الثورة والإحياء لنا نورا وسببا يجمعنا على كل خير .
1-الوحدة بين أبناء الأمة بمختلف مذاهبهم ، لا يقول قائل إننا نحب أهل البيت وننعزل عم المجتمع ونرفض غير أتباع أهل البيت ، وإنما يجب أن تكون عاشوراء للجميع، حاضنة للجميع ، موحدة للجميع من مختلف التوجهات والمذاهب ولا تقتصر فقط على المحبين لأهل البيت .
2-أ، تكون سببا لوحدة الشيعة أنفسهم ، عندما نقول الوحدة مع غير أبناء هذه الطائفة فوحدتهم فيما بينهم برتبة أولى ، فيجب أن يتحدوا وأن يترابطوا فيما بينهم وأن يكون الإحياء طريق لوحدتهم ، للتكاتف والتلاحم والتآزر في هذه المجال، لا أن يكون إحياء عاشوراء سببا للخلاف .
ليس من الصحيح أن يقول هذا أن أخرج موكب بإسمي وبإسم جماعتي وذلك مثله، أو أن هذا المأتم وهذه الحسينية تصر على وقت ،بحيث أن هذا الوقت يتعارض مع المأتم الآخر، وهكذا، فبدل أن تكون سببا للإلتقاء ولم الشمل تكون سببا للفرقة وهو عكس أهداف الحسين(ع).
الملاحظة الثانية : صحة الشعائر ومستندها، الشعائر الحسينية يجب أن تكون صحيحة مستندها صحيح إذا كانت من المنقولات فيجب أن تكون صحيحة في المستند ، عندما تقول قال الحسين(ع) فهذه شعائره تكتب بنور الذهب ، وعندما تبتكر من نفسك فربما لا يكون لها قيمة ، وإذا كانت لها قيمة فيجب أن تكون أيضا صحيحة بحيث أنها توافق العقل وتوافق الفطرة ، توافق أهداف الثورة الحسينية ، لا أنها تتقاطع معها وتختلف معها، ماذا أراد الحسين (ع) بثورته؟ يجب أن تكون جميع الشعارات تصب في هذا المصب فإما أن نأخذها منه (ع) ومما ورد عنه صحيحة وهي التي تكتب بماء الذهب وتبقى خالدة ، بل هي خالدة مدى الدهر، وإذا كان من عندنا يجب أن تكون في هذه المجال فقط، ولا تخرج عن ذلك .
الملاحظة الثالثة : المناقشة مع الخطيب في إختيار المواضيع بحسب حاجة المجتمع الفعلية وما يتناسب مع المعارف الحسينية ، أيضا يجب أن يكون اللقاء مع الخطيب قبل المحرم يجلس القائمون على المأتم مع الخطيب ويتحاورون معه ويتناقشون المواضيع التي ينبغي طرحها وأن تكون كلها في ضمن المعارف الحسينية وأهداف الثورة الحسينية وأهدافها عالية وشاملة للحياة بأكملها ، بمعنى أنه ليس من الصحيح أن يأتي الخطيب فقط ويلقي ما عنده من غير النظر لحاجة المجتمع الفعلية، واختلاف المناطق ..
الملاحظة الرابعة: أن يكون الإحياء والخطابة لها آثار حقيقية ، هذه الآثار :
1-أن تعكس المعارف الإلهية وعلوم أهل (ع) ، يجب أ، تكون في هذا المجال ، تركز على ذكر وبيان المعارف الإلهية التي أراد أهل البيت (ع) أن تكون في واقع المجتمع فيجب بيانها ، يجب التركيز عليها لا أن يكون الحديث فقط عن جوانب أخرى فقط كالسياسة وإن كانت مهمة , ولكن لا يكون بعيدا عن المعارف الإلهية ومعارف أهل البيت.
2-لا تقتصر أيضا على العبرة الآنية وإنما تكون مربية للروح ، ومطهرة للنفس ومحققة للفضيلة والعطاء في روح المحب والسامع بصورة عامة .
عندما يحضر المحب ويستمع يشعر في نفسه بميله للصفاء الروحي ، والطهارة الروحية وأن يكون من محبي البذل والعطاء في خدمة الله سبحانه وتعالى
3-الولادة الجديدة لكل فرد، يجب أن تكون هذه الواكب والحسينيات والمآتم والإحياء تجعل الإنسان إذا دخلها يخرج بتوبة صادقة ، يخرج بولادة جديدة ..
الملاحظة الخامسة: التجديد في الطرح وعرض الثورة الحسينية بأساليب مؤثرة مناسبة للعصر، يجب أن يكون هناك تجديد ، الطريقة المألوفة والمعهودة والتقليدية جيدة ولا يمكن التخلي عنها بل هي التي حفظت الأجيال ولكن أيضا بهذا التطور والوسائل التكنلوجية الموجودة ، يجب أن يكون هناك استعمال للأساليب التي يمكن من خلالها أيضا الإبتكار وإيصال الثورة وأهداف الثورة للناس كافة من خلالها ، كالقصائد والشعر وغيرها ، يعني عقد جلسات شعرية مثلا والنثر في هذه المجال ، والألوان والرسوم ، معارض رسوم تبين المأسات والمصيبة والأهداف العالية.
الناس في المجتمعات مختلفة , وأطياف مختلفة وكل شخص له جنبة يتأثر منها .
الخطابة مؤثرة , والموكب مؤثر , والمظاهر مؤثرة , والنشيد مؤثر , والمؤتمرات مؤثرة , والقاءات مع العلماء من مختلف المذاهب أيضا مؤثرة .
يمكن أن تُقام هذه الأمور في شهر محرم ، سواء كانت في أيام العشرة أو بعدها , أو قبلها ، لقاءات وغيرها تؤثر في نشر هذه الثورة وأهداف الثورة الحسينية .
الملاحظة السادسة : الإعلام : ضرورة توظيف الإعلام وأدوات التواصل الإجتماعي ، فيجب أن يستفاد منها في :
1ـ نشر فكر الثورة الحسينية ، وظلامة أهل البيت(ع) .
كم من إفتراءات وتهم تتهم بها الشيعة , وهذه التهم ما أنزل الله بها من سلطان ، يجب أن تكون لوسائل الإعلام آثار في كشف هذه الحقيقة.
2ـ بيان مظلومية أهل البيت (ع) , وبيان وحشية أعدائهم , بيان ما يمثله أهل البيت من النهج الناطق بالقرآن الكريم وسنة الرسول (ص) , وبيان الخط المناويء لهم وما يمثله من نهج الجاهلية , وبيان ما إرتكبه أعداء أهل البيت من المجازر العظيمة.
الملاحظة السابعة: للقائمين على المأتم ، من المناسب والمفيد لهم أن يحضروا دورات في فقه الحسينيات ، ليعرفوا كيفية ومقدار التعامل مع الوقفيات وخصوصياتها ، هذا أمر مهم .
الملاحظة الثامنة: التواصل مع المجتمع لتطوير الإحياء والمواكب الحسينية والمآتم , وهذا غير موجود في المجتمع بالصورة المطلوبة , فمن المناسب فتح باب الإقتراحات للتطوير في المجتمع، فطرح صناديق في المأتم أو في المساجد قبل العشرة ، ومن عنده إقتراج ومن عنده نظرة يمكن أن يبدي هذه الخطوة لتطوير العطاء في المأتم ، طبعا مع الشكر الجزيل الذي نقوله دائما وباستمرار للقائمين على المواكب والمآتم وإحياء عاشوراء لأنهم بذلوا وقدموا الكثير في خدمة الحسين(ع) .
الملاحظة التاسعة: الإهتمام بالأطفال بالشكل المناسب ، يجب أن يكون هناك إهتمام بالأطفال وإلا فإن هناك بدائل كثيرة تشغل الطفل عن المأتم وتجذبه للشارع وربما للمجمعات وغيرها ، وهذا يؤثر على تربيته ويؤثر على علاقته بالحسين (ع) ، فإذا كان الطفل يأتي للمأتم وبمجرد أن يبكي ، يخرج أبوه حاملا إياه للخارج ، أو يؤمر بإخراجه ، إذا لم يكن هناك بديل مثلا ، صالة فيها أطفال وبرامج للأطفال فإن هذه الطريقة من التعامل تضر بثقافة الطفل وتربيته الدينية وتربيته الحسينية ، لذلك يجب الإهتمام بما يناسب الأطفال .
الملاحظة العاشرة : عدم التضارب بين أوقات المأتم بحيث يتناسب مع حجم المنطقة وعدد المستمعين .
يجب على المجتمع أن يطالب فيها القائمين على المآتم ينسقوا بين المآتم بحيث لا يكون هناك تعارض ، إذا كانت المنطقة صغيرة وفيها مأتمان وذهب المستمعون للمأتم الأول وقرأ الخطيب وانتهي الخطيب ووضع الطعام ، الثاني يقرأ ليس عنده أحد . المستعون يقولون لا حاجة أن ننتقل للمأتم الثاني فينفصل المجتمع بعضه عن بعض وهذا غير صحيح ، أو أنه يقول البعض لن أذهب للأول حتى أستطيع الحضور للثاني ، يجب أن يكون هناك ترتيب في هذه الأمور في أوقات المأتم أو أوقات الخطباء حتى يلم شمل المجتمع بأكمله ويحفظ المجتمع عن الإختلاف
الملاحظة الحادية عشر: التعاون من الجميع في شؤون عاشوراء ، يجب أن يكون هناك تعاون من المجتمع كله ، عليه أن يشعر ويقدر أهمية التعاون في إحياء عاشوراء في جميع المجالات ، سواءا كان في الترتيب أو في وقوف السيارات أو في الحضور ، أم في طلب التحرك وهكذا في جميع المجالات ، يجب أن يكون هناك تعاون ، لنخرج بعاشوراء وبإحياء عاشوراء بالمستوى المطلوب وكما ينبغي .
الملاحظة الثانية عشر: تطوير الحسينيات النسائية لترتقي بالمرأة ، الحسينيات يجب أن لا تُغفل وأن تُطور ، لا تبقى فقط على النعي الطريقة القديمة وإنما مثلا يجلب محاضرات إضافة للنعي والعزاء ، أن تكون هناك محاضرات وتثقيف وطرح ما يتناسب مع المرأة وثقافة المرأة مرتبطة بأهل البيت(ع) .
الملاحظة الثالثة عشر: الإبتعاد عن اختلاط النساء بالرجال في المواكب الحسينية حفاظا على أهداف عاشوراء ، أهداف عاشوراء واضحة بصورة العامة .
الحسين (ع) جاء ليبعد كل خطأ عن المجتمع ، كل انحراف عن المجتمع ، كل سوء عن المجتمع وعندما نقرأ ونسمع أن الحسين (ع) كان في الحرب عندما يسقط علي (ع) والحسين يحمله للخيمة، فتخرج زينب إلى أطناب الخيمة ويرجع ويقول إرجعي ، هنا يبين أهمية الحفاظ على عفة المرأة ، لذلك ليس من الصحيح أن تقول سوف ننشىء مواكب نسائية وتركض نساء بركضة طويريج أو غيرها أمام الرجال ، هذا ليس صحيح ، هذا لا يخدم ثورة الحسين وأهداف ثورة الحسين(ع) ، وكذلك وقوف النساء والأختلاط بينهن وبين الشباب وبمكياج وأمثاله ، هذا كله بعكس ثورة الحسين وأهداف ثورة الحسين , المجتمع كله يجب أن يكون موجها , الأب يوجه بناته ، الأخ أيضا يوجه أخته ، القائم على المواكب يراقب إذا كان هناك خلل .
شباب يخرجون بصورة غير لائقة ، الشباب المتدينين يقفون مثلا مع فتياب متبرجات هذا كله ضرر وكله مخالف لثورة الحسين (ع) وأهداف الحسين(ع) .
المحلاحظة الرابعة عشر: الإهتمام بالضيوف خصوصاالأجانب، فهم سوف يحملون معاني هذا الإحياء ألى العالم .
الذي يأتي من الخارج وينظر للعزاء وينظر لهذه الصورة العزائية، إذا كانت رائعة وراقية سوف ينقلها وإذا كانت فيها خلل سوف ينقل هذا الخلل ونحن لابد أن ننظر في هذه الذكرى وهذا الإحياء أن يكون جميع الطرح أنساني … أن يكون جميع الطرح روحاني مقرب للخير، داعي للخير، وليس منفر . هناك أمور نعلم أنها تنفر ، ليست صحيحة فلا ندعو لها، يعني إذا قلنا مثلا وبصريح العبارة أن الدم منفر وليس من الأمور المحببة، لايتوهم متوهم أن أحياء عاشوراء إذا كان فيه السيف وضرب القامة وأمثالها سوف نروج مذهب أهل البيت ، سوف نحبب الناس لأهل البيت، لا , لايحبب الناس لأهل البيت سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين الذين يتحركون بفطرتهم ، يقولون : هذا شي مقزز… شى منفر.. هؤلاء إرهابيون ، إذا كان مسلم وهو من غير هذا المذهب أيضا ينظر بنفس الصورة بطريقة وبأخرى ايضا.
يعني نسم أنفسنا بالخرافات والمنفرات وهذا خلاف ثورة الحسين (ع)، لذلك يجب أن يكون الإهتمام بالطرح والإهتمام باستقبال الضيوف . إذا جاء الضيوف نستقبلهم بالصورة الحسنة ليحمل الرسالة، فيدخلون ويرون الخير يرون الأخلاق.. يرون التعامل الحسن… ويخرجون بهذه الصورة . أتذكر قبل عدة سنوات أحد الضيوف في كرباباد وهو ليس من الخليج الآن ليس في البحرين_ خرج من البحرين_ يقول جئت فقط لأستمع وأذهب وليست بصدد أن أعتنق مذهب ولاشي وخرج من البحرين، بعد كم سنة رجع زيارة إلتقى بي يقول الآن اكتشفت أن انتمائي لهذا المكان.. لهذا المأتم.. لمأتم الحسين لأنه شعر أن المأتم يطرح الأمور الروحية والأخلاق الراقية والتسامح والحفاظ على الخير، الدعوة للخير.. الدعوة للدفاع عن المظلومين ..وير فض المأتم الظلم والإعتداء ويرفض كل سوء، فيشعر الضيف إذا جاء للمأتم ورأى أخلاق الناس.. ورأى تعامل الناس.. ورأى مايطرحون.. يشعر أن هذا الإنتماء هو الصحيح وإذا خرج ينقل هذه الصورة وهذا أمر مهم. الملاحظة الخامسة عشر: الاعتدال في الإطعام في المأتم والمضائف، يجب أن يكون هناك اعتدال ، أيضا اذا لم يكن هناك اعتدال فهو إسراف ، وهو ليس من الصحيح , وليس من أهداف الحسين , يعني مثلا أذكر رواية بالمعنى عن الإمام الحسين (ع)، يرى شخص يتوضأ أو يغتسل وهو جالس على نهر، يغتسل على ساقية فالإمام يقول له إجعل غسلك في وسط الساقية لايكون هناك إسراف , الماء يخرج للخارج .
الحسين (ع) أهدافه أهداف الإسلام ، فيجب أن يكون أيضا الإنفاق في عاشوراء كذلك , يكون مفيد ، يكون في طريق تحقيق أهداف الإسلام , أما اذا كا ن مثلا بعد العزاء في المأتم بعد العزاء المغرب يضعون العشاء ثم يصلون مباشرة وهناك عشاء بعد الصلاة مباشرة , هذا زيادة ليس له معنى بل ربما يكون إسرافا. يجب أن تكون هناك نظرة منطلقة من الشرع في مسألة الإطعام ومقدار الإطعام .
المضائف أيضا , كم تقدم وكم تنفق من الأموال، يجب أن يكون موزونا .
ربما مثلا أن يقدم الشاي أو العصائر من غير أن يكون هناك زيادة أو إسراف ، فلننظر على أقل تقدير نبحث الموضوع نفكر فيه، أصحاب المأتم يجب أن يتداروا وأن يفكروا في هذا الأمر، القائمون على المضائف أيضا عليهم أن يفكروا في عملهم وإنسجامه في كمه ووقته ومقداره وكيفيته مع الشرع .
الملاحظة الأخيرة : نظافة الطرقات التي تمر بها المواكب أمر مهم , ثقافة المجتمع النظافة من الايمان، إذا أكل لايرمي في الشارع ، إذا شرب العصير لايرمي في الشارع ،سواء كان هو معزي أو يتفرج وينظر ، الجميع يجب أن يكون بمستوى راقي , لأن هذه الأفعال تنسب للمذهب كلها، تنسب للعقيدة، وبالتبع تنسب للثورة الحسينية ، والحسين، كأن الحسين هذا طريقه.. الحسين ليس كذلك ،إذاً النظافة أمر مهم يجب أن يرتب لها أشخاص ينظفون وأن يكون المجتمع عنده هذه الثقافة ويكون نظيفا .
إنتقل إلى موضوع البلد :
ـ الأستاذ عبدالوهاب حسين ويحتاج إلى العلاج ، فندين النظام والحكومة والدولة بهذا التقصير وهومسجون مظلوم ، يجب أن يحافظ عليه، ويجب على المجتمع أن يطالب بالحفاظ على صحته ، صحته متدهورة وفي بعض الأوقات يغمى عليه وهو يحتاج إلى متابعة للعلاج ، أويُخرَج للعلاج , أما برعاية الحكومة أو أنه لجهات خاصة ولكن لايترك، فندين الحكومة و النظام , أي شي يتعرض له وأي ضرر يتعرض له الأستاذ فهي مسئولة ،والجميع منهم مسئول وكلهم مسئولون، عن هذا ..
ـ البحرين سلطة تطويع القانون وليست سلطة القانون في البحرين لايوجد قانون وإنما يعملون مايريدون وكل شي يرفضونه يقولون مخالف للقانون وهم يخالفون القانون والأمثلة كثيرة : المثال الذي نذكره لكم اقتحام جمعية الوفاق ومصادرة المتحف ، يقولون هناك أمور مخالفة للقانون، أضحض الحجة بالحجة ، تكلم وقل هذه مخالفة , قل ماهي المخالفة , أما أن تقول هناك أمور تسبب الكراهية , ولا تذكر مثالا واحدا ، ماهي التي تسبب الكراهية , يقولون في المتحف أمور تسبب الكراهية ، كراهية ماذا ؟ الذي يقول ويعرض صورة مقتول مظلوم ويطالب بمحاكمة عادة بلا ظلم يسبب الكراهية ، هل هذا يكرس الكراهية أم أنه يجعل ضمانة للمطالبة بالحقوق في المجتمع ؟
الجريمة هي أن تصادر هذه الإثباتات , هذه جريمة , اقتحام الجمعية ومصادرة المتحف جريمة لأنه يصادر حرية الرأي، على أقل تقدير أنت لم تستجب لمطالب الشعب ولاتعطيه حتى الحرية في أن يقول أنا مظلوم ،لاتعطيه حقوقه وتمنعه أن يتكلم , تعذبه وتمنعه أن يقول أنا أتألم , شخص تضربه وتضربه فإذا قال أتألم تمنعه من قوله أتألم، هذا يكشف أن الفضائح تجاوزت الحدود ، الفضائح كبيرة وهم يخشون من نشرها ، فضائح وارتكاب التجاوزات والإنتهاكات للحقوق كبيرة جدا فيخافون من نشرها، لذلك اقتحموا وصادروا .
التجاوزات تكشف ضعف النظام عن مواجهة الحجة بالحجة والدليل بالدليل، أنت تقوق هؤلاء مخالفون واأنت على الحق، فلتأت بالأدلة فلتدحض مايقولون وبين كذبهم وافتراءهم وكذبهم إن كان كذلك، وإنما تأتي وتصادر وتعاقب وتداهم وتنتهك الحقوق ، فهذا يدل على ظلم متأصل وعلى تجاوزات لاتنتهي تحتاج إلى وقوف بقوة , للوقوف أمامها وإلا فهي مستمرة , ولكن الشعب أيضا مستمر ولا ينكسر..
والحمد لله رب العالمين وصلى اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين .