c التبليغ الحسيني 2

التبليغ الحسيني 2

بسم الله الرحمن الرحيم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ  وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

( 1 )

بالحسين عليه السلام حياة الدين و حياة الأمة وكرامة الأمة بقيام الحسين عليه السلام لذلك لا نحب الحياة بغير الحسين عليه السلام  لا نعشق الحياة و إنما نعشق الحياة التي فيها الحسين  وفيها مبادئ الحسين عليه السلام و يمثلها الحسين و لا جمال للحياة من غير ان يكون الحسين شاخصا ً فيها ،

من يعشق الحسين عليه السلام يجب ان يكون لروح الحسين في وجوده نصيب ، من يعشق الحسين عليه ان يحمل مبادئة و رسائله و اخلاقه .

حديثنا حول التبليغ الحسيني العاشورائي في الجزء الثاني ،

اولا ً : إستراتيجيات التبليغ الحسيني و ما يجب ان يحققه التبليغ الحسيني ،

  1. الوعي و المعرفة ، يجب ان يكون الموسم العاشورائي و التبليغ العاشورائي يحقق أمور و يهدف اليها منها الوعي والمعرفة الدينية امر مهم و ضروري منها التعرف على امور الدين و منابع إستقائها ، يعني يجب ان يطرح في الموسم العاشورائي من الخطباء و غيرهم كيف نتعرف على امور الدين و ما هي المصادر الصحيحة لإستقاء المعرفة خصوصا ً مع وجود التداخل الواضح في وسائل التواصل الإجتماعي منها طرق معالجة ما يشكل عليك من أمر الدين إذا وقع الشخص في إشكالات او رآى نفسه متوقف في امور كيف يعالجها ، المنبر الحسيني و التبليغ الحسيني يجب ان يتصدى لذلك ، منها المعرفة العقائدية خصوصا في ظل هذا الإنفتاح المطلق الذي ليس فيه تقييد ابدا ً ، يجب ان يكون الطرح فيه يحفظ عقائد الناس و يكون رصين قوي متين ، مها الوعي الإجتماعي و ضبط العلاقات العامة و العلاقات الإجتماعية الخاصة .
  2. نشر و تحبيب الإلتزام الديني للناس ، ان يؤصل هذا التبليغ المحبة الدينية و الإلتزام ، و منه بيان اثر الدين و الإلتزام الديني في سلامة المجتمع ، يعني الخطيب و الإعلام و اللجان تطرح ان المجتمع إذا كان متدينا ً ملتزما ً ما هو الأثر الذي يكون عليه و على علاقاته مع بعضه البعض .
  3. بيان صورة الدين و التدين المشرقة و الجميلة المتمثلة في إلتزام الحسين عليه السلام و إلتزام يلتزم بمنهج الحسين ، ومنها ان لا يكون عاشوراء تقضا ً للغرض فعاشوراء الذي يمثل الحسين يجب ان يكون في هذا المجال لا يكون على العكس ، الحسين إلتزام الحسين منهج الحسين نظافة الحسين مبادئ كم يكون في عاشوراء لا يكون العكس في عاشوراء ، الوظيفة ان يدعو و يرشد يبين التسامح في إللتقاء الأحبة في عزاء والدهم الروحي الحسين عليه السلام ، فليس معقول ان يكون احباب الحسين و أبنائه متنازعين فيما بينهم و هم يعزون الحسين و ينصبون العزاء على والدهم.
  4. بيان التلازم بين منهج الحسين عليه السلام و الوحدة ، الوحدة العامة الإسلامية بين الطوائف بين الفئات و الوحدة بين افراد المجتمع الواحد .

 

ثانيا ً : من شروط التبليغ العاشورائي ،

  1. المعرفة ، فمن غيرها يكون يكون الضرر اكبر من النفع ، الذي يتصدى لأي مكان خطيب او الشاب في لجنة تبليغ ، في اي مكان يتصدى يجب ان يكون عارفا ً و إلا كان ضرره اكبر من نفعه ، منها ان يكون المبلغ مؤمنا ً بصحة ما ينقل ، تريد ان تنقل شيء عن الحسين عليه السلام انت يجب ان تكون مطمئن اليه ، عندك يقين مصدر قناعة بما تقول لا ان ينقل هكذا  .
  2. يحرص ان يكون عمله هذا ناظرا لله ، فقيمة العمل بقيمة الإخلاص .
  3. جعل هدف التبليغ هداية قاطبة وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ( 2 ) هذا هو النبي صل الله عليه واله و هذا هو الحسين  عليه السلام و هذا من يسير عل منهج الحسين عليه السلام و يحي و يدعو  للحسين عليه السلام .
  4. التثبت قبل النقل وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا سورة ( 3 )   انت مسؤول في التلقي و مسؤول في العطاء يجب ان تكون على يقين فيما تنقل و تخبر فتنقل الشيء الصحيح ، لأن الذي ينقل من غير فهو عليه وزر ، تثبت تلقى الصحيح لتنقل الصحيح الموثوق إجعل المنبر مصدرا ً موثوقا ً معتمدا ً المفروض هكذا قبلا ً في السابق كان الناس يقولون سمعنا الخطيب ،  كان الخطيب لا ينطق بالمضمون بل ينقل النصوص ينقل سند ، هنا مطلوب ان يكون المنبر و لجان الإعلام الحسينية ايضا معتمده لا تنقل من غير تثبت فإذا نقلت صارت معتمدة بحيث يستطيع الشخص ان ينسب اليها الشيء و النقل .
  5. عدم التعجل في النقل و الطرح حتى تنضج الفكرة و يوازن في الفكرة و معارضتها لغيرها و عدمه و إسلوب عرضها فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ  ( 4 ) اولا ً ان تكمل الفكرة كلها ثم النقل .
  6. سعة صدر المبلغ مهمه و الحديث عن جميع المبلغين في الموسم العاشورائي و النسبة للتبليغ العاشورائي و حتى بعده ، سعت صدر المبلغ ، ليتلقى النقاش و الملاحظات ، و الذين يعملون في الإعلامية ايضا ، لو جاء شخص يشكل إشكال لا يقولون له هذا الإشكال ليست له قيمة بل لتلقاه بسعت صدر كما كان أئمتنا عليهم السلام ، ايضا ستفيد من الملاحظات ليس هناك شخص منا من غير المعصومين غني عن الملاحظات ، فيسمع و يتلقى الملاحظات و يتكامل بها .
  7. إحترم الناس ، و فهم الناس ، لا يرى شخص في موضع انه افضل من الآخرين وانه ارقى منهم .
  8. ان تكون افعال من يكون في لجنة تبليغ او منبر او إمام جماعة ان تكون افعاله كأقواله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ( 5 ) .

ثالثا ً : من اهداف التبليغ الحسيني وفوائده ،

 

  1. حفظ الإسلام ،فولا قيام الإمام الحسين عليه السلام و منبر الحسين عليه السلام لم يكن لنا وجود و لما بقي الدين كما هو واضح ، لذلك قالوا اهم خطاب على مر التاريخ هو الخطاب العاشورائي وهو اكبر و اعمق خطاب على مدى التاريخ يصل الى نفوس الناس ، في موسم عاشوراء الكل يأتي الملتزم و الذي اقل منه إلتزام و البعيد ، الكل يأتي برحابة صدر ليتلقى و ليبكي و ليشارك في ذكرى الحسين عليه السلام و الخطاب يصل الى قلبه لأنه ببركة الحسين الله هيأ هذه الأمور فجعل هذا الخطاب مؤثرا ً في نفوس الناس.
  2. تنشيط الفطرة و إرجاع الإنسان الى فطرته السليمة ، تحرك العاطفة تقضي على القسوة و الجمود الروحي عند الإنسان ، تحريك روح البذل و العطاء التكافل الإجتماعي من مناسبة عاشوراء .
  3. إرجاع الإنسان الى التدين الصحيح الذي يمثله الحسين عليه السلام جعل المسلم يتطلع للمعرفة .
  4. ربط الولاء للحسين عليه السلام بالعزة و الكرامة ، إجعل الولاء للحسين ان تكون كالحسين عزيزا ً كريما ً ابيا ً ربط الولاء بالحسين بالواقع العملي لانه لا بد من أثر و الأثر عملي .
  5. ان ينشأ النبليغ الحسيني أفراد حسينين في اقوالهم في اذواقهم في فكرهم في روحهم في واقعهم في واقعهم العملي فيخرجون من الماتم يختلطون بين الناس بروح الحسين عليه السلام يتمثلون فكر و الحسين و خط الحسين و يدعون للحسين عليه السلام وهذه هي النتائج العظيمة في ذكرى عاشوراء الحسين عليه السلام .

الهوامش ،

  1. سورة النفال الآية 24
  2. سورة الأنبياء الحلقة 107
  3. الإسراء الاية 36
  4. سورة طه الاية 114
  5. سورة الصف الايتنا 2-3

 

شاهد أيضاً

التوبة الصادقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *