الإبتلاء(2)
محاضرات الأخلاق 24/2/2012
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين ، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين .
رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقه قولي.
قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
آمنا بالله صدق الله العلي العظيم
هذه الآية تتحدث حول الإبتلاء وأنه أمر طبيعي ، ولا يمكن أن يكون شخص مرتبطا بالله سبحانه وتعالى ومؤمناً بالله من غير أن يتعرض للإبتلاء والإختبار .
فعن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن في كتاب علي عليه : ( إن أشد الناس بلاءً النبيون ، ثم الوصيون ، ثم الأمثل فالأمثل ، وإنما يبتلى المؤمن على قدر أعماله الحسنة ، فمن صح دينه وحسن عمله اشتد بلاؤه ، وذلك أن الله عز وجل لم يجعل الدنيا ثواباً لمؤمن ولا عقوبة لكافر ، ومن سخُف دينه وضعف عقله قل بلاؤه ، وإن البلاء أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى قرار الأرض) .
من الآية والحديث يتبين ضرورة الإختبار والإبتلاء في هذه الدنيا ، وأن الإنسان لا بد أن يمر بهذا الاختبار و بهذا الإبتلاء ، بل أكثر من ذلك ، أنه كلما كان مؤمناً وكلما كان إيمانه بدرجة عالية ، كلما كان ابتلاؤه واختباره أكثر من غيره .
أولا : الإبتلاء هو الامتحان ، ويشمل الشدة والرخاء ، فالشخص يبتلى مثلاً بشدة في حياته ، يبتلى بحاكم فاسد ، مجتمع يبتلى بحاكم فاسد ، ويختبر المجتمع في كيفية تصرفه وتعاطية في ظل وجود الحاكم الفاسد ، وربما يبتلى في أهله ، شخص يبتلى بزوجة غير مطيعة أو غير صالحة ، أو العكس الزوجة تبتلى بزوجها ، رجل يبتلى بإبنه مثلاً ، أو بحياة فيها من الضيق المادي كثير ، النتيجة أنه يختبر في شدة مثلاً ، أو يختبر في رخاء ، تكون عنده أموال كثيرة ورخاء وتيسير الأمور وهذا أيضاً إبتلاء واختبار .
ثانيا : الحديث يقول الأمثل فالأمثل ، بالنسبة لشدة الإبتلاء ، النبيون ثم الوصيون ثم الأمثل فالأمثل ، فيشير الحديث إلى وجود الإختبار وأن الإختبار يشمل الصالحين ، يشمل الأنبياء ، يشمل الأوصياء ، ويشمل من يأتي بعدهم ، وكلما كانت درجته أقرب للصالحين ، للأوصياء ، للأنبياء ، كلما كان بلاؤه أشد .
ثالثا: الإبتلاء والإختبار لا يستثني أحداً وإنما يشمل الناس كافة ، والمجتمع بأكمله ، عن أمير المؤمنين سلام الله عليه يقول في الحديث : ( لتبلبلن بلبلة ولتغربلن غربلة )
يعني اختبار لا بد أن يكون ، إبتلاء لا بد أن يكون للناس كافة ولا يستثني أحدا ، وعن منصور قال: قال لي أبي عبدالله الصادق سلام الله عليه : ( يا منصور إن هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد إياس ، و لا و الله حتى تُميزوا ، ولا والله حتى تمحصوا ، ولا والله حتى يشقى من يشقى ويسعد من يسعد ).
يشير إلى ضرورة الإختبار وأنه لا بد أن يكون قبل قيام الحجة ، قبل قيام القائد ، المجتمع يمر باختبار ويبتلى قبل قيام القائم ، والمجتمع بأكمله وبالخصوص من يكونوا من الصالحين ومن يحسب على أهل البيت سلام الله عليهم ، وقال الصادق عليه السلام : ( ما من قبض ولا بسط إلا ولله فيه مشيئة وقضاء وابتلاء ).
كل شي من قبض أو بسط ، القبض هو الشدة في الحياة ، والبسط هو الرخاء والسعة في الحياة والعطاء ، كل ذلك يكون بمشيئة الله أولاً ، لأن هذا الحديث يشير إلى أُمور كثيرة من ضمنها:
أن مشيئة الله سبحانه وتعالى هي الحاكمة في هذه الدنيا و قضاء الله وقدره ، ويكون أيضاً إبتلاءً للناس ، كل شي يقع من خير أو من شدة فهو اختبار للناس .
ويقول الإمام الباقر سلام الله عليه ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَيَتَعَاهَدُ الْمُؤْمِنَ بِالْبَلَاءِ كَمَا يَتَعَاهَدُ الرَّجُلُ أَهْلَهُ بِالْهَدِيَّةِ مِنَ الْغَيْبَةِ وَ يَحْمِيهِ الدُّنْيَا كَمَا يَحْمِي الطَّبِيبُ الْمَرِيضَ )
الإمام يقول كما أن الشخص إذا غاب عن أهله ، ثم رجع إلى أهله يرجع حاملاً هدية إلى أهله ، كذلك فإن الله سبحانه وتعالى يتعاهد المؤمن بالبلاء ويختبر المؤمن ، ولا يتركه من غير اختبار ، ومن غير امتحان .
لماذا قال ويحميه الدنيا كما يحمي الطبيب المريض ، يعني هذا الإختبار فيه حماية للإنسان المؤمن ، فيه حماية و حفاظ على الإنسان المؤمن .
لماذا ؟
وكيف يحميه يحميه ؟
يحميه من جهات مختلفة ، ومن ضمنها أن يكرهه في الدنيا ويحببه للآخرة ، وعن أبي عبدالله عليه السلام قال : ( دُعي النبي ( ص ) إلى طعام ، فلما دخل إلى منزل الرجل نظر إلى دجاجة فوق حائط قد باضت , فتقع البيضة على وتد فيه فتثبت عليه ، ولا تسقط ، فتعجب النبي ( ص ) منها فقال له الرجل ، أعجبت من هذه البيضة فوالذي بعثك بالحق ما رزئت شيئاً قط ، فنهض النبي ( ص ) ولم يأكل من طعامه شيئاً ، وقال من لم يرزئ فما لله فيه حاجة ، أو من حاجة ) يعني النبي ( ص ) يزور هذا الشخص فيرى دجاجة تبيض وتقع البيضة على حائط لا تنكسر البيضة ، فيقول هذا لم يبتلى ولم يرزئ قط .
النبي ( ص ) يقول من لم يرزئ فليس لله فيه من حاجة ، شخص لا يبتلى لا يصيبه اختبار فهذا بعيد عن الله ، يعني كأنه علامة على بعده عن الله سبحانه وتعالى ، فيقوم النبي من عنده ويترك استضافته ويترك الأكل عنده .
رابعا : معنى الإمتحان هو الفصل على صعيد الخارج ، الإمتحان هو الفصل على صعيد الخارج وتفعيل الملكات وليس العلم بها ، وإنما الفصل في جهة الخارج ، لماذا ؟
لأن الله سبحانه وتعالى هو عالم بكل شي ، الله يعلم بالصالحين ويعلم بالطالحين ، يعلم قبل أن يخلق الإنسان ، ولما خلق يعلم من سيكون في هذا الطريق ومن سيكون في هذا الطريق ، ولكن الفصل الخارجي .
عندما يُعَرض الإنسان للإبتلاء , هو في أصل خلقته قلب كصفحة بيضاء ، قلب يكون صفحة بيضاء ، إذا عمل الإنسان عملاً سيئاً صار فيه نقطة سوداء ، إذا عمل عملاً صالحاً ازداد بياض ، وازداد النور بالأعمال الصالحة , وتزداد الظلمات بالأعمال الطالحةّ , فيتغير بالخارج بالإختبار وبالأفعال ، وهذا معنى الإمتحان والإختبار من جهة الله سبحانه وتعالى ، وإلا لا معنى للكشف لأن الله عالم بكل شي ، وإنما هو في الفصل في الخارج .
خامسا : فلسفة شدة ابتلاء الصالحين ، لماذا يبتلى الإنسان وكلما كان صالحاً يشتد بلاؤه ، هذا واضح ، النبي ( ص ) يقول : ( ما اوذي نبي مثل ما اوذيت )
فهو أشد من ابتلي واشد من تعرض للإبتلاء .
بصورة عامة ، الإبتلاء فيه فوائد من ضمنها أذكر :
1- ليزداد نفورهم من الدنيا ويتعلقوا بالآخرة ، هذه فائدة لا تطبق على الأنبياء كما سنشير ، وإنما هي فائدة لعوام ، الناس الذين يتعرضون للإبتلاء ، وبشدة الإبتلاء ، يزداد نفورهم من الدنيا التي يتعرض فيها لشدة وضيق ويتعلق قلبه وحبه وشوقه بالمكان الأفضل , وهو الجنة .
إذا كان شخص يعيش في بلد , أو سافر إلى بلد ، ووجد في تلك البلد صعوبات في حياته ، مثلاً سرقت أمواله ، أو أنه مرض مرضا شديدا وأمثال ذلك ، فيكره المكان الذي دخله ، ويرفض البلد الذي وصل إليه ، وإنما يتعلق قلبه بمكان آخر ، فيه الرخاء ، وفيه سعادته ، هنا أيضاً الإنسان في هذه الدنيا عندما يتعرض للبلايا و الإختبار ، ينفر من الدنيا ويتعلق قلبه بالآخرة .
لذلك قال الإمام الباقر سلام الله عليه في الحديث الذي قرأناه : ( إن الله عز وجل ليتعاهد المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل أهله بالهديه من الغَيبة ، و يحميه الدنيا كما يحمي الطبيب المريض ) لأنه كلما تعلقت نفسه بالدنيا ، حصل له اختبار يذكره بالآخرة ، فيرجع للآخرة ويتعلق بالآخرة ، يتعلق بالله سبحانه وتعالى ويرفض الدنيا التي هي إلى زوال ، يلتفت إلى أن هذه الدنيا ليست محل التعلق ، وأنه لم يخلق لهذه الدنيا .
2- زيادة الدعاء و التضرع لله سبحانه وتعالى ، عندما يبتلى الإنسان يتضرع ويدعوا الله ، هذا نلمسه بفطرتنا بواقعنا ، عندما تعرض المجتمع قبل فترة لشدة قوية ، عندما يتعرض الناس لشدة وابتلاء صعب ، نجد الإنسان بطبيعته يرجع لله ، ويرتبط بالله ، ويرجوا الخلاص مما وقع فيه من الله ، في تلك الشدة لا يجد في نفسه أن يتعلق بأحد ، ولا يجد أحدا يخلصه مما وقع فيه من الشدة ومن الإبتلاء ومن الفتنة ومن المحنة ، إلا الله سبحانه وتعالى ، فيتوجه لله ، قال تعالى : (( وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ )) يعني برجاء أن يرجعوا لله ، بمعنى آخر رحمة من الله سبحانه وتعالى ليذكرهم بالله ويرجعوا ويطلبوا من الله سبحانه وتعالى الخلاص ، وقال الله تعالى : ((وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )) يختبر ويبتلى بالحسنات ، بالشدة ، وبالرخاء ، يبتلى برخاء وبسيئات يعني بشدة ، ومصائب واختبار وبلاء وفتن ، حتى يرجع لله سبحانه وتعالى .
3- إبتلاء الأولياء هو نيل الدرجات العالية : طبعاً ما ذكرناه من فوائد ، الفائدة الاولى و الثانية لا تصلح ولا تنطبق على الأنبياء و الأولياء ، لآنه بطبيعتهم و بعلو شأنهم ، وبانكشاف الحقائق لهم لا تتعلق نفوسهم بالدنيا ، فلا يكون الإختبار لينفرون من الدنيا ، لأنهم يرون الدنيا على واقعها ، فليسوا ممن يتعلق بالدنيا ، ولكن هذه الفوائد بصورة عامة للناس وللمؤمنين العاديين ، دون الأنبياء و الأولياء .
4-الفائدة الأخرى التي تنطبق على الأنبياء ، هي فائدة رفعة الدرجات ، أن ترفع درجة النبي ، كلما كان بلاءه أشد ، كلما ازدادت درجته عند الله سبحانه وتعالى ، قال الصادق عليه السلام : ( إن عظيم الأجر ، لمع عظيم البلاء ، وما أحب الله قوماً ، إلا ابتلاهم ) اذا احب الله أحدا إبتلاه ، فكلما كان حبه أشد لهذا الشخص ، وكان أقرب لله سبحانه وتعالى ، كان ابتلاءه أكثر و أشد .
أيضا حديث الحسين سلام الله عليه ، عن النبي ( ص ) : ( إن لك درجات لن تنالها إلا بالشهادة ) يشير إلى الدرجات العالية التي تحصل من الإختبار ، فالإختبار أمر مهم ، وهو للأولياء لرفعة درجاتهم .
سادساً : الدنيا ليست محلاً للثواب ، الحديث كان يقول : ( فمن صح دينه وحسن عمله اشتد بلاءه ، وذلك أن الله تعالى لم يجعل الدنيا ثواباً لمؤمن ولا عقوبة لكافر ) الدنيا ليست ثواباً للمؤمن ولا عقوبة للكافر ، بمعنى واضح أن الدنيا :
1-الدنيا بطبيعتها لا يمكن أن تكون محلاً للثواب ، ولا يمكن أن تكون محلاً للعقاب ، لأن كل عقاب في هذه الدنيا فيه رخاء ، مهما يكون العقاب في الدنيا لظالم أو طاغية ، بما تتصور من صنوف العقاب فهو رحمة أيضاً ، فيه رحمة ، و إذا حصل له عقاب في جهة ، ففي الجهة الأُخرى رحمة ، والعكس أيضاً ، و لا يمكن أن تجد رخاء و ثواب لأحد إلا و فيه غصة ، في جميع لذائذ الإنسان التي يلتذ فيها في الدنيا لا تخلو من الغصص ، فليس فيها سعادة مطلقة ، وإنما هي مخلوطة بالشقاء و السعادة للمؤمن و الكافر ، فليست محلاً للثواب ، فلا يطلب أحد ويقول أبحث عن الثواب وعن السعادة في الدنيا لأنه غير ممكن.
2- لآن الدنيا مزرعة للآخرة : الدنيا ليست هي النتيجة ، الدنيا هي الطريق للآخرة ، فمن يتعلق بالدنيا على أنها النتيجة يكون خاسر ، كالذي مثلاً يريد أن يعبر على جسر من بلد إلى بلد ، لو كان يجعل جميع ما يملك وجميع ثورته في الجسر ، ثم يعبر الجسر للبلد الثاني ، يصل للجهة الثانية صفر اليدين ، ولكن العاقل هو الذي يستفيد ، ويعبر الجسر ويعتبره طريقاً فقط للمرور ، ليصل للمكان الأبدي الخالد( الدنيا دار ممر و الآخرة دار مقر) .
3- ما نراه من عقوبة لبعض المخالفين ، نرى بعض الأوقات عقوبة ، شخص طغى كصدام مثلاً و غيره ، فحصلت له عقوبة ، لماذا هذه العقوبة ؟
مع أن الدنيا ليست محلاً للعقاب كما في الحديث ،الجواب أن هذه العقوبة هي رعاية للمؤمنين ، وإلا الأحاديث كثيرة تقول : لو يطلب الكافر الدنيا ، لأعطاه الله الدنيا ولا ضير ، لماذا؟
لأن الدنيا لا تسوى شيء ، لأن الدنيا هينة و الآخرة هي التي لها قيمة و هي الباقية ، ولكن عندما يعاقب الشخص الكافر ، أو الشخص المخالف ، أو الشخص الظالم ، إنما هو تنبيه للمؤمنين ، وترغيب للمؤمنين في الإيمان ، وإبعاد للمؤمنين عن الظلم ، يعني ايناس في نفوس الناس ، لأن الإنسان عندما يرى مثلاً الطاغي متجبر ، ويعمل ويعمل ثم ينتهي عمره ويخرج من الدنيا هكذا ، لم يرى مثلاً له عقوبة ولا شيء ، ربما يضعف إيمان الضعفاء من المؤمنين ، يقل إيمانهم ، ويقول لماذا لم يعاقبوا؟
هنا رعاية من الله سبحانه للمؤمنين ، وتثبيتاً للمؤمنين على إيمانهم ، يريهم بعض العقاب للظلمة ، وإلا فإن الدنيا ليست محلاً للعقاب .
سابعاً : المعاناة الروحية توازي شدة الإدراك : الحديث أشار لهذا ، وكلما كان الشخص أكثر إدراكا ، كان الإبتلاء بالنسبة له أشد ، لذلك النبي ( ص ) قال : ( ما اوذي نبي مثلما اوذيت ) النبي ( ص ) كان يتأذى كثيراً اذا رأى الناس لا يؤمنون بالله ، النبي كان يتأذى ( ص ) إذا رأى أشخاص يرتكبون المعاصي ، فكانت أذيته أكثر من غيره لما يدرك من قبح هذه الأفعال ، فكلما كان الشخص أكثر إدراكاً كانت الإبتلاءات بالنسبة له أشد .
أختم بحديث عن المنهال بن عمر قال : ( قال رجل للباقر عليه السلام : والله إني لأحبكم أهل البيت ، قال عليه السلام: فاتخذ البلاء جلبابا )
شخص يقول أحبكم ، الإمام لم يقل له شيء ، وإنما مباشرة يوجهه ويقول في وجهك البلاء يأتيك ، إلتفت أنت تحب الحق ، فالبلاء يكون أمامك.
( فاتخذ البلاء جلبابا ، فوالله إنه لأسرع إلينا وإلى شيعتنا من السيل في الوادي ، وبنا يبدأ البلاء ثم بكم ، وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم )
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين