الأصالة و ترشيد السلوك في شهر رمضان
3/5/2019
قال النبي صل الله عليه واله انه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة و الرحمة و المغفرة شهر ٌعند الله أفضل الشهور و أيامه افضل الأيام و لياليه افضل الليالي و ساعاته افضل الساعات هو شهر دعيتم فيه الى ضيافة الله و جعلتم فيه من اهل كرامة الله انفاسكم فيه تسبيح و نومكم فيه عبادة و عملكم فيه مقبول و دعائكم فيه مستجاب إلى آخر خطبة رسول الله صل الله عليه واله ،
حديثنا حول اصالة الإحياء في شهر رمضان و العادات السلبية الدخيلة و ترشيد السلوك ،،
اولا ً : الأصالة و ترشيد السلوك في شهر رمضان ،
- تغير الأجواء إلى اجواء روحانية مشتركة مع الاهل و الأولاد قراءة القرآن في الصباح و الظهر و الدعاء المشترك ، هذه مما كان سابقا ً و اضحا ً و لا زال بحمد الله تعالى و هو من الأمور الأصيلة عند المجتمع انهم يلتفتون و تنقلب احوالهم عند دخول شهر رمضان بدرجة ٍ كبيرة بحيث يتحول الناس بحركة دؤوبة ٍ نحو العبادة إستجابة ً لما قاله رسول الله صل الله عليه واله دعائكم فيه مستجاب فإسألوا الله ربكم بنيات ٍ صادقة و قلوب ٍ طاهرة ان يوفقكم لصيامه و تلاوة كتابه فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر ، المجتمع يعيش هذا التوجه و هذا الهاجس ان يمر عليه الشهر و لم يكن قد تحصل على المطلوب كما هو ، لذلك كان بعض الكبار إذا خرج شهر رمضان يبكون لأنهم في إشتياق ٍ إليه و يتمنون بقائه ، هذه الاجواء الروحانية من اجواء الاصالة في احياء شهر رمضان ان يكون هناك تفاعل في المجتمع بصورة عامة في المساجد لإحياء شهر رمضان .
- إصطحاب الاطفال لمجالس الوعظ الديني ، من الامور التي يفخر بها المجتمع هو التوجه لمجالس الذكر من الكبار و الصغار ، و حذار ان تفوت هذه الفرصة و تتغير هذه العادة .
- تركيز الزيارات للأهل و الارحام ، كل شخص له علاقة بأهله يزور اهله و زيارته زيارة مثمرة و ليست فقط سلام و إنما يتفقد احوالهم و ذكرنا التحسس لاحوال الاهل و التجسس ، التحسس هو ان تبحث عن حوائجهم هل هم في حاجة ام لا في شهر رمضان ان يقف كل ٌ مع الآخر فيتابع هذا الامر كما قال النبي صل الله عليه واله ( و من وصل فيه رحمه و صله الله برحمته يوم يلقاه ) ( ومن قطع رحمة قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه ) يدخل الشهر الكريم و النبي صل الله عليه واله يوجهنا لعلاقات ٍ متميزة بيننا و بين اهلنا و ارحامنا ولا تكون هذه العلاقة ضعيفة او منقطعة .
- الاهتمام بصلاة الجماعة في شهر رمضان ، بعض الناس يفوت عليه فضل صلاة الجماعة و دائما يجعل عذره اني لا اعرف الشيخ الذي يصلي تكبير و تعقيد هذه الامور ليس مطلوب حُسن الظاهر يكفي و صلاة الجماعة فيها اجر ٌ عظيم مضاعف كل شيء ٍ يمكن ان يقال له اجر كذا و كذا و يحصى إلا صلاة الجماعة فأجرها إن زاد المصلون على عشر اشخاص لا يحصيها ثوابها إلا الله سبحان و تعالى و هذا الحضور في صلاة الجماعة هو من العادات الأصيلة في إحياء شهر رمضان ، عندما يأذن لصلاة المغرب لا يكون الإنطلاق للإفطار انما يكون الإنطلاق لصلاة الجماعة و حضور الجماعة .
- من العادات الاصيلة بين البيوت تبادل الأطباق و الأكل بين هذه ايضا من العادات الحميدة و الأصيلة و المطلوبة في المجتمع لانها تربط المجتمع بعضه مع بعض الجار مرتبط بجاره ايضا من فوائدها انها تجعل جميع الموائد غنية لا تكن مائدة فلان فقير ليس عنده شيء و ذاك غني عنده ما لذ و طاب و إنما يكون تبادل توزيع فتكون موائد المؤمنين كلها مع بعضها البعض متساوية .
- مجالس القرآن الكريم في الليالي هي ايضا مما يفخر به المجتمع و كان في المجتمع سابقا ً التزاور و حضور مجالس القرآن درجته عالية بحيث ان الكبار في كل ليلة يمرون على البيوت و كذلك الصغار هذه عادة حسنة و هي تفعيل للروحانية و تحريك للروحانية في المجتمع و مطلوب الحفاظ عليها و تشجيعها .
- قراءة الادعية الجماعية و تفعيل ليالي الإحياء سواء كان في الليالي العادية ام في ليالي القدر فعليها ليكن في المجتمع جو ٌ روحاني كما هو مطلوب من شهر رمضان هذه امور مرتبطة بأصالة المجتمع و أصالة الإحياء فيه و كانت قديمة و مستمرة ً .
ثانيا ً : مظاهر مؤسفة في شهر رمضان المبارك ،
المظاهر التي صارت دخيلة على المجتمع و صارت تغير من اهداف المجتمع و من اهداف شهر رمضان ، بعضها فردي و كثير منها يخضع لتوجيه ٍ عالمي لابعاد الناس عن اهداف و اهداف الدين من ضمن هذه الامور ن
- النوم و الكسل المبالغ فيه في شهر رمضان ، البعض في شهر رمضان يسهر طوال الليل سهر غير مجدي ليس في عبادة و طول النهار نوم البعض حتى تفوته صلاة الظهر و يجلس قرب المغرب و هذا ليس صحيح يجب ان يرتب نفسه لا نقول النوم في النهار حرام ، النوم في شهر رمضان عبادة لان انفاس الانسان في شهر رمضان كلها عبادة و كلها طاعة و كلها مقبوله و لكن هناك الافضل ان يكون هناك إحياء ٌ في الليل و دعاء ٌ و توجه و في النهار عمل بقدر الإمكان و هناك ايضا اعمال ٌ نهارية موجودة من الستحبات لاحياء شهر رمضان .
- من المظاهر ايضا المؤسفة التسوق و الشراء الكثير ، خصوصا ً في العشر الاواخر في العشر الاواخر من المفروض الناس تتوجه لاحياء ليالي القدر بعض الناس يتوجه لشراء ملابس العيد و المفروض ان يكون شراء هذه الملابس في بداية الشهر لا يكون عند إشتداد العبادة المطلوبة فيه ان تترك المساجد و تترك ليالي الاحياء و تمتلئ المجمعات و الاسواق .
- التخمة في الاكل و شراء المأكولات المخالف للحكمة من الصوم مع تحويل النهار الى ليل و الليل الى نهار كما ذكرنا اناس ينامون طوال انهار ثم يجلسون المغرب و يبتدأ بأكثره و اشده و ادسمه فيبقى طوال الليل متعب من الاكل ، البعض من كثر الاكل لا يستطيع ان يتحرك من على المائدة هذا ليس صحيح ، عزائم فيها اكل كثير هذه كلها مخالفة للحكمة من الصوم ، الحكمة من الصوم هو تحقيق التقوى تحقيق التوبة ان يكون الإنسان جائعا ً كما ذكرما قول صاحب جامع السعادات يقول يستحيل ان تشرق الانوار في قلب ٍ بطن صاحبه مملوء و لا يرجى ان يكون من اصحاب الكشف ، لان الهدف منه ان يكون في شهر رمضان جوع ، إذا صار طوال الليل يأكل و النهار نائم ، البعض في شهر رمضان يزداد وزنه لأن اكله اكثر من الايام العادية و النبي صل الله عليه واله يقول و إذكروا بجوعكم و عطشكم فيه جوع يوم القيامة و عطشه ، يعني ينبغي على اقل تقدير ان يجوع الشخص في شهر رمضان حتى يستطيع ان يتذكر ما اراده النبي صل الله عليه واله .
- تضيع الوقت بمشاهدة المسلسلات و بالخصوص الضارة في مضامينها و محتواها ، بعض الاشخاص يشاهد مسلسات تركية مبرمجة و لا تستطيع ان تقول انه غير موجه لان هناك ضغط و تكثيف عرض المسابقات و المسلسلات و اللقائات التي فيها اهداف ربما بظاهرها تكون سيئة و مؤثرة سلبا ً على الثقافة فلا يجلس الشخص و يشاهد مشاهد علاقات و حب ايضا متابعة الكورة و المباريات و غيرها مما تبعد عن الاجواء الروحانية و المطلوب ان يكون الشخص في شهر رمضان يعيش الجو الروحي الروحاني مع الله سبحانه و تعالى النبي صل الله عليه واله عندما قال هو شهر ٌ دعيتم فيه إلى ضيافة الله هل هذه الضيافة ان ينظر الشخص لمسلسلات بعضها اشبه بالخليعة حب و غرام و غير ذلك هي تؤثر اراد الشخص ام لم يرد لان المتابعة للأمور السلبية و النظر إلى بإستمرار تؤثر سواء قصد الشخص ام لم يقصد ( شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله و جعلتم فيه من اهل كرامة الله انفساكم فيه تسبيح و نومكم فيه عبادة و عملكم فيه مقبول ) تكون اعمال كلها في طاعة الله سبحانه و تعالى .
- اللعب في المقاهي بالمحرمات ، لا نقول ان الذي يذهب للمقاهي هو منحرف ، شخص يذهب للمقاهي و فيها كيرم التي فيها إشكال على اقل تقدير ، إذا صارت الليالي إحياؤها في المقاهي هذا ليس هو الإحياء المطلوب عندما نتحدث لا نقول بأن هذا حرام لان الفتوى ترجع للمرجع و إنما نقول ما هي الاجواء و الطموح المطلوب ، الطموح المطلوب ان تكون الاجواء كلها موصلة لله سبحانه و تعالى يعيش الإنسان الصائم في جو ٍ روحاني مع الله سبحانه و تعالى .
ثالثا ً : مبادرات ترشيد السلوك في شهر رمضان ،
امور كثيرة يحتاج الشخص ان يتوجه فيها ليرشد سلوكه و توجهه و عمله في شهر رمضان منها ،
- ترسيخ العبودية لله يعني اظهار العبودية إشعار النفس بالعبودية يشعر نفسه انه خاضع ملتزم لله لا يقترب من الحرام لا يقترب من الشبهة يحقق التقوى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ يعني يرجى ان يكون الصيام سببا ً للتقوى ، التقوى هي حالة إحتراز حالة تجنب عن الشبهات حتى يكون الشخص متقيا ً .
- علاج نقاط الضعف في الشخصية يبحث اي سلبية عنده و يصلحها .
- محاسبة الأفكار الذاتية في ضوء القرآن في شهر رمضان ، ما دمنا في شهر رمضان و التوجه للقرآن علي َّ ان انظر للأفكار التي احلمها هي تنسجم مع هذا القرآن ام لا خصوصا ً الأشخاص الذين ينقطعون و يبتعدون اكثر السنة في امورهم الخاصة و شؤونهم الخاصة في شهر رمضان ، البعض يأتي و يجلس للقرآن و تفسير القرآن عليه ان يرى ما يحمل من الافكار هل هي تنسجم مع القرآن فيحاسب نفسه و يصحح الافكار التي عنده .
- تصحيح مفهوم العبادة عند الصائم عند المؤمن فليس مفهوم العبادة هو الركوع و السجود فقط و ليس فقط الصيام بل العمل عبادة و المعرفة عبادة بل هي افضل العبادة ان يحصل على علم و معرفة بالدين فلا يكن إتباعه للدين لان اباه مسلم و اباه يوم فهو يصوم و انما يكون عارفا ًمقتنعا ً بسلوكه و افعاله .
- اصلاح الصفات السلبية ، في شهر رمضان النبي صل الله عليه واله دعانا لاصلاح انفسنا و اخلاقنا فقال( ايها الناس من حسن منكم خلقه في هذا الشهر كان له جوازا ً على الصراط يوم تزل فيه الاقدام ، إذا حسن الشخص أخلاقه إستقام و نجى يوم القيامة و تحسين الاخلاق و قضاء حوائج الناس هي ما يضمن به في بعض الأحاديث حسن العاقبة يحصل على التوفيق و ينجو من مكاره الدهر و السقطات ، يحاسب نفسه لماذا اغضب و هل غضبي في محله ام لا يقف و إذا كانت فيه هذه الصفة السيئة في شهر رمضان يضبطها كما يضبط نفسه عن الأكل و الشرب أيضا يضبط أخلاقه و سلوكه إنفعالاته ، أيضا الغيبة هي سلوك أناس عندهم عادة الحديث على الاخرين والنظر في الاخرين و تقيم الاخرين هذا صحيح و هذا غير صحيح في شهر رمضان يحتاج الشخص ان يقف و يقول هذه من الامور السيئة و صومي ليس له قيمة إذا انا ارتكب هذه المحرمات ، الكلام فيما لا يعني ، لماذا ادخل فيما لا يعنيني قاعدة يجب ان تكون عند الشخص ان الحديث و الكلام بقدر الحاجة لا بقدر العلم ، أنا اعلم بظرف فلان بأسرة فلان لكن لماذا اتحدث اعلم ان فلان فيه إنحراف او فيه صلاح إذا كان مدحا ً له يوجب خيرا ً هنا مطلوب ان اتكلم ، إذا كان فيه منقصه لا اتحدث لانه لا يجوز ، سوء العشرة مع الاهل النبي صل الله عليه واله يقول من حسن خلقه ، من حسن ملقه مع الناس و مع اهله اولى و اولى و يبتدأ به اولا ً اخلاقه مع زوجته مع اولاده مع اخوانه عليه ان يصلح هذه الاخلاق السيئة ان كانت هناك اخلاق ٌ سيئة و سوء عشرة ، عقوق الوالدين ، عاق او انه غافل ، البعض يقول لست عاقا ً ولكنه غافل عن متابعت اهله و مزاورتهم عليه ان يصلح هذه السلبيات و غيرها يبحث ان كانت فيه صفات سلبيه عليه ان يقف عندها و يقول شهر رمضان شهر الضبط و الإنضباط و تحسين الصفات و هذا هو المطلوب من شهر رمضان .
- من الامور المفيدة و المبادرات في ترشيد السلوك ان يتكفل او يساهم في تكفل عائلة او افراد في شهر رمضان هناك عوائل محتاجة ممكن للشخص ان يبادر من خلال الصندوق الخيري ان يساهم ولو بجزء مثلا بشراء لباس العيد او عيدية للعائلة نبينا صل الله عليه واله في خطبه دائما ً يؤكد ان يتكافل المؤمنون في شهر رمضان بالخصوص يقف من عنده خير من يستطيع ان يقدم و الخير يعود عليه .
- إصلاح العلاقة ترى علاقة بين اخيك و اخيك الثاني او جارك و الجار الاخر علاقة سيئة إذا كنت تستطيع التقريب بينهم قرب فهو من افضل الاعمال الصالحة التي تستطيع ان تقدمها ، او اذا كان عندك برود مع شخص ٍ من اهلك من مجتمعك و بينك و بينه سوء في العلاقة عليك ان تصلح هذا الخلاف بينك و بين اخيك تتنازل عنه ، لا تبقي في نفسك ضغينة فإذا نزعت ما في نفسك و تجاوزت عن من اساء إليك فإن الله سبحانه و تعالى يقبلك و يقبل اعمالك و يغفر لك و نبينا صل الله عليه واله يقول يا ايها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جوازا ً على الصراط يوم تزل فيه الاقدام ، اخلاقك تحسنها بالتجاوز .
- تفطير الصائم ، قال النبي صل الله عليه و اله اتقوا النار ولو بشق تمره اتقوا النار ولو بشربت ماء ذكرنا هذا سابقا و لكن نذكره لملاحظة وهي ان في التبرعات و في الاوقاف و في المساهمات انوي التخصيص ثم عمم لا تجعلها خاصة ، الاخوان يقولون اذا جاءوا لنا بإفطار صائم ثم انتهى الوقت اين نذهب به هل ياكله من يأتي مثلا الساعة العاشرة او من يأتي في الصباح يريد صلاة الجماعة و قبل الصلاة هل يستطيع ان يأكل يأكل منه يشرب ماء ، الجواب نقول لا هذا إفطار صائم فقط للصيام إذا ً لتتجاوز هذه المشكلة قل هذا إفطار صائم و الباقي تصرفوا فيه في سبيل الله إجعله مطلقا ً فإذا جعلت التعميم إستطاع المؤمنون الإستفادة منه و لا يرمى و يكون من غير فائدة .