بسم الله الرحمن الرحيم
وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (1)
و قال تعالى
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (2)
اولا : الدعوات لعلمنة الشعوب ،
- كَثُرة قديما ً الدعوات لحصر الدين بين جدران المساجد ثم تجددت مع وجود الازمات في المجتمعات الاسلامية فصاروا يدعون ان يكون الدين عبادة جزئية فقط ولا يضرها شيء خارج المسجد ينحرف في تصرفاته في افعاله في سلوكه في علاقاته في كل شي و لا يضره شيء يعني الدين ليس منهجا ً للحياة هو فقط للعبادة في المسجد و ينتهي .
- ما هو سبب هذه النظرة او هذه الدعوات ،
السبب الاول هو سياسة الاستعمار فهو لا يستطيع ان يستعمر العالم الاسلامي اذا كان كله تحت راية ٍ واحدة ٍ هي راية الاسلام لا بد ان يوجد سببا ً و أسبابا ً لتفريق المجتمع بل اكثر من ذلك حتى لو تبنى العالم سياسة ليبرالية ً او غير ذلك و لكنه متحد ومتماسك فإنهم لابد ان يسعوا لتفريق العالم الاسلامي للسيطرة عليه و هذا هو سبب ٌ يجعل اناسا ً يدعون لعلمنة الشارع و علمنة المجتمع و الجَرح في الاسلام و تعاليم الاسلام ،
السبب الثاني الجهل المركب فبعض الذين لم يتعلموا من الدين شيء عندما يطلع على الثقافات الاخرى يتصور ان دينة خطأ و انه غير صالح ٍ للحياة لانه يجد الاشكالات و لكنه لا يجد الجواب و عدم حصوله على الجواب هو لابتعاده و ليس لعدم وجود الجواب و انما يقرأ قراءة سطحية ً من غير ان يرجع لاهل الاختصاص في ذلك كما مثلا ً في ايات القران الكريم ربما وجدنا و سمعتم بعض الذين يستشكلون على القران مثلا على هذا الايات التي تتحدث عن شخص أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ ياتي و يستشكل و يقول اي بلاغة التي تتحدثون عنها من الذي يتصور ان هناك منع ان يأكل الشخص في بيته حتى ياتي القران و يقول ليس عليك جناح ان تأكل في بيتك لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ۚ جماعات او متفرقين يأكل الشخص لوحده او يأكل مع اشخاص القران يقول ليس عليك اشكال في ذلك ، ]اتي هذا الذي هو ليس مقترب الى الدين متطلع او ناظر الى التعاليم الاسلامية من مصدرها و اهلها فيقول اي بلاغةٍ هذه يأتي القران و يقول يجوز لك ان تاكل لوحدك في بيتك و يجوز لك ان تاكل مع غيرك هنا حتى لا تبقى شبهة نقول جوابها نقول انه لا بد ان ينظر للقران لوقته و سبب نزوله و الحادثه التي نزل فيها وهو تأسيس مستمر ٌ ايضا كانت هناك قبائل و كانت هناك اعراف بعض القبائل لا يقبلون الا ان يأكلوا إلا مع افراد و بعضهم لا يرضى ان يأكل إلا لوحده و هكذا القران جاء ليعالج هذه القضايا و علاجه لقضايا بمستوى عشائر او قبائل يكون هادفا و ليس اعتباطا ً بل بليغا لانه يضع النقاط على الحروف يعطي جوابا و يحل ازمة ً كانت موجوده فالذي لا يطلع و يبقى بجهله و الذي يستنكر على الاسلام و ياتي بالإشكال او يستقبل الإشكال و للتخلص منه يقول نبتعد عن الدين بأكمله و هذا خطأ .
السبب الثالث هو الانفلات الغرائزي البعض يريد ان ينفلت غرائزيا ً شهوانيا ً يذهب هنا او هناك في دول اخرى و يريد الانفلات و يحب الانفلات ماذا يصنع ، يرفض الدين من الاساس و يقول الدين لا يواكب العصر الدين فيه خلل .
السبب الرابع تشويه المسلمين للاسلام بسلوكهم المنحرف الناس انما ينظرون للاسلام و للنظرية الاسلامية من خلال واقع المسلمين و هذا ينطبق علينا نحن ايضا عندما نريد ان نحكم على اي مِلة ٍ او عقيدة ٍ الهندوس او غيرهم نرى ماذا يصنعون نقول عندهم كذا ن وربما هذا الذي يعملونه هو انحراف كما يعتقدون انحراف بعض المسلمين يجعل الاشكال على الاسلام و يجعل حتى بعض المسلمين ينفر من الاسلام مثلا كالخوارج و الارهابين و تصوراتهم عن الاسلام و عرضهم عن الاسلام ماذا يعرضون ماذا ترى ان نظرت اليهم الاسلام يساوي الدم و السيف كما يقولون و ينسبونه للنبي جأتكم بالسيف و القران ، النبي يأتي بحرب و سيف و جبرا ً للناس و هذا يجعل هذا الطرح و هذا الاسلام مرفوض لانك لا ترى صورة ً ناصعة ً توافق فطرة الانسان ، كل من يختلف معهم فدمه حلال و عرضه حلال و ماله حلال ، هذه النظرة تجعل الاسلام مرفوض من الذي يستطيع ان يتقبل ، حتى ما مر من التاريخ من فتوحات الاسلام ، التي سموها فتوحات هذه الاحداث التي كانت عندما يدخلون منطقة و يستبيحونها و عندما يبعث الوالي لاي منطقة ابحثوا عن نساء بعدد معين و بأوصاف ٍ معينة و اجلبوهم و بهذه الصفات من الذي يقول هذا هو الدين الجميل الذي يوافق الفطرة طبيعي ان يكون الانسان يرفض هذا العرض و هذا الطرح فهذا تشويه ، فإنحراف بعض المسلمين في سلوكهم و في علاقاتهم يجعل الناس يرفضون و يدعون للتخلص من هذا الطرح ، ومن هذا الدين حتى الانحراف الجزئي الذي يكون مثلا في الالتزام في العلاقات الاسرية الظلم الذي يقع في الاسرة على الاولاد على الزوجه هذا ايضا يجعل الناس تنفر خصوصا اذا كانت نسبته للدين و ان كان بإصطناع تبريرات من الدين الالتزام بالدوام و العمل و غير ذلك في الاعمال الوظيفيه عندما يكون فيها تسب فيها انحراف تجعل النظرة للاسلام نظرة ً سيئة ، شخص ٌ متدين لا يترك الصلاة لكنه في عمله غير ملتزم في عمله غير مخلص تضع علامة الاستفهام ليس عليه هو و انما على الدين الذي ينتمي اليه و ان كان هذا خطأ و ليس مبرر و لكن هذا الواقع ان يتاثر الناس بما يرونه من سلوك بعضهم البعض .
ثانيا : ايدلوجيات للوجود ، او نظريات الوجود ،
- معنى النظرية الكونية ، تعني المعرفة بالوجود الكائن كما هو ، الوجود حقيقة الوجود باكمله هي ما يعبر عنها بالرؤية الكونية و يعبر عنها بالايدلوجية بتعبير اوسع و اشمل و ان كانت الايدلوجية المقصود بها النظام العملي في حياة الناس مترتب على الرؤية الكونية فالرؤية الكونية التي تبنى على الفكر و إستنتاج البراهين بإثبات الوجود أصل الوجود و متنهى الوجود و الهادفيه من الوجود هي الرؤية الكونية ، وليس الرؤية الكونية الحس و النظر ،عندما يقال نظرية كونية او رؤية كونية لا يعنون بها النظرة بالعين و أنما هذا حس لا يتجاوز مايراه
- انواع الرؤية الكونية ، الرؤية التجريبية و هي ما تتحدث عن ما لسمته و شاهدته التجربة و هي ناقصه ، رؤية كونية وهي رؤية من ينفون وجود الله سبحانه و تعالى هم يعتبرون النظرة الكونية و النظر للوجود انما لسمته و وجدته و عاينته و شاهدته باحد الحواس هو موجود وما لم تشاهده مباشرة فهو ليس موجود هذه نظرية ناقصه لانها لا تستطيع اثبات ما هو وراء هذه الوجود و إن سموها علميه لانها تستند الى جانب فقط و هي النظرية و هي التجربة و التجربة ما تباشره مباشرة ً
الرؤية الفلسفية وهي ما ينتجه العقل من التفكير في إثبات تحقق الوجود ومصدره ومنتهاه من العلية و المعلولية و الغائية بنظرة فلسفية تدقيقية كيف وجد الوجود و ما هو الهدف و هي مبنية على اصل العلية و لكل مُسبب ٍ سبب ،
الرؤية الدينية الاسلامية و هي ما تثبته النصوص الدينيه من الحكم على الوجود ، النظرة الدينية الاسلامية للوجود و هي تلتقي مع النظرة الفلسفية لانها تتحدث عن الوجود ليس خاصه الوجود المادي و انما الوجود بأكمله و تتحدث عن منشأه و منتهاه و ليس بالنقل فقط لو كانت بالنقل تكون قاصرة ً ، و إثباتها متفرع ٌ على اثبات النظرية الفلسفيه لانه لا يمكن الاعتماد على النقل من غير ان يثبت اعتماد رأي الناقل و مصدره و صحته يعني لا يمكن ان نعتمد على القران إلا بعد ان يثبت ان القران من الله سبحانه و تعالى و يثبت ان هناك خالق اسمه الله فهي مترتبه عليه و لكن القران و الاسلام جاء بهذه النظرية كاملة فطرح فيها الادلة الفلسفية بأكملها و لم يستثني شيئا ً من ذلك فتكون نظرية محكمة ً و زاد عليها فيما يمكن ان يفصل فيه و لا يدركه العقل من التفاصيل سواء كانت في الدنيا ام كانت للاخرة .
ثالثا ً: قيمة الرؤية الكونية و اثرها العملي،
الرؤية الكونية و هي النظرة لهذا الوجود و التفكر في هذا الوجود الذي اكدت عليه الروايات ، تفكر ساعه افضل من عبادة سبعين سنة ، حتى يكون الانسان على بينة ٍ من امره و إعتقاد ٍ جازم ،
قيمة هذه الرؤية ،
- تجيب على التساؤلات الحائرة في ذهن الانسان من أين جئت و الى أين أنتهي و لماذا جئت و لماذا اذهب هذه أساله توجد عند الانسان هل هناك نظرية تستطيع ان تجيب عليها غير الاسلام غير الدين ، غير الادسان بصورة عامه و الاسلام بصورة خاصه ، النظرية الكونية التي تبحث فقط في ظاهر الامور و في التجربة المادية فقط لا تستطيع ان تجيب على هذه الاسألة و ما يخطر في خلد الانسان وما يجعله حائرا ً لماذا وجدت ولماذا اكون عجوزا ً و لماذا اضعف و عندي طموح و عندي اهداف ثم انتهي فهل نهايتي نهاية الوجود ام هناك شيء ٌ آخر ، لا يجب على ذلك إلا الاسلام ، ألإسلام يعطي جوابا ً و يرفع القلق و الحزن في نفس الانسان و يجعله مستقرا ً في هذه الجهة .
- تمنح الحياة و تعطيها معنى وقيمة و تزيل عبثية الحياة ، لانه من غير ان يكون هناك جواب لماذا وجدت و الى اين انتهي ، يعني وجودي عبث و ليست له قيمة ، أما بالاجوبة التي يجيبها الدين يكون الانسان مستقرا ً و يشعر بهادفية ٍ لحياته و وجوده ، هناك غاية و هناك هدف .
- ان تحقق الشوق للهدف و الحرارة و الحركة الهادفه حتى لحظة الممات بالرؤية الكونية و بالاعتقاد الصحيح يكون الانسان في حركة و حرارة و هادفية ٍ نحو غاية ٍ عظيمة و هدف ٍ عظيم أما من غيرها فإنه يعيش اليأس انه مهما يستطيع ان يوفر او يحوز على امور مادية فهو يرى نفسه انه ينتهي قدرته طاقته حتى لو اراد ان يتلذذ بهذه الدنيا عندما يبلغ الخمسين او الستين سنة او يزيد على ذلك يرى نفسه غير قادر حتى للتلذذ و حتى للراحه بما بما حصل و امتلك من الذي يعطيه الحرارة و النشاط و العمل و الهادفيه ، الاعتقاد بان الله سبحانه و تعالى خالق و انه هادف ٌ وهناك غاية وهدف عظيم و سعادة دائمة .
- توفير طابع القداسه للاهداف المترتبة على الرؤية الكونية عندما تعتقد بالله سبحانه و تعالى تكون اهدافك مقدسه وحركتك مقدسه .
- منح ضمانة الالتزام ، هنا نتحدث عن أثر الاسلام أثر الإعتقاد في الحياة ، منح ضمانة الالتزام بالايديلوجيه التي قلنا مترتبة على الرؤية الكونية يعني النظام و الحكمة العملية كما يسمية الفلاسفه او النظام العملي للوجود و الاحكام العملية في حياة الانسان متى يكون ملتزما ً بها متى يكون الانسان لا يخون و لا يغدر و لا يظلم بل ويؤثر و لا يضره الإيثار و لا يستغل ، إذا كان يعتقد بالله سبحانه و تعالى ويعتقد بأن هناك عالم اخر فيه سعادة فيه يجني ثمار عمله و ما قدم و هذا يكون بالاعتاقد بالله سبحانه و تعالى و بمعرفة الهادفيه من الوجود إذا ً الرؤية الكونية لها اثر .
رابعا ً : الرؤية الكوينة الدينية ، الاسلامية بالخصوص ،
- الوجود له مركز ٌ واحد هو منشأ الوجود منتهاه و هو الله سبحانه و تعالى إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ مصدر ٌ وهو المرجع الذي يرجع اليه الانسان و ينتهي اليه .
- الخلق و الجود في النظرية الاسلامية ، الخلق و الوجود فيض ٌ للرحمة ومنشاة رحمة الله سبحانه و تعالى التي هي كلها خير و الهدف منها هو إيصال الانسان الى كماله ، خلق الله الانسان بهدف الرحمه بهدف الخير له غايته ان يوصل الانسان الى كماله حتى لو كان عجوزا ً لا يقول انتهت الحياة إنما يقول هذه مرحلة و هناك مراحل ٌ فيها سعادة و فيها خلود هذا الاعتقاد يجعله حيويا ً حتى للحظات وفاته .
- هذه الرؤية تعطي القيمة لكل حركة ٍ في الوجود لانها تكون طريقا ً للكمال ، كل حركة في الوجود مجرد ان تكون مرتبطة ً بالله سبحانه و تعالى تكون لها قيمة .
- الانسان في هذه الرؤية تحت عناية الله و نظره و مراقبته لا يصيبه يأس لانه تحت عناية الله لا يغدر لا يخون لانه تحت رقابة الله لا يحتاج لحارس ٍ عليه و جاسوس إنما الله سبحانه و تعالى هو الرقيب فلا يجعله يغدر ولا يخوص و انما هو يعمل لله سبحانه و تعالى وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ(3) كل شيئ عند الله سبحانه و تعالى .
- لكل عمل ٍ جزاء صغيرا ً كان ام كبيرا ً هَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ .
خامسا ً: الايدولوجية الاسلامية ، او الحكمة العملية ،
- الانسان روح ٌ وجسد لكل جانبٍ حق ، الاسلام لا يغفل جانبا ً دون جانب في النظريات الاخرى تجد الفرق و تجد العناء و تجد النقص النفسي لانه تجد التركيز على جانب و البعض الاخر الذي من الرهبان و الذين يترهبون و يصرون على تعذيب الجسد لاجل الروح تجد النقص فيها بين إفراط و تفريط أما الاسلام فلا تعذيب ٌ للروح و لا تعذيب ٌ للجسد و ا إسراف ٌ في ذلك أنما هي تعاليم ٌ تجعل الانسان يسير على طبط فطرته التي ارادها الله سبحانه و تعالى و كرمه بها .
- الاسلام يعطي منهجا ً كاملا ً للحياة فلا يقتصر على جهة ٍ دون جهة الاسلام يقدم منهجا ً عمليا في كل نواحي الحياة في العلاقة بين الحاكم و المحكوم بين الأسرة و المجتمع كلها مبنية على نظام ٍ اصله المحبة اصله الفطره فعلاقتك بالله سبحانه و تعالى يجب ان تكون مبنية على المحبة لله سبحانه و تعالى وهو لا يشرع شيئا ً و لا يفرض عليك شيئا ً إلا محبة لك ورأفة بك و هكذا .
- الدين لكل زمان ٍ ومكان و لا ينتهي بتقادم الزمان حلال محمد ٍ حلال ٌ الى يوم القيامه و حرامه حرام ٌ الى يوم القيامه دين ٌ ثابت ٌ لا يتغير .
- الدين و الفطرة ، كل تعاليم الدين و أحكامه تنسجم مع فطرة الانسان ليس هناك إختلاف مع الفطرة عندما نقول نظرية الاسلام و الاسلام صالح ٌ للحياة لن يستطيع ، الذي يبحث و لن يستطيع احد ان يثبت حكما ً يخالف فطرة الانسان او يضر بمصلحة الانسان حتى القصاص ، وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (4) كل شيء ٍ في الاسلام انما هو من اجل الانسان وكماله و صلاحه فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (5) .
- منشأ العلاقة مع الوجود كله تنطلق من الحب ففي حديث الفضيل إبن يسار أنه سأل الامام لاصادق عليه السلام قال هل الحب من الايمان قال له الامام الصادق عليه السلام و هل الايمان إلا الحب ، الايمان محبة الايمان لطف الايمان عاطفه الايمان تكاتف الايمان كله خير و ليس فيه ضغينه او شر او حقد و غير ذلك .
- في الرؤية الدينية التكافل أساس ٌ في المجتمع و التقصير في ذلك إنحراف ٌ يؤدي الى النار ، شخص ٌ يكون فقيرا ً محتاج يصاب او يموت شخص بسبب حاجة ٍ في مجتمع الله سبحانه و تعالى يعاقب المجتمع كله لهذا التقصير .
- وحدة المجتمع في الاسلام و في النظرية الاسلامية منشأه ايضا محبة مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيء تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى هذه النظرية الاسلامية المجتمع كله خير و كله محبة هذا هو منطلقه .
- التشجيع مستمر في الاسلام لا يقال الاسلام افيون الشعوب تخدير ، الاسلام ليس كذلك ، الاسلام يشجع و يدفع المجتمع ان يكون منتجا ً دائما ً أحدايث كثيرة تجعل الانسان يتحرك دائما و لا يضيع وقته ابدا ً قال امير المؤمنين عليه السلام انتهزا فرص الخير فإنها تمر مر السحاب العمر يضيع الاسلام يقول لا تضيع عمرك إذا استطعت ان تقدم شيء اذا استطعت ان تعمل لنفسك لاخرتك لمجتمعك كن قويا كن قادرا ً كن عاملا ً كن منتجا ً هكذا هي نظرة الدين و ليس اجلس و اسكت و ازهد هكذا فقط غير صحيح ، قال رسول الله صل الله عليه و اله لا تزال قدم عبد ٍ مؤمن يوم القيامه من بين يدي الله سبحانه و تعالى حتى يسأل عن اربع خصال ، عن عمرك فيما أفنيته و جسدك فيما أبليته و مالك من أين اكتسبته و أين وضعته و عن حبنا أهل البيت ، وقال رسول الله صل الله عليه و اله كن على عمرك أشح منك على درهمك و دينارك ، هذا العمر لا تفوته انت لا تستطيع ان تساوم على اموال لا تساوم على عمرك و على وقتك فيضيع من غير فائدة وقال رسول الله صل الله عليه و اله ان الله يبغض الصحيح الفارغ لا في شغل الدنيا و لا في شغل الاخرة ، صحيح و يستطيع و لكنه في فراغ هذا يبغضه الله سبحانه و تعالى ، وقال أمير المؤمنين عليه السلام ان يكن الشغل مجهدة ً فإتصال الفراغ مفسدة ، فراغ مع فراغ مفسدة ٌ في المجتمع .
الهوامش ،
- سورة البقرة الاية 132
- سورة ال عمران الاية 102
- سورة ق الاية 16
- سورة البقرة الاية 179
- سورة الروم الاية 30