الامام الحسن العسكري
2/3/2012
كانت الخلافة العباسية في بغداد ثم نقلت الى سامراء و سبب هذا النقل هو جيش المعتصم الذي كان يعتدي على الناس و ينتهك الحرمات و ينتهك الحقوق فكانوا يخبرون الخليفة بهذه الانتهاكات و تواليها و إستمرارها كانت هذه الانتهاكات و التجاوزات بمآى و مسمع من الخليفة و لكنه لم يعرها إهتماما ً الى ان صار عليه الضغط عليه و إضطر الى نقل المعسكر و الجيش الى سامراء منطقة جعل فيها المعسكر ثم سميت بعسكر و أُجبر الامام الهادي و الامام العسكري عليهما السلام ايضا للانتقال مع الجيش و جعل لهما بيت في المعسكر يسكنان فيه الامام العسكري عليه السلام يواجه تشديدا ً كبيرا ً و ظروف شديدة و السبب في ذلك أمران ،
الاول ان الامام يتحرك و يدعوا الناس لنهجه و اطروحته الحقه كم اكان آبائه عليهم السلام يعملون و هذا بنفسه يكفي للضغط على الامام و محاصرته و الامر الابرز هو كون الامام والد الامام المهدي عليه السلام حيث ان الخلفاء كانوا يعيشون القلق و الخوف الشديد يقولون اذا ولد الامام المهدي سوف يزيل حكمنا سوف يقضي على المستبد الظالم فكانوا يضغطون على الإمام بطريقة ٍ خاصة حتى لا يوجد الامام المهدي عليه السلام ،
نقول خليفة أحمق يحارب إرادة السماء ، هل يمكن محاربة الإرادة الالهية ؟ غير ممكن و الذي يعمل على ذلك يدل على حماقته ، عندما علم فرعون أنه سوف يولد ولد يزيل حكمه إجتهد في قتل الاطفال و مراقبة النساء ليمنع وجود هذا الولد و لكن إرادة الله سبحانه و تعالى ان هذا الولد ينشأ في بين فرعون و يخرج و يقضي على فرعون وهو المربي لهذا النبي الخليفة العباسي ايضا الذي يحاصر الامام العسكري خوفا ً من أن يكون له ولد ويكون سببا ً في زوال هذه الحكومات الجائرة ، هنا يُقال له هل تؤمن بأقوال النبي صل الله عليه و اله ان كنت لا تؤمن يأحاديث النبي و تراها غير صحيحة فلماذا هذا الخوف ليس له مبرر عقلائي ، وإن كنت تؤمن بأقوال النبي انها حق و انه سوف يظهر رجل ٌ في آخر الزمان يفتح الله على يديه و ينصر الله به المظلومين فانت لن تستطيع و لن تتمكن من مواجهة هذه الارادة الالهة ،
الامام العسكري عرف بانه الامام بعد ابيه في حياة ابيه و عاش الامام المعنات و اشترك مع ابيه الامام الهادي عليه السلام في جميع ما واجه الامام الهادي من المعانات و الشدائد الكبيرة بحيث انه اخذ مع الامام و يجعل في السجن ايضا ،
تسلم الامام الامامة و عمره 22 عاما ً و بقي 6 سنوات في الامامة الى ان استشهد ، مواقف الامام عليه السلام إمتداد لمواقف ابيه الامام الهادي ،
أولا ً : كمرجع عقائدي و فكري و روحي ،
الامام في جميع هذه الجوانب كان يتابع الامة و يثقف الامة عقائديا ً و فكريا ً و روحيا ً لم يترك الامة و ينعزل عنها مع كون الفترة التي عاشها الامام في منصب الامامة هي 6 سنوات و في هذه السنوات القليلة كان الامام في السجن و تحت المراقبة و العيون مع ذلك الامام يعمل و يقدم الخير للامة قاطبة في جميع المجالات خصوصا في مجال الفكري و المجال العقائدي و المجال الروحي ،
- هذه النقاط يجب علينا ان ناخذها ونتعلم منها ونمارسها في حياتنا ، لا نركز على جانب ٍ دون جانب ، الانسان الواعي هو الذي يأخذ من الدين جميع مجالاته ، الدين جاء للحياة يأكملها لم يكن لجانب ٍ دون جانب لم يأتي الإسلام للمسجد فقط وليصلي الانسان في مسجده و يترك شؤون الحياة لم يأتي الاسلام ليكون الشخص سياسيا ً و يصل للحكم و يسيطر في الجانب السياسي و انما في جميع الجوانب الانسان المسلم هو الذي يتحرك في حركة الاسلام في جميع جوانب و مناحي الحياة .
- الامام راعيا ً لمصالح اتباعه العقائدية و الاجتماعية ، و في جانب الاقتصاد و المعشية في جميع الجوانب الاجتماعية و غيرها ايضا من يسير على نهج الامام يجب ان يكون كذلك يرعى جميع الجوانب الفكرية و الجوانب العقائدية و الجوانب الاقتصادية وفي غيبة الامام يتحمل العلماء هذه المسؤولية و في عدم قدرة العالم ان يتحمل هذه المسؤولية المجتمع يتحمل هذه المسؤولية .
- تمهيد الامام العسكري لغيبة الحجة عليه السلام و سنذكر بعض الامور المتعلقة بهذا التمهيد ،
ضعف السلطة في عصر الامام ،
في عصر الامام كانت ضعيفة و غالبا ً ما يكون اذا كان الحكم ضعيفا يكون هناك مساحة و مجال لحركة من يريد ان يتحرك و لكن نرى خلاف المتوقع الامام مع ضعف السلطة كان يعاني الضغط الشديد و المحاصرة الشديدة بسبب خوف السلطة من حركة الامام عليه السلام بل كان الخليفة بزرع هذا الارهاب الذي كان في ذلك الوقت لم يكن الخليفة إلا واحدا ً من الناس الذين يعادون الامام و يسعون للانتقام من الامام المتوكل الذي يسميه الان البعض انه محي السنة ، وهو شخص ملتزم بالخمور و السكر و غيرها و لكن لانه منع زيارة الحسين وحوال هدم قبر الحسين لذلك يقول البعض من اتباعه انه محي السنة فكان الخليفة احد من يحاصر الامام يعني تيار عام و حركة عامة في المجتمع تحارب الامام الامام عليه السلام الصراع مستمر بين خط السلطة و بين المتنفذين و بين منهج الامام عليه السلام و المام لا يتوقف عن عمله مع مختلف الظروف التي يعيشها ،
كيف يكون الامام مع ظروف قاسية و فترة قصيرة الامام يعمل ، هذا يعطينا ان يكون عملنا لله سبحانه و تعالى غير منحصر في زمان ٍ ولا في مكان و لا باسلوب معين كلما إستطعنا ان نعمل من اجل الله سبحانه و تعالى و من اجل دين الله علينا ان نستمر و لا نتوقف ،
المتوكل يسجن الامام و يسمه المعتمد و يقتل ، هذه الفترة التي عاشها الامام وهي فتره قليلة و لكن الامام متصل مع قواعده و بمختلف الاساليب و الطرق سواء كان في السجن او كان خارج السجن الامام يعمل و يحافظ على شيعته و اتباعه .
مواقف الامام العسكري في مواجهة الاحداث ،
الموقف الاول من الحكم ،
ماذا صنع الحكم و الخليفة ،
- سياسة الحكم هي دمج الامام في الجهاز الحاكم هذه سياسة قديمة و لا زال يعمل بها الحكام اذا كانوا يريدون اسقاط شخص يجعلونه في الحكم يحاولون شرائه يحاولون بكل الاساليب ان يكون قريبا منه و يستفيدون منه عدة نقاط ، منها انه يسقط في نظر اصحابه ، إذا كان الامام قريب من السلطة اصحابه ينظرون اليه انه تعلق بالدنيا
- فائدة اخرى ان يكون تحت المراقبة ليرى من معه و الذين يرتبطون معه ، ايضا بحث انه لا يستطيع ان يوجه القواعد القواعد الشعبية التي تواليه و تتبعه هذه فوائد من دمج الامام في السلطة لكن ما هو موقف الامام ، الامام يقف موقف الحذر لم يلقي بنفسه في احضان السلطة و انما علاقته بالسلطة علاقة الحذر مع انه اخذ وفرض عليه ان يأتي للبلاط في كل أسبوع في يوم الاثنين و الخميس و لكن اذاحضر الامام يبين و يجعل الناس يستشعرون ان هذا الحضور ليس رغبة منه بل هو مجبر على ذلك فلا يستفيد الحاكم في اسقاط شعبية الامام من هذه الجهة .
- موقف الامام من الثورات التي لا تمثل اطروحة اهل البيت ، ذكرنا ان الحكم و الخلافة كانت ضعيفة في زمن الامام ضاقت الخلافة سيطر الاتراك و الموالي على الحكم بطريقة و اخرى فكانت الخلافة ضعيفة ، خرجت ثورات منها ثورة الزنج كما يسمونها ، بعض الثورات يحملون شعار اهل البيت عليهم السلام و بضهم كثورة الزنج لم تكن ثورة سليمة كان يؤخذ عليها ان قتلت و حرقت و سبت و كان فيها تجاوزات كثيرة الامام عليه السلام كان موقفه من هذه الثورات هو موقف الساكت ، لان الامام ان شجب و انتقذ هذه الثورة كانه يدعم الجهاز الحاكم و الحكم الذي يسيطر و يحكم بشائعه و جرائمه ليست اقل من هذه الثورة فهو لا يدعم الثورة مباشرة لان فيها تجاوزات ول ا ينتقذها ولا يدعم النظام هذه العبارة نحتاج ان نستفيد منها ، و الفائدة مها اننا قد نختلف في بعض الامور و نرى بعضها صح و بعضها غير صحيح و لكن اذا كنا نرى ان هذه الحركة ليست سوية فيها اخطاء موقف الانسان العاقل الذي يستفيد من مواقف أئمته ان يكون ساكتا ً بمعنى اخر لم تكن مؤيد للحركة فلا تكن معارض ،
الموقف الثاني للامام هو التثقيف و الحركة العقائدية ،
الامام لم يترك التثقيف العقائدي مع هذه الفترة اليسيرة نحن نقول اتباع الامام عليه السلام عمل الامام لا يوزن شيء فعمله كبير و مستمر فالامام يتحرك في هذا الجانب ،
- الامام يرد على الشبهات الالحادية لان الامام في ذلك الوقت هدفه إستمرار النهج و الاطروحة السليمة حتى تترسخ في نفوس الناس و تكون لها القابلية في الاستمرار فالامام يتعرف لهذه الشبهات و يقف في وجهها .
- إصدار البيانات و الكتب التي تبين العقيدة الحقة و تبين اين الحق و اين الباطل هذه بالنسبة لمواقف الامام التثقيفية .
الموقف الثالث هو لاشراف على قواعده الشعبية ،
- حماية وجودها بعدم الوقوع في الشرك العباسي و الاغرائات العباسية .
- تنمية الوعي بكل اساليب الصمود و الارتقاع الى الطليعة المؤمنة ، يحاول الامام ان يخلق من اتباعه الخواص طليعه مؤمنة قوية الايمان لا تتزلزل .
- اعانتهم اقتصاديا ً بكل سرية و امانة ٍ مع وكلائه هذه الامور المهمة ، الامام يلتفت لاصابه اقتصاديا ً ماديا ً لا يترك احد يعاني الفقرو الامام يستطيع ان يوصل له شيء .
- الدولة تشتري الضمائر و الامام يتصدى لهم و يبين وخامة الارتباط بالظالم فيقول الامام سلام الله عليه الفقير معنا خير من الغني مع غيرنا ، مع انه لا يتركهم كما ذكرنا اقتصاديا و لكن يبين ايضا حتى هذا الفقر ما دمتم مرتبطين بأهل البيت فهو خيرٌ من الغنى مع غيرنا و القتل معنا خير من الحياة مع عدونا فنحن كهف ٌ لمن التجأ الينا ونور ٌ لمن استبصر بنا و عصمة لمن اعتصم بنا من احبنا كان معنا في السنام الاعلى و من انحرف عنا فإلى النار الامام عليه السلام يعمل هكذا و يحافظ عل اتباعه .
الموقف الرابع هو التمهيد لغيبة الحجة عليه السلام ،
- الامام يهيئ للغيبة ، إعتاد الناس المعرفة الحسية و الرتباط بالامور الحسية عندما يُقال لهم ان هناك غيبة يقبلونها و لكن عندما يُقال الان يغيب عنكم الامام اعتاد الناس ان تكون لهم علاقة و اتصال بالامام مباشرة يسألونه فيجيبهم كل ما يحتاجون يكون الامام قريب وموجود و قريب ، اذا اخبرهم في حضور الامام من يحدث في نفسه شيء شبهة مثلا الامام يجيبه و يرفع الشبهة من نفسه ولكن مع غيبة الامام تبقى التشكيكات و الاسألة وربما ينحرف الشخص ، الاما كيف يمهد لهذه الغيبة ، يذكرون مثال يقولون كلنا نؤمن بالقيامة و كلنا نؤمن بالاجل و لكن لو قيل لنا غدا ً تقوم الساعة تكون صدمه كيف نتصور هذه الفكرة او نصدق بها حتى كذلك بالنسبة للغيبة فالامام كان يمهد للغيبة .
- الاحاديث المتواترة ايضا تساعد في التمهيد للغيبة و ذكر الغيبة و لكن هل الاحادثي كانت بنفسها كافيه في ذلك الوقت او لا بحيث يؤمن الناس بالغيبة نقول الزمان هو الزمان و ان كان ذلك الزمن اصعب و لكن الان كذلك موجوده الاحاديث و كتب المسلمين فيها احاديث كثيرة من الصحاح و غيرها جميع المسلمين يروي قضية المهدي و الغيبة و لكن كثير من الناس ينكرها عمليا ً .
- الامر الاصعب هو تطبيق فكرة الغيبة على الحجة سلام الله ان يقول الامام هذا الامام المنتظر ، الفكرة التي كان الناس يؤمنون بها بصورة كليه و عامه يطبقها على ابنه الامام و يقول انتم تنتظرون الحجة الذي يكون في اخر الزمان هذا هو الحجة ، فكان الامر صعبا بالنسبة لتقبل للناس فكان الامام يحتاج الى اساليب لهذا التمهيد ،
اولا: الاحتجاب عن الناس من قِبل الامام الحسين العسكري عليه السلام فكان يحتجب عن الناسوكان يجعل بينه و بين الناس الوكلاء و اكن يحجب ابنه الامام المهدي عليه السلام ايضا في بعض الفترات يجعلهم يرونه و يخبرهم عنه و يكلمهم ثم يجعله يغيب عنهم يمهد للغيبة الصغرى .
ثانيا : شن حملة توعية لفكرة الغيبة الامام يواظب على توعية الناس و حملهة فكرية بحيث انه يتكلم هو و يجعل اصحابه و العلماء في زمانه المؤمنين به ايضا يتحدثون عن غيبة الامام ،
أ .بيانات عامه كالتعرض لصفات الامام عليه السلام يجعل الناس يعيشون هذه الفكرة فيقول مصلا إذا قام القائم قضى بين الناس كقضاء داوود لا يسأل البينة يجعلهم يعيشون هذه الفكرة ان الامام يحكم بعلمه الباطني .
توجيه اصحابه للتكيف مع الغيبة كما كتب لابن بابوية قال عليك بالصبر و انتظار الفرج قال النبي صل الله عليه واله افضل اعمال امتي انتظار الفرج و لا يزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي صل الله عليه و اله يملئ الارض قسطا ً و عدلا كما جورا ً وظلما اصبر يا شيخي يا ابا الحسن علي و امر جميع شيعتي بالصبر فإن الارض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين .