حديث الجمعة 4.11.2011 م – جامع كرباباد
الباقر(ع) والسياسة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين
رب إشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي
عظم الله أجورنا وأجوركم بشهادة إمامنا الباقر (س)
أتحدث هذا اليوم حول منهج الإمام الباقر (س) ودوره في حفظ الإسلام ودوره في الجانب السياسي
الدور الأول:هو حفظ الدين
للإمام (س) الدور الذي لا غنى عنه في الحفاظ على الإسلام المحمدي الأصيل ، هذا الدور الذي مارسه الإمام ، وهو ما كان يطلع به النبي الأكرم (ص) والأئمة الطاهرون بعد النبي (ص)
الإمام في هذا الدور يركز:
أولا : في حفظ التوحيد بغير تشويه
نعلم أنه في ذلك الزمان قد تعرض التوحيد لصور من التشويه حيث أنه دخل في الإسلام أناس لم يكونوا مؤمنين بالإسلام من الدول المختلفة والفتوحات المتعدد , دخلوا في الإسلام ولم يكن عندهم تبني حقيقي للدين وإنما دخلوا في الإسلام تحت القوة والقهر والسيف ، فأظهروا الدين وهم يحملون ويبطنون عقائدهم السابقة فأدخلوها في المجتمع الإسلامي وجعلوها من ضمن الدين ، لم يقولوا أنها من غير الإسلام وإنما جعلوها من ضمن هذا الدين الإسلامي ، لأنهم لم يكونوا مقتنعين حقيقة بالدين الإسلامي فأرادوا تشويه الإسلام ، فجسموا الله سبحانه وتعالى و جعلوا له صفات التشبيه والتشويه التي يرفضها القرآن .
وحيث كانت الرواية للحديث عن النبي (ص) ممنوعة والتفسير والشرح للقرآن من خلال سنة النبي ممنوعا ، فاستطاعوا أن يدخلوا بعض التشويه على الإسلام
دور الإمام الباقر(س) عندما سنحت له الفرصة هو أن يزيل هذا التشويه ويرجع الناس إلى التوحيد الحقيقي
قال الإمام (س) في هذا المجال يصف الله سبحانه وتعالى قال (لم تره الأبصار بمشاهدة العين ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان )
حيث صارالبعض يصفه تعالى بالجسم وأنه يرى ،
الإمام يقول تراه القلوب لا الأبصار, (لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس ليس له شبيه ولا مثيل معروف بالآيات) يعرف الله سبحانه بآياته وآثاره (منعوت بالعلامات لا يجوز في قضيته، بان من الأشياء وبانت الأشياء منه) يعني ليس هو في الشيئ ولا الأشياء فيه ، فهو سبحانه وتعالى أجل من كل الأشياء المادية والتي تجسم أو ترى أوتلمس وغير المادية أيضا
ثانيا: بيان سيرة النبي (ص)
الإمام يبين السيرة الصحيحة التي سار البني (ص) بها وعمل بها , وتخليصها مما ألصقوه فيها من تشويه ، وهذا التشويه قد نال التوحيد قبل ذلك لأنهم عندما وصفوا الله جسدوه ، كذلك نسبوا للنبي (ص) الأخطاء نسبوا له بعض الأمور التي لاتتناسب مع شأن النبوة ورفعة النبوة ودرجة النبوة ومقام النبي (ص)
فالإمام يحافظ على سيرة النبي (ص) ويحافظ على مكانة النبي (ص) ويحافظ على مقام النبوة بعيدا عن كل تشويه
ثالثا: بيان الإمامة
وهي نقطة التأسيس التي إبتدأ الإمام بترسيخها وترتيبها للناس بوضوح وهي الإمامة ومكانة الإمام(ع) , ومكانة الإمام علي (ع) بالخصوص ومظلومية الإمام علي
فقال (ع) : (بني الإسلام على خمس ,
على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية , ولم ينادى بشيئ كما نودي بالولاية )
الولاية أعظم شيئ نودي به بعد الإيمان بالله تعالى وبرسوله (ص)
وقال الباقر (ع) عن رسول الله (ص) يروي عن النبي (ص) هذا الحديث
(ما من مؤمن إلا وقد خلص ودي إلى قلبه) كل مؤمن لا بد ان يكون للنبي حب في قلبه( وما خلص ودي إلى قلب أحد إلا وقد خلص ود علي إلى قلبه)
يعني حب النبي (ص) وحب علي (ع) متلازمان لا يفترقان ، ثم يقول في هذا الحديث
(كذب يا علي من زعم أنه يحبني ويبغضك )
لا يمكن أن يكون صادقا , يدعون حب النبي مثلا يقولون نحب النبي ولا يحبون أهل البيت بل ويحاربونهم ويقتلونهم فهذاحب كاذب بنص الحديث
وقال الباقر (ع)
(ما ثبت الله حب علي في قلب أحد فزلت له قدم إلا ثبتها الله , وثبت له قدم أخرى )
يعني يكون له فوق ثباته ثبات ما دام في قلبه حب لعلي (ع)
فالإمام الباقر(ع) في هذه المرحلة يركز على هذه الأمور
أولا: الحفاظ على التوحيد السليم
ثانيا: بيان سيرة النبي (ص)
ثالثا: ترسيخ قضية الولاية لعي (ع)
رابعا: جعل أصحابه وهم شيعة أهل البيت (س) جماعة متميزة فيإطارها التفصيلي(شيعة)
هذا المعنى لم يكن موجودا بذلك التفصيل كان هناك أتباع لأهل البيت ويسمون بالشيعة ولكن ليس بهذا التفصيل المفصل الذي قام الإمام بترسيخه ورتبه(س)
أ:الولاء العقائدي والفكري
الإمام ركز أن يكون أتباع أهل البيت (ع) عندهم فكر وعقيدة
الولاء العقائدي والفكري عند أتباع أهل البيت(ع)
يجب أن يكونوا مرتبين عقائديا , عندهم عقائدهم الخاصة التي تمثل الإسلام الحقيقي الأصيل والفكر الحر الذي يمتلكونه , لا العقيدة التي يمليها عليهم الحاكم , فتتغير عقائدهم بتغير عقيدة الحاكم كما هو الحال قبل المعتزلة وبعدها.
قال الباقر (س)
(إعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهمفإن المعرفة هي الدراية للرواية) ، هي الدراية للرواية يعني المعرفة لما تحتويه الرواية
الإمام يقول
المعرفة هي المائز المعرفة للرواية , المعرفة لأحاديث أهل البيت , لسنة النبي (ص) ، الشيعي حقيقية هو الذي يكون عنده هذه المعرفة (وبالدرايات للروايات يعلوا المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان )
إذا صار عنده رواية وعنده معرفة للرواية يرتقي إلى الدرجات العالية , وبغير ذلك فهولا ينسب للشيعة بحسب ما وصف الإمام (س) في هذا الحديث
وقال (ع) (إنما شيعة علي (ع) المتباذلون في ولايتنا ، المتحابون في مودتنا ، المتزاورون لإحياء أمرنا، الذين إذا غضبوا لم يظلموا ، وإذا رضوا لم يسرفوا، بركة على من جاورهم ، سلم لمن خالطهم) في نقل أخر (سلم لمن خالفهم) يعني حتى الذي يكون على خلاف معهم يأمنهم , فمحبوا أهل البيت(ع) أمان ، محبوا أهل البيت الملتزمون بأهل البيت يجب أن يكونوا مأمونين للجميع لا يخشى منهم أحد , لا يخاف منهم أحد أن يظلموه
ب: بيان الفقه الإسلامي الأصيل
مقابل ما وضعه الحكام من القياس والإستحسان أيضا في تلك الفترة
الإمام (س) أسس هذا الأساس
كيفية الإستنباط ، أصول الفقه ، المنهج الصحيح للوصول للحكم الشرعي فيكون أصحاب الإمام يتمثلون ويتميزون عن غيرهم بقاعدة رصينة،
ومعرفة حقيقية ، وطريق للوصول لحكم لله سبحانه وتعالى وليس إلتقاط هنا أو هنا
خامسا: التنظيم المتقن مع خواصه
أيضا في تلك الفترة , فترة الإمام الباقر (س) صار هناك تنظيم متقن بين الإمام وبين أتباع الإمام(ع)
قال الباقر(س) (والله إن أحب أصحابي إلي أورعهم وأفقهم وأكتمهم لحديثنا )
الذي يكون ورعا متفقها في الدين وكتوما للسر يأخذ أحاديث أهل البيت(ع) ويكتم سرهم .
وأمثلتهم كثيرة منها :
جابر الجعفي (ره)من حواريي الإمام الباقر (ع)وجنود الله الخاصين ,من تلامذة الإمام (س) و له منزلة عظيمة.
فقد روى الصدوق في الإختصاص أن المفضل سأل الإمام الصادق (ع): (يا ابن رسول الله فما منزلة جابر بن يزيد منكم؟ قال: منزلة سلمان من رسول الله (ص))
وكان مسلما للإمام كل التسليم , لكن بمعرفة ووعي لا بجهل وتقليد أعمى , فيطيع الإمام وهو فقيه عالم بل هو من العرفاء ، فهو الذي يخرج مع أحد أصحابه ويقول لصاحبه هل تريد رؤية الإمام الصادق (س) ؟ فيقول صاحبه نعم ولكن أين الكوفة من المدينة , نحن في الكوفة والإمام في المدينة, فيخرج معه جابر ويقول له إغمض عينك فيغمض الرجلعينه , ثم يقول له إفتح عينك , حينها يجد نفسه أمام بيت الإمام (ع) , يقول له جابر ادخل البيت للإمام (ع) , وأنا أذهب السوق وأرجع.
يشك الرجل في الأمر , فيقول في نفسه , ربما هذا سحر وليس له واقع , فلكي أتأكد وأطمئن فلأجل مسمار في جدار لأراه في موسم الحج عندما أذهب المدينة المنورة بينما هو يفكر وإذا بجابر يمد يده له ويعطيه مسمار ويقول له ثبته في الجدار فيتعجب الرجل , وبعد زيارة الإمام (ع) يرجعه بنفس الطريقة ،هذا المستوى العالي الذي بلغه جابر إنما هو بولائه الصادق للإمام (ع) ، وطاعته للإمام ،وإخلاصه للإمام ،وإعتقاده بالإمام (ع)
روى في الكافي: ،عن النعمان بن بشير قال: (كنت مزاملاً لجابر بن يزيد الجعفي ، فلما أن كنا بالمدينة دخل على أبي جعفر (ع)فودعه وخرج من عنده وهو مسرور ، حتى وردنا الأُخَيْرجة أول منزل نعدل من فيد إلى المدينة ، يوم جمعة ، فصلينا الزوال فلما نهض بنا البعير إذا أنا برجل طويل آدم معه كتاب ، فناوله جابراً فتناوله فقبله ووضعه على عينيه ، وإذا هو: من محمد بن علي إلى جابر بن يزيد ، وعليه طين أسود رطب ! فقال له: متى عهدك بسيدي؟ فقال: الساعة . فقال له: قبل الصلاة أو بعد الصلاة؟ فقال: بعد الصلاة ! ففك الخاتم وأقبل يقرؤه ويقبض وجهه ، حتى أتى على آخره ثم أمسك الكتاب ، فما رأيته ضاحكاً ولا مسروراً حتى وافى الكوفة ! فلما وافينا الكوفة ليلاً بتُّ ليلتي فلما أصبحت أتيته إعظاماً له فوجدته قد خرج عليَّ وفي عنقه كعاب قد علقها وقد ركب قصبة ، وهو يقول: أجد منصور بن جمهور أميراً غير مأمور ، وأبياتاً من نحو هذا ، فنظر في وجهي ونظرت في وجهه ، فلم يقل لي شيئاً ولم أقل له ، وأقبلت أبكي لما رأيته واجتمع عليَّ وعليه الصبيان والناس ! وجاء حتى دخل الرحبة وأقبل يدور مع الصبيان والناس يقولون: جُنَّ جابر بن يزيد جُن . فوالله ما مضت الأيام حتى ورد كتاب هشام بن عبد الملك إلى واليه أن انظر رجلاً يقال له: جار بن يزيد الجعفي فاضرب عنقه وابعث إليَّ برأسه ، فالتفت إلى جلسائه فقال لهم: من جابر بن يزيد الجعفي؟ قالوا: أصلحك الله كان رجلاً له علم وفضل وحديث ، وحج فجن ، وهو ذا في الرحبة مع الصبيان على القصب يلعب معهم ! قال: فأشرف عليه فإذا هو مع الصبيان يلعب على القصب ، فقال الحمد لله الذي عافاني من قتله . قال ولم تمض الأيام حتى دخل منصور بن جمهور الكوفة وصنع ما كان يقول جابر)
تبين بعد ذلك أن الإمام هو الذي أرشده وقال له تظاهر بالجنون لتفوت على السلطان القتل ,
كان هناك تنظيم وإرتباط بين الإمام وأتباعه وهم يحفظون السر
سادسا: الولاء العاطفي أيضا
الإمام زرع في تلك الفترة الولاء العاطفي , الولاء الروحي لأهل البيت (ع) ركز هذا الأمر لتتكون الجماعة الممثلة للإسلام الحقيقي الممتد من زمن النبي (ص) إلى قيام القائم (ع) إلى قيام الساعة.
الإمام أصل هذا الولاء العاطفي :
أ:في الحديث
قال (ع):(أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكون الحسين (ع) إلى يوم القيامة فلا يأتيه أحد إلا إستقبلوه، ولا يمرض أحد إلا عادوه ، ولا يموت أحد إلا شيعوه) كل من له علاقة بالحسين الملائكة يقفون له ويعيدونه , ويوم القيامة يستقبلونه
ب: في الجانب العملي
يجعل نوادب يندبنه ثمان سنين بعد وفاته في منى ويبكين عليه أمام الناس ، الناس يجتمعون في منى ويجدون البكاء ويسألون من هذا الميت ؟
ومتى مات ؟
هل هو قتيل ؟
وما هي قضيته ؟
فينتشر الولاء لأهل البيت والمعرفة بأهل البيت.
ج: تبني الشعراء
الإمام أيضا في زمنه يتبنى الشعراء ويدفع إليهم الأموال
ربما العض يستشكل ويقول لماذا الإمام يدفع الأموال للشعراء ، وما الفرق بينه وبين غيره؟
هنا نجد أن الذين يدفع إليهم الأموال
1: هم حقيقة يمثلون الإعلام الحقيقي الصادق القوي في زمانهم.
2:أنهم عندما يقرأون الشعر في الإمام ويمدحون الإمام ويذمون أعدائه ، هم أيضا يحاصرون ويحكم عليهم بالإعدام ويمنع توظيفهم , وتمنع مخالطتهم .
الإمام(س) يعطيهم من هذا الباب وهم أيضا كانوا يرفضون ، ويتمسكون فقط بولائهم للإمام والتبرك بالإمام كما كان الكميت .
الكميت مطارد لهشام عشرين سنة يطارده هشام من مكان إلى مكان يريد قتله لماذا؟
لأنه عندما يصف أهل البيت (س) ويقول في شعره: ساسة لا كمن يرعى الناس .. سواء ورعيه الأنعام يصف أهل البيت(س) أنهم ساسة وقادة الأنام ليس كمن هو حاكم لا يفرق بين الناس والأنعام ، يرى نفسه يملك الناس كما يملك الأنعام ويتعامل معهم على حد سواء
الدور الثاني : الدور السياسي للإمام (س)
جواب شبهة :هناك شبهة تثار أن الإمام ليس له دور سياسي
الإمام ليس له وجود سياسي والجواب عليها واضح وبكل سهولة
وهو لماذا يعتقل إذا ؟
لماذا يسجن ويؤخذ من مكان إلى مكان ؟
الإمام سجن ، الباقر (س) أخذ للشام ثم بعد ذلك بعد أن بان أثره على المساجين أطلق سراحه وعندما أطلق سراحه أيضا وهو في رجوعه إلى المدينة أمر هشام إبن عبد الملك أن لا يتعامل معه أحد في الطريق كانوا يخبرون المدن التي يمر عليها الإمام أن لا يعاملوه ولا يبيعوه
حتى نفذ ما عنده نفذ ما عنده من الماء والشراب والأكل ولم يجد أحد يعطيه أو يبيعه شيئ ، كلما ذهب لسوق تمتنع وقف على مدينة وقرأ عليهم آيات وتوعدهم أن ينزل العذاب عليهم , فبعد ذلك باعوا له ،
هذه المضايقة والإعتقال ثم أن يسم ويقتل كلها تدل على أنه له وجوده السياسي ، والحركة الساسية التي لا يرضى بها الحكام
دور الإمام في الجانب السياسي
التربية السياسية وهي في نقاط
أولا: توضيح وبيان فكرة الإمامة
الإمام إبتدأ بهذا البيان يوضح فكرة الإمامة والخلافة ماذا تعني
ومر الكلام فيها , ركز للناس أن يكون هناك إمام حق ، وهذا الإمام الحق المتمثل في علي (ع) والأئمه من بعده في وصية النبي (ص) عادل لا يظلم أحدا
ثانيا : تربية الناس على كره الظلم ورفضه ومقاومة الظلم
أيضا الإمام تحرك في هذا المجال يبين للناس أن الظلم أمر بشع مرفوض وعلى الناس أن يرفضوه ويمجوه ويحاولوا تغيره
قال الباقر (س) بصورة عامة في الأحاديث لما حضر أبي علي بن الحسين (ع) الوفاة ضمني إلى صدره وقال يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة ومما ذكر أن أباه أوصاه به قال (يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا الله )
فركز الإمام في أحاديث كثيرة أن الظلم بشع مرفوض
ثالثا: زرع مفهوم العدل في المجتمع والمطالبة بهجعل الناس يشتاقون للعدل وأن العدل إذا عم المجتمع تساوى الناس في المجتمع فصار الناس يعيشون عيشة سعيدة رغيدة لا يظلم بعضهم بعضا ولا يستأثر بعضهم بالثروات على الآخر
رابعا: إيقاظ الحس السياسي والتوعية السياسية
الإمام يوقظ روح السياسية عند الناس لماذا ؟
ليشعر الناس أن لكم وجود , و(أن الساكت عن الحق شيطان أخرس ) و(من رأى سلطانا جائرا فلم يغير عليه بفعل أو قول كان حق على الله أن يدخله مدخله كما عن رسول الله (ص) )
الإمام يبين في أحاديثه هذا المعنى
خامسا: دفع الأمة للتغيير والإصلاح
يدعوا الأمة أيضا إذا رأت الظلم من الحاكم الظالم أن تغير ، لا أن تبقى متفرجة فقط
قال (ع) (من مشى إلى سلطان فأمره بتقوى الله ووعظه وخوفه كان له مثل أجر الثقلين من الجن والإنس ومثل أعمالهم)
الشخص الذي يذهب للحاكم ليس ليتملق له , لا يتملق للحاكم ولا يرجوا عطاءه ، وإنما يذهب لوعظه وإرشاده وإصلاح الوضع , له هذا الثواب
سادسا: مقاطعة الظالمالإمام(س) يعلم الناس مقاطعة الحاكم الظالم ويدعوا الناس الإبتعاد عن الظلم والمشاركة مع الحاكم .
روي عن الباقر(س) أن شيخا من <..> قال : (قلت لأبي جعفر (ع) إني لم أزل واليا من زمن الحجاج إلى يومي هذا
فهل لي من توبة ؟ قال فسكت (ع) ثم أعدت عليه فقال لا حتى تؤدي لكل ذي حق حقه)
الإمام يبين أن الذين يرتبطون بالنظام الظالم وتكن هناك مظلمة هم يشاركون فيها
ولا تبرأوا ذممهم حتى يعفوا عنهم من ظلموه أو يعطوه حقه
فالإمام يبين ضرورة الإبتعاد عن الحاكم والمشاركة مع الحاكم الظالم في ظلمه أبدا .
المشاركة لا تكون إلا في الإصلاح للإصلاح وفي الإصلاح فقط ، أما أن يشاركه ليكون واليا له ويمارس الظلم معه أو يظفي عليه الشرعية فهذا هو الظلم بعينه ويكون شريكا له في عمله
سابعا: المقاومة السياسية
الإمام (س) كما هم الأئمة كل إمام يشكل المقاومة السياسية والمعارضة السياسية في زمنه
ويدل على ذلك أن الأئمة كل إمام عندما يصل إلى الإمامة تجد الخليفة الوالي يريد عزله وإبعاده عن الأمة لماذا ؟
لأنهم يعرفون أنه كل حركة مطالبة أوحركة تدعوا للإصلاح يكون وراءها الإمام
فالإمام هو القائد لكل حركة إصلاح
ثامنا : التحرك الثوري
الإمام تحرك ثوريا أم لا ؟
لم يكن في زمن الإمام مباشرة أن يكون متحركا في الساحة ثوريا علنا ، وإنما كان يعمل بالتقية لكن كانت هناك ثورات ، وفي نظر الإمام (ع) للثورات أنه لم يكن قد حان وقت القيام فيها , ليكون الإمام قائما مباشرة
ولكن أيضا كان الإمام يترحم عليهم ويقول لهم الجنة كثورة زيد بن علي وهو أخو الإمام طبعا لما بلغ قتل زيد الإمام الصادق (س)
قال الإمام الصادق : (إنا لله وإنا إليه راجعون
عند الله أحتسب عمي إنه كان نعم العم ، إن عمي كان رجلا لديننا وآخرتنا مضى والله عمي شهيدا كشهداء إستشهدوا مع رسول الله (ص) وعلي والحسين صلوات الله عليهم ) وقال أيضا (أن الباكي على زيد فمعه في الجنة فأما الشامت فشريك في دمه )
الإمام الصادق يبين أن الذي يبكي على زيد فهو معه في جهاده ، وأما الذي يشمت فهو شريك في دمه وقتله
والإمام الباقر عندما سمع أيضا قال (صدق أخي زيد ولونال وفى )
فالإمام يرى أن الحركة الثورية التي كانت وإن لم يحن وقتها إلا أن الإمام يؤيد مقاومة الظلم ومقارعة الظلم وهو يؤسس لما هو أكبر من ذلك الإمام يقول في بعض كلماته أن الثائر الذي يتحرك قبل وقته هو كالطير الذي يخرج من وكره أو من عشه فيسقط قبل أوانه ولكن الإمام يدعوا للتهيئة وترتيب المجتمع عقائديا وفكريا وتأهيل المجتمع من هذه الجهات ليخرج بعد ذلك بثورته العظيمة والإنتصار الأكبر
موضوع البلد الحبيب
أنتقل إلى موضوع البلد نعزي أهالي الشهيد الديهي وعلى رأسهم سماحة الشيخ حسين الديهي ونعزي أيضا أهالي الديه والبحرين جميعا بهذا الشهيد الغالي وهو دخل في ركب الشهداء ليسقي الأرض ويحي الأرض وشعبها بدمه الطاهر فهنيئا له
نسأل الله أن يحشره مع الشهداء والصالحين وحسبن أولئك رفيقا
وهنا نقول أيضا الشعب مستمر والنصر آت ولا تنازل عن المطالب
هاهم يرون شهيدا يأتي تلو شهيد والشعب يتحرك ويطالب بحقوقه لا يتراجع ولا يتنازل ولا بد للنصر أن يتحقق ولا بد أن يحاكم كل جلاد وكل من نال من دماء هذا الشعب الشريف لا بد أن يأتي يوم ويقتص منه ويحاكم حاله كحال أي مجرم إرتكب جرائم في العالم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين