مواصلة للحديث حول إحياء الشعائر العاشورائية ،
اولا ، الشيعة و الحسين عليه السلام ،
نحن مع الحسين اينما نكون فنحن مع الحسين عليه السلام لا نتخلف عنه في موقف بإذن الله تعالى و عندنا الإصرار على محبته و إحياء الشعائره المرتبطه به و إظهار الحزن عليه و الجزع عليه الذي بينه الائمة عليهم السلام و قبلهم رسول الله صل الله عليه و اله ،
كتب الدكتور جوزيف الفرنسي في جريدة حبل المتين التي كانت تصدر في الهند مطلع القرن التاسع عشر كتب اليوم لا توجد نقطه من نقاط العالم يكون فيها شخصان من الشيعه إلا و يقيمان فيها المأتم ، بمعنى اينما كان الشيعه ولو كان شخصان وجدى في مكان من العالم إلا ويقيمان فيها الماتم و يبذلان المال و الطعام ، يقول رأيت في ميناء مارسل فرنسا في الفندق شخصا ً واحدا عربيا ً شيعيا ً من اهل البحرين يقيم الماتم منفردا ً ، شخص لوحده جالسا ً على الكرسي بيده الكتاب يقرأ ويبكي و كان قد أعد مائدة من الطعام فرقها على الفقراء ،
فهكذا العاطفه الحسينية اصلا ٌ متأصلا ٌ في وجود الشيعه لا ينفك معهم ، أصلا ٌ متأصلا ٌ في الجانب الوجداني و في الجانب العاطفي و في الجانب الفكري و العقيدي لا ينفك عن الشيعه وجود اينما كانوا فقضية الحسين هي قضية الشيعه و هي وجود الشيعه و لا يمكن ان يتخلى يشعه اهل البيت عليهم السلام عن هذه القضية .
ثانيا : مسالك في إحياء الشعائر ،
هناك مسالك عند الشيعه في إحياء الشعائر الحسينية ،
- الاول مسلك التعبد يقول السيد محسن الأمين فعلى من يريد التقرب الى الله تعالى و نبيه و اولايائه بالبكاء و الحزن لمصاب الحسين عليه السلام عليه ان لا يتعدى ما رسمه الرضا عليه السلام نقلا ً عن ابيه عليهما السلام و إلا كان من الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (1) هذا السيد العالم يقول هناك خط رسمه اهل البيت عليهم السلام في كيفية الاحياء و على من يريد التقرب ان يلتزم بهذه الصورة المقرره من قِبل الائمة عليهم السلام و إلا كان من ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .
- المسلك الانتقائي النخبوي العقلائي الشرعي هناك مسلك من عقلاء المجتمع و من نخب المجتمع و لكنه لا يرى التعبد و انما يرى انه هناك مجال مفتوح للشعائر و علينا ان نأخذ ما يتطابق مع الشرع وما يخدم الشرع في إحياء في ذكرى ابي عبد الله الحسين عليه السلام .
- إنتقاء ِ شعبي هدفه إشباع الجانب العاطفي المسلك العالم الموجود في العالم الشيعي هو المسلك الشعبي العاطفي و هذا التغير و التحول في الشعائر إنما هو بمزاج المجتمع العام المجتمع الشعبي فترى هذه الشعيرة اليوم بهذه الصورة و بعدها دخل عليها خصوصيات معينه هذا انما هو بمزاج المجتمع ، يعني بنظرة المجتمع عنده عاطفه حسينية و عنده حب و ولاء لاهل البيت عليهم السلام فيريد ان يشبع هذا الجانب فيأتي بإسلوب و بشعيرة بطريقة معينه لبيان الحب و الولاء لاهل البيت فيشبع الجانب العاطفي عنده ،
مثالان للانتقائية الشعبية ،
المثال الاول ،
أضاف الشيعة الاذربيجانيون التطبير ، التطبير جاء من أذربيجان من الشيعة الاذربيجانيين ، فأضافوا التطبير و حمل الهودج ذو الوزن الهائل في مسيراتهم كما كان يفعل المسيحيون في بلادهم في اسبوع آلام و عذابات السيد المسيح حيث يجرحون انفسهم في مواضع المسامير التي يدعى صلب المسيح بعد حمل صليبه الضخم الى التل فهم يقلدون المسيح في قضية ان المسيح حصل على عذابات و صلب و جاءوا ادخلوها في العزاء أيضا فهذا نوع من الانتقاء ، إنتقاء شعبي من المجتمع انتقى هذا و ينقله مجتمع اخر و اخر و هكذا .
المثال الثاني ،
ادخل الهنود و الباكسانييون مع اللطم السلاسل و الشفرات للتعير عن الحزن ، أدخلوا السكاكين التي يضربون بها على ظهوره في العزاء ليبينوا الحزن على الحسين و هذا ايضا انتقاء ليس مصدره شرعي و انما هو انتقاء من الناس ،
قبل فتوى السيد الخامنائي بتحريم التطبير تحركت فئات في المجتمع تدعوا لتطبير النساء ربما وجدت في بعض البلدان في لبنان كانت هناك جماعه تتحرك على هذا و تدعوا له و لكن بعد ذلك تقصلت المجتمع البناني لم يكن متقبل التطبير من الاساس و لكن فئه كانت تطبر و كانت تروج له و تدعوا لخروج من موكب لتطبير النساء ، بعد ذلك جائت فتوى السيد الخامنائي فأوقفت هذا ، هذا انتقاء من الناس ما هو المبرر له ، وكيف كان وكيف صار و الى اين يستمر نرى في الحديث ايضا .
ثالثا ً : أسباب الارتجاليه في الشعائر ،
ماهي اسباب الارتجالية في الشعائر بحيث اليوم كذا و غدا ياتي شعار اخر و تطور الشعائر و تُدخل و تُضاف عليها بعض الامور ،
- عدم التعبدية في الشاعر ، الشعاشر الكل يعلم انها ليست تعبديه بخلاف ما نقلته عن السيد محسن الامين لان هذا الرأي لا يراه عامة الشيعة و لكنه رأي عالم من كبار علماء الشيعة ، عدم التعبدية يعني الشعائر لم تاتي بنصوص محدده ان يعمل كالصلاة محدده لا يستطيع شخص ان يقول سوف اتقرب الى الله في الصلاة و فأُضيف على صلاة الصبح ركعة لانها تعبديه محدوده بطريقه معينه ، الشعائر الحسينية ليست كذلك ليست محدوده بطريقة معينه أهل البيت احيوا الشعائر احيوا ذكر الحسين ذكروا الحسين بكوا على الحسين و لكن لم يقيدوا و يوجبوا الالتزام بطريقة معينه فهذا سبب يجعل الطريق كأنه مفتوح .
- عدم تشخيص المصاديق الخارجية من قِبل علماء الدين هذا من اسباب الارتجال و الاخذ و الانطلاق في شعائر تتناسب مع المزاج العاطفي المزاج الذي يحمله الشخص بحسب بيئته لذلك ترى من بيئة لبيئة يختلف في بعض البلدان مثلا ً في باكستان او تقول له ان يعزي في مأتم يدخل و يعزي من غير ان يمشي على الجمر و من غير ان يضرب نفسه بالسلاسل بالسكاكين او يطبر يرى انه ليس عزاء تحدثت مع البعض يقول هذا ليس عزاء لانه مزاجه هكذا فهنا مزاج إذا لم يكن هناك تدخل من العلماء و المراجع في التشخيص فهنا تاتي الامزجه و تفرض ما ترغب اليه العالم و المرجع عادة ً يعطي قاعدة عامه و مشكلة المجتمع لا يطبق القاعدة او انه يطبقها بطريقه خاطئة ، العالم يقول حكم التطبير اذا كان يضر بالشخص او بالمذهب فيه ضرر فهو حرام ، إذا كان ليس فيه ضرر و انما هو نوع من الجرح البسيط ليس حرام ، قاعدة ، هذه القاعدة تحتاج الى تطبيق مع وجود هذا الإنفتاح في العالم و الاستغلال للشعائر و الطعن في المذهب نحتاج الى تشخيص ، نحتاج الى تشخيص من نثق في تشخيصه ، هنا يوجد تشخيص في بعض الشعائر او لا ، يوجد تشخيص تصدى السيد الخامنائي حفظه الله لتشخيص هذا الموضوع لذلك هذا التشخيص مع النظر لدقة المشخص و خبرته و معرفته بالساحه الاسلاميه و بالساحه العالمية و بالاستفادات منها و الاتسغلالات إذا كنا نثق في تشخيصه فهو ملزم ، لا يستطيع ان يقول قائل نحن لا نقلد السيد الخامنائي فكيف نلتزم به ، هذا تشخيص موضوع خارجي ، التشخيص الخارجي ، إذا كنت تثق بالتشخيص فهو ملزم ، لا تأخذ الفتوى و تقول انا اعمل بفتوى شخص ٍ آخر و مختلف لان هذا تشخيص خارجي ، مثال لو ان شخص جاء وقال لك ان على ثوبك دم انت هنا لا تقلد و تقول له لا اقلدك لان هذا تشخيص موضوع خارجي فإذا كان التشخيص للموضوع الخارجي يقول بغن هذا الفعل يسيئ للمذهب و يضر بالمذهب فعلينا ان نلتزم بهذا التشخيص .
- من اسباب الارتجالية عدم النظر لاهداف الثورة في جزئيات ما يطرح في الاحياء ، يعني نحي في كثير ٍ من الاحيان هو الاحياء بصوره المختلفة عاطفه و تفاعل و لا نفكر هل هذا يخدم الاهداف التي خرج الحسين عليه السلام من اجلها ام انه لا يخدم ، لا ننظر لهذا الامر وهو أمر ٌ أساس ، فإذا لم ننظر اليه و نظرنا للتفاعل الروحي و العاطفي مع الحسين فقط هذا يجعل الارتجالات كثيرة كلا ُ بمزاجه و كلا ٌ بحسب بيئته ، ثم تتناقل هذه من بيئة ٍ الى اخرى كما ذكرنا التطبير في اذربيجان و إذا به يصل الى لبنان ينتقل هكذا من مكان ٍ الى اخر .
رابعا ً : أهداف الثورة الحسينية وآثارها ،
- الهدف من ثورة الحسين عليه السلام هو الاصلاح فيجب ان نبحث عنه في احيائنا بوعي ٍ لا بعاطفة منفصله ن خرجنا بالموكب الحسيني فهل هذا الخروج ان يمثل تحقيق اهداف ثورة الحسين هل كان يمثل إستمرار لدعوة الحسين و طرح الحسين ام انه تفريغ عاطفي منفصل فقط ، إذا كان تفريغ للعاطفه فقط إذا ً فيه خلل لان الحسين لم يخرج للعاطفه فقط ، العاطفه امر ٌ أساس و مهم فهو يحمي الشخص و يحفظ الشخص و يربط الشخص و يطهر روح الشخص و لكن هناك اهداف اوسع من هذا فهل هي موجوده ام لا ، إذا نظر الينا الاخرون هل نحن نربي ابنائنا ايضا و الى اخره .
- الهدف من ثورة الحسين عليه السلام هو إصلاح الانسان فعلينا ان نطبق ما تعلمناه من مبادئ الحسين دخلنا في موسم عاشوراء و الان انتهت العشرة لا بد ان يكون في حسباننا كم تعلمنا و كم استفدنا ماذا تعلمنا نحن نقول الحسين ثورة و هدف عنده هدف في هذه الثورة إصلاح الانسان إصلاح النفس هل نحن نطبق هل استفدنا عمليا ً في ذلك ام اننا فرغنا شحنات عاطفيه و انتهت مع انتهاء الموكب و نرجع الى ما كنا عليه يعني بعمنى هل حدث معنا تحول للافضل ام لا ، لابد ان نكون استفدنا من ثورة الحسين عليه السلام .
- كل الثورات في العالم انما كانت بعد ثورة الحسين و إلا لما كان هناك إنكار أبدا ً لو لم تكن ثورة الحسين عليه السلام العظيمة التي تحدت أكبر طاغيه في ذلك الوقت الذي يتهزء بالدين و يراه الناس أنه خليفة رسول الله و انه الحاكم الاسلامي الخليفة خليفة الله في الارض هذه هي النظرة الحسين عليه السلام جاء ليضع النقاط على الحروف و يقول هذا خطأ و يجب على الناس ان يقفوا بمعنى اخر الحسين عليه السلام عندما جاء ليحرك الناس عمليا ً ليس نظريا ً فقط لان الحديث النظري النبي صل الله عليه و اله قال من رآى سلطانا ً جائرا ً مستحلا ً لحرام الله محرما ً لحلاله فلم يغير عليه بفعل ٍ ولا بقول كان حقا ً على الله ان يدخله مُدخله نظريا ً قال النبي صل الله عليه واله ذلك ولكن عمليا ً المسلمون ينظرون و يزيد بالفسق و الفجور و ارتكاب جميع الجرائم الحسين عليه السلام عمليا ً جاء ليغير فحرك الناس فصارت الثورات .
- لولا ثورة الحسين لعرض الاسلام كما يعرضه الارهابيون وأكثر فكل شيء يجوز ما دام يوافق اهواء الحاكم ليس هناك شيء حرام ، الحاكم يرتكب ، قبل ان تقع واقعة الحره يزيد استدعى وجهاء المدينة المنورة لان هناك حركات بعد ثورة الحسين فأستدعى وجهاء المدينة المنورة فجاءوا رأوا يزيد و رجعوا ، سالوهم ماذا وجدتموه قالوا جئنا ممن يزني بالأمهات و العمات ليس عنده حرام و ليس عنده خط احمر كل شيء حلال و الذين يتمسكون الان و الذين رفعوا شعار عدونا الحسين كذلك تسمع جهاد النكاح و امور اخرى وكل شيء مجرد ان يوافق الاهواء فهو حلال إذا ً فلولا ثورة الحسين لكان العالم كله كذلك لمضت الناس في طريق إتباع الامراء و الحكام في كل شيء و لم يبقى هناك شرع يطبق او يتبع .
خامسا : اختيار الشعائر الحسينية ،
- يجب اختيار ما يربي المجتمع و يجلب الناس للحسين عليه السلام التركيز على ذلك كما قلنا ننظر هل هذا الطرح و هل هذه الشعيرة و هل هذه الالفاظ و هل هذه المراسم و هل هذه المضائف و هل هذه المآتم و هل هذا الخروج كل شيء ننظر اليه هل انه يصب في تربيتنا و تربية اولادنا و تربية المجتمع و الدعوة للحسين سلام الله عليه دعوة المخالف ايضا بمعنى فلنجعل المخالف يُعجب بالنظر لشعائر الحسين إذا نظر اليها يقول هؤلاء متقدمون هؤلاء مجتمع يعرف كيف يربي نفسه و يتقدم بإتباعه للحسين لا يقول هؤلاء مجتمع متخلف لا يقول هؤلاء يحملون خرافات علينا ان ننظر لجميع الجزئيات هل انها تصب في خدمة الحسين و تربيتنا على منهج الحسين ام لا .
- الخطيب الجامع للعَبرةِ و العِبرة يجب ان يكون التركيز على ذلك لانه قلنا قبل قليل يجب ان يكون هناك تزاوج بين الروح و الفكر يجب ان يكون الخطيب يطرح العَبرة و يبكي الناس و يطرح العِبرة يتعظ الناس و يستفيدون بمعنى يشبعهم عاطفيا ً ويقربهم عاطفيا ً من الحسين وفي نفس الوقت يملؤهم فكرا ً و وعيا ً ومعرفة إذا كان كذلك فهو خطيب نافع ، لذلك يجب ان يُختار و يجب ان يناقش في المواضيع قبل عرضها قبل المناسبة يُجلس مع الخطيب يُبحث في المواضيع هل نطرح الموضوع الفلاني يناسب هذه المنطقه او لا يناسب ما هو النقص الموجود عندنا فيتحرك الخطيب بناء ً على دراسه و ليس إرتجالا من نفسه .
- من الامور التي يجب ان تلحظ الملصقات و اللافتات المعبرة عن العزة و المأسات يجب ان تكون هناك لافتات و إعلانات في الشوارع وملصقات تعبر عن المأسات تعبر عن العزة عن شعارات الحسين التي رفعها و تكون هذه الشعرات بمختلف اللغات هذه الشعارات هي من أجلنا عندما نرى الاعلانات و اللافتات في الشوارع نقول هذه لاولادنا ينظرون اليها فهي بلغتهم و لكن عندما نرى أجانب يأتون للمنطقة رأيت في العزاء في اليوم التاسع مجموعه من النساء الاجانب جاءوا يصوروا هنا إذا جاءوا ونظروا ولا يفهمون ماذا موجود لا يستفيدون نحتاج الى لغات مختلفة كم جاليه من الجاليات موجوده في البحرين من الهنود و غيرهم من الجاليات ولو لغة جامعه لهم فعلى اي حال ان تكون هناك ملصقات معبرة عن العزة و عن الاهداف الحسينية و في نفس الوقت ايضا تعبر عن المأسات و الوحشية التي ارتكبها اعداء الحسين سلام الله عليه .
- العناية في اختيار اللطميات و ما تتضمنه ، لجنة و الظاهر انها موجوده في منطقتنا ، لجنة تكون بإختيار اللطميات هذه مناسبة وهذه غير مناسبة كذلك تتضمن مأسات الحسين و الدعوة للعزة .
- الكرم في البذل مع عدم الاسراف .
- الاهتمام بالاحياء النسائي بما يتناسب لا بالخروج مع الرجال بما يتناسب مع النساء و ليس بالخروج مع الرجال .
- عدم تعارض الاحياء مع الصلاة هذه ملاحظة مثلا فرغ الاذان و الموكب لم ينتهي هذا خطأ يجب ان يلتفت اليه الحسين انما خرج من اجل الصلاة فيجب ان لا يكون هناك تعارض في بعض البلدان مثلا ايران السيد الخامنائي صار يدعوا ان اذا وصل وقت الصلاة يقفون ويصلون جماعه ، فيجب ان نقدم الوقت العزاء بحيث لا يكون هناك تعارض مع الصلاة حتى ينظر الناس اننا نخرج للحسين عليه السلام وهذا هو واقعنا وقناعتنا و الصلاة مقدمة في ذلك الحسين عليه السلام هدفه إحياء الصلاة .
الهوامش ،
- سورة الكهف الاية 104