الإجازة الصيفية – 29/6/2012
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
جاء في الحديث : ((اغتنم خمساً قبل خمس شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل مرضك ،وفرغك قبل شغلك وغناك قبل فقرك ، وحياتك قبل موتك))
مقدمة: الإجازة الصيفية تغيير في نمط الحياة وإعطاء الروح جرعات جديدة من النشاط والحيوية.. إذا عاد بعدها للعمل والدراسة تكون نفسيته أفضل
ــ العاقل هو من لا يضيع أوقاته ويستفيد منها حتى في الصيف يستطيع أن يستفيد من أوقاته ومن فراغاته ومن إجازته بحيث أنه يغير نمط حياته وفي نفس الوقت يستفيد ويدخل على نفسه البهجة والسرور
الفراغ قاتل
إذا بقي الشخص في فراغه ، فالفراغ قاتل يؤذي الشخص ويضر به خصوصا الشباب
إن الفراغ والشباب والجدة……. مفسدة للمرء أي مفسدة
التخطيط للإجازة هدفه : هدفه هو زيادة الطاقة عند الإنسان وبناء الفرد والأسرة والمجتمع .. روحيا و دينيا .. علميا وثقافيا.. وصحيا .
في الإجازة يستطيع أن يطور من نفسه في هذه المجالات المختلفة
أنواع التخطيط1-على مستوى الفرد
على مستوى الفرد , الشخص يخطط لنفسه كيف يستفيد من إجازته وكيف يستفيد من فراغه 2-على مستوى الأسرة
يعني يجب أن يكون هناك تخطيط للفرد على مستوى الفرد نفسه وأن يخطط أيضا ـ رب الأسرة ـ لأسرته في الفراغ في إجازتهم الصيفية ويطور من مهاراتهم ووو 3-على مستوى المجتمع
يجب أن يكون المجتمع عنده تخطيط للإجازة وأعمال تبني المجتمع وتطوره
حديثنا حول الإجازة الصيفية والإستفادة منها بصورة عامة :
أولا: التأمل في الصلاة.
عنده فراغ يتأمل في صلاته هل هي صحيحة أم لا مستجمعة للشروط أم لا ؟ يستطيع أن يطور من صلاته
مثلا إذا كانت قاصرة للإذكار أو فيها خطأ بالألفاظ يستطيع أن ينظر ويتأمل في هذه الصلاة لأنه في الحديث
(الصلاة عمود الدين إن قبلت قبل ما سواها و إن ردت رد ما سواها)
ثانيا :قراءة القرآن الكريم .
.أيضا يعطي الشخص نفسه في هذه الإجازة فرصة ليقرأ القرآن ولوعشر دقائق قبل الصلاة أوبعد الصلاة ، في وقت من الأوقات ولا يكون بعيد عن القرآن أو يبقى طوال الوقت في الإجازة الصيفية فراغ بلا فائدة،
ففي الحديث أنه (القرآن شافع مشفع وماحل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار.)
إذا كنت تجعل القرآن أمامك وتستفيد منه تسير إلى الجنة
وإذا كنت لا تنظر إلى القرآن وتترك القرآن ولا تحاول الإعتناء به وبفهمه وبتلاوته وجعلته خلفك يسوقك إلى النار
ثالثا: قراءة الدعاء
أن يقرأ الدعاء لا يترك قرأة الدعاء إذا كان عنده فراغ يدعو الله سبحانه وتعالى في بعض فراغاته ، في بعض ما عنده من الفراغ , ولا يترك الفراغ يذهب سدى ، فإنه بتركه للدعاء يستحق العقاب كما قال تعالى :
(وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) يعني الذين لا يدعون
يستكبرون عن عبادتي ، يستكبرون عن الدعاء كما يقول المفسرون والذي لا يجعل لنفسه فرصة للدعاء ويدعوا الله فسوف يدخل النار ذليلا وقال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
يقرأ الدعاء يستفيد من وقته في قرأة الدعاء
رابعا: القراءة في السيرة
أن يقرأ في سيرة النبي (ص) في سيرة أهل البيت ، يقرأ ولو شيئا يسيرا ، عنده مدة وعطلة صيفية طويلة يستطيع أن يقرأ ولو كتيبات أو شيئ يسير من سيرة أهل البيت (س) ليستطيع أن يقتدي بهم ويتأسى بسيرتهم
خامسا: القراءة في كتب التربية والأخلاق
القراءة في كتب التربية والأخلاق من الأمور المهمة ، ودائما نركز عليه لأنه البعض يتصور أنه يفهم وأنه وصل إلى الدرجة العالية ولا يحتاج إلى تربية إضافية ، لا يحتاج إلى تزكية للنفس ، قرأة كتب الأخلاق هو من باب الذكرى التي تنفع المؤمنين التي تطهر النفس فجدير بالإنسان أن لا يتركها أبدا وخصوصا في وقت فراغه ، في وقت العطلة الصيفية هو وأهله
سادسا: قراءة الكتب, والمجلات المفيدة.
يجعل له أوقات برمجة لوقته يقرأ في الكتب المفيدة والمجلات التي تعود بالفائدة والثقافة العلمية ، الفكرية ، الصحية عليه
سابعا: حفظ بعض الأذكار المستحبة.( أو حديثا عن النبي..)
كثير من الناس لا يحفظ أذكار مرتبطة بالوضوء وبغيره
في هذه المدة يستطيع ان يجعل له ، ولو يقرأ له في كل يوم شيئا يستطيع أن يحفظ به بعض الأذكار أو يحفظ أحاديث عن النبي (ص) عن أهل البيت فهي فرصة للإستفادة
ثامنا: إستماع المحاضرات. أو حضورها
إذا صار عنده فراغ يستمع بعض المحاضرات في السيارة أو في البيت و إذا كان يستطيع أن يحضر للمساجد والمآتم والمنتديات والحسينيات ما يعقد فيها المحاضرات ويستمع ويستمع ويستفيد
تاسعا: إبتكار برامج عائلية.
في الصيف ، في العطلة الصيفية رب الأسرة يكون مسؤولا عن أسرته فعليه أن يبتكر لأسرته برامج أسرية عائلية فيها تربية ، فيها تنظيم ، ينظم جلسة أسرية بينه وبين أهله يقوم ببعض الأمور التعليمية أو أسئلة وغيرها أو مسابقات أو دروس بسيطة بحيث أنه في الأسرة تكون هناك أجواء يستفيد منها ، هذه الأجواء هي تعليم وهي تربية وهي ترفيه وقضاء للوقت
إذا كان في البيت هذا البرنامج فالأولاد يشعرون بشيئ جيد يشعرون بتقدم يشعرون بأمر يبقى في ذاكرتهم لا ينسونه ، أنه في الصيف كنا نعمل برامج كذا وكذا من البرامج ، هذه الأمور مهمة
عاشرا: صلة الرحم , وزيارة الجيران
ربما كان الشخص مشغولا بدراسته أو مشغولا ببرامج أو بعمل طوال السنه ، في الإجازة الصيفية يستطيع أن يلتفت لقضية صلة الرحم ، عنده مجال يرتب نفسه ، يزور أهله ، يقوي العلاقة بينه وبين جيرانه ، بينه وبين المجتمع ، ففي الحديث
عن الصادق (ع) : (إن صلة الرحم والبر ليهونان الحساب , ويعصمان من الذنوب , فصلوا أرحامكم …)
يوصي الإمام بصلة الرحم فهي تخفف ، تهون الحساب ويعصمان من الذنوب الذي يصل رحمه يقل إرتكابه للذنب ، يكون لها قابلية أن تعصمه من الذنوب
ويقول الباقر (ع) : (ثلاث خصال لا يموت صاحبهنّ أبداً حتى يرى وبالهنّ : البغي ، وقطيعة الرحم ، واليمين الكاذبة يبارز الله بها… و إنّ أعجل الطاعة ثواباً لصلة الرحم ، وإنّ القوم ليكونون فجّارا فيتواصلون فتنمى أموالهم ويثرون) يصيرون أغنياء وهذه معجلة وليست مؤجلة صلة الرحم طريق لذلك ، في الإجازة الصيفية الإنسان عنده فراغ و يستطيع أن يتواصل مع أهله ورحمه ، أن يلتفت لذلك
أحد عشر: زيارة المرضى.
أيضا زيارة المرضى أمر بديهي مطلوب وموصى به شرعا
الثاني عشر: تنمية المواهب
يركز رب الأسرة مع أولاده أفراد أسرته بماذا يتميزون يستطيع أن يقدمهم فيما يتميزون ويجعل لهم برامج سواء في البيت أو خارج المنزل من اجل أن تنموا هذه المواهب ويتقدموا فيها
الثالث عشر: المشاركة في المسابقات .
كحفظ القرآن أو أحاديث أوغيرها في المجتمع ، تابع المسجد أو الصندوق الخيري ، إذا إستطعت أن تشارك أو تشجع أولادك ، بناتك بالمشاركة هذا أمر جيد
الرابع عشر: الترفيه في المنزل , في الرحلات , وفي أماكن الترفيه
يركز على الترفيه ليغير النمط الذي كان يعيشه الأبناء والحالة الجافة من الدراسة أو العمل إذا إستطعت أن تجعل بعض الأمور الترفيهية للأهل والأولاد في المنزل أو إدخال بعض الرحلات فهو أمر مطلوب
الخامس عشر: السفر للأماكن المحببة شرعا.
(العمرة مثلا ، زيارة النبي (ص)، زيارة الأماكن المقدسة )، هذا أمر جيد ومطلوب فإذا إستطعت أن تذهب بحسب الإمكانيات فإذا إستطعت أن تذهب أنت وأهلك فهو أمر حسن وأمر مطلوب ، فيه ثواب ، فيه خير ، فيه تغيير لنمط الحياة الذي كنت تعيشه ،و لكن نوصي أيضا في هذه النقطة أن يكون السفر خصوصا للنساء مع وجود المحرم ، لا أن يكون السفر للنساء لوحدهن ومن غير محرم ومن غير كفيل
السادس عشر: الموداومة على المسجد والصلاة جماعة.
السابع عشر: الدروس المسجدية.( أهمية درس الفقه)
إذا إستطعت أن تشارك (كبيرا أو صغيرا ) فهو أمر مطلوب لا يقول كبير ولا أحضر الدروس إذا كان يستطيع أن يحضر فهي فائدة له ، وإذا لم يستطع يستطيع أن يقدم أبناؤه للمشاركة في الدروس فهو أمر مطلوب وأمر جيد
الثامن عشر: العمل التطوعي.
شخص إنتهى من دراسته وهو في فراغ يستطيع أن يدخل في عمل تطوعي المفروض أن يتقدم للأعمال التطوعيه والمفروض من المؤسسات أيضا أن تفتح المجال لمن يريد أن يتطوع ويشارك في العمل التطوعي ، يقضي فراغه ، يغير من وضعه ونمط حياته وأيضا يقدم خدمة ويتعلم العمل
التاسع عشر: العمل والكسب الحلال.
الشخص الذي ظروفه مثلا فيها صعوبة ، يستطيع أن يعمل ويشارك في أعمال لا يبقى فارغا عاطلا من غير عمل وهو بحاجة
عشرون: دخول دورات تدريبية. في مختلف المجالات
إذا كنا نستطيع أن ندخل أبناءنا دورات تدريبية ليتدربوا ويتعلموا بعض المهارات فهذا أيضا من الأمور المحببة في العطلة الصيفية ، المفروض ان نتحرك ونحرك أبناءنا للإستفادة في هذا المجال ، النساء أيضا أو الفتيات المفروض أن تكون هناك لهن دورات تدريبية سواء كانت مرتبطة بتعلم الطبخ أو التربية أو غيرها أو معلومات تخص النساء ، المفروض أن تكون هناك فرصة للإستفادة في هذه المجالات كلها في العطلة الصيفية