الايمان بالاخرة و الاستقامة
بسم الله الرحمن الرحيم
الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ
عدم الايمان بالاخرة يعني عدم الايمان بوجود حكمة للخلق عندما لا يؤمن الشخص بإن هناك اخرة ، وهناك بعث فهو يزعم ان لا حمكة للخلق في هذه الدنيا ، وان الله خلق الحلق عبثا ولكنه تعالى يقول أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ (1) الله أجل من ان يكون في خلقه عابثا من غير هدفٍ ومن غير غاية وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * (2) إذاً الخلق ليس عبثا و لا لعباً و انما هو لغاية وهي ان يرجع الانسان الى ربه يوم القيامه ،
ايضا كل المعاصي و الجرائم في هذه الدينا إنما تكون لعدم الايمان بالاخرة ، وليس لعدم الايمان بالله لانه قد يؤمن كما كان الوثنيون يؤمنون بالله ، والمشركون يؤمنون بالله و انه الخالق ، ولكنهم لا يؤمنون بالبعث ،
الغفلة عن يوم القيامه واللهو عن يوم القيامه ينتج ما ينتجه عدم الايمان بيوم القيامه بالبعث بالاخرة لانهربما الانسان يؤمن ، والايمان درجات متفاوته تغلب عليه الفغله فإذا صار غافلا ارتكب الخالفات والمعاصي لذلك المواعظ كثيرة التركيز عليها كثير في القران الكريم ، وفي روايات اهل البيت عليهم السلام ،
الايمان بالاخرة له اثر في استقامة الانسان ، يستقيم الانسان في سلوكه منفرداً بينه وبين نفسه بينه وبين الله ، و ايضا يكون مستقيما في سلوكه و تصرفاته مع الناس إذا كان يؤمن بالله ويؤمن باليوم الاخر اما اذا كان ايمانه بالاخرة فيه خلل فبقدر ذلك الخلل يكون خلله ايضا في سلوكه وافعاله و تصرفاته ،
حديثنا في هذه الحاور ،
الاول : هل الايمان بالاخرة هل يعارض الدنيا ؟
الجاوب : ليست هناك معارضه من اراد ان يروج ضد الدين حمل هذه الشعارت و قال الدين افيون الشعوب مخدر للشعوب و كمقدمه في هذه النقطه مثلا نقول حقيقةً هذه الدعوة اتت عند ظهور الثورة الفرنسية عندما كان العلماء يكتشفون ويخترعون وكانت الكنيسة هناك تعدم كل شخصٍ يأتي بكل رأيٍ علميٍ جديد فمن قال ان الارض كروية يعدم (( ومن قال يعدم )) فقالوا الدين هو مخدرٌ للشعوب عندهم فحاربوا الكنيسة التي نصبت المشانق للمخترعين ، والمكتشفين اشد محاربه ثم جاء الاستعمار لينقل هذه الفكرة الى العالم الاسلامي ، وينسبها للاسلام فبدل ان كانت هناك نسبوها الى هنا ، وكان الدين الاسلامي هو المخدر للشعوب ، و المانع للتقدم والمانع من العلم والعطاء ، وفي واقع الامر ليس كذلك في واقع الامر الاسلام لا يخدر الاسلام يجعل الانسان منطلقا قوياً منتجاً هذا هو الاسلام جعل العلم فريضه على كل رجلٍ امرأة ، ومن ذلك الاسلام لم يقبل من الانسان ان يكون منزوياً قذراً مثلا في لباسه وغير ذلك لان البعض يتصور الزهد ان يكون الانسان منزوياً في جانب لا يرتب نفسه ثيابه رثه الى غير ذلك الاسلام ليس كذلك يقول تعالى يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (3) عطى الانسان و حبب للانسان ان يكون جميلا متعطراً يحمل فيه زينه ولكن لا يحب الاسراف ، الاسراف هو ضررُ على الانسان نفسه ، الإسراف هو الزيادة عن الحاجة و الاضرار إذا صار الشخص يضر بنفسه لذلك ان هذا التعبير وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ هي ابلغ عبارة يمكن ان تكون في الوجود ابلغ عبارة و افضل عبارة إذا اخذها الانسان وجعلها قاعدةٌ له في حياته صار منتجاً مستقيماً صالحا لا يصيبه ضرر لانها تجعل الانسان في ميزانٍ صحيح جميع العبارات مثلا التي تقال حتى في الاكل فقط مثلا الذي يقول كل تشتهي قم تشتهي هي حكمة لا تنتهي هذه فيها خلل و غيرها ليس هذا موضوعنا ولكن كل هذه العبارات التي ربما تقال تكون صحيحه فقط من جانب ، ولكن إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ و لا تسرفوا هذه شاملة يعني تشمل نوعية الغذاء لانه قد يأكل شخص ويقوم وهو يشتهي ولكنه اكله غير صالح فيه ضر نوعية الاكل الى غير ذلك أما هذه فهي حكمة تامة تشمل كل جانبٍ في حياة الانسان و الاكل و غيره انواعه الى اخرة يقول تعالى قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (4) في الدنيا ايضا للمؤمن ويشاركه غيره ، وفي الاخرة خاصة للمؤمنين كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ايضا يقول تعالى قلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا (5) هذا هو الممنوع أما ان ياخذ الانسان طبيعته ، ويتقدم في هذه الدنيا ، و يكون منتجاً ويكون عامراً للارض كما ارادها الله فهذا هو المطلوب و ليس مرفوضا ،
و ا كثر من ذلك الاحاديث كثيرة و كثيرة تدعوا الانسان للجد و العمل والاجتهاد في كل شيء ن
المؤمن القوي خيرٌ من المؤمن الضعيف ، طلب العلم فريضةٌ على كل مسلمٍ ، و مسلمة تحرك ، وخذ وتقدم في كل شيء كل المجالات بل اكثر من هذا حديثٌ عن رسول الله صل الله عليه واله يصور ان النسان لو قامت القيامة هذا فرضٌ ولكن فيه جنبت التشجيع للجد و العمل و المواصلة يقول صل الله عليه واله إذا قامت الساعة و في يدٍ احدكم فسيلة فليغرسها يعني اعمل حتى لو بانت اشراط الساعة ، و قامت القيامة في يدك شيء اغرسه تقدم هذا الحديث يذكر هذا المعنى وهو إشارة الى ان الاسلام يريد العمل يريد من اتباعه المتدينين ان يتقدموا لا ان يتراجعوا ليس التقوقع .
ثانيا: اثار عدم الايمان بالآخرة ،
- عدم الطاعة و الخوض في المعصية ، الذي لا يؤمن لا يطيع ، و يبحث عن المعصية و يخوض في المعصية يقول تعالى وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ (6) من الذي يصغي للشيطان من الذي يطيع الشيطان قال الله في هذه الاية وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ (7) تبين ان سبب المعصية هو انهم لا يؤمنون بالاخرة إذا صار لايؤمن بالاخرة يرتكب هذه المعاصي كلها ويقترف و يخضع للشيطان .
- الاستكبار والتعالي الذي لا يؤمن بالاخرة يكون مستكبرا متعالياً يقول تعالى إلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ (8) هذه أوصاف تأخذها من هذه الجهة او هذه الجهة يعني ان اخذت اه لا يؤمن تجده مستكبر ان وجدته مستكبرا متعالى فهو لا يؤمن يعن يتثبت بطريق ( الإن ، واللم ) على ما يقولون الفلاسفه بطريق البرهان اللمي و الإني سواءٌ اخذتها من جهة انه لا يؤمن بالله تعرف انه مستكبر او اخذتها من جهة انه مستكبر علم انه لا يؤمن بالله .
- الانحراف عن الفطرة وعن الصراط الذي لا يؤمن بالاخرة طبيعي ان يكون منحرفاً عن الصراط وعن فطرته يقول تعالى وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ (9) يعني عن الطريق القويم عن الطريق المستقيم الصحيح لا يكون مستقيماً لا بد ان يكون منحرفاً .
- تزيين الاعمال و المعاصي عن الاخرة لا يؤمن بالاخرة لا يؤمن بيوم القيامة تزين له الشهوات تزين له المعاصي يقول تعالى إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ(10) الله يقول زينا لهم اعمالهم تركناهم ، ويشتغل قلبهم بتكبيرها فيتعلق بها من دون الله سبحانه وتعالى فإيمانه بالله لايحركه في هذا المجال لان في ايمانه بالاخرة خلل .
- الافتراء و الكذب ، إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (11) لا يؤمن تجد الكذب عنده صار مؤمنا بالله يؤمن بالاخرة الكذب محجوز و موقوف عنده لا يكذب .
ثالثا : اثر الايمان بالاخرة ،
اثارٌ كثيرة في الجهات كلها (( في عدم الايمان اثار كثيرة و في الايمان بالاخرة اثارٌ ، وما نذكره رؤوس اقلام ،
- الإيمان بالاخرة ينفي الشرك بالله إذا صار يؤمن بالاخرة فهو لا يشرك بالله يقول تعالى فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (12) لانه لا يمكن ان يشرك إذا كان يؤمن بالاخرة ويؤمن بإن خالق الاخرة هو المتصرف في الوجود يتعلق بماذا دون الله ؟ الذي لا يوصلك للاخرة الذي لا يحقق لك السعادة يمكن ان تتعلق به وانت مؤمن بهذه السعادة التي تكون حياتك الحقيقة منحصرة فيها ( وهي الاخرة لا يمكن )) .
- المسارعة في الخيرات ، إذا صار يؤمن بالاخرة يسارع في كل خير ، لانه ينظر للاخرة و يعلم ان هذه الدنيا طريق وممر يغتنم الفرصه لانه من غير اغتنام الفرص ، فإنها تمر مر السحاب ، ولكنه إذا كان يؤمن بالاخرة فإنه لا يترك مجال و يسارع في الخيرات في سلوكه وافعاله في كل شيء مع نفسه مع ربه مع الناس ، يقول تعالىإِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (13) لانهم يفكرون بالمرجع لله أولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (14) يسارعون في الخيراتِ دائما لان اعينهم على الاخرة و هذه مزرعة الاخرة يزرعون هنا ليجنون ثمرهم هناك .
- تقبل الموعظة والنصيحة ، من الذي يتقبل الموعظة والنصيحه ؟ الذي يؤمن بالاخرة يقول تعالى فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ الذي يؤمن بالله و اليوم الاخر (15) الذي يؤمن بالله واليوم الاخر هو الذي تنفع معه الموعظة .
رابعا : مقياس الخسارة و المجاح ، القرآن جعلها وبينها للناس ان تكون هي الاخرة ،
- الخسارة في دخول النار يقول تعالى قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (16) إذا تامل الشخص فيها ورآى نفسه خاسراً للاخرة خاسراً لدخول الجنة خاسراً لإولادة خاسراً أهله ، أهله الذي بذل ما يبذل من الاموال من اجلهم ، وقدم ما قدم من اجلهم من الحلال و الحرام إن كان كذلك ، وسهر و أتعب نفسه ، وإذا هو يوم القيامة خاسرٌ لذلك كله ، يدخل النار و ما بذل من أجله وما قدم من أجله زُوي عنه وعُزل عنه فهذه هي اعظم خسارة .
- النجاة من النار هو الفوز الحقيقي الذي ينجو من النار ، ويخلص نفسه من النار ، ولا يخلصها إلا بعمل ولا يخلصها إلا بجدٍ و إجتهاد في الدنيا يقول تعالى كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (17) هذه الدنيا التعلق بها تعلق المغرور ، الذي يتعلق الطفل المراهق المراهقة التي تتعلق بالاشياء الضعيفة الزائلة التي ليست لها قيمة اما الانسان الواعي هو الذي بأخذ حقائق الامور ليستعلق بالاخرة و يسعى لبناء الاخرة .
خامساً : الدعوة التحفيز للايمان ،
القران يدعو دائما و يحفز امنوا بالاخرة تاملوا في الاخرة و ايات كثيرة بل ان القران كله لا تجد صفحتين من غير ذكر الاخرة و العذاب في الاخرة و غير ذلك من المواعظ ،
- يقول تعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ (18) هذا اصلكم فهل يمكن ان تشك في البعث بعد ان ترى اصلك تقول صعب ان يبعث الانسان .
- يقول تعالى وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ارض ميته قاحلة صحراء الله ينزل الماء فينمو فيها ما ينمو وربما يتعب الانسان في بعض الامور انه كيف تخلق بعض الديدان ، وهي في ارض بعيده غير معموره غير مسكونه لكن لوجود الماء الله سبحانه وتعالى ينشؤها الإنسان الذي هو مات لم ينتهي تماماً هو موجود ولكن الله سبحانه وتعالى يأمره ان يرجع فيرجع كما امر الارض ان تزرع وان يخرج منها النبات وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ (19) تتعجب كيف يحي الانسان ويخرج انت على يقين انك ميت مات جدك مات جارك وهكذا يموت الناس واحداً تلو اخر انت متيقن ان الدور يأتيك عليك ان تتأمل في البعث و ما يؤول اليه امرك هل انك تكون في السلامة ام في الشقاء هل في الجنة ام في النار .
سادساً : القران والمواعظ بيوم القيامة ،
- القران اثبت لنا يوم القيامة و جعلها الاساس ، وجعلها المنطلق لنحاسب انفسنا و جعلا المنطلق لنفكر لنستقيم في حياتنا ايضا جعل مواعظ لذلك اليوم لا تعتبره امراً هيناً ، القران يركز كثيراً على ذكر يوم القيامه يقول تعالى يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا (20) اين الفرار اين الخلاص عملت الاعمال و سجلت يستطيع ان يتوب في هذه الدنيا و يمحي كل شيء لكنه سوف و اجل وجائه الاجل فإذا جاء الاجل لم يبقى الا الحساب يتمنى انه يقدم ويقدم لا ينفعه شيء
- يقول تعالى وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (21) حتى الهكز واللمز يحسب حتى البغض و العداء حتى سوء الظن الذي يكون في النفس يحسب عليه ان يكون الانسان واعيا لذلك .
- تحذيرٌ من اهوال يوم القيامة يكفي ان يكون يوم القيامة هو كذلك يقول تعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (22) كم يكون هذا العذاب هذه هي الاخرة في رواية صحيحة انقلها بمضمونها النبي ابراهيم يقول لملك الموت ارني كيف تقبض روح الفاجر وايضا يقول ارني كيف تقبض روح المؤمن النبي ابراهيم الذي رمي في النار و لكنه لم يدعو حتى ليتخلص من وقوعه في النار ، تصور انك مثلا شخصٌ يرمى في الهواء كم يكون قلقه ودعائه ان يتخلص من ذلك السقوط في النار تلك النار التي جمع لها الحطب فترة طويلة لكنها لم تهز ولم تؤثر ولم توجب الخوف عند نبي الله ابراهيم كم كان مستقر كم كان مطئن هذا النبي خليل الله لكنه في هذه الرواية الصحيحة يقول ارني كيف تقبض روح الفاجر فيقول له ملك الموت ادر رأسك مضمون الرواية يدر رأسه ثم يرجع برأسه يرى ملك الموت اسود قائم الشعر يخرج من فمه مناخره نار ودخان فيغشى عليه النبي ابراهيم بقوته لم يتحمل سقط مغشيا عليه ثم افاق و قال لو لم يكن للفاجر من عذاب إلا ان يرى ملك الموت لكفى ان يترك كل معصية و لا يرتكب مخالفه لانه سوف يرى ملك الموت ثم يقول ارني كيف تقبض روح المؤمن كذلك يدير رأسه ثم يرجع رأسه فيغشىى عليه من شدة الفرح من شدة اللذة من شدة الارتياح ثم يقول لو لم يكن للمؤمن من ثواب إلا ان يرى ملك الموت لكفاه من غير اخرة يعني لو بقي في الدنيا يعذب يقاسي ولن يحصل الاخرة فقط اخرته ان يرى ملك الموت كفى كيف تكون الاخرة التي بعد ذلك اشدُ و ادهى على الانسان يكون متعظا محاسباً لنفسه كثيراً .
سابعا : محاسبة النفس و التفكر في الحساب
إذا علم الانسان انه ميت عليه ان يحاسب نفسه ان يقف عند نفسه عند كل كلمه عند كل حرف عند كل فعل يعلم كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ميتٌ ميت عليه ان يحاسب وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا (23) فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (24) محدد ينتهي يخرج من الدنيا لا محال إذا علمت بهذا لا بد ان تعد له عدة ،
العطاء و الخير الحقيقي في الاخرة الله سبحانه وتعالى يعطي في الدنيا و لكن ليس هذا العطاء يقول تعالى وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا لا يأخذه كامل نؤته منها وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا و لكن يقول في مان اخر عن الاخرة و الجنة دْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (25) الاخرة لك ما تشاء ليس منها كل ما تريد تحصل فإذا انتهى ما تريد ولدينا مزيد ما تستطيع ان تشاؤه و تتخيله و تطلبه تحصل ولدينا مزيد ،
ضرورة محاسبة النفس ليصل الانسان ويرتقي لهذه الاخرة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (26)
الهوامش
- سورة المؤمنون الاية 115 -116
- سورة الدخان الايتان 38-39
- سورة الاعراف الاية 31
- سورة الاعراف الاية 32
- سورة الاعراف الاية 33
- سورة الايتان 112-113
- سورة الانعام الاية 113
- سورة النحل الاية 22
- سورة المؤمنون الاية 74
- سورة النمل الاية 4
- سورة النحل الاية 105
- سورة الكهف الاية 110
- سورة المؤمنون الايت 57-58-59-60
- سورة المؤمنون الاية 61
- سورة الطلاق الاية 2
- سورة الزمر الاية 15
- سورة ال عمران الاية 185
- سورة الحج الاية 5
- سورة الحج الايات 5-6-7
- سورة ال عمران الاية 30
- سورة الكهف الاية 49
- سورة الحج الايتان 1-2
- سورة ال عمران الاية 145
- سورة الاعراف الاية 34
- سورة ق الايتان 34-35
- سورة الحشر الايتان 18-19