موقع سماحة الشيخ عبدالزهراء الكربابادي www.alkarbabadi.net
24/2/2014
قال رسول الله صل الله عليه واله ليس منا من لم يرحم صغيرنا و يوقر كبيرنا و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر ،
مر الحديث عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في القرآن الكريم تحدثنا عن بعض الآيات المرتبطة بالآمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الآن نتحدث عن الآمر بالمعروف و النهي عن المنكر في الروايات الشريفة ،
اولا ً : الآمر بالمعروف في الروايات ،
- قال رسول الله صل الله عليه واله ليس منا لم يحرم صغيرنا و لم يوقر كبيرنا و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر ليس من المسلمين ليس من امة رسول الله صل الله عليه واله من لم يأمر بالمعورف و ينهى عن المنكر لان الامر بالمعروف و النهي عن المنكر امر ٌ اساس في صلاح المجتمع في حفظ اللحمة الايمانية و الوحدة الاسلامية و ذرأ المفاسد و ابعاد المجتمع عن الفواحش و السلوكيات السيئة و العقائد الباطلة الى اخره لان الاسلام هو دين ٌ متكامل لجانب الانسان المعنوى الروحي الفكري السلوكي فالانسان يريد من الانسان ان يكون صالحا في عقيدته و تفكيره وروحه و صفاته و أخلاقه و أيضا صالحا ً في عمله و في الجانب التعاملي في مع الاخرين .
- قال علي ٌ عليه السلام قوام الشريعة بالامر بالمعروف و النهي عن المنكر و إقامة الحدود الشريعة تتحصل و تكون قائمة و ثابته بمعنى منتجة في واقع الانسان العملي إذا كان هناك تطبيق لهذه الفريضة و هي الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و إقامة الحدود كما جاء في الايات وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (1) هذه أمور تجعل الحياة في المجتمع ربما يتصور البعض أنها صعبة او انها ثقيلة أو أن فيها قسوة و لكن في الواقع هي حياة المجتمع إصلاح المجتمع و حفظ المجتمع يتطبيق شرع الله و أحكام الله .
- عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال ما أقر قوم ٌ المنكر بين أظهرهم لا يغيرونه إلا أوشك أن يعمهم الله عز و جل بعقاب ٍ من عنده ، مجتمع يرى الفواحش يرى المعاصي يرى المخالفات لكنه لا يغيرها ولا ينكرها فهذا يترقب يوشك ان يقع عليه العذاب لذلك يجب ان يكون الجتمع آمرا ً بالمعروف ناهيا ً عن المنكر .
- يقول أمير المؤمنين عليه السلام إن الامر بالمعروف و النهي عن المنكر لا يقربان من أجل و لا ينقصان من رزق لكن يضاعفن الثواب و يعظمان الاجر و أفضل منهما كلمة عدل ٍ عند إمام ٍ جائر كأن هذا الحديث جاء ليرفع شبهة او تصور خاطأ يكون عند البعض انني ان كنت أئمر بالمعروف و انهى عن المنكر و أقول هذا السطان جائر و هذا العمل مخالف ربما اتعرض لمضايقات اعتقال ضرب قتل فينتهي و يأتي أجلي او انني احرم من الرزق الحديث يقول لا يقربان من أجل أجل الانسان محدد إجاء أجل الشخص لو إجتمع العالم أن يعطيه يوم إضافي لا يستطيع ، الاجل وصل و انتهى عمر الشخص و إذا لم يأتي الاجل لو اجتمع العالم على ان يسلبه حياته لا يستطيعون و الامثلة في التاريخ العالم كله الطغاة و الظلمة و من حكموا عليهم بالاعدام في العالم كله، يُحكم الشخص و يسعى الظالم لقتله و لكن أجله لم يصل يخرج و ربما هو الذي ينتقم من الظالم الذي أراد قتله فأمير المؤمنين يبين انه لا تخشى و تقول اترك وظيفتي لاني اخاف ان اقتل او احرم من الرزق ولا ليس كذلك .
ثانيا ً : آثار و فوائد الامر بالمعروف و النهي عن المنكر ،
عن الامام محمد الباقر عليه السلام قال ان الامر بالمعروف و النهي عن المنكر سبيل الانبياء و منهاج الصالحين و فريضة عظيمة بها تقام بها تُقام الفرائض و تئمن المذاهب و تحل المكاسب و ترد المظالم و تُعّمر الارض و ينتصف من الاعداء و يستقيم الامر فأنكروا بقلوبكم و ألفظوا بألسنتكم و صكوا بها جباههم و لا تخافوا في الله لومة لائم ، الامام يذكر عدة فوائد للامر بالمعروف و النهي عن المنكر ،
- سبيل الانبياء إن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر سبيل الأنبياء و منهاج الصالحين الذي يعمل بهذه الوظيفة فهو دخل في سبيل الانبياء و إتخذ منهاج الصالحين و الذي يسلك سبيل النبياء فنتيجته الفوز نتيجته ان يصل لله سبحانه و تعالى ما اراده الله من البشر سلكه الانبياء و من عمل بوظيفة الانبياء فسلك مسلكهم و اتخذ سبيلهم فهو الى نجاة .
- سبب ٌ لاقامة الفرائض يقول الحديث فريضة ٌ عظيمة ٌ بها تقام الفرائض الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فريضة و ليست أي فريضة عظيمة و غذا جاء بها المؤمن صار سببا ً لإقامة الفرائض كلها فهي خير .
- سبب ٌ للأمان مع الإختلاف يقول الحديث و تأمن المذاهب إذا وُجد الإختاتف بالامر بالمعروف و النهي عن المنكر الناس يكونون في امان لا يعتدي أحد ٌ على أحد لانه هناك أمر بمعروف و نهي عن المنكر و هناك حفظ للمجتمع من التعدي بعضه .
- سبب ٌ لحلية المكاسب يقول الحديث و تحل المكاسب هو سبب لحلية المكاسب لان الانسان إذا صار هناك أمر بمعروف و نهي عن المنكر يعني صار تفقه و صار تفهم و صار تعلم ما يسلكه الانسان في معاملته و مكاسبه سوف يكون مبنيا على الميزان الشرعي فيكون في حلية بخلاف إذا لم يكن كذلك يعم الفساد فتعم المخالفات الشرعية .
- سب ٌ لاخذ الحقوق من الظالم يقول الحديث وترد المظالم إذا لم يكن هناك من ينكر على الظالم ظلمه و لم يكن هناك من يتحدث و يقول فلان الظالم اغتصب حقوق الناس ، فهنا الظالم يسرح و يمرح و يتصرف في الارض و من عليها و ما يريد أما إذا وقف الناس و قالوا هذا خطأ و هذا تجاوز فلابد ان ترد الحقوق لاصحابها .
- سبب ٌ لاعمارة الارض يقول الحديث و تعمر الارض لانه بالامر بالمعروف يعم العدل يعم الصلاح و بتركه يعم الفساد فإذا عم الفساد ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ إذا عم الخير في الارض فالارض تكون في خير و تنتج و تعمر .
- سبب ٌ للإنتصاف من العدو الحديث يقول و ينتصف من الاعداء يعني تأخذ مالك من عدوك لا تتجاوز عليه و لا يتجاوز عليك و لا تقبل بأن يذلك و لا تقبل بالتعدي عليك و لكن تأخذ حقوقك كاملة من غير أن تَظلم و لا تُظلم .
- سلامة الدنيا و الآخرة يحصل الانسان على الدنيا و الاخرة بالامر بالمعروف و النهي عن المنكر قال أمير المؤمنين عليه السلام من كانت فيه ثلاث ٌ سلمت له الدنيا و الاخرة يأمر بالمعروف و يأترم به و ينهى عن المنكر و ينتهي عنه و يحافظ على حدود الله عز و جل فإذا كان كذلك حصل الدنيا و الاخرة الله سبحانه و تعالى يسخر له أما الذي ينحرف فهو و إن حصل ظاهرا ً على شيء إلا انه في واقعه و في باطنه ليس في خير و ليس في سعادةو ليس في راحة و إنما على العكس و المؤمن الذي يعمل بوظيفته و يطبق على نفسه حكم الله في كل شيء و يجعل نفسه ميزانا ً لتصرفاته بشرع الله فإن هذا في خير و ان الله سبحانه و تعالى ييسر له .
- مشاركة الثواب للآخرين الذين يدعوهم و يأمرهم الذي يأمر الاخرين بفعل الخير و يعمل شخص بالخير هو شريك له إلى يوم القيامة و إذا كان ذاك الشخص ايضا اوصل الخير إلى غيره و دعى غيره للخير ايضا يستمر الثواب له و العكس ايضا كذلك الشخص الذي يؤسس فساد الذي يؤسس ظلم ايضا يحمل اثمه و اثمهم معه يقول الله تعالى لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم الشخص الذي يعمل الصالح يدعو الناس للصلاح يهتدي الاخرون بعمله يكون هو في خير و يشاركهم في اعمالهم و إذا دعائهم للسوء فهو ايضا يشاركهم في مساوئهم و في معاصيهم يقول النبي صل الله عليه و اله من أمر بمعروف ٍ او نهى عن منكر ٍ او دل على خير او اشار به فهو شريك ومن أمر بسوء ٍ او دل عليه او أشار به فهو فهو شريك .
ثالثا ً : آثار و مساوئ ترك الامر بالمعروف و النهي عن المنكر ،
- نزول العذاب ، إذا ترك المجتمع الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر قلنا سابقا ً ترك الامر لا يعني انه إرتكب المعصية ربما هو صالح في نفسه و لكنه فقط يجامل اشخاص يرتكبون المعاصي بدل ان يقف و يقول هذا خطأ بدل ان ينبه ان يوجه ان ينهى عن المنكر يجامل يعتذر عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيستحق العقاب ، عن الباقر عليه السلام قال أوحى الله الى شعيب النبي عليه السلام إني معذب ٌ من قومك مئة الف اربعين الفا ً من شرارهم و ستين الفا ً من خيراهم يعني اكثرهم صالحون الله سبحانه و تعالى يقول سوف اعذب الجميع و هذا الحديث ذكرنا مثله ايات قرانية و اضحة الايات التي تتحدث عن بني إسرائيل و يوم السبت إني معذب ٌ من قومك مئة الف اربعين الفا ً من شرارهم و ستين الفا ً من خيراهم فقال يا رب هؤلاء الاشرار فما بال الاخيار فأوحى الله عز وجل اليه إنهم داهنوا اهل المعاصي و لم يغضبوا لغضبي ، هؤلاء عبر عنهم الحديث يأنهم أخيار و لكن لانهم داهنوا و جاملوا فاخذهم الله بالعذاب مع الظالمين ، قال رسول الله صل الله عليه و اله إن الله عز وجل لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم و هم قادرون على ان ينكروه فلا ينكروه فإذا فعلوا ذلك عذب الله العامة و الخاصة ، منكر موجود لم ينكره الشخص عذبه الله إذا لم يستطع ان يغيره بيده و لا بلسانه على اقل تقدير ان يكون مشمأز أن يكون منكر في قلبه رافض للمنكر أما إذا لم يكن كذلك فهو شريك بل هناك أحديث تصف الشخص الذي لا ينكر بقلبه أنه ممن يحب ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا .
- ترك الامر بالمعروف وا لنهي عن المنكر سبب لتسلط الاشرار قال الحبيب المصطفى صل الله عليه واله لا تأمُرنّ بالمعروف ولتنهوُنّ عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم إذا ترك الناس الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر تسلط الاشرار إذا رأيت المتسلط سيء و الحاكم ظالم كيف ما تكونوا يولى عليكم هكذا هي القاعدة و هذه هي الحاديث إضاة الى تسلط الاشرار هذا الحديث يقول فيدعوا خياركم فلا يستجاب يعلق بعض العلماء الشهيد مطهري يقول يدعو الاخيار يعني يطالبون بحقوقكم يخرج الاخيار من المجتمع رافعين لواء المطالبة بالحقوق فلا يحصلون لسبب عدم الامر بالمعروف و النهي عن المنكر في المجتمع و عن الامام الرضا عليه السلام قال لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر، أو ليستعملن عليكم شراركم، فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم .
- إستحقاق ما يماثل الظالم من العذاب لا تأمر بالمعروف لا تنهى عن المنكر بما تستطيع و لو بالانكار القلبي و النفور تستحق ما يعمله الظالم و يكون مصيرك مصيره ، يقول الامام الحسين عليه إن رسول الله صل الله عليه واله قال من رآى سلطانا ً جائرا ً مستحلا ً لحرام الله ناكثا لعهد الله مخالفا ً لسنة رسول الله صل الله عليه واله يعمل في عباد الله بالاثم و العدوان فلم يغير عليه بفعل ٍ و لا قول كان حقا ً على الله ان يُدخله مُدخله يكون المصير واحد لا يقول ابحث عن السلامه و اجتنب و ابتعد إذا لم يكن لك الموقف لتأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر المصير مع الظالم واحد و هذا الحديث من الاحاديث المعروفة عند السنة ز الشيعة لا يُنكر عليه احد .
- عدم إستجابة الدعاء ، الدعوات من الله يطلب علاج يطلب إنجاب يطلب رزق إذا ترك الامر بالمعروف و النهي عن المنكر يقطع استجابة الدعاء و قبول الاستغفار عن رسول الله صل الله عليه واله قال أيها الناس إن الله تعالى يقول مروا بالمعروف و انهوا عن المنكر قل ان تدعوني فلا أجيب لكم و تسألوني فلا أعطيكم و تستغفروني فلا أغفر لكم ا إستجابة ولا مغفرة ما دام الشخص يرى المنكر و لا ينكر .
- ترك الامر بالمعروف و النهي عن المنكر محاربة لله و لرسوله ففي الحديث النبوي إن أمتي إذا تهاونوا في الامر بالمعروف و النهي عن المنكر فليأذنوا بحرب من الله و رسوله يعني محارب لله و لرسوله و يأذن بحرب ٍ من الله و رسوله يعني الله هو يحاربك الله يحارب من لا يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و رسوله كذلك .
- ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر نبذ ٌ للكتاب وراه الظهر عن علي ابن الحسين عليهما السلام قال التارك للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر كالنابذ كتاب الله وراء ظهره إلا أن يتقي تقاة قيل وما تقاته؟ قال يخاف جبارا عنيدا أن يفرط عليه أو أن يطغى ، يعني في حالات ٍ مخصوصة فقط .
- من ترك النهي عن المنكر فهو ميت الاحياء ، هو كأنه حي بين الناس و لكن في واقعه هو ميت قال رسول الله صل الله عليه و اله من ترك إنكار المنكر بقلبه و بيده و لسانه فهو ميت ٌ بين الاحياء .
- إستحقاق اللعنة ، قال أمير المؤمنين عليه السلام و ان عندكم الأمثال من بأس الله و قوارعه و أيامه و وقائعه فلا تستبطئوا وعيده جهلا بأخذه لا يأخذنا الجهل و نقول ألئك عذبهم الله لكذا و نحن لا فإن الئك تركوا و ظيفتهم من الامر بالمعروف و النهي عن المنكر فإستحقوا العذاب يقول عليه السلام فلا تستبطئوا و عيده ، الله توعد انه سوف يسلط عليكم و يعذبكم لا تستبطئ و تقول بعيد يقول بعض الاشخاص الاخرة متاخرة الحديث يقول لا يأخذكم الجهل و إستبطاء الوعيد و تهاونا ً ببطشه و يأسا ً من بأسه فإن الله سبحانه و تعالى لم يلعن القرن الماضي بين ايديكم إلا لتركهم الامر بالمعروف و النهي عن المنكر ليس فقط لانهم ارتكبوا المعاصي و انما الاكثر لم يرتكب و لكنهم سكتوا و رضوا و يقول الحديث و فلعن الله السفهاء لركوب المعاصي و الحلماء لترك التناهي لانهم تركوا التناهي فلعنهم الله ايضا .
- سوء المنقلب ، قال علي ٌ عليه السلام اول ما تغلبون عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم تؤخذون به و تحاسبون ثم بألسنتكم ثم بقلبوكم فمن لم يعرف بقلبه معروفا ً و لم ينكر منكرا قلب فجعل اعلاه اسفله و اسفله اعلاه تغيرت المعادلة و اذا هو ينقلب و ينحرف شيء فشيء ليرتضي بالامر الفلاني و الظاهرة الفلانية و السوء الفلاني الى ان تتأثر عقيدته و باطنه في داخله صلاحه و صفائه و أستقراره العقائدي والروحي يتأثر فيخرج من الدنيا بغير ايمان .
الهوامش ،
- سورة البقرة الاية 179