حديث الجمعة – الإمام المهدي (عج) ( 2 ) – 6/7/2012
النصف من شعبان
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد والى محمد
قال سبحان وتعالى في كتابه الكريم:
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
نبارك للرسول (ص) مولد الإمام الحجة المنتظر ولأمير لمؤمنين وفاطمة الزهراء والآئمة المصومين ونبارك للأمة الإسلامية جمعاء لا سيما مراجع الدين العظام
مقدمة : الحديث حول المنتظر المهدي (عج) في نقاط
الأولى : الوعد الإلهي الذي لا ينتقض وهو حتمي
الله سبحانه وتعالى وعد في هذه الآية وفي غيرها من الآيات كما في قوله تعالى:
(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)
فوعد من الله سبحانه وتعالى أن تكون الخلافة في الأرض للصالحين ، وعد منه لاينتقض ولا يتغير وهو حتمي الوقوع ، وهذا الوعد ذكر في الكتب السماوية كما ذكرنا هذه الآية و في القرآن الكريم أيضا .
أولا: الإستخلاف في الأرض
الإستخلاف قي الأرض ماذا يعني ؟ ومن هو المستخلف ؟
أـ قال بعض المفسرين أنها خاصة بزمن النبي (ص) أو بزمن الخلفاء الأربعة أو الثلاثة.
فالإستخلاف الذي يكون في الأرض هو إستخلاف للنبي (ص) أو أنها خاصة بزمن الخلفاء الأربعة بعد النبي (ص) فهم المستخلفون في الأرض الذين قصدتهم الآية بل قيل أنها خاصة بالخلفاء الثلاثة بعد النبي (ص) فيكون المعنى الإستخلاف بالخلفاء بعد النبي هو ما تعنيه الآية وما ورد في الكتب السماوية من الإستخلاف في الأرض كما يقولون
ب ـ أنها خاصة بزمن المهدي المنتظر الذي يملأ الأرض عدلا كما نصت على ذلك آحاديث كثيرة
والجواب على الفرض الأول : أنها خاصة بزمن النبي (ص) أوأنها خاصة بزمن الخلفاء هذا المعنى لم يستطع المتأمل في الآية نفسها أن يقبل هذا المعنى ، حيث أن الآية جاءت في سياق خاص :
أ ـ أن سياق الآية تتحدث عن بعض الأمة وليس كل الأمة وهم المؤمنون .
فإذا كان الإستخلاف لزمن الرسول (ص) وجميع أفراد الأمة هذه خلافتهم أو كان في زمن الخلفاء ، الأمة صارت مستخلفة وكما يقولون بأنها أستخلفت وحققت إنتصارات وفتوحات مختلفة فتكون هي المقصودة من الآية (وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ) نقول الآية تختلف في سياقها عن هذا المعنى وفي ألفاظها حيث أنها لم تذكر الأمة كاملة وإنما ذكرت بعض الأمة ،(وعد الله الذين أمنوا منكم ) وليس جميع الأمة. ذكرت (الإيمان) الإستخلاف في الأمة يكون شرطه الإيمان أن يكونوا مؤمنين فمن آمن بالله سبحانه وتعالى هو الذي يستخلف ،
فلا يكون المعنى صحيح أن الخلفاء في زمانهم خلافتهم هي الخلافة التي تعنيها الآية المباركة ، لأن الأية المباركة تتحدث عن الإيمان ، تتحدث عن الصالحين ، تتحدث عن من له إرتباط بالله سبحانه وتعالى ، إيمان بالله وعمل صالح وفي ذلك الوقت كانت الإنحرافات وإرتكاب المعاصي منتشرة لم يكن المجتمع كله مؤمنا فيقال أنه أستخلف لأنه مؤمن
ب ـ الإستخلاف كما استخلف الذين من قبلهم ولكن مع إختلاف الإيمان
كيف يكون الإستخلاف ؟
وهل تحقق الإستخلاف قبل مجيئ الإسلام؟
الإستخلاف بالمعنى الذي تشير إليه الآية هل له وجود حقيقي في ذلك الزمن؟
الجواب : أن الإستخلاف عنيّ به من جهة ، أنه كما كان هناك إستخلاف بصورة عامة ، كما كان هناك أشخاص لهم السيطرة في الأرض والتمكن من الأرض ، أنتم تمكنون من الأرض ولكن متى ؟
في زمن الموعود الذي يكون الإستخلاف فيه بشروط وقيود تذكرهم الآية , مع الإيمان والأمن والأمان وليس إستخلاف لوحده
ج ـ المجتمع الذي ليس فيه شرك وكله أمان لم يتحقق.
هذا المجتمع الذي تذكره الآية ، بأوصافه الخاصة
(وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما إستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي إرتضى لهم )
1ـ الإيمان
2ـ تمكين الدين من الدنيا ومن الوجود بأكمله
3ـ الأمان
4ـ إخلاص التوحيد والعبودية
إيمان وأمن وأمان وليبدلنهم من بعد خوفهم آمنا ذهاب الخوف من الخارج ومن الداخل في المجتمعات الدينية والإيمانية ، في المجتمع بأكمله أن يكون مؤمنا وليس عنده خوف وليس عنده شرك ، وإنما إيمان خالص يكون في هذه الأرض لا يشوبه إنحراف ولا نفاق ولا شرك وإنما هو إيمان خالص لله سبحانه وتعالى ، هذا لم يتحقق ، لم يتحقق في عصر من العصور يقول تعالى(وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) ، أكثر الناس إيمانهم الذين فيه شرك خفي أو شرك ظاهري ، والآية تتحدث عن إيمان خالص وآمان ، إيمان ليس فيه شرك وليس فيه إنحراف وأمان مطلق ، هذا لم يكن موجودا في زمن جميع الأنبياء ، إيمان يعمّ الأرض بأكملها ، إيمان بالله ليس فيه شرك ، وآمان ليس فيه خوف من أحد لا من عدو خارجي ولا من عدو داخي لم يتحقق في زمن من الأزمان .
إذا لا زال الإنتظار لزمن يأتي يكون فيه هذا الإيمان الحقيقي و الخالص
إشكال يذكرونه أيضا: الخطاب لمن في زمن النبي(ص) وليس لمن يأتي في زمن متأخر!
نقول في زمن المهدي (س) يقولون الخطاب كان يخاطب الناس فكيف تقولون في زمن متأخر
الجواب: الخطاب على نحوين
1ـ خطاب أشخاص بما هم أشخاص
بعض الأوقات تخاطب أشخاص بما هم
2ـ تخاطب أشخاص خطاب لمن يحمل الوصف وهو يتعدى لمن تخاطب
فأنت لا تشير إليهم وإنما بما يحملون من الأوصاف ، و الخطاب في الآية المباركة بما يحملون من الاوصاف وإلا لم يتمكن أولئك العدد الذي كان في بادئ الإسلام لم يتمكنوا من الارض بأكملها ويطبقوا الإسلام كاملا في أرجاء الأرض بأكملها ، وإنما أقصى ما يقال أنه طبق الإسلام في مكان معين ، ولم تتحقق الصفات الأخرى، إذا يبقى النظر إلى وقت يأتي يعمّ فيه العدل والإيمان والأمان في المجتمع ، وهو لم يتحقق ولن يتحقق إلا في زمن المهدي (س)
ثانيا:تمكين الدين الإسلامي من الأرض بأكملها.
تمكين الدين الإسلامي من الأرض كما تبين الآية المباركة تقول :
(وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما إستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي إرتضى لهم )
متى تمكن الدين الإسلامي من الأرض بأكملها ؟
ماذا يعادل العالم الإسلامي بالقياس إلى الأديان الأخرى ؟
هذه الآية تشير إلى تمكّن الدين الذي إرتضى لهم (الدين الإسلامي ) متى تمكن الدين الإسلامي من الأرض بأكملها ؟ هل حدث ذلك في زمن من الأزمان ؟
لم يحدث ولم يتحقق بل أن المسلمين بالقياس إلى غيرهم هم جماعة قليلة بالقياس إلى الأمم الأخرى خصوصا في صدر الإسلام و في زمن الخلفاء ، واليوم العالم كثير وكبير والمجتمع الإسلامي المتناحر لا نقول العالم اليوم تمكّن فيه الدين الإسلامي ، من يستطيع أن يقول في هذا العصر الذي زاد أو إزداد عدد المسلمين أن الدين الإسلامي متمكن من الأرض ، الدين الإسلامي ليس متمكن من الأرض
بل من يحكم المسلمين ومتسلط على المسلمين هو من يحارب المسلمين ويحارب الإسلام .
الذي يريد أن يكون الإسلام حقيقة متحركة في وجود الناس يقتل ، يسجن ، ينفى ، ولا يبقى له وجود أو مكان في بلد الإسلام ، هذا بإضافة المجتمعات الأخرى غير الإسلامية في بلاد الإسلام والمسلمين الفجور والفواحش والخمور وغيرها من الإنحرافات ظاهرة علنا، فهل هذا هو تمكن الدين الإسلامي ؟
طبعا ليس هذا تمكن الدين والآية المباركة تشير إلى تمكن الدين الإسلامي من الوجود الدين الإسلامي الذي ليس فيه إنحراف ، الدين الإسلامي الخالص .
ثالثا: الأمن والأمان
الأمن والآمان الذي يكون في الأرض ،الأمن والآمان هل كان في زمن الخلفاء هناك أمن وآمان ؟
أم في هذا الزمن أمن وآمان ؟ وتجد الإعتداءات المستمرة على جميع الناس وبمختلف توجهاتهم ومشاركهم ومذاهبهم , ولا تقول هذا مذهب مثلا يعيش آمان أو تلك طائفة تعيش في آمان ، العالم كله في ضوضاء وفوضى وكله إعتداءات , وكم تسمع من سفك الدماء !
أعداد خيالية ووحشية وصور وحشية لا يمكن أن يتقبلها إنسان ، فأين الأمان في المجتمع الآمان الذي تصفه الروايات الذي يفسر الآية ويشير إلى الآية المباركة أنه لا يخاف أحد على شيئ ، تخرج المرأة من مكان إلى مكان ، تسافر تتنقل لا تخاف ، الرجل ، الضعيف ، الفقير الغني ، لا أحد يخشى من شيئ ولاإعتداء , ولا يوجد شخص محتاج أو يطلب المال ، الكل مستغنيا وليس هناك إستئثار وليس هناك ظلم ، أوصاف لا تذكر في زمن من الأزمان إلا في زمن الإمام القائم (س) , لم يطبق شيئ من هذا الأمن والأمان والسعادة في زمن مضى أبدا وليس له إلا زمن الإمام القائم (س)
رابعا: الإيمان الخالص وعدم الشرك بالله تعالى
الإيمان الخالص الذي تشير إليه الآية (يعبدونني لا يشركون بي شيئا )
المجتمع الإسلامي ، لو جئنا للمجتمع الإسلامي وتأملنا فيه فقط هل المجتمع الإسلامي يعيش حالة الإيمان الحقيقي ، هل ليس عنده شرك ظاهري أو شرك خفي ، المجتمع بصورة عامة العالمي هناك من هو مشرك ظاهرا ،هناك من يعبد النار ، وهناك من يعبد الأوثان ومن يعبد البقر وغيرها ،
وهومشرك ظاهرا وهناك من هو مشرك باطنا يحمل في داخله الشرك ، يحمل في باطنه الشرك ، الشرك الخفي الذي يكون الإنسان ليس مرتبطا بالله حقيقتا ، ليس متوكلا على الله ، الإنسان الذي يرائي يكون مشركا ، فهل هذا منعدم في المجتمع؟
لا ليس منعدما..
الذين لا يؤمنون بالإسلام ويؤمنون بديانات أخرى وفيها من الشرك كما أشار القرآن إليها لا زالت موجودة ومتمكنة من جزء كبير من الأرض ، إذا الأمن والأمان والإيمان لم يتحقق ، الإيمان الخالص عند المجتمع بأكمله لم يتحقق ، ولكن في آخر الزمان (يعبدونني لا يشركون بي شيئا)
الثانية : عوامل تقوية العلاقة والإرتباط بالإمام المهدي:
العلاقة بالإمام المهدي (س) من الأمور المهمة لمن يوالي أهل البيت (س) لمن يرتبط بالإمام المهدي ويعتقد بالإمام المهدي أن ينظر في علاقته بالإمام وأن يكون على الدوام في تقوية هذه العلاقة ، في طور التقوية والنظر في علاقته وإصلاح العلاقة بينه وبين الإمام .
عوامل لتقوية العلاقة بالإمام
أولاـ دراسة آثار الإمام عليه السلام
أن يدرس الشخص ويقرأ عن الإمام ، لا يكون بعيدا عن الإمام ولا يعلم شيئ إلا فقط إسم الأمام أنه الإمام المهدي المنتظر ، نحتاج كمجتمع ينتظر ويقول أو يزعم الإنتظار للإمام (س) أن نّطلع ونقرأ عن الإمام ولو شيئا يسيرا ،
دراسة آثار الإمام لها فوائد منها :
1ـ زيادة المعرفة وفيها :
تزيد معرفتنا بالإمام ، نتعرف على الإمام أكثر فأكثر ، وفي زيادة المعرفة أيضا فوائد منها :
أ ـ سلامة العقيدة وقوة الإيمان
سلامة العقيدة لا يكون الإنسان عنده إنحراف ولا يضلّل فيما لو ادعى شخص في يوم من الأيام أنه الإمام المهدي فينجرف إليه من غير معرفة ومن غير بصيرة ومن غير دليل , قوة الإيمان أيضا يقوي الإيمان ، لأن الإيمان هو إيمان بالله سبحانه وتعالى وإيمان بالنبي (ص) وإيمان بالآئمة وإيمان بالعقيدة بأكملها ، فمن ضمنها الإيمان بالإمام المهدي والإيمان درجات إذا زادت المعرفة زاد الإيمان وقويت العقيدة عند الإنسان
ب ـ والأجر والثواب.
أيضا هناك أجر وثواب على زيادة المعرفة ، كلما قرأ الإنسان عن الإمام (س) حصل أجر وحصل ثواب على هذه المعرفة
2ـ الإحساس بوجود الإمام وله آثار منها
إذا كنا نطّلع ونحاول المعرفة ، دراسة آثار الإمام تجعلنا نشعر بوجود الإمام وأن الإمام حي موجود معنا ، ولهذا الإحساس أيضا بوجود الإمام المستمر معنا آثار :
أ ـ الشعور ببركة الإمام(ع)
نشعر أن هذا العالم كله مرتبط بالإمام ، وكله بفضل الإمام ، بقاؤه بفضل الإمام ، مانحصل عليه من سعادة أو رخاء بفضل الإمام (س)
ب ـ الإستقامة حيث تعرض أعمالنا على الإمام
إذا كنا نطّلع على الإمام ونقرأ نشعر بوجود الإمام ونحس بوجوده ، يحدث عندنا أيضا إستقامة لأننا نعلم أن أعمالنا تعرض على الإمام ، فإن كان الإمام ينظر إلى أعمالنا ويشملنا لطفه فنحن إلى خير، وإذا كانت أعمالنا تغضب الإمام فنحن إلى سوء ، إذا كانت أعمالنا ترضي الإمام الإمام يدعوا لنا فنوفق وهذا من فوائد المعرفة
ثانيا: الدعاء للإمام (عج)
أن ندعوا الإمام باستمرار وهناك أحاديث توصي بالدعاء للإمام (س) ومن فوائده :
أـ تقوية العلاقة بالإمام
تقوي علاقتنا مادمنا ندعوا له من قلوبنا تتقوى العلاقة بيننا وبين الإمام
ب ـ إستجابة الدعاء .
من الفوائد عندما تدعوا، إذا أردت أن تدعوا لنفسك ، أردت أن تدعوا للمؤمنين ، فدعوا أولا للإمام (س) ثم ادعوا لنفسك تحصل الإستجابة ، عندما تهدي الثواب للإمام (س) ويشملك لطفه,أنت تحصل على الفائدة والإستجابة
ج ـ تربية النفس على نهج الإمام
تتربى على نهج الإمام وتجعل كل شيئ في نظرك للإمام الحجة ، ومن يجعل ذلك في نفسه يكون إلى خير ويستفيد فوائد كثيرة .
ثالثا: زيارة الإمام (ع) ومناجاته.
العلاقة بالإمام ، كما أن زيارة النبي مستحبة ، كما أن زيارة الآئمة مستحبة ، كذلك زيارة الإمام الحجة (س) مستحبة أن يزور المؤمن إمام زمانه الذي يعتقد به ،
وهذه لها فوائد أيضا :
أ ـ إظاهر العلاقة بيننا وبين الإمام
توجد العلاقة كما أن بيننا وبين الإمام الحسين (س) علاقة ، بزيارة الإمام والمدوامة والمواظبة عليها تكون هذه العلاقة وإظهار العلاقة
ب ـ توثيق العهد في نفوسنا
نحن مع الإمام (س) وهو إمام زماننا الذي له بيعة في أعناقنا ونحن مسؤولون عن هذه البيعة ، بزيارتنا له تتقوى العلاقة والإرتبط بالإمام ونشعر بالميثاق الذي بيننا وبين الإمام ، وبالعهد بيننا وبين الإمام
الثالثة : البشر تنتظر النبوات
العالم بصورة عامة من أول ما خلق الله الأرض ينتظرون الأنبياء والنبوات تنتظر خاتم النبيين ، الأنبياء كانوا ينتظرون النبي الخاتم (ص) والنبي الخاتم يتطلع الى ظهور المهدي ويبشر بالمهدي , وأن الحق والهدف من خلق هذه الأرض سوف يتحقق بظهور الحجة (س)
فكان النبي (ص) في أحاديثه المستمرة والدائمة يوصي ويقول : ( لو لم يبق من الدنيا ٍإلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجلا من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا وقسطا بعدما ملئت ظلما وجورا..)
النبي (ص) يؤكد على هذه الحقيقة وأن الهدف من خلق ومن بعثة الأنبياء يتحقق في الدولة الخاتمة الخالدة التي بها العدل ولا يوجد فيها ظلم ويكون في زمن القائم المهدي(س) كما قال النبي (ص)
ــــ قال أبو ذرّ: ( قال رسول الله (صلّى الله علّيه وآله): أتدرون ما غمّي؟ وفي أي شيء تفكيري؟ وفي أي شيء اشتياقي؟
فقلنا: لا يا رسول الله، أخبرنا عن ذلك، فقال: أخبركم إن شاء الله.
ثم تنفس الصعداء، وقال: هاه شوقاً إلى إخواني من بعدي! فقلت: يا رسول الله أوَ لسنا إخوانك؟ قال: لا، أنتم أصحابي، وإخواني يجيئون من بعدي، شأنهم شأن الأنبياء، قوم يفرّون من الآباء والأمّهات، ومن الأخوة والأخوات، ومن القرابات كلّهم، ابتغاء مرضاة الله، يتركون المال لله، ويذلون أنفسهم بالتواضع لله، لا يرغبون في الشّهوات وفضول الدنيا، يجتمعون في بيتٍ من بيوت الله كأنّهم غرباء، تراهم محزونين لخوف النار وحبّ الجنّة، فمن يعلم قدرهم عند الله؟ ….
اعلم يا أبا ذرّ أن للواحد منهم أجر سبعين بدرياً….
يا أبا ذرّ! إن الواحد منهم أكرم على الله من كل شيء خلق الله على وجه الأرض. قلوبهم إلى الله وعملهم لله….
يا أبا ذرّ! إنّي إليهم لمشتاق، ثم غمض عينيه فبكى شوقاً. قال: اللهم احفظهم وانصرهم على من خالف عليهم، ولا تخذلهم، وأقرّ عيني بهم يوم القيامة (ألا إنّ أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين