تعليم الديني
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
حديثنا حول التعليم الديني وأهميته وهو أيضا مواصلة للحديث حول التعليم الديني سابقا و هو من باب الذكرى نحن نعيش عصر الانفتاح المرسوم والمخطط والممنهج والغزو الثقافي الممنهج الكبير الذي رسم أن يغير ايديولوجية الناس و ثقافة الناس ودين الناس و عقائد الناس بحسب ما يهواه المستكبر بحسب ما يراه ويهواه المستعمر لذلك نحن كمجتمع ديني و كمجتمع مؤمن نعلم باننا مستهدفون و بان ابنائنا مستهدفون جيلا بعد جيل لتغيير هويتهم و لتغيير ثقافتهم لتغيير عقائدهم و من يا نفسه مستهدفا و نقطة رمي لاعدائه يجب عليه ان يكون يحمل المسؤولية بقدر المسؤولية في حفاظ على نفسه وكيانه ووجوده وثقافته وعقيدته لذلك نتحدث بصورت التذكير فقط في هذا المجال.
اولا اهمية التعليم الديني؛
1. واجب على المجتمع بصورة عامه ان يتحسس الخسارة في ما لو انحرف الاولاد العاقل هو الذي يريد ان ياخذ ابنائه معه الى الجنه و يشعر بالخساره فيما لو كانت عقيدة ولده مخالفة لعقيدته كم يتعلم الشخص عندما يرى مثلا نفسه يصلي جميع الفرائض ويصوم و يلتزم بامور الدين و يرى ولده بعد ذلك يستهزئ بعقيدة ابيه وما يراه من ابيه انه يشعر بالحسره يشعر بالالم لانه لم يرى ولده مستقيما في تلك العقيده التي يتبناها هو في هذه الدنيا كيف به لو يراه يوم القيامه و هو منحرف يؤخذ الى النار و الى العذاب ثم يرى نفسه انه هو السبب في ذلك ثم يرى ولده يطالبه ويقول له لولا انتم لكنا مؤمنين انت السبب في عدم اعطائنا العلم النافع انت السبب في عدم توجيهنا يوم يفر المرء من ابيه وامه واخيه وصاحبته وبنيه هناك كل يطلب حقه و المنحرف لا يعنيه النسب و من وصل الى جهنم لا يعنيه النسب وانما يريد ان ينجو بنفسه كيف ما كان فيطلب من ابيه و يطلب عقوبة لابيه ويطلب جعل ما وصل اليه من وزر و انحراف على ابيه و امه لانه يرى نفسه خاسر و ان سبب هذه الخساره هو الاب وهو الام و هو المحيط الذي عاش فيه اذَن واجب على الانسان الواعي في المجتمع وعلى المجتمع بصوره عامه ان يتحسس ان يعي هذه المساله و اهميتها لانه الاب يكن مسؤول يوم القيامه و يفقد مروئته في الدنيا ايضا المجتمع ايضا يوم القيامه يكون مسؤول عندما يكون هناك انحراف في المجتمع وعدم الستقامه في المجتمع يوم القيامه يسأل الانسان هل عملت بتكليفك هل كنت تامر بالمعروف و تنهى عن المنكر هل هذا القصور في المجتمع والانحراف والخروج وتبدل بعض الامور في عقائد الناس لسيء والاسوء الم تكن قادرا على صون المجتمع و على تثقيف المجتمع و على حفظ المجتمع و على المساهمه في ذلك فمن كان يستطيع الشيء اليسير وجب عليه و يوم القيامه يحاسب على قدر تقصيره و قدر ما كان يمكنه ان يعمل.
2. التعليم الديني من أخلص الأعمال. عندما ندعو للتعليم فلا ندعوا لشيء سيئ او لشيء تراث او لشيء شكلي وإنما ندعوا لاقدس عمل يمكن أن يعرفه الانسان اقدس الأعمال التعليم والتربيه الدينيه لماذا؟ لأنه يربطك بالقدس، يربط الإنسان بالله سبحانه وتعالى الذي هو الأقدس من كل شيء يربطك بالخالق الحق الذي صنعك فسواك والذي أعطاك وهداك و الذي يتكفل بك والذي خلق الدنيا لك والاخره فعندما ترتبط بالله ارتباطا حقيقيا ارتباطا صحيحا إنما يكون بالتثقيف والتربية والتعليم اذَن التعليم المقدس لأنه يربطك بالمقدس يربطك بالاقدس. التعليم الدين من أقدس الاعمال لانه يجعلك تضبط برامج حياتك بينك وبين الناس بينك وبين كل شيء بعد ان يضبط ويرتب برامج الحياه لك و بينك و بين الله سبحانه وتعالى ويضبط كل شيء في علاقتك بالمجتمع باخوانك بوالدتك بابيك بامك بجيرانك بكل ما تتعامل به من بشر أو حيوان أو حجر أو شجر او بحر او بر او ارض أو سماء كل ذلك يجعله مضبوطا بالطريقة الصحيحة بايديولوجية صحيحة مبنية على رؤية كونية شاملة للدنيا و للآخرة و ما تؤول اليه اذن هو من أقدس الأمور لأنه يجعلك في وعي يشمل الحياة الدنيا والاخره ايضا. اي تخصص واي مجال يعمل فيه الإنسان من غير أن يكون متعلما متفقها في دينه يقع في المحذور إذن قدسية التعليم لأنه يجعلك في ضمانه عن سقوط عن الانحراف عن أي لون من الألوان السقوط لانك ضبط كل شيء بينك وبين الله بينك وبين الناس بينك وبين المحيط وبين كل شيء لبرنامج رسمه الله سبحانه وتعالى.
3. التعليم الديني عمل مقدس لانه يصنع الانسان يصنع الايمان في الانسان و هو من اهم الاعمال صحيح انه يصنع ثقافه ومعرفه دينية إلا أنه يصنعوا اضافه اليها وهذا ما نكرره دائما انه يصنع إضافة للمعرفة الدينية يصنع إيمانا لأنه يربط الإنسان فكرا ويربطه روحا فيصنعه من الجانب المعرفي الفكري ويربطه و يصنعه من الجانب الروحي فهو من أقدس الأمور لهذا.
ثانيا الإخلاص في العمل؛
قيمة العمل وثوابه بقدر الإخلاص، إخلاص المبلغ اخلاص المتلقي اخلاص المجتمع كل شخص بقدر ما يحمل من توجه لله سبحانه وتعالى ومن ربط أعماله بالله يكون عمله بقدر ذلك كم انت مرتبط بالله؟ يكون عملك مقدس حتى لو كان العمل يسيرا ولكنك نويت انه لله و أخلصت فيه لله فانك تنال بذلك الرفعه وتنال بذلك الحظو وتنال بذلك القرب من الله سبحانه وتعالى.
ثالثا تحديد أهداف العمل؛
1. العمل و التعليم بعد رسم خطة عمل مرتبه ومنظمه ومنهج منتج و واعي و شامل يجب أن يكون من يعمل في التعليم الديني والسلك التعليم الديني أن يمشي على برنامج ومنهج واضح لا انه مثلا اليوم في هذا الكتاب واليوم في هذا متنقل لا يدري ماذا يعتمد خطة عمل مرتبه و المبرمجة ماذا تصنع هذه الخطة العمل يجب أن تكون البرامج التعليمية خلاقة بناء تصنع الانسان، تصنعه ايمانيا تصنعه تربويا تصنعه روحيا تصنعه اخلاقيا فقهيا فيكون في جميع الجوانب انسانا متدينا صالحا اذن التعليم الديني يجب أن يكون غير اشواعي أن يكون مبرمجا برمجة صحيحة تستهدف الجوانب في الإنسان تستهدف جانب الروح و جانب الفكر وجانب الأخلاق و جانب الروح والإيمان فتجعل الانسان مرتبطا بالله لا يخشى إلا الله فقط هدفه الله، هدفه طاعة الله لا يخشى غير الله لا يقصد غير الله يقوى ايماننا في الارتباط بالله سبحانه وتعالى فيكون حاملا للمعرفة وقلبه مفعم بالايمان. و يستهدف جانب السلوك و جانب الأخلاق في التعامل مع الآخرين في تعامل مع كل شيء. أخلاق، إيثار، صلاح، محبة خلق رفيع هذا ما يريده الإسلام يستهدف جانب الأفعال بصورة عامة مع كل شيء أن تكون أفعاله مع كل شيء مرسومه برسم الفقه برسم معرفه الفقهية فهذا حرام لا يقترب منه هذا فيه شبهة يبتعد عنه هذا واجب لا يتهاون في الإتيان به تكون أعماله مرسومة بطابع الحق بطابع الديني رسما صحيحا و يجب ان تكون برامج التعليم مبلغة مثقفة عقائديا و تزرع العقيدة الحقة و تحصن من الانحراف الذي قد يقع فيه . الان ابنائنا يدرسون ، يدرس الابتدائي والإعدادي والثانوي وإذا هو ينتقل الى بلد اخر انفتاح كبير و ترويج للأفكار المنحرفة و الانحرافات عن الدين ومحاربة الدين وإنكار العقائد فإن لم يكن الولد في مراحله قد حصن نفسه وحصنه ابوه وحصنه المجتمع فإنه قد يسقط وقد ينحرف وقد يأتي مستهزئ بعقائده و يأخذ إشكالات ليست لها قيمة يكبرها و يعظمها في نفسه فتدعوه للانحراف اذن يجب ان تكون برامج التعليم الديني تبني الإنسان عقائديا و تحصنوا عقائديا ايضا.
2. تطوير أساليب العمل بما يتناسب مع الظروف الحالية لتوصيل رسالة التعليم الديني قد انقطع التعليم الديني من بدء الجائحة الكرونا الى يومنا هذا فصارت فجوة واضحه و ابتعاد واضح فان كان في البيت ايضا هناك فجوة وإن كان الأب في البيت لا يثقب ولا يعلم و لا يدرس و الولد لايحضر المسجد و لا يحضر مأتم ولا يحضر مجالس فيها ذكر وفيها حق وفيها تربية وفيها فكر وفيها اخلاق هنا فجوة وقعت في نفوس الأولاد والولد ينمو و ينتقل من مرحله الى مرحله سريع الذي لم يكن وصلت سن البلوغ في العام الماضي وصلت في هذه الأشهر بلغ اذ ان كان بعيدا عن التثقيف والمعرفة الدينية فإن هناك خطر عليه و يجب أن يكون التعليم الديني متضامن مع مراحل الاولاد من أول من الصغر مستمرا معهم ولا ينقطع ويتجاوز مراحل البلوغ وغيرها و يكونون شبابا مؤمنين عاملين في المجتمع لذلك يجب أن يلتفت المجتمع ويلتفت القائمون على التعليم أنه لابد من ابتكار الأساليب التي تتناسب مع الظروف لا نقصر هذه الظروف حكمتنا ظروف الجائحة وهذا الوباء حكم على الناس بالابتعاد فهل يمكن ان نواصل التعليم الديني والتثقيف والتربية الدينية عن بعد، إذا كان يمكن يجب ان ندعمه يجب ان نستمر فيه ونعطي قدر ما نستطيع.
رابعا واخيرا أولياء الأمور؛
يجب أن ينظر أولياء الأمور لواجبهم في تربية أولادهم وأن أي تقصير من قبلهم يكون في أعناقهم يوم القيامة ؛ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
يجب عليك أن تقي نفسك من النار وان تقي اولادك من النار و أن تلتفت ان اي تقصير في تربية اولادك يجرهم و يجرك معهم الى النار. فيتو الانقطاع عن التعليم الديني والتربيه الدينيه خطيرة على مستقبل الأولاد دنيا و دينيا و روحيا و دنيا و آخره . يجب على من يرى في نفسه نقص المجتمع كل يعلم بنفسه من يرى في نفسه نقص و عدم قدرة كافي في تربية وتعليم الأولاد، دينيا ان يربط أولاده بالتعليم الديني أنت ترى في نفسك في بيتك هل تقوم بينك وبين الله بينك وبين نفسك هل تقوم بواجبك في تربية الأولاد دينيا بالمستوى المطلوب الصحيح؟ فإن كان الجواب أنه لا انك مقصر أو أنك قاصر أو أنك غير قادر يجب عليك أن تدفع الأولاد للتعليم الديني وتحصيل المعرفة الدينية، أرسلهم اربطهم ولو عن بعد بالتعليم الديني بحيث ان يكون هناك تعليم وتثقيف و ربط روحي بالجانب الديني.
انوجه أيضا كلامنا للنساء؛ لا تغفلن عن تعليم البنات و ربطهن بالتعليم الديني البنات يحكمهن الشعور الاحساسي و ما يطرح من دعايه هنا أو هناك فلا تغفلن البنت تكون مراهقة تتأثر بالمظاهر والدعايات وغير ذلك. مسؤولية الأمهات مسؤولية الواعيات في المجتمع والقدرات في المجتمع أن يبرمجن ما بيه يحفظنا البنات من الصغر الى المراهقة إلى ما بعدها الى الزواج ان يكون العمل مستمرا كما هو في جانب الذكور والشباب ان يكون هناك تثقيف وتربية وتعليم للبنات لا يقصر عن تعليم الذكور وتعليم الشباب ويجب بصورة عامة دعم وتشجيع القائمين على التعليم الديني في جميع الجوانب؛ احرص ان لا يكون لك اي انتقاد مهدف أي توجيه للنقل من غير هدف عندما ترى مثلا نقصا في التعليم الديني ولكنك تتحدث بينك وبين اصدقائك بينك وبين الناس القائمون على التعليم الديني فيه نقص نفس كذا كذا. اسأل نفسك ما هو الهدف؟ هذا انتقاد هل هدفك منه البناء؟ فإن كان الجواب منه نعم إنما ذكرت هذه الملاحظة من اجل التصحيح والبناء نقول هل هذا محلها ؟ كان محلها فجيد لم يكن محلها لا تتحدث بما يحبط و يثبط عزائم القائمين على التعليم ادعمهم وأيدهم وسددهم وان كان لك هناك توجيه أو انتقاد اذهب به للمحل المناسب التق به مباشره وجه مباشرة ادعمهم بكل ما تستطيع و اجعلهم يشعرون بهذه المعزه في تعليمهم افتخر بهم أنهم يعلمون أبنائك و اجيالك والمجتمع يتبرعون باوقاتهم من أجل صلاح ابناء فصلاح المجتمع إذن يجب على المجتمع بصورة عامة جميع أفراد المجتمع الكل يدعم التعليم الديني والكل يربط الاولاد والشباب بالتعليم الديني والرجال والنساء كل مسئول بحسبه أن يدعم ويؤيد التعليم الديني و إذا وجدت ملاحظة يقدمها في محلها المنتج لا يقدمها في محل يكون مثبطا محبطا هداما علينا ان نحمي انفسنا و ابنائنا ونحن نحتاج في هذه الاونه تتكاتف ايضا لحفظ مستقبل ابنائنا من ما يتعرض له من غزو ثقافي ممنهج من أجل تدمير عقائد الناس و اخلاق ومعرفه الناس.
والحمد لله رب العالمين.