c الإبتلاء ( 1 )

الإبتلاء ( 1 )

الإبتلاء ( 1 ) – 18/2/2012

محاضرة في مسجد أبي ذر المهدوم

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين ، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين .

رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقه قولي.

قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

(( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ))

آمنا بالله صدق الله العلي العظيم

طبعاً حديثنا هو فقط تعليق فلا استعداد للحديث هذا اليوم

ولكن في دقائق نقول الإبتلاء أمر طبيعي بالنسبة لكل إنسان في هذه الدنيا ، الدنيا هي دار اختبار , ودار امتحان , ودار ممر.

كما يقول أمير المؤمنين سلام الله عليه ( الدنيا دار ممر والآخرة دار مقر ،فخذوا من ممركم إلى مقركم ) الذي يعلم أن الدنيا هي دار اختبار يجب عليه أن يجعل جميع أفعاله ناظراً لهذه الأفعال على أنها موصلة للآخرة ، محققة للهدف الذي خلق له ، وليس أن يحقق فقط هذه الدنيا ، ولا يمكن أن يعيش الإنسان في هذه الدنيا حياته من غير اختبار ومن غير ابتلاء ، كما في الآية التي افتتحنا بها الكلام .

الله سبحانه وتعالى ينفي أن يكون الإنسان ويخلق في هذه الدنيا من غير أن يمر بالإمتحان و الإختبار ، الإمتحان في الدنيا له فوائد كثيرة ، من ضمنها :

1- أنها تكشف صلاح الإنسان من عدمه ، تكشف معدن الإنسان هل أنه صالح أو ليس بصالح ، من غير هذا الإختبار لا تكون هناك حجة لإدخال أحد للجنة وإدخال آخر للنار ، من ينكشف أنه صالح يدخل للجنة ، ومن يكن غير صالح فهو للنار ، فلابد أن يكشف هذا الأمر بالإبتلاء والإختبار ، فهذه مزرعة للآخرة ، الدنيا مزرعة للآخرة ، يمر بها الإنسان ويختبر فينكشف معدنه ، الأمر الآخر ، من فوائد الإمتحان و الإختبار أو الإبتلاء بصورة عامة هو:

2- أنه يصلح الإنسان ، الإنسان الضعيف الذي يعيش الضعف إذا تعرض للإبتلاءات ، يقوى معدنه ، ويتحمل المشاكل ، القضايا ، القضايا التي تمر عليه تصقله ، وتجعله إنسان قوياً ، لذلك من يعيش في أجواء فيها من الصعوبة ، يكون بقدرها ، والذي يعيش في مكان مرفه يكون بحسبه ، فالإبتلاء نفسه يجعل الإنسان قوياً كلما كان في شدة كلما كان أقوى ، هذه من فوائد الإختبار والإمتحان.

3- ومن فوائد الإبتلاء أن الانسان الذي يتعرض للإبتلاء في هذه الدنيا ،ويرى في هذه الدنيا المنغصات فإنه ينظر للآخرة .

بطبيعة الإنسان إذا وجد حياته فيها صعوبة فيقول انا لست لهذه الحياة ، أنظر لعالم آخر ، ذلك العالم هو الأفضل الذي يجب أن أسعى له وأصل إليه ، وآخذ منه أفضل الأماكن وأعلى الدرجات ، أما إذا كان يرى الدنيا فيها من النعومة والراحة والرفاهية ما تهواه نفسه ، فيتمسك بها أكثر ، في كثير من الأحيان يكون الإبتلاء في هذه الدنيا كما تشير اليه آيات كثيرة ، أنه من أجل أن يرجع الإنسان لله ، تجعل الإنسان يعود الى الله ولتفت إلى نفسه ويفكر في آخرته ، إنه لم يخلق لهذه الدنيا .

يذكرون مثال يقولون: لو أن شخص مثلاً سافر لبلد ، واول ما نزل في تلك البلد أصابه مرض أو عنده أولاد مثلاً أصاب ولد من أولاده مرض ، وأنشغل بهذا الولد او بنفسه بين المستشفى ذاهب وراجع إلى أن قضى سفره .

أما إذا سافر إلى بلد ووجد فيها الراحة والرفاهية والرخاء وكل الأمور متيسرة يشتاق إليها ، بل قد يحب أن يبقى فيها ويخلد فيها .

كذلك الدنيا ، الإختبار والإبتلاء في الدنيا يجعل الإنسان يفكر أنه ليس لهذه الدنيا ، هناك عالم آخر يجب أن يسعى له وهو أفضل من هذه الدنيا .

4ـ الإبتلاء أيضا يكون عقوبة للإنسان في بعض الأحيان ، ربما يكون التقصير في المجتمع فيكون هناك اختبار وابتلاء واختبار للمجتمع .

5ـ وربما يكون لرفعة الدرجات .

عناوين باختصار ، أن الإنسان معرض للإختبار .

6ـ وفي حالة يكون تطهيرا للإمؤمن من بعض الامور والذنوب ، ففوائد للاختبار كثيرة.

إبتلاء شعب البحرين

طبعاً عندما نتحدث عن واقع في البحرين ، الشعب يوالي أهل البيت سلام الله عليهم ، ذنبه بالنسبة للكثير وبالنسبة للحكام ذنبه أنه مرتبط بأهل البيت ، فيتعرض للإختبار ، و يتعرض للإبتلاء ، و يتعرض للإعتداء ، تعرض شعب البحرين من زمن المروانيين للإبتلاء الكثير ، وصبر ، تعرض بحيث ان المروانيين جاءوا للبحرين وحاولوا أن يتركوا نبعا للماء ، آبار الماء ، لم يتركوها للناس يشربوا منها الماء ، تعرض شعب البحرين للإختبار و الإبتلاء الكثير ، وهُجر من شعب البحرين أعداد أشبه بالخيالية ، لو نظرنا لتاريخ البحرين أو قرأنا عدد سكان البحرين سابقاً ، تجد أن العدد كان كبيراً بمستوى خيالي . كما ينقلون والآثار تدل على صدقه ، يقولون : أنه من عسكر إلى الدراز ، البيوت مع بعضها البعض متلاصقة ، الآن إذا رجعنا ونظرنا للآثار ، التنقيبات والآثار الموجودة ، نجد آثار بيوت موجودة في جميع مناطق البحرين ، في جميع مناطق البحرين ، المناطق الفارغة ، مما يدل ان شعب البحرين كان عدده كبير ، لكنه تعرض للظلم والإعتداء ، والإعتداءات المستمرة ، حتى وصل إلى هذا العدد ، لكن نقول ما هو الحل ؟

شعب البحرين الثابت صبر ، وحقق وطرد من اراد اذلاله ، ولم يرضخ ولم يكن ذليلاً ابداً ، الان ايضاً نحن كذلك ، نعرض لهذا الظلم الشديد والهجمة الشرسة ، من جميع حكام العرب ، بل من جميع العالم بصورة عامة ، على هذا الشعب وهم يعلمون بانه مظلوم ومضطهد ، وحقوقه مغتصبة ، و مع ذلك يتعرض لما يتعرض له ، ماهي الوظيفة ؟

الوظيفة هي أولاً : التوكل على الله ، الصبر و التوكل على الله ، أن يكون الإنسان مرتبطاً بالله سبحانه تعالى ،( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ، أن يغير الإنسان ما بنفسه ويجعل ارتباطه بالله ، هذا أول شيء ، كيف يكون ؟

إذا ارتبط بالله لا يعمل من أجل شيء زائل ، وإنما يقول أعمل لله ، يعني بعبارة الإمام الراحل يقول رضوان الله عليه : ما انتفضنا لننتصر ، انتفضنا لتكليفنا الشرعي ، يتحرك لأداء الواجب الشرعي ، يتحرك لأداء الواجب الشرعي ، يقول أريد رضى الله سبحانه وتعالى في حركتي ، فإذا كان كذلك أصلح نفسه .

أختم بحديث ، الحديث يقول : (من أصلح سريرته أصلح الله علانيته ، ومن عمل لدينه كفاه الله دنياه ) الذي يعمل للدين يكفيه الله الدنيا ، الذي يخلص لله سبحانه وتعالى الله يتكفل به ، فعلينا أن نعمل لله سبحانه وتعالى ، ونصلح أنفسنا ونصلح سريرتنا ( ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله مابينه و بين العباد ) تصلح أموره كلها إذا كان مرتبطاً بالله وأصلح ما بينه وبين الله ، ويحقق ما يريد ، علينا أن نكون كذلك ، وأن نرابط في مطالبنا أيضاً ، وفي ساحات المطالب ، ولا نتنازل أبداً ، والنصر حليفنا .

والحمد لله رب العالمين ، وصل الله على محمد و آله الطاهرين .

 

شاهد أيضاً

التوبة الصادقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *