بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
في قيام الحسين عليه السلام حياة الإسلام و حياة الأمة التي كانت تحتضر لولا قيام الحسين عليه السلام و قيام الحسين و ثورته لم تقتصر على التضحية و إنما إبتدأت بالتبليغ ونشر المعرفة و الدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة ثم بالفداء و التضحية عندما اغلقت جميع السبل للإصلاح و المعرفة و الدعوة ثم إستمر التبيلغ و الدعوة بعد الحسين سلام الله عليه يستمر تبليغا ً و تربية منهاج حياة و نبعا ً يروي الحياة و يطهرها و يزيل الشوائب عنها ،
حديثنا حول التبليغ الحسيني العاشورائي ،
اولا ً : التلبيغ و حكم الشرع ،
لقد اوجب الله تعالى على الإنسان في هذه الدنيا ان يكون خليفة في الارض معمرا ً للأرض مصلحا ً للأرض مصلحا ً للناس و حياتهم موجها لنفسه و طاقاته و قدراته و كل شيء ٍ في الحياة ان يكون بإتجاه الحق تعالى لا يحيد عنه ابدا ً ،
- إصلاح الفرد لنفسه شرعا واجب عين ، ملزوم الإنسان ان يصلح نفسه و إصلاحه لنفسه واجب عليه عينا ً .
- إصلاح الأسرة و الأهل واجب كفائي ، فإن صلحت بنفسها او تسبب شيء لصلاحها و إلا فهي واجبة على رب الأسرة و على كل فرد ٍ فيها .
- الدعوة للخير في المجتمع و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ايضا واجب كفائي و على المجتمع ان يكون في هذا الخط داعيا لله سبحانه و تعالى آمرا ً بالمعروف ناهيا ً عن المنكر ، الكل مسؤول عن الامر بالمعروف و النهي عن المنكر كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته ، الكل مسؤول و الهدف من الإصلاح و الغاية ربما تكون عالية ً و كبيرة فإن لم تتحقق الغاية بفرضها و مستواها بحكمها الشرعي او بأكثر من ذلك تكون المسالة و الوجوب و المسؤولية الحكم التكليفي بقدرها و بنوعها فإن كان هناك خلل في الحياة و إنحراف في الحياة في المجتمع فالحكم الوجوب الكفائي على كل فرد حتى يصلح المجتمع فإن لم يصلح المجتمع و يستقيم يكون الكل مشارك في الإثم و سؤزل عن هذا التقصير و هذا الإنحراف ،
ثانيا : إستراتيجيات اللجان في المآتم ،
أ . المستهدفون في التبليغ الحسيني ،
- المجتمع الحسيني المجتمع الموالي لأهل البيت عليهم السلام ، هذا الكلام للجان الإعلام في المآتم و للمبلغين بصورة عامة ، النشئ و الأطفال مستهدفون و يجب ان تكون في ضمن برنامج اللجان ان ينظروا للأطفال و ان يكونوا هدفا ً للجان الإعلامية في الماتم ، زرع روح المحبة و العاطفة مع الحسين و المأتم و ربط الأطفال بالمأتم ، المراهقون ذكورا ً و إناثا ً يحتاجون الى ثقافة اللجان يجب ان توفر هذه الثقافة و المعرفة و ايضا ، و الإحتواء لهم من قبل اللجان الاعلامية و الثقافية و دمجهم في المجتمع ، بقدر الإمكان ان لا يكون الشباب هنا و هنا و إنما تتسع اللجان لدمجهم و اخذهم للمأتم قدر الإمكان و جعل الأجواء لهم اجواء إيمانية و روحية و كلها عطاء و معرفة ، إشاعة روح العفاف بين الفتيات بالترغيب في الصلاح و العفاف ، اللجنة الإعلامية يجب ان يكون من برامجها هذا ، تنظر كيف نزرع روح العفاف كيف نعمل حتى نقوي الإيمان بالنسبة للمراهقين ذكور و إناثا ً ، المستهدفون ايضا الآباء و تحمل المسؤولية تجاه برامج الحسينيات و المواكب الحسينية و التربية ، ان تركز لجان الإعلام على الاباء في تحميل المسؤولية وجعل الآباء بقدر المسؤولية في هذا ،
الأجداد ايضا مستهدفون و الدعوة لهم بحيث يتحملون المسؤولية و يتابعون ابنائهم في تربية احفادهم هل الأب الذي نشأ و صار عنده ابناء يعمل بوظيفته بالطريقة الصحيحة ، هل اولاده في إستقامة صحيحة ، هل هم مرتبطون بالدين إرتباطا ً حقيقيا ً صحيحا ً ام هناك خلل هناك تسيب هناك نقص في تربية ابنك لحفيدك ، اللجان يجب ان تعمل ايضا في هذا المجال ، حضور المآتم و المشاركة من الآباء و الأجداد جميع هذه الفئات ما هو الحضور و كم مستواه هل هو مشرف كما يقولون بمالستوى المطلوب الذي يعني و تثق بأنه ينشأ اجيال صالحه و يقدم خيرا ً للمجتمع ام انه غير ذلك ، اللجان يجب ان تقيم و تعلم في جذب جميع الفئات و جعلهم حاضرين ، في بعض الأحيان لا ترى حضور خصوصا ً فئة الآباء و الأجداد و خصوصا الأجداد قليلة و هنا خلل و نقص ، أطفال قليل و الاجداد قليل يحتاج عمل من اللجان يعني عندها عمل و إستراتيجية في ذلك ،
التواصل مع من اقعدهم المرض ، بعض الآباء كانوا معنا و دائم الحضور معنا و الان صاروا لا يستطيعون الحضور اللجان الإعلامية تتواصل معهم لتجعلهم كأنهم حاضرين في المآتم بروحهم بتوجههم بعقلهم بعاطفتهم ، نشر التألف بين افراد المجتمع مسؤولية الإعلام و الترويج للتعاون بين المآتم و الأفراد و المؤسسات ، الإعلام يستطيع ان يؤلف في المجتمع يعمل الكثير ، بعض الأعمال رأيتها مشرفة في المنطقة وجدت عمل مشترك بين المأتمين هذا يشرف يجعل العمل قويا ً ليس فيه تعارض بل فيه تنسيق إضافة لذلك فيه توحيد فيه محبة فيه ألفه فيه تحقيق للهدف الذي يريده الإمام الحسين عليه السلام .
- المجتمع الإسلامي الواسع الذين هم خارج الطائفة ايضا اللجان الإعلامية مسؤولة في ذلك وذكرنا قبلا اركان الأحياء ان يكون هناك توجه للعمل الداخلي و توجه ايضا للخارج ، فيجب التعريف بالإمام الحسين و مبادئ الحسين و قيامه من خلال اللجان الاعلامية ، نقول اللجنة الإعلامية لأن الخطيب يعمل في فترة عشرة محرم و إذا إنتهى انتهت انتهى التفاعل الشديد و إقتصر على الموالين ، أما اذا كان هناك خطة عملية للجنة الإعلامية بحيث انها تنشر و تشارك في حسابات مع الطوائف الأخرى بل مع الديانات الاخرى على شبكات التواصل الإجتماعي يكون لها نشاط تستطيع ان توصل الرسالة و هذه مسؤولية ان يكون لها ذلك التعريف بالحسين و مبادئ الحسين ، رد الشبهات التي تختمر في اذهان البعض ، تطرح الاجوبة تتفق مع الخطيب و يكون لها في هذا المجال ،
عرض سماحة الإسلام الذي يمثله الحسين عليه السلام ، عرض سماحة الحسين و حركة الحسين و المحبة التي تمتلكها مدرسة الحسين عليه السلام للطوائف الأخرى و الفئات الاخرى يبين لهم من هو الحسين عليه السلام ، كثير من الناس من الطوائف الاخرى لا يدري من هو الحسين ، الحسين هو ابن رسول الله صل الله عليه واله و لكن ها هو سلوكه ما هي روحيته ما هي عاطفته ما هو صدقه ماذا قدم يجهلون الكثير ، كيف كان يتعامل مع من يتخلف معه الكثير يجهل هذا الامر ، اللجان يجب ان توصل رسالة الحسين و تبين من هو الحسين ،
إذابة التشنجات بين الطوائف الاسلامية و غرس المحبة بدل التنافر ببيان خط الحسين عليه السلام ان خط الحسين ليس حربا ً و إنما محبة و دعوة للخير ، الحسين الذي يبكي على ادعائه الذين يأتون لقتله و ليس الحسين الذي خرج بسيفه ليصل لحكم ٍ او يقتل اعدائه او ينتقم منهم ، الحسين عليه السلام هو الذي يحمل روح المحبة و العطاء .
- من مسؤولية الجنة الاعلامية ان يكون لها عمل لغير المسلمين سواء ً كانوا من الجاليات الموجودة في البلد ام خارج البلد ام في اقصى الدنيا ايضا تكون رسالة مستمرة ،
بيان إنسانية الحسين و حركته إذا صار التوجه للآخر و للذين لا يعتقدون بالإسلام من الأساس بيان حركة الحسين و إنسانيته ، التعريف بالإسلام الذي يمثله الحسين و ليس بإسلام الغزوات و ليس بإسلام الدم و إنما الاسلام الذي يمثله الحسين بعزة ٍ و كرامة ٍ و شموخ و حمية و عاطفة و محبة .
ب . الإستراتيجية الإعلامية للجان مهمة ، يجب ان توضع إستراتيجة واضحه بالنسبة للجان في عملها و إلا يكون العمل عشوائي ، كثير من الأحيان تجد العمل و ما يُطرح يُتفاعل معه و تؤخذ مقاطع و تقطع و تنشر هكذا هذا فيه خير و لكن إذا كانت مبنية على إستراتيجية و تفكير و تنظيم و تنظير قبل ذلك يكون تناجها افضل و اصح ،
الإستراتيجية جعل هدف الحسين عليه السلام هو المقدم في التبيلغ ، انظر لهدف الحسين عليه السلام لذلك تجب دراسة هدف الحسين الحقيقي في خروجه و ما هي ابعاده ليكون التبليغ متمحورا ً حول هدف الحسين عليه السلام ،
ايضا دراسة الفجوات الإجتماعية و النقص المعرفي و النقص العاطفي في المجتمع و تسعى الجنة لسده و إكماله تتحرك بناء على رؤية ،
- عقد ورش قبل الموسم و في اثناء الموسم ايضا مطلوب لتقييم و تصحيح تفادي لمناقشة النقوصات في المجتمع و في الطرح نفسه و إكماله .
- الجلوس مع الخطيب و مناقشته لعرض الموضوعات التي تساهم في بناء المجتمع و تربية و سد الخلل في المجتمع ، ها من مسؤوليات اللجنة الأعلامية لانها تشخص النقص و تبرمج العطاء كله في هذا الطريق تبليغ و سد النقص في المجتمع ، و تنظر للعطاء الحسيني في المأتم و في الموسم هل هو بالمستوى المطلوب ام فيه خلل تكمل و تسد هذا النقص .
- الإتفاق مع الخطب كشيء عملي و الرواديد على إختيار بعض المواضيع ، اللجنة الإعلامية يجب ان تكون متصلة في هذا ليس فقط تصور و تنشر بل في الإختيار ايضا و مع الخطيب تتفق مع الخطيب مثلا تقول عندنا ظاهرة نحتاج الى كلمه و توصي الخطيب ان يركز عليها و ان لا تزيد عن دقيقتين لأنه كثير من الناس إذا دخل الأنترنت و رآى محاضرة ساعه لا يستمع اليها و إذا إستمع يستمع من الاول شيء و الوسط شيء و الاخر شيء و تفوت المحاضرة كلها و لا يستفيد اما إذا كان هناك برمجة و اختيار ان يلخص الخطيب الفكرة في دقيقتين ، تلخيص نفس المحاضرات يمكن تلخيص كثير من اهداف المحاضرة مقطعه مع ادخال بعض المؤثرات تكون مفيدة لا تزيد عن خمس دقائق يمكن ان يقبل الناس على استماعها ، ان يكون هناك تخطيط استراتيجي بعد النظر للنقص و سده .
- التلبيغ النسائي الذي يغفل كثيرا ً ، كما نقول لجان اعلامية بالنسبة للرجال نقول ايضا للنساء ، هل توجد لجان نسائية و لها دور بمستوى العدد الذي نراه في المآتم ، ما هو التبليغ و الترويج لأهداف الإمام الحسين و اطروحة الحسين عليه السلام من طرف النساء غير الخطيب ؟ اللجنة الاعلامية يجب ان يكون لها ثقل في هذا المجال و ان تفعل ، و ان تفعل لجان نسائية ايضا تخدم في هذا المجال حتى يكون التقديم تقديما ً يتناسب مع الكم مع العدد وا لثقل ، اما ان يقتصر على جانب ٍ واحد فقط او على تصوير فهذا فيه خلل ، .
ثالثا ً : الحكمة و التلبيغ الحسيني ،
التبليغ الحسيني هو دعوة للدين و له ضوابط وشروط .
- ان نفهم المبادئ التي يحملها الحسين عليه السلام و يدعو لها .
- ان نفهم ان الدعوة للدين من غير إكراه ولا تشنج ، أنت تدعو تتصدى للمأتم لمؤسسة يجب ان تكون هادئا ً ، ليس فيه تشنج و ليس فيه تنافس منفر ، تنافس للخير صح و لكن ليس للأنا ، و لا تجبر احد ان يأخذ رأيك إدعو و لكن لا إكراه في الدين .
- أوضح سمة للدعوة للحسين عليه السلام و الموعظة هي الموعظة الحسنة ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ان يكون هذا في اللجان الإعلامية مقياس دعوة جميلة دعوة محببة غير منفرة ليس فيها تحيز ليس فيها تشنج ، دعوة محبوبة مقبولة تحتوي الاخرين و لا نفرهم .
- لا تتصرف في خصوصيات الناس ومنازلهم من غير رضاهم ، اللجنة الإعلامية تضع بنرات تضع اعلانات لابد ان تراعي الاخرين و رضاهم ، تُحبب الناس ، إذا كان الناس يرفضون ليس لك حق و لكن رغبهم ليقبلوا بهذا الأمر ، لا تغلق الطرقات امام بيوت الناس هذا يشمل اللجنة الإعلامية و غيرها ، رأينا مثلا ً في يخرج شخص من بيته و يرى سيارته اغلقت على سيارته الممر يتحير من اين يأتي بصاحب وهو مثلا يريد ان يذهب للعمل ، اللجنة الإعلامية تطرح الثقافة الصحيحة في التعامل مع هذه الأمور .