بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
مر الحديث حول هذه الاية و أن المعني و المقصود بالإسلام ليس بالضرورة ان يكون هو الاسلام بمعنى الدين الاسلامي و انما الامن و السلم و التسليم لله سبحانه و تعالى ،
حديثنا حول الاسلام و الحياة و نواصل الحديث كما مر ،
بعد حملات التشويه المستمرة للاسلام التي أثرت كثيرا ً على الشعوب الاخرى و تأثر على نفس المسلمين لابد للمسلم ان يقف على حقيقة الاسلام و موقف الاسلام من كل ما حوله من الثقافات و التقاليد و غير ذلك و الديانات الاخرى ما هو موقف الاسلام من كل ذلك ،
ايضا ً ضرورة التفريق بين النظريات التي تنسب للاسلام و تنسب للدين الاسلامي و الدين منها براء ، و ايضا ً التفريق بين النظرية الاسلامية الصحيحة الاصيلة و بين التطبيق النحرف عنها حديثنا حول الاسلام و الحياة من هذه الجهة للنظرة للحياة و للانسان و لما حوله و مر الحديث حول الرؤية الكونية في الإسلام و اثر الرؤية الكونية على الحياة ،
اولا ً : الإسلام ونظرته للحياة ،
عدم التشاؤم الإسلام ينظر للحياة نظرة ً متفائلة ً و لا يوجد بها تشاؤم و انما يراها هي المزرعه لكمال الانسان و الطريق لمستقبله و سعادته و إستقراره يقول تعالى هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (1) الله سبحانه و تعالى جعل الارض و الحياة مسخرة للإنسان و الإنسان قادر ٌ على الإستفادة منها بل هي ذلولا ٌ ومذللة ٌ له لا يئس و لا قنوط في هذه الحياة الاسلام في نظرته للحياة بمنهج الوسطية و الإعتدال فلا تفريط ٌ ولا إفراط لا غنكباب على الدنيا و لا تخلي عن الدنيا نظرة ٌ للدنيا بلإعتدال و نظرة ٌ للاخرة ايضا بإعتدال يقول تعالى وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (2) هذه هي النظرة للحياة تأخذ من الحياة و لا تنسى نصيبك وما قدر الله لك في هذه الحياة و ان تسعى في ذلك و لكن تجعل عينك على الاخرة لا تغفل عن الاخرة الدنيا هي طريق ٌ للاخرة إستفد من الدنيا كن سعيدا في الدنيا كن قويا في الدنيا كن قادرا ً و لكن لا تنسى الاخرة بل إجعل محور حركتك هو النظر للآخرة يقول تعالى قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ (3) الله لم يحرم الطيبات من الرزق خُذ تمتع تلذذ في هذه الدنيا و لكن ضمن الحدود الشرعيةو القانون الالهي من غير إنحراف من غير افراط و من غير تفريط قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (4) ، الدنيا وسيلة ٌ للتكامل و ليست غاية ٌ في نفسها هذا هو الاعتدال هذه هي الحقيقة إستفد من الدنيا تعيش الدنيا تكون قويا ً في الدنيا ولكن هي طريق ٌ للاخرة اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (5) كل هذه المعاني و المفردات في هذه الاية تبين ان الدنيا في حقيقتها باطل و ظاهرها هو ظاهر ٌ فقط الزينة توضع على الشيء ليس من اجل الزينة ، المرأة التي تتزين لا تتزين من اجل الزينة و انما من اجل ان تقصد هي تكون الزينة و اسطة فيقع غير ما قصد من الزينة و تُختار ،
و الغرور ، الدنيا غرور ٌ للذي يغتر بها اما الذي اما الذي يجعلها و اسطة و وسلية لتكاملة و لاخرته فهو في سعادة ٍ حقيقة ،
إذا ً لا تغفل عن زوال الدينا ، نظرة الإسلام الدنيا إستفد منها و لكن لا تغفل عن زوالها و إعلم ان البقاء للعمل هذه هي نظرة الاسلام حديثنا عن نظرة الاسلام للحياة للواقع لما حول الانسان يقول تعالى وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا (6) هذه هي الحياة الدنيا الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (7) زينة الحياة الدنيا اموال و اولاد يسعد الانسان بها و لكن ما يبقى له هو العمل الصالح و التقوى وما يكون للاخرة الانسان في نظرة الإسلام للحياة ان الانسان مكلف بإعمار الارض و ليس بتركها يكون في هذه الارض و يعيش في هذه الارض ليس ليعيش الضعف و الضنك و الفقر و إنما إعمار الارض بطاعة الله و بالقدرة و ان يحقق الصفات التي يريدها الله في الارض وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8) جعل الله سبحانه و تعالى خليفة في الارض ليعمر الارض بالايمان و العلم و العمل الصالح لذلك يقول تعالى إنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (9) الانسان يحمل امانه نظرة للحياة الانسان في هذه الحياة ليس اعتباطا ً وانما هو يحمل رسالة يحمل امانة ً لابد ان تتحقق هذه الامانة ثم بعد ذلك يحاسب على ما انتج و عمل وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (10) ليرى الله سبحانه و تعالى اعمال الانسان وماذا ينتج وماذا يقدم .
ثانيا ً: الاسلام ونظرته للاسنان ،
- الانسان مكرم ، الانسان هو الموجود المكرم في هذه الحياة ليس المحتقر و ليس الانسان الذي يراد منه الرهبانية و الزهد فقط و انما الانسان هو الذي يكرم و كل شيء من اجل الانسان ، لَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (11) جعل الإنسان مكرم و فضله على كثير ٍ من الخلق الدنيا كلها مسخرة ٌ لسعادة الإنسان يقول تعالى اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا (12) إذا ً النظرة الإسلامية تقول الانسان هو الاول وهو المقدم و كل شيء ٍ مسخر ٌ من اجله التفاضل بين الناس ليس بالمال ليس بالعرق ، يملك اكثر يكون ليس كذلك ، ليس بالجنس ، ليست المرأة أقل شئنا ً او اكثر شئنأ من الذكر كلكم سواسية ، الناس سواسية كأسنان المشط ليس بالجمال ليس باللون فكل ذلك خارج عن إرادة الإنسان ليس بغرادته ان يكون ابيض او اسمر او غير ذلك فلا يمكن ان يكون هو ميزان التفاضل ، ميزان التفاضل في الاسلام ما تقبله الفطرة الانسان الفطرة السليمة ، التفاضل بالتقوى إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ لا تقل هذا من هذه الطائفة او من هذه البلدة او من هذه الجهة او غير ذلك ، ميزة اخرى في التفاضل العلم يجعل الانسان مكرما ً يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ هناك مائز هو العلم هناك ، هناك امور اخرى ايضا يميز بها الانسان و لكن كلها ترجع للتقوى و طاعة الله سبحانه و تعالى .
ثالثا ً : الإسلام ونظرته للعلم ،
- اول سورة تنزل على رسول الله صل الله عليه و اله و تكون مفرقا ً وإنعطافا ً في الأمة حينها او في ذلك المجتمع هي اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (13) جعل العلم و المعرفة هي اول شيء ٍ تفتتح به هذه الرساالة إذا ً الإسلام يدعو للعلم ولا يدعو للتراجع او التخلف او التقوقع و انما للمعرفة .
- جعل الله العلم احد ما يتفاضل به الإنسان كما ذكرنا يقول الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (14) جعل العلم سببا ً للتفاضل و ان يكون صاحبه له درجات عند الله سبحانه و تعالى و يقول تعالى قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (15) هذه امور اعتبرها السلام و نص عليها ان تكون للعلم قيمة و ليس للجهل العلم في الحديث ، الاحاديث كذلك عن ابي عبد الله عليه السلام قال عالم ٌ افضل من الف عابد ٍ و الف زاهد ، عالم له علم افضل من العابد و قيمته بالعلم و قال عليه السلام عالم ٌ ينتفع بعلمه افضل من عبادة سبعين الف عابد ، سبعين الف عابد يعبدون و لكن شخص عالم هذا افضل من ذاك و العابد الذي يعنيه الامام ليس ما اعنيه انا او انت او غيرنا و انما العابد الذي يصدق عليه عابد ، الإمام اذا سمى شخصا ً عابد فتسميته خاصه و مع هذا يقول العالم افضل و قال أمير المؤمنين سلام الله عليه العالم اعظم اجر من الصائم القائم الغازي في سبيل الله ، افضل من المحارب في سبيل الله افضل العابد من الصائم من القائم لانه يحمل علما ً إذ ً نظرة الاسلام للعلم ، لا يُقال الإسلام يطلب اتباعا ً متخلفين و إنما يدعوا للعلم و التقدم دائما و أبدا ً .
رابعا ً : الاسلام و نظرته للعمل ،
يقول تعالى هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (16) يدعو للحركة د ائما و العمل دائما و عن الامام الصادق عليه السلام يقول الكاد في عياله كالمجاهد في سبيل الله مادام نوى انه يعمل و يكد على عياله اذا نواها لله سبحانه و تعالى كانت لها قيمة اضافيه و تختلف يكون عملا ً مقبولا ً و عن الامام الرضا عليه السلام إن الذي يطلب من فضل يكف به عياله اعظم أجرا ًمن المجاهد في سبيل الله و قال الامام الحسن الزكي عليه السلام إعمل لدنياك كانك تعيش أبدا و غعمل لاخرتك كأنك تموت غدا إذا ً يعمل ، أمير المؤمنين يقول اعمل كأنك عبد في العمل هذه نظرة الاسلام للانتاج المستمر و ليس للتوقف تكملت رواية الامام الحسن و اذا اردت عزا ً بلا عشيرة و هيبة ً بلا سلطان فإخرج من ذل معصية الله الى الى عز طاعة الله عز و جل .
خامسا ً : الإسلام ونظرته لمن حوله و لايعتقد إعتقاده للمختلف معه ،
هناك ملل و دينات و عقائد مختلفه ما هو موقف الاسلام من ذلك كله ، في القران الكريم ، الدعوة للمبدأ الذي فيه إشتراك إذا كان اي شخص يختلف معك لا تاتي في النقاط المختلف معه فيها و غنما تذهب للعلى و تبحث عن المشتركات بينك و بينه هذه هي نظرت الاسلام لْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كلمة مقبوله بين الجميع و نتحد عليها ما هي هذه الكلمة ، أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ هذه هي الدعوة للمشترك إنظر الى نظرة الاسلام لمن حوله ومن يختلف معه تدعوه لشيء ٍ يقبله و تشترك معه و يكون هو محل الاتحاد ، فإذا رفض ولم يقبل ماذا يكون ، فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ إذا تولوا لا تقولوا لهم نحاربكم قولوا لهم لن ترون منا إلا السلم هم لم يقبلوا دعوتك قل انا سلام أنا سلم ٌ لمن حولي ولا ضير بإعتقادك وما تعتقد إئمن جانبي هذه هي نظرة الإسلام ، إستطعت ان تشترك معه في المشترك و تتفق معه اتفقت لم تستطع تقول له انا سلم إذا ما يعكس من نظرة الجهاد و الحرب و الجبر على الدين ليست صحيحه و القتل ليست صحيحه و إنما الإسلام يدعوا للإشتراك للمشتركات فإن اقتنع و قبل الاخر بالاخر اشتركوا في المشترك و بقي كل ٌ على عقيدته و اوضح من ذلك ما ذكرناه سابقا ً في عهد النبي صل الله عليه و اله الى نصارى نجران انهلن يطئ ارضكم خيل و لا ركاب ثم يقول انت في أمن و لا يغير أسقف ٌ من اسقفيته و لا كاهن ٌ من كهانته الكل على ما هو عليه و انتم في امن ٍ و لكم ما لنا و عليكم ما علينا هذه نظرة رسول الله صل الله عليه واله و الإسلام لا يجبر أحد ان ينزل على دينه و انما يجعله ان استطاع ان يتفق معه في المشتركات اتفق و ان لم يستطع يبقى هو على حاله قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (17) .
ايضا الدعوة للتعايش ليس فقط تعايش هكذا بل بالاحسان بالتعامل الافضل لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (18) تبر يعني تعمل الخير توصل الخير لهم ، إذا ً نظرة الاسلام لمن يختلف معه ليس السيف و إنما متى يكون السيف في حال الدفاع فقط بل كما يقول كثير من العلماء لا تستطيع ان تثبت غزة ً إبتدائية كلها دفاع ، وقاتلوا و قاتلوا و لكن مجرد بعد هذه العبارات في الايات وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا يعني انت الان تقاتل تدافع و لكن مجرد ان يقول نريد الصلح انت مجبور شرعا ً تقول وافقت متى يقول غالبا و في هذا الواقع و في الحياة متى يقول الطرف الاخر بالصلح ، إذا صار ضعيفا ً انت تحارب انت مهزوم هو يهجم عليك و يحاول إذلالك و لكن مجرد ان تكون الكفه في طرفك و القوة في طرفك يقول اريد الصلح و السلام انت مجبور حتى في هذه الصورة تقول قبلت حتى في حال النزاع و الحرب وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا إذا ً نظرة الاسلام نظرة جميلة نظرة خير نظرة رحمه و ليست نظرة قتل و جبر الاخر على الاقتناع و اعتناق ما تعتنقه انت ،
و في الحديث التعامل مع من تختلف معه كثير ومن ضمنها عهد امير المؤمنين لمالك الاشتر وهو واضح عندما يقول و اشعر قلبك الرحمه للرعية و اللطف بهم و لا تكونن عليهم سبعا ً ضاريا ً تغتنم اكلهم فإنهم صنفان إما أخ ٌ لك في الدين او نظير ٌ لك في الخَلق ، أخ ٌ لك في الدين اللطف به نظير ٌ لك في الخَلق لا يعتقد ما تعتقد اللطف به إذ ً تعامل بحنية ٍ و رأفة ٍ على من تختلف معه ايضا ً ،
سادسا ً : ألإسلام ونظرته للعادات و التقاليد ،
تقاليد كثيرة كانت في الجاهلية والإسلام جاء بعدها ، هناك عادات ٌ مافقة ٌ للفطره فتكون موافقة ٌ للسلام فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ما كان موافقا ً لفطرة يقره الإسلام وما كان يخالف الفطرة الاسلام يغيره إما مباشرة وإما تدريجا ً و الاسلام يأسس عادات حسنة و يدعوا للاصلاح و تأسيس الخير ، مثلا يدعوا للمبرات يدعوا لكفالة الايتام يدعوا للوقف ان يوقف الناس مثلا وقفا في سبيل الله هذه كانت موجوده قبل سنين و في هذه السنين عادات ٌ اشبه بالاندثار ربما اندثرت او قلت جدا ً كانها اندثرت لا تجد احد يوقف الا القليل اذا اكن و لكن سابقا ً كان الكل يوقف مسجد و مأتم وعمل خير هذه عادات يقرها الاسلام و يأسسها الاسلام ، النتيجة ان الاسلام اذا كانت العادات صالحه يقرها اذا كانت سيئة ينهى عنها يؤسس الخير و طبق ما تراه ما ايضا هناك بعض العادات قد تختلف من زمان ٍ الى زمان و من وضع ٍ الى وضع مثلا عادت الكرم اذاكان فيه اسراف يكون حراما ً ربما يكون في زمن ٍ سيء يكون غير مناسب فينهى عنه وربما يكون في زمن ٍ هناك حاجه اليه فيدعوا له بعض الاخوان يقول لب تحدث عن بعض العادات ولا يسع الوقت ولكن كعاة الفواتح و الإسراف فيها او إرهاق من عنده فاتحه ، هذه عادات مثلا ً يجعلون طعام ، بعض الامكان ينفقون اكثر من الزواج في الفواتح ، الفواتح اذا توفي شخص ينفقون اموال كثيرة و ترهق الاهل و يضطرون للاخذ من هنا و هناك المجتمع عليه ان يصلح الامور و يرى ما هو الحسن ويقره و ما هو سيء يبتعد عنه و إذا تقلل الامور التي فيها تكلفه على الناس و ارهاق للناس يكون افضل عن رسول الله صل الله عليه و اله من سن سنة ً حسنة ً كان له اجرها و أجر من عمل بها الى يوم القيامه و من سن سنة ٌ سيئة ً كان عليه وزرها و وزر من عمل بها الى يوم القيامه .
الهوامش ،
- سورة الملك الاية 15
- سورة القصص الاية 77
- سورة الاعراف الاية 32
- سورة الاعراف الاية 32
- سورة الحديد الاية 20
- سورة الكهف الاية 45
- سورة الكهف الاية 46
- سورة البقرة الاية 30
- سورة الاحزاب الاية 72
- سورة الاعراف الاية 129
- سورة الإسراء الاية 70
- سورة إبراهيم الايات 32-33-34
- سورة العلق الايات 1-2-3-4-5
- سورة المجادلة الاية 11
- سورة الزمر الاية 9
- سورة الملك الاية 15
- سورة ال عمران الاية 64
- سورة الممتحنه الاية 8