الأمة الوسط
27/5/2011
بسم الله الرحمن الرحيم
وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ
الإسلام يريد من الناس الوسطية ، الإسلام هو دين الوسطية هو دين الإعتدال هو دين الحق و الإنصاف ن ما يريدة الإسلام من الناس ان يضعوا الأمور في مواضعها و ان يُعطى كل شيء حقه جعل الأمور في نصابها ، هذا هو الإسلام ان يجعل كل شيء ٍ معتدلا ً بمعنى ان يكون صحيحا ً ،
كل شيء ٍ له أسباب له ظروف يوضع كل شيء ٍ في موضعه و كل شيء ٍ بحسبه هذا هو الوسط و غيره إفراط ٌ أو تفريط فهو مرفوض ٌ في الإسلام ، يقول أمير المؤمنين عليه السلام اليمين و الشمال مضله و الطريق الوسط هي الجادة ، هي النجاة ان يأخذ الإنسان في حياته بالإعتدال و أن يضع كل شيء موضعه ن
من أهم ما يميز به الإسلام هو هذه الصفة الإعتدال الوسطية ليس فيه تطرف ليس فيه ظلم ليس فيه إعتداء ليس فيه إنتقام و إنما يوضع كل شيء ٍ موضعه ،
أوصاف الإنسان المسلم الواعي ، المسلم المدرك هو الذي يكون وسطا ً و يكون معتدلا ً في اموره لا إفراط ولا تفريط هذه أوصاف الإسلام و اوصاف المسلم العاقل أمير المؤمنين عليه السلام لا يرى الجاهل إلا مُفرِطا ً او مُفرِطا الجاهل بطبيعته يكون بين الإفراط و التفريط لا يكون بحالة إعتدال إما أن يكون بغضب ٍ شديد و إنتقام او يكون من غير مسامحة في بعض الامور هذا هو الجاهل لا يكون في حالة الإعتدال و حالة الوسطية ، المجتمع تكون فيه تيارات بهذه الطريقة حتى في الجانب الديني ، في بعض الأحيان يكون هناك إفراط و في بعضها يكون تفريط تيارات تظهر و ظهرت و عشنا و عاصرنا نرى مثلا ً بعض التوجهات الدينية التي ظهرت في المجتمع بعضهم يرى التحلل و ترك الدين و كل شيء هذا نوع من الإفراط بعضهم يرى جمود بصفة ٍ معاكسة ان كل شيء ٍ حرام ليس هناك شيء مقبول بل بعضهم حتى تعليم المرأة حرام ،
قرأت بعض الكتابات ان المرأة تتعلم حرام كما حدث في طالبان ، سكون المرأة في الطابق العلوي حرام و امثال ذلك هذا جمود و هذا خروج عن روح الإسلام و روح الإعتدال في الدين بعض الحكام مثل الحبيب بو رقيبه في وقته كان يطرح انه لا صيام الصيام مرفوض لانه يضر بالعمل يضعف العمل فرفضه من الأساس و هذا من الإفراط في التطلع للغرب و التقليد للغرب و النظرة الساذجة ، مع ان الانسان لو فكر في كل هذه الجزئيات فإنه سوف يدرك انها على صفة ٍ معاكسه مثلا في فريضة الصيام انه يعطي الإنسان القوة يعطي الإنسان الروحية الانسان يجوع في فترة و لكنه يتعود و يعطيه الثبات و يعطيه القوة و يعطيه الصبر و يعلمه على الصبر و أداء الواجب على اتم وجه و ليس انه يضعفه ، نفس الجوع لا يضعف الانسان و لكن هذا التفكير الساذج و المحاولة للإنجرار و راء الغرب و التقليد بكل صورة و ما يطرحونه يتقدم كل جاهل و ان كان ينتمي للإسلام يحاول ان يبدي انني معكم و ما ترفعونه انا في الأمام وهو لم يفكر في حقيقة الأمر و لم يأخذ بعقلة ،
الإسلام هو دين العقل وضع الشيء في موضعه و ليس انه يرفض كل شيء من الدين و أنه يتزمت و ينسب أمور للدين و الدين بربيء منها ، الاعتدال في كل شيء هو الصحيح ، الإعتدال ان يضع الامور في موضعها يأخذ بالعقل و ياخذ بالروايات ، مثلا في موضوع الفتوى هناك إفراط و تفريط في أسلوب إسنباط الفتوى مرة من المرات في التاريخ و كمثال نذكره كان بعض الفقهاء من العالم الإسلامي يفتون على أثر القياس و الآخذ بالقياس و كل شيء ٍ يقول بالعقل و هذا في الواقع ليس بالعقل و إنما هو مخالف للعقل فإذا وجد شيئا حرام و وجد فيه ضرر قال إن سبب الحرمة هو هذا فينقل الحرمة لشيء ٍ آخر و هكذا يستنبط و يستنبط قياسا ً بما رآه من المحرمات هذا العمل بالقياس و في نفس الوقت كما يراه ابو حنيفة و في المقابل ترى أشخاصا ً آخرين أحمد إبن حنبل مثلا يرفض الاخذ بالعقل مطلقا ً و يقول أللتزم فقط بالقران و الرواية و إذا لم اجد فبقول الصحابه فإذا لم اجد فبقول و هذا ايضا نجده فيه إفراط و تفريط لانه ليس وضع الشيء في موضعه لانه في كثير ٍ من الأمور نحن لا ندرك الحقيقة ، العقل إذا أدرك سبب حرمة شيء أمكنه أن يقول بحليته إذا إرتفعت ، ذكر كثير من الكتاب في هذا العصر مثلا حرمة لحم الخنزير كانت موجودة و بعد العلم و الإكتشافات وجدوا ان في لحم الخنزير ميكروبات توجد بكتيريا توجد دودة شريطية هذه سبب الحرمة و قالو لما كان في زمن النبي صل الله عليه واله لم يكن المجتمع يهتدي لهذه الأسباب و إنما الله سبحانه و تعالة أوحى للنبي صل الله عليه و اله إستنادا ً لما نراه اليوم من أسباب من أضرار موجودة في هذه اللحوم الان العلم أمكنه ان يقضي عليها بصور مختلفة ، النتيجة تكون إذا جعلنا بعض المواد الكيميائية على هذه اللحوم قضت على هذه الميكروبات و هذه الأضرار إنتهى الحكم و صارت حلال بعض الناس تصوروا هكذا و هنا نقول إذا عرف بصورة عامة هذا القياس و هذا التفكير فيه صح و فيه خطأ ، الصحيح منه ان لكل شيء ٍ سبب الله سبحانه و تعالى لم يحرم من غير سبب لذلك نقول نعتقد أن هناك علل للإحكام الشرعية و الله سبحانه و تعالى يشرع بناء ً على هذه العلل و إذا ارتفعت العلة إرتفع الحكم صحيح و لكن هل أن الله سبحانه و تعالى فيما شرع او حرم او حكم هل انه قال هذا الحكم حرام هذا الموضوع حرام او واجب للعلة الفلانية فإذا ذكر أنه للعلة الفلانية نقول إذا إرتفعت العلة و إرتفع السبب سواء بمواد كيميائية او غيرها إذا ذكرت الرواية او اية قرآنية ان هذا هو السبب هنا إذا إرتفع السبب إرتفع الحكم و لكن من أين لنا ان ندرك ان هذا هذا السبب وهو لم يذكر في القرآن و لم يذكر في الرواية فتبقى الامور مجهولة بالنسبة لنا فتبقى الحرمة لها ، الله سبحانه و تعالى شرع الأمور و وضع لها اسبابها و وضع لها علل للحلية او الحرمة او الوجوب و لم تكن إعتباطا ً و لا جزافا ً و هذا ما نعتقده و إن كان بعض المذاهب يقولون الله سبحانه و تعالى يشرع و ليس هناك حاجة و لكن ما تعتقده مدرسة اهل البيت عليهم السلام ان التشريعات في الإسلام كلها مبنية على أسباب و علل و هذه العلل هي التي توجب الحرمة او توجب الحرمة او توجب الحكم الفلاني و إذا إنتفى حقيقة ً ينتفي ولكنا لانا لا نعلم ما هو السبب فتكون الأحكام غير منصوصة العلية غير منصوصة سبب الحرمة او الوجوب فيبقى الحكم على حالة لانه ما يدريك انه تكون بعد سنين و سنين يكتشف اليوم الشيء الضرر الفلاني في لحم الخنزير و بعد سنين يكتشف شيء آخر و هكذا لا نعلم هل ان هذه المادة نفسها لها اسباب على تكوين الإنسان ، فنحن نجهل كثير من الأمور ، الإعتدال هو الأخذ بطبيعة الأمور بحالها الطبيعي أن يعمل الإنسان بعقله و عقله يدله و يلزمه بإلتزام الدين و ما نص عليه الدين و اضحا ً يعمل بهذا النص الذي نص عليه الدين ،
الإفراط هو الجهل و الإتباع الاعمى حدث هذا و يحدث في كثير ٍ من الأحيان بعد الحرب العالمية ( وودرو ويلسن ) الرئيس الأمريكي طرح قضية القومية و لم تكن موجودة في وقتها في المجتمعات أخذها من ارسطوا عندما غزا الاسكندر العالم و فتح في العالم فتوحات كثيرة و لكنه كلما يفتح بلد و بعد ذلك يبتعد بجيشه عنها لا يبقى فإسترشد بأرسطوا فقال له إذا أردت ان تسيطر و تبقى سيطرتك على بلد فرق تسد تفرق الجماعات تخلق الفتنة فيما بينهم و تجعل من تريد رئيسا ً عليها و يبقى الجميع في حاجة إليك كلما حدث عندهم شيء تداركوا بنفس المستعمر بنفس الرئيس ويلسن طرح هذا الطرح عندما ارادوا بعد الحرب العالمية الثانية و جاءوا دولة إسلامية مركزها تركيا و دولة قوية فيها لغات مختلفة و ارداو تدميرها طرحوا القومية العرب يجب عليهم ان يحافظوا على عروبتهم الدين ليس هو الحافظ للجميع العروبة هي الاساس طرح هذا المصطلح ،
مصطفى اتاتروك في تريكا جاءوا له و هو معتوه و طرحوا له هذا الطرح ايضا ً أنه انت تحافظ على التركية لغة الأتراك و تبدل الكتابة العربية للتركية لتبقى دولة مستقلة لها قوميتها و لها مكانتها و العرب في الجهة الثانية ثم يتبرعون كأنهم يحبون الخير يتبرعون للدول هنا حركة يعطونها السلاح القوة المركزية للدولة الاسلامية العثمانية في وقتها لتستقل عنها و بعد ذلك تتقسم دويلات و المصطلح لا زال موجود عندنا و نكرره أيضا ً و نصر عليه و هذا كله بجهل لأننا لا نعلم ماذا يُراد بنا و نقلد تقليدا ً أعمى و ها هو المرفوض في الإسلام الله سبحانه و تعالى قال وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا هنا الوسط الإعتدال في الأمور أن أفهم ما أصنع ما هي المصلحة من فعلي هل أنني افعل شيئا ً صحيحا ً أم شيئا ً خاطئا ً هل أقدم فيه خيرا ً إلى نفسي إلى امتي ام انني اضرب نفسي و أمتي و اهلي و انا لا أعلم ، الأسلام هو دين و الوسط الذي يضع الشيء في موضعه ،
بعض الشائعات و بعض الإطروحات التي تطرح هنا او هنا و هي التي تطالب الحالة المطلوبة في الإسلام الإنتقام الإعتداء ، نحن كمجتمع محب لأهل البيت عليهم السلام ننادي ان المجتمع واحد و نقول مجتمع اخوان سنة و شيعة البعض يقول هذا المصطلح يجب ان يُلغى لانه لا يساندني أحد نقول هذا الكلام هو جهل و ليس من الصحيح الإنسان الواعي الذي يضع الشيء موضعه ، الشخص الخاطئ ليس قدوة لي عندما يأتي شخص و يعتدي علي َّ أنا لست أقتدي بهذا الشخص حتى انا أماثله بالإعتداء نحن عندنا اهداف هدفنا هو العدل هدفنا هو المساوات و الخير للجميع و ليس الخير لطائفة دون طائفة و ليس لفئة دون فئة و لا نقبل ان يكون ان يعتدي أحد ٌ على أحد ، يقول لنا الدين الوسط الإسلام يقول ليس لك حق ان تعتدي أحد المسلم ماله حرام و عِرضه حرام دمه حرام كل شيء ٍ عليك حرام حى لو كان يرتكب الأخطاء هذا هو منهج الإسلام ان يكون الإنسان عاقلا ً ،