8/12/2013
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (1)
- السلام من أهم الآداب التي تفرد بها ، واضح بأن المسلم إذا إلتقى بمسلم آخر عادة يبتدأه بالسلام و هذا تعليم ٌ من الإسلام أن يقوم المسلم بهذه التحية لما لها من الأهمية الفائقة فالاسلام ركز عليها و علم أتباعه ان يحيوا بعضهم يعض بهذه التحية .
- بالسلام يسموا المسلم ، فإذا سلم على غيره جعل في نفسه أمرا ً يقربه من الله سبحانه و تعالى لأن طاعة لأمر الله و لأنه يرفع الحقد من نفس المسلم ولانه يجعل المسلم متواضعا ً و هذه أمور تصفي روح المسلم و تقربه من العلو و السمو بذاته .
- ورد السلام بلفظه او بمعناه في القران في اكثر من خمسين موضع بمعنى ان القران ركز على هذه المعاني على معنى السلام وان يكون منتشرا ً بين الناس و يواضب المسلمون عليه لما له من أهمية بين المسلمين .
- ورد ايضا في الحديث ربما اكثر من ثلاث مائة حديث كلها تتحدث عن السلام و إفشاء السلام بين المسلمين .
- السلام من أسماء الله تعالى يقول تعالى هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ فهي من أسماء الله فهي من أسماء الله جل شأنه و هو أسم ٌ لله لما له من الفضل لان أسماء الله هي التي تبين نزاهة ذاته و تنزهه كما يأتي .
- النبي صل الله عليه و اله داعية السلام قال تعالى قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ فالنبي بالقرآن يدعو الناس للسلام و المحبة و الالفة و إبعادهم عن الشر .
اولا ، معنى السلام ، السلام لغة ً هو التحية و ايضا البراءة من العيب و الامن من الشر و العافية من النقص و المرض بمعنى ان يكون شاملا لكل خير مبعد ٌ لكل شر لذلك صار وصفا ً من اوصاف الله او إسما ً من اسماء الله السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ لان الله سبحانه و تعالى مبرأ من كل نقص و لا يجور و لا يعتدي و ليس فيه شر و إنما هو الخير المطلق و الكمال المطلق فالسلام في هذا المجال .
ثانيا ً ، الأمر بالبدئ بالسلام في الاسلام ، الاسلام يأمر ان نبدأ بالسلام دائما
- يقول تعالى فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون لعلكم تعقلون وتلتفتون لاهمية هذا الامر حتى لو دخلت بيتا ً و ليس فيه احد ان تسلم تقول السلام عليك يا رسول الله السلم على عباد الله الصالحين السلام علينا و على عباد الله الصالحين ، السلام مأمور ٌ به في جميع الأحوال لما له من الأهمية الفائقة .
- السلام قبل الكلام ، يقول تعالى ذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ابتدأ اولا ً بالسلام ثم يأتي بالكلام و الاحدايث ايضا في ذلك كثيرة أن النبي صل الله عليه واله نهى عن الكلام قبل السلام بل في مضمون الحديث يقول إذا جاء شخص و تكلم قل له سلم أولا ً و بعضها عن الإمام الحسين عليه السلام و الأئمة عليهم السلام انه لو كان شخص جالس و جاءه آخرون و مروا به فلا يقول لهم تفضلوا إلا بعد ان يسلموا .
- يقول رسول الله صل الله عله واله خمس ٌ لا أدعهن حتى الممات الأكل على الحضيض مع العبيد و ركوبي الحمار موكفا ً و حلبي العنز بيدي و لبس الصوف و التسليم على الصبيان لتكون سنة ً من بعدي ، النبي صل الله عليه و اله يبين بتواضعه يجلس على الارض من غير كرسي و يركب الحمار و يردف معه و يسلم حتى على الصغار لا انه يسلم على أصحاب الشأن و الذي ليس بذلك المقام يتركه .
- قال رسول الله صل الله عليه واله أولى الناس بالله و رسوله من بدأ بالسلام ، يعني أقرب الناس الذي له شأن و منزلة و عناية عند الله سبحانه و تعالى هو الذي يبدأ غيره بالسلام .
- أطوعكم لله الذي يبدأ صاحبه بالسلام ، يعني هذا أكثر طاعة ان يبدأ بالسلام لذلك يجب ان تكون سنة عملية قائمة ان يسلم و يبدأ بالسلام ، نشر السلام بين المسلمين أمر ٌ مهم .
- و في الحديث البادئ بالسلام بريئ ٌ من الكبر ، الذي يبدأ بالسلام هذا انسان غير متكبر بعض الناس يعيش حالة تكبر إذا مر على شخص ينظر يسلم عليه او لا إذا سلموا رد لسلم إذا لم يسلموا لم يعتني ، فالذي يبدأ بالسلام هو المبرأ من الكبر .
- قال الإمام الحسين عليه السلام للسلام سبعون حسنة تسع و ستون للمبتدأ و و احدة للراد ، الرد واجب و الإبتداء مستحب و له هذا الثواب .
- و في الحديث بين المسلم و المجيب مائة حسنة تسع ٌ و تسعون منها لمن يسلم و حسنة ٌ لمن يجيب ، فلا بترك الشخص السلام بل يسلم و يحصل على هذا الثواب و يكون اولى عند الله و عند رسوله .
- في حديث ٍ نبوي إذا لقي الرجل المسلم أخاه فسلم عليه و صافحه لم ينزع احدهما احد يده عن صاحبه حتى يغفر لهما ، لمجر ان يصافح صاحبه تتحات الذنوب و يغفر لهما قبل ان كلا ً منهما يده عن الاخر .
- و في حديث ٍ نبوي إذا سلم المؤمن على أخيه المؤمن فيبكي إبليس و يقول يا ويلتاه لم يفترقى حتى يُغفر لهما ، إبليس يخاف ان يُغفر للناس لانه يريد ان يوصل الناس الى جهنم و السلام هو طريق للمغفرة .
- عن الباقر عليه السلام قال قال رسول الله صل الله علي واله إذا تلاقيتم فتلاقوا بالتسليم و التصافح و إذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار ، المفروض ان يكون كذلك إذا التقى المؤمن مع المؤمن يصافحه يسلم عليه و إذا جلسا و تحدثا أردا ان يتفرقا يستغفرا و يتفرقا ، هناك أحديث لم اذكرها مضمونها أنه لو سلم شخص على شخص لمجرد ان يفترقا ولو بره قليله بعض الاحاديث تقول لو كانا يمشيان و مرا على نخله و أحدهما و احدهما من جهةو الاخر من الجهة الاخرى يسلمان على بعض و يتصافحا دائما ليكون دأب المؤمنين التصافح و التسامح لانه يطهر النفس و الروح ، يقول الاخوان ان هناك اناس يمرون على بعض و لا كأنه مر على اخيه المسلم يمر عليه ولا يسلم و اكثر شيء ان يرحب بيده او هذا يسلم بترحيب و الاخر يصعب عليه ان يرد السلام تاما ً
ثالثا ً : إفشاء السلام و أهميته ،
- عن النبي صل الله عليه واله قال ألا أخبركم بخير أخلاق أهل الدنيا و الآخرة قالوا بلى يا رسول الله صل الله عليه و اله فقال إفشاء السلام في العالم ، إفشاء السلام بين الناس هذا من أفضل الأخلاق اخلاق الدنيا و الاخرة .
- قال الإمام الباقر عليه السلام إن الله عز وجل يحب إفشاء السلام .
- قال الإمام الباقر عليه السلام إن الله يُحب إطعام الطعام و إفشاء السلام ، المقصود بالاطعام ليس للفقراء فقط و إنكان إعطاء الفقراء له شأن و له أهمية و صدقة و لكن حتى لغير الفقراء إطعام الطعام بصورة عامة هو أمر مطلوب و إفشاء السلام .
- قال رسول الله صل الله عليه واله و الذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا و لا تأمنوا حتى تحابوا ألا ادلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ، البعض يقول أسلم على شخص و لا يرد السلام نقول سلم بينك وبينه تحسس سلم مع الوقت شيء فشيء يزول من قلبه ما فيه عليك إذا كان يحمل في قلبه شيء عليك فهذا الشيء ينتهي لكن إذا إستمريت بالسلام عليه و هذا حديث النبي صل الله عليه واله واضح .
- في الحديث يا أنس أسبغ الوضوع تمر على الصراط مر السحاب أفشي السلام يكثر خير ُ بيتك اكثر من صدقة السر فإنها تطفئ غضب الرب عز و جل .
- عن النبي صل الله عليه واله يقول لعلي عليه السلام ثلاث كفارات إفشاء السلام و إطعام الطعامو الصلاة في الليل والناس نيام هذه كفارات بمعنى انها تكفر الذنوب .
رابعا ً : الامر بتصديق المسَلّم ،
الاسلام أمرنا بتصديق المسلّم لا نقول سلم و هو ليس مسلّم ليس مسلم يقول تعالى وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ،
هناك مضمون حديث يقول شخص ٌ يمر فلا يسلم على شخص فيسأله أحد الائمة عليهم السلام لم لا تسلم عليه فيتكلم عليه فالامام يقول له أنت لا تراه أهلا للسلام و الله سبحانه و تعالى يراه اهلا للتوحيد الله اعتبره مؤمن و انت تستكثر عليه ان تسلم عليه .
خامسا ً : أهمية التحية و الأمر بها ،
- يقول تعالى إِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا شخص سلم تسلم عليه سلم بترحيب ببهجة بلطف سلم عليه كذلك لا يكون السلام من اطراف الأنف يكون السلام محترم زد عليه في الإحترام بقدر ما تقدم من تحية و تبجيل و إحترام تزده في ذلك لا يكون أقل .
- عن أمير المؤمنين عليه السلام قال إذا حييت بتحية ٍ فحيي بأحسن منها و إذا أسديت إليك يد ٌ فكافئها بما يربا عليها و الفضل مع ذلك للمبتدأ يعني حتى لو أكثرت من الإحترام و التحية و قدمت المبتدأ هو الافضل عليك .
- عن أبي عبد الله قال قال رسول الله صل الله عليه واله السلام تطوع و الرد فريضة إذا سلم عليك أحد يجب الرد و هذه فريضة لا تقل أختلف معه مجرد ان يكون مسلم فالرد واجب و فريضة ٌ .
الهوامش ،
- سورة النساء الاية 68