الاخلاق (1)
28/3/2014
قال رسول الله صل الله عليه واله إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ،
الدين و الأخلاق و الفطرة هذا الحديث يبين ان الاخلاق هي موجودة قبل دعوة الانبياء و إنما جاء النبي صل الله عليه و اله من أجل ان يتمم مكارم الاخلاق من أجل ان يجعلها بصورة ٍ أكمل و أفضل و يبعد النواقص و الشوائب التي قد تدخل على الأخلاق بصورة ٍ وأخرى جهلا ً من أصحابها هنا حديثنا ًفي بعض الاحدايث الإسلامية في موضوع الأخلاق ،
الحديث الأول من حكم الإمام الكاظم عليه السلا قال يا هشام قِلة ُ المنطق حكم ٌ عظيم فعليك بالصمت فإنه دعة ٌ حَسنة و قِلة وِرز و خفة ٌ من الذنوب فحصنوا باب الحلم فإن بابه الصبر و إن الله عز وجل يبغض الضحاك من غير عجب و المشاء إلى غير أَرَب ،
هذا الحديث يتحدث عن الكلام و كثرة الكلام بمعنى هل للإنسان السوي ان يتكلم دائما في كل شيء أو انه يكون في كلامه موزون ؟ هذا الحديث يجعل الإنسان موزنا ً و يبين ان الصمت عند ما لا تكون حاجة للكلام هو أفضل ربما شخص يجلس في مكان و يعلم بامور يتحدث الجالسون و يستطيع هو ان يتحدث و لكن هنا عليه ان يلاحظ هل ان الحديث مطلوب او ليس مطلوب او ليس مطلوب حتى يكون على الميزان السوي و الصحيح ليس كل ما يعلم يقال قاعدة انه سمعت الشيء الفلاني او تحدثوا عن كذا و قِيل كذا انت عندما تأتي للتحدث عن هذا الامر هل هناك حاجة ام ليست هناك حاجة فإذا لم تكن هناك حاجة و داع ٍ للحديث و الكلام فالصمت أفضل ،
الدخول في كلام كل أحد من رذائل الاخلاق من مساوئ الأخلاق انه كلما تحدث أشخاص لا بد عندي تعقيب لابد عندي مداخلة او اقتراح هذا من مساوئ ،
الاخلاق إضافة ً إلى ذلك الحديث أشار إلى ان قلة الكلام يوجب قلة الآثام فقال الحديث فعليك بالصمت فإنه دعة ٌ حَسنة و قِلة وِرز أقل إثم لان الحديث إذا تعود الشخص ان يتحدث كيف ما كان فإن الكلام يجره شيء فشيء ما دام الكلام غير مهم و غير ضروري و يدخل فيه فإنه سوف يتنقل من كلام إلى كلام و يقع في المحذور ،
فإنه دعة ٌ حَسنة و قِلة وِرز و خفة ٌ من الذنوب الصمت تخفيف لذنب الإنسان أيضا قلت الكلام تحفظ الإنسان من الوقوع في الأخطاء و التناقضات يقولون من كثر كلامه كثر خطئه إذا ً بكثرة الكلام الإنسان يخسر أمرين الاول انه يحصل الذنوب و هذه خسارة و الثاني انه يقع في التناقضات و يخسر أصحابه .
الحديث الثاني قال الامام الباقر عليه السلام صلاح شأن الناس التعايش و التعاشر ملئ مكيال ثلثاه فطنه و ثلثه تغافل الإمام عليه السلام يبين هذه القواعد للتعامل عند الإنسان في حياته مع أسرته مع الناس مع من يتفق معهم مع من يختلف معهم ،
إذا ًالتعايش مطلوب في المجمع و ضرورة و واجب في المجتمع ان يستطيع الانسان ان يعيش مع الناس ل ابد له من الناس يتعايش معهم لا بد ان يكون التعايش بمحبة بألفة بإحترام بمودة بينه و بين الناس هذه هي الحياة اما ان يعيش شخص بين الناس و هو مرفوض ينفرون منه و ينفر منهم هذا امر غير صحيح لذلك في بعض الإحيان اللإنسان الذي يكثر ملاحظاته على الناس يكون منبوذ مرفوض فلابد ان يعلم كيف يتعايش مع الناس الحديث يثبت اولا ً ان التعايش أمر ضروري ظامر واجب في المتجمع لابد منه ضروري ،
التعايش مع الاصدقاء لا بد منه ضروري في الاسرة ايضا ان تكون الأسرة يعمها الإستقرار والهدوء و الطمئنينة و المحبة أمر هذه أمرو ضرورية ن
يقو الحيثد التعايش صلاح شأن الناس للدنيا و الآخرة لان الاستقرار الذي يكون في المجتمع يكون يجعل الانسان يتوجه للأمور الأسمى و الأفضل بخلاف لو كان إضطراب ولو ، إذا لم يكن هناك تعايش و ألفه بين الناس يحل محل الألفة النفور و البغض التباغض يخسر الإنسان و يسلب الإنسان التوفيق في هذ الدنيا و في أمور الآخرة أيضا فالتعايش بصورة ٍ عامة هو مطلوب الأسرة يجب ان تكون مستقرة في كل شيء لذلك قال الحديث و التعاشر ملئ مكيال بينت ان التعاشر و المعاشرة مع الناس كأنه ملئ مكيال مقدار معين هذا المقدار ثلثاه فطنه يعني يعيش الانسان مع الاخرين يجب ان يكون بوعي يعلم هذه الامور مثلا تعامل الاخرين معه هل انهم اهل خير او انهم اهل سوء يسيئون له او لا يخدعونه او لا هل هناك اخطاء عليه او لا مع اصدقائه مع اسرته ايضا يجب ان يعلم أولاده زوجته هل هم طبيعين بإستقرار حياتهم طبيعية مستقيمين ام لا يجب ان يكون على فطنة معرفة لا يعيش معهم بعيشة المغفل لا يدري ماذا يحدث في مجتمعه او في أسرته هذه هي الفطنة و هي الاكبر ثلثاه فطنه و القسم الاخر قال و ثلثه تغافل هنا ياتي دور التغافل أنه إذا كان هذا الشخص يعيش في المجتمع اليوم سمع كلمة سيئة من صاحبه له اليوم إختلف مع أحد هنا عليه ان يتغافل يمرر الاخطاء البسيطة حتى النصائح لاولاده لاهله مثلا لا يركز على الصغيرة و الكبيرة إذا صار الشخص يتعامل بهذا المستوى مع الناس مع أهله الناس يكرهونه يكرهون رأيته، مثلا لو أن إمام الجماعة اليوم ينظر إلى الشباب و يقول هذا خطأ اليوم تكلمتم كلمة خطأ يجعلهم ينفرون و لا يقبلوا منه شيء عليه ان يوازن و ينظر ما هوالشيئ الكبير يقف عنده و الامور الصغيرة يتغافل عنها كأنه لم يسمعها حتى لو كانت مُشاره إليه نفسه خطأ بحقه ، الزوجة مع زوجها حدث بينهم شيء يمرر يتغافل يجعل الحياة مستقرة إن كان يريد ان يقف عند كل نقطة و تكون مواجهة الحياة تكون غير مستقرة و يكون النفور سواء كان على مستوى الاسرة او غيره ،
الحديث الثاني ، عن رسول الله صل الله عليه واله قال انا معاشر الأنبياء أمرنا بمدارات الناس كما أمرنا بإقامة الفرائض ، كما ان النبي صل الله عليه واله مأمور بإقامة الفرائض أيضا ً مأمور بمدارات الناس إذا كان بعض الامور البسيطة كانه لم يراها الامور تختلف هناك أمور كبيرة يحتاج الوقوف عندها هناك أمور منكرة يحتاج الوقوف عندها هناك أمور إذا اردنا ان ندقق أكثر قد تكون من الأخطاء الشرعية و لكن لابد ان انظر هل هناك قابلية لتقبل كلامي ام لا ، يعني يوازن الشخص لا انه يقف على كل شيء و يصبح مع من معه او محيطه متنافر ،
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال إن العاقل نصفه إحتمال و نصفه تغافل
و عنه عليه السلام قال تغافل يُحمد أمرك
و عنه عليه السام قال أشرف أخلاق الكريم تغافله عن ما يعلم ، ان يعلم بما حوله و لكن لا يقف عليه بل يتغافل ،
وعنه عليه السلام قال من لا يتغافل و لا يغض عن كثير ٍ من الأمور تنغصت عيشته ، تصور أنك في أسرة و في كل تُحاسب الصغير و الكبير الحياة تكون منغصه ،
و قال الامام علي عليه السلام لا حلم كالتغافل لا عقل كالتجاهل يتجاهل بعض الامور و يحلم هذا هو الصحيح ولكن مع فطنه مع معرفة لا انه يكون في واقعه مغفل تغافل يعني هو لا يركز على الامر الهين البسيط حتى تمشي الحياة و تستمر و ستقر ،
الحديث الثالث ، ايضا من وصايا الامام الكاظم عليه السلام لهشام يا هشام عليك بالرفق فإن الرفق يمن ٌو الشر شؤم الامام عليه السلام يوصي هشام و يبين له كيف يتعامل مع الناس لان المصلحة في الحياة و التعامل في الحياة هو الاستقرار ، و الاستقرار هو الذي يجعل الانسان يتقدم سواء كان في جانبه الروحي او جانبه المعنوي ام الجانب المادي ،
فقال عليه السلام عليك بالرفق فإن الرفق يمن والخرق شؤم إن الرفق البر و حُسن الخُلق يعمر الديار و يزيد في الرزق ، تصور ان بيت فيه رفق و فيه أخلاق حسنة او بيت فيه تناحر و تشاجر لا بد ان يكون الذي فيه الرفق و فيه و الأخلاق الحسنة هو الذي يتقدم و يبارك الله لهم في الرزق و أيضا يستطيعون العمل و الإنتاج ،
عن ابي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صل الله عليه واله الا اخبركم بمن تحرم عليه النار غدا ً قِيل بلى يا رسول الله قال الهين اللين القريب السهل الشخص الذي بهذه الصفات تحرم عليه النار هناك حديث بقول ان اكثر سبب لدخول النار هو البطن و الفرج و اكثر اهل الجنة يدخلون الجنة بسبب الاخلاق الحسنة الرفق و المدارات و التقوى النبي صل الله عليه واله بين الذي تحرم عليه النار غدا ً الهادئ الذي لا يصرخ على اي سبب الذي لا يغضب على احد لاي مبرر لو كان هناك امر شرعي يطلب منه ذلك كان يتعامل مع اهله مع جاره في كل صغيرة ٍ و كبيرة صوته و عالي هذا امر مرفوض ولا يمكن ان تحرم عليه النار ،
اللين اللطيف في تعامله الذي يتعامل بلطف بلين يرتاح الناس له يأنسون بالجلوس معه أولاده لا يخافونه انما يحترمونه ،
القريب الذي يمكن الإتصال به و تحب ان تجلس معه هذا هو القريب و ليس القريب زمانا قد يكون شخص بعيد ولكنه قريب نفسيا ً .
قال النبي صل الله عليه واله خياركم أحسنكم أخلاقا ً الذين يَألفون ويُألفون ، مع ملاحظة ان هؤلاء خيار الناس و لكن ليس من غير الدين ليس من غير عمل الواجبات الشرعية ربما يتوهم شخص لا يصلي و لا يصوم و لكن أخلاقه حسنه هذا ليس خيار الناس و إن كانت الاخلاق لها ميزة و ربما تفتح له باب للتوفيق والهداية و لكن لوحدها ليست كذلك يعني يكون المقارنة بين المسلمين الذين يعملون بواجباتهم يعملون بأمورهم شخص عنده أخلاق و شخص ليست عنده اخلاق شخص يألف و يُألف و شخص لا يُألف تجد غصة في الحديث معه او في الجلوس معه ذاك الذي يألف و يألف هو خير الناس .
يقول الحديث الرابع ، من مواعظ الامام الكاظم عليه السلام قال من إستطاع ان يمنع نفسه من أربعة أشياء فهو خليق ٌ بأن لا ينزل به مكروه أبدا قِيل وما هي يا أمير المؤمنين قال العجلة و اللجاجة و العجب و التواني ،
العجلة تختلف عن السرعة ، العجلة تعني الشخص الذي يستعجل في أموره ان يعمل من غير تأني تخطر في باله فكره مباشرة ينفذها إذا اصبح الشخص هذا يدخل في المشاريع و في القضايا و الانتقاذات و في النقل و في التثبيت على الاخرين فلان جيد و فلان صالح مثلا هذا الشخص خاسر ليس خليق بأن لا يصيبه مكروه ،
اللجاجة ، الشخص اللجوج يعني الشخص الذي عنده فكره يناقش و اذا تبين انه خطأ لا يتراجع يجب على الانسان ان اذا تبنى فكرة ثم انكشف له انها خطأ يتراجع يقول نحن ابناء الدليل اين ما مال نميل يلتزم بما يحصل عليه من معرفة و دليل .
العجب و هو الاغترار بالنفس ، إذا صار يعجب بنفسه يعني لا يصلح نفسه ،لان الانسان اذا صار يتهم نفسه بالنقص إذا صرت انظر لنفسي انني في نقص و عندي خطأ أسعى لاصلاحه اما اذا صار الشخص يرى نفسه كامل و انه افضل من الاخرين هذا العجب يرديه و ذكرنا احاديث ان الشيطان يقول بالمعنى الذي ينقل انه يريد من الانسان ان يعجب بنفسه فإذا عجب بنفسه خسر لانه يجره الى الكبر و ثم الى الكفر فالعجب سيء ، يعجب الانسان بنفسه في الامور الصحيحة ثم يعجب بالامور الخاطئة ثم يشرك بالله .
التواني ، أي عدم التواكل الشخص الذي يتوانى يخسر الشخص الذي لا يبادر و يؤجل أعماله مثلا الذين يدرسون يقول هناك مجال و يصل يوم الامتحان و يخسر ، ام الشخص الذي يضع كل شيء موضعه صارت عنده مهمة يأتي لها مباشرة و ينهيها صا رعنده دراسة يراجع مباشرة ً يقوم بعمله فينجح ، اما التواني و التأخير فهو سيء .
نذكر بين الحين و الأخر احاديث لنطبقها على انفسنا نحتاج ان نزن انفسنا على هذه الاحاديث و نقول اين نحن من هذا الذي ذكرناه كله إذا كان فينا خلل نصلحه
من وصايا الامام الكاظم عليه السلام لهشام ،
يا هشام بئس العبد يكون ذا وجهين و ذا لسانين يطري أخاه إذا شاهده و يأكله إذا غاب عنه ، لا نكن كذلك راقب نفسك اذا عندك ملاحظة على أحد لا تتكلم وراءه أوصلها له فقط ،
أيضا قال إن أُعطي حسده و غن أبتلي خذله ، إذا رآى أخاه في خير يحسده يقول كيف يحصل و انا لم احصل ، على الانسان ااذ اراد ان يطلب من صاحب العطاء و هو الله سبحانه و تعالى لا نقول كيف هو حصل و انا لم احصل هو حصل من الله سبحانه و تعالى ، إطلب من الله حتى لو رأيت الناس أعطوه الناس و سائل و وسائط ليس إلا وهم لا يستطيعون التصرف و إنما الله سبحانه و تعالى هو المتحكم وهو المتصرف فإطلب من الله ،
مثلا يقول فلان محبوب و انا لست محبوب ، فلان من الذي يحبه هل الناس ؟ هل الناس يملكون قلوبهم ؟ الناس لا يملكون قلوبهم لا يملكون مشاعرهم ، من يستطيع من الناس ان يحمل نفسه على حب من يراه سيء ؟ في العالم من بداية تاريخ الاسلام الى الان هناك اشخاص كلهم سوء و هناك أشخاص صالحون هل يستطيع شخص ان يحب فلا ن و هو في نفسه يراه سيء ؟ لا يستطيع ، إذا ً فالذي يملك قلوب النس و يتحكم في قلوب الناس هو الله سبحانه و تعالى فتوجه الى الله بدل ان نتظر و تحسد الاخرين ،
و إن ابتلي خذله ، اخوك قد يقع في محنه في مصيبة يحتاج لك عليك ان تقف ان تؤازرة او تكفله ، مضمون الحديث يقول انه يُسأل ُ احد الائمة عليهم لسلام كيف اواسي اخي هل اعطيه مما يزيد من اكلامي مثلا عندي أموال لنفسي و أولادي و عندي شيء زائد فالإمام يقول لا بل تعطيه نفسك يعني تضحي بنفسك من أجله و تعطيه من مالك و ليس من فاضل المال و ليس من الحقوق مثلا تقل ادفع الحقوق الشرعية له لا حتى في الامور الخاصة لا تخذله عند الحاجة ،
قال رسول الله صل الله عليه واله يجيئ يوم القيامة ذو الوجهين دالعا ً لسانه في قفاه و آخ رمن ذدامه يلتهبان نارا ً حتى يلهبا جسده ثم يُقال له هذا الذي كان في الدنيا ذا وجهين و ذا لسانين يعرف بذلك يوم القيامة ، فضيحة يوم القيامة للشخص الذي يمشي و يتحدث عن الاخرين او يتكلم في غيبتهم يوم القيامة يأتي بهذه الصورة جسده ملتهب و مصدر الالتهاب هو اللسان نارٌ من لسانه و يراه الآخرين .