c ظاهرة التكفير( 1 )

ظاهرة التكفير( 1 )

ظاهرة التكفير(1) – حديث الجمعة – 18/01/2013

بسم الله الرحمن الرحيم ،

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :

بسم الله الرحمن الرحيم

}(( يا أيّها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبيّنوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عرض الحياة الدنيا …))

صدق الله العلي العظيم.

مقدمة: إنتشرت ظاهرة التكفير ( هذه الآونة)  في المجتمعات وللأسف مما يعود على المجتمع بالسوء، يعود على المجتمع نفسه بالسوء ويعود أيضا على سمعته بالتشويه وتنفير الناس من الإسلام .

إذا كان المجتمع الإسلامي يتعامل فيما بينه , بتكفير بعضه البعض فلا شك أنه يكون في نظر الآخرين أكثر تنفيراً ، إذا كان  من ينتمي إلى  نفس الإسلام يكفر المسلمين , فنظرة الآخر إليه  وإلى الإسلام أيضا تكون أشد ، يكون فيها تنفير من الإسلام ومن مبادئه.

 حديثنا سيكون في هذا الموضوع:

اولا:لايمكن أن يلج باب التكفير  متسرعا من عنده ذرة  من ورع ودين ، الشخص الذي يحمل بينه وبين الله تدين وصدق لا يمكن أن يكفر الآخرين ، لأن التكفير ليس أمرا هينا , أن تخرج شخصا من الدين وتفترضه كافراً ويستحق القتل وهكذا ، فالشخص المؤمن لا يكفر الآخرين وهم يشهدون الشهادتين.

ثانيا:الآية وسبب النزول :

 1ـ عن ابن عباس قال : لحق المسلمون رجلا في غنيمة له فقال الرجل السلام عليكم فقتلوه وأخذوا غنيمته ، فنزلت هذه الآية (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا )  روي هذا الحديث في كتاب البخاري وغيره .

شخص قال عندما وصلوا إليه لم يكن مسلم ولكنه لما بلغوه قال سلا م عليكم ، قتلوه فنزلت هذه الآية .

2ـ أخرج جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا ، قال : ( حرم الله على المؤمنين أن يقولوا لمن يشهد أن لا إله إلا الله لست مؤمنا ، يحرم عليهم كما حرم عليهم الميتة فهو آمن على ماله ودمه فلا تردوا عليه قوله )

 لمجرد أن يقول لا إله إلا الله ، محمد رسول الله (ص) فهو مؤمن تتعاملون معه على الإيمان .

ثالثا:رواية الرسول في التكفير ماذا قال الرسول (ص) في هذا الموضوع ؟

1-                       قال النبي(ص) : (لاتكفروا أهل ملتكم وإن عملوا الكبائر )، شخص يرتكب الكبائر والمعاصي لكن لا تقول عنه كافر .

2-                       قال رسول الله (ص) : ( لا تكفروا أحدا من أهل القبلة بذنب وإن عملوا الكبائر ) . كالحديث السابق ، عمل الكبائر له حكمه ، لكن ليس حكمه أن يكفر ، فلا يحق لأحد أن يكفر شخص وهو يشهد أن لا إله إلا الله .

3-                       وقال (ص) : ( بني الإسلام على ثلاث ، إلى أن قال أهل لا إله إلا الله لا تكفروهم بذنب ، ولا تشهدوا عليهم بشرك )، لا تنسب لهم الكفر ولا الشرك .

 عمل شيىء من المعاصي لا تقول هذا مشرك ، إرتكب ذنب لا تقل هذا كافر ، إذا اختلف معك في شيىء من تفاصيل العقيدة مثلا أو في الفتاوى لا تقول هو كافر، هذا غير صحيح ، فالإسلام يرفض هذا الفعل .

4-                       وقال النبي (ص) : (أيما رجل مسلم كفر رجلا مسلما فإن كان كافرا وإلا  كان هو الكافر )

 الذي يكفر  بنص هذا الحديث يكون هو الكافر ، إذا كان في الواقع ذلك غير كافر ، ذلك الشخص ليس كافرا لأنه يشهد الشهادتين وهذا يكفروه فيكون هذا هو الكافر ، الذي يكفر الحديث يقول هو الكافر .

5-                       وقال النبي (ص) : ( إذا قال الرجل لأخيه يا كافر ) فهو كقتله ، كأنه قتله , تقول شخص كافر كأنك قتلته ، والله سبحانه وتعالى يقول :}  ومن قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا { ، بهذا القول ، تلفظ وقال كافر .

6-                       وقال النبي (ص) : ( كفوا عن أهل لا إله إلا الله ، لا تكفرونهم بذنبهم ، فمن كفر أهل لا إله إلا الله ، فهو إلى الكفر أقرب ) هو إلى الكفر أقرب.

إذاً التكفير في أحاديث النبي (ص) والآية التي افتتحنا بها منهي عنه بشتى الوسائل والصور ، لا يمكن أن يقبل من شخص أن يصف شخصاً بأنه كافر وهو يشهد الشهادتين . لماذا يكفر المسلمون بعضهم البعض؟!

في الوقت الذي يشهد الطرف الآخر بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .

7-                        أرسل الرسول (ص) سرية لتأديب أهل فدك –أنظر لهذا التعبير- وماذا كان موقف النبي (ص) ، وعندما سمع أهل فدك بقدوم هذه السرية هربوا إلا رجل إسمه (مرداس إبن ناهيك) الذي سمعهم يهللون ويكبرون فنزل من ذلك الجبل وهو يكبر مع المسلمين ويقول ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ، فقابله أسامة ابن زيد بسيفه وقتله ، شخص مع المشركين ، عندما هربوا لم يهرب معهم ، إنما جاء للمسلمين وقال لا إله إلا الله محمد رسول الله ، أسامة ابن زيد قتله بسيفه ، وبعد رجوعه إلى الرسول (ص) وجده قد علم بذلك ، النبي وصله الخبر ، وحزن حزنا شديدا وهو يقول : قتلوه قتلهم الله ، النبي يقول ذلك ، لماذا ؟ هو مع المشركين ، لكنه تلفظ بالشهادتين ، النبي يقول قتلوه قتلهم الله ، وأسامة يقول للرسول (ص) : إستغفر لي يا رسول الله ، قتله والآن يطلب المغفرة ، فرد عليه (ص) بقوله : قتلت رجلا يقول لا إله إلا الله ، كيف إذا خاصمك يوم القيامة بلا إله إلا الله ؟ ماذا تجيب؟ شخص يقول لا إله إلا الله وقتلته ، فقال أسامة يا رسول الله إنما تعوذ من القتل ، يعني هو غير صادق ، هنا وصل إلى السيف ، إما أن يقتل أو يشهد فشهد الشهادتين ليتعوذ ويتخلص من القتل ، فقال (ص) : هلا شققت عن قلبه لتعلم أقالها خوفا أم لا ، هل وصلت إلى قلبه لتعلم أنه صادق أم أنه غير صادق .

 إذاً التعامل مع من يقول لا إله إلا الله  يجب أن يكون بعنوانه مسلم ، لا تقول خوفا ، لا تقول نفاقا ، لا تقول تقية ، ولا تقل شيىء ، لمجرد أنه يقول لا إله إلا الله هو مسلم ، إذا قال لا إله إلا الله محمد رسول الله فهو مسلم ، ويجب أن يتعامل معه على هذا الأساس.

8-                       وحدث ذلك أيضا مع خالد ابن الوليد ، فقد كان يبارزه رجل بسيفه ، ولما تمكن منه خالد ، قال الرجل لا إله إلا الله محمد رسول الله ولكن خالد قتله ، هذه لحظات صراع ، فعندما سقط ذلك الرجل ، قتله خالد وهو يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فغضب النبي (ص) غضبا شديدا ، قال خالد يا رسول الله قالها لينقذ روحه ولو تمكن مني لقتلني، نحن في حرب ، فقتلته، فقال (ص) :هلا شققت عن قلبه ، إذاً النبي(ص) لا يقبل أن نحكم على باطن الناس ، ليس لك أن تحكم على قلب أحد أنا لا أعلم ما في قلبك ، وأنت لا تعلم ما في قلبي ، ليس لي أن أتهمك وأقول أنت كافر أو تتهمني ، تتعامل مع ظاهر الناس فقط، القلب يعلمه الله وحكم القلب مع الله ، وأفعال القلب يعلمها الله ، هو الذي يحاسب عليها ، وليس للناس أن يحاسبوا قلوب الناس، لماذا نتدخل في نيات الناس؟ ونحلل نوايا الناس، لا يحق لنا ذلك ، لماذا ؟!

علينا أن نحمل الناس على الظاهر ونية الخير , الإسلام أمرنا بذلك ، أمرنا أن نتعامل مع الجميع بنية الخير ولا نقول في نيته كذا ، قالها وهو يبطن كذا ، ليس لنا طريق إلى نيته وإلى قلبه .

الاصل في أفعال الناس الظاهر ، الذي يكشف هذا الظاهر يكشف عن الباطن ، بمعنى آخر الظاهر هو طريق للباطن ، نتعامل معه ونقول ظاهره كباطنه ، ربما باطنه مختلف لكن باطنه عند الله , أمره مع الله سبحانه وتعالى ، وليس لنا , وإنما  نحكم على باطنه من ظاهره ، ونقول ظاهره حسن إذاً باطنه حسن أيضا ، هكذا هو المطلوب .

رابعا:أسباب انتشار ظاهرة التكفير، ما هي الأسباب التي جعلت ظاهرة التكفير منتشرة ؟

1-                       الغلو في الدين : بعض الأشخاص يرى نفسه أنه الأمين على دين الله وأن الدين من غيره لا يقوم وأنه الأحرص على حفظ الدين ، من غيره بل حتى من النبي (ص) والأحرص حتى من الله سبحانه وتعالى ، أليست الآية تقول (ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلام لست مؤمنا ) هذه آية قرآنية ، فلماذا نجعل أنفسنا أوصياء على الناس وإذا قال سلام وقال مسلم و أسلم نقول له أنت لست مسلم .

 أذاً من أهم الأسباب الغلو في الدين ، التطرف في الدين ، كأنه هو فقط المسلم وغيره كافر وهو الولي وهو الحافظ للدين ، والذي يحكم على ظواهر الناس وبواطن الناس وأفعال الناس.

2-                       الجهل : اجهل آفة عظيمة ورأس كل الخطايا ، قال رسول الله (ص)( فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر ) وأحاديث كثيرة تبين فضل العالم ، العالم هو العارف ، الذي لا يتعجل ولا يحكم بجهل ومن غير معرفة ، لأنه من يستطيع أن يحكم على باطن الإنسان ؟ من عنده علم ، وباطن الإنسان أمر معنوي وليس لنا طريق إلى الأمر المعنوي ، إلى الباطن ، الله سبحانه وتعالى هو العالم وهو الذي يحكم ، ذلك الجاهل هو الذي يصدر الأحكام على هذا أنه منحرف ، وهذا جيد ، وهذا سيىء وهذا أفضل وهكذا ، هذه أمور تخرصات ، مرفوضة شرعا.

3-                        إتباع الهوى : وهي من الأسباب الأساسية لانتشار ظاهرة التكفير ، بعض الناس هو منحرف ، يريد الفتنة في المسلمين ، فباعثه انحراف , لذلك يكفر ، ليس أنه جاهل،  كما كان في صدر الإسلام ، بعض المنافقين كان يأتي ويقف في وسط الحرب بين جيش علي (ع) وبين الجيش الثاني المقابل، فيضرب بسهم على هذه  الجهة وبسهم على الجهة الأخرى ، فيقول أينما وقعت أصابت (أثرت) لأنه يريد الفتنة ، فالذي يريد الفتنة هكذا يكون .

4-                        التأويل الخاطىء :لماذا نأول ؟ ولماذا يؤول الآخر؟ عندما تراه فعل فعل ، لماذا تقول بخلاف ما يقول هو ؟ شخص يقف ويصلي ، يسجد على التربة وهو يقول أنا أسجد لله سبحانه وتعالى على هذه التربة ولا أسجد لها ، لماذا أقول بانه يسجد لها وهو مشرك ؟ وهناك فرق بين أن تسجد على شيىء أو تسجد له ، إذا هذا الحكم على نوايا الناس وهو أمر سيىء ، التأويل ليس فقط في الأحاديث بينما تأويل أفعال الناس أيضا أمر سيىء .

5-                       مخالطة الجماعات المنحرفة والتلقي عنهم : إذا كان شباب ويخالط  بعض الناس وعندهم انحراف وعندهم حقد وضغينة ،يتلقى عنهم  حتى لو كان بحسن النية يتلقى ويقول هذا كافر وهذا خارج عن الإسلام ، وليس عندنا إلا هذه الجماعة مسلمة .

6-                       الأسباب التربوية : من الأمور الفاسدة أيضا التربية الفاسدة ، إذا كان الشخص يربي أولاده ويقول نحن المسلمون وغيرنا في العالم , وكل هؤلاء الذين يشهدون أن لا إله إلا الله محمد رسول الله هم غير مسلمين ,ليس هناك مسلم إلا أنا وأهلي، ومن يرتبط بي ، هذه تربية فاسدة تسبب انتشار هذه الظاهرة .

7-                       الأسباب النفسية والإجتماعية والتكتل الفئوي .

8-                       التأثير السلبي لوسائل الإعلام : البرامج التي تتناول المذاهب الأخرى بالتكفير وأيضا بعض الحوارات المرتبطة بالعقيدة يخرج الفئة الأخرى من الإسلام ويدخل هذه الفئة في الإسلام ، هذا يضر بالإسلام وسبب في تأجيج روح الطائفية في بعض المذاهب ، وهو أمر مرفوض .

9-                       ضعف البضاعة العلمية : بعض الذين يكفرون لا يمتلكون ثقافة ولا يمتلك بضاعة علمية ، على ما يعتقد ون ويخافون  ويخشون أنهم  إذا سمعوا  أتباعهم بالطرح الآخر أنهم ينتقلون إلى الطرف الآخر فيضطرون ليصدوا هذا المد بتكفير الطرف الآخر ، هذا أمر خطير أيضا .

10-               ردوود الفعل على من يرمينا بالسوء:إذا رمينا بالسوء وقالوا أن فيكم كذا من العيوب ، نقول بأنهم كفار .

11-               الخطاب الديني الحركي الذي يصف غيره بالجاهلية : رأينا مثلا بعض الخطاب الديني ، بعض الذين يتحركون لتكوين دولة إسلامية ، ليستقطب الناس ، يصف الناس بالجاهلية وأنهم أشد البعد عما كان عليه رسول الله (ص) والمجتمع آنذاك ، هم كفار ليس إلا , وهو مسلم لوحده.

12-               مناهج التدريس أيضا فيها سوء ، المناهج التي لا تطرح الوحدة ولا تطرح مفهوم الإسلام الحقيقي .

13-               الفقر المعرفي وترحك الوازع الديني وهنا جهل مع تحرك وازع ديني : إذا كان المجتمع يتوجه دينيا ويتحرك دينيا ليتعرف على الدين ويأخذ الدين ، وهو يتوجه للدين صادق بينه وبين الله ولكن من غير معرفة ، لا يعرف ما هو الصحيح وما هو الخطأ ، فهنا يمكن أن يأتي شخص مغرض ويضلل هذا الشاب الذي عنده وازع ديني ويبحث عن الدين فيصف له هذا كافر .

14-               الصراع السياسي نستطيع القول بأنه السبب الرئيسي للتكفير منذ أول ظهور ظاهرة التكفير في زمن علي (ع) من الخوارج إلى هذه اليوم ، يختلفون مع علي (ع) فيجمعوا جماعة ويقولوا عنه(ع) أنه كافر ، ثم يؤسسون لهم منهج ، إلى هذا اليوم .

 

نرى في الواقع مجتمع متآلف متحاب . في العراق هناك تزاوج بين السنة والشيعة ومختلف الطوائف ، في لبنان كذلك وفي سوريا ولكن اختلف السياسيون ، كيف يحشدون ويجمعون الأنصار ! عندما يطرحون الوحدة والإلفة ، لا  يطرحون أولئك كفار ويحاربون الدين فتتأجج الفتنة الطائفية ويكون الكل كافر ، الكل يكفر الكل ، إذاً السياسة أمر خطير ، إذا كان التحشيد السياسي منطلقا من جانب ديني فهو أمر خطير وهو من أهم أسباب ظاهرة التكفير في العالم .

15-               دور المستعمر في نشر التكفير : المستعمر له دور كبير ، يدخل ضمن السياسة ، يريد أن يستعمر البلد يعمل على التفريق بين الشعب باالدين والمذهب واللون إلخ…، لمجرد النجاح في التفرقة بينهم يتنازعون ويتخاصمون فالمستعمر يسيطر عليهم ويأخذ ما يريد ، من الأمور الأساسية الخلاف السياسي والخضوع للمستعمر ، يسبب هذا الأمر التكفير بين المسلمين .

التكفير أمر خطير ويجب أن نعلمه نحن قبل غيرنا ، يجب أن يكون مجتمعنا مجتمعاً إسلامياً,  فمن يقول لك أنت كافر ..

تقل له أنت مسلم..

 يقول يجب أن تقتل وينتهك عرضك ..

 يجب أن تقول أنت مسلم وعرضك محفوظ ومالك محفوظ ودمك محفوظ ..

 هذا هو الإسلام ، وليس  إذا قالوا أنتم كفار نقول أنتم كفار ، وإذا قالوا تقتلون  نقول تقتلون ، هذه فتن يراد بها تدمير الإسلام والملسين ، يجب أن نكون مسلمين حقيقيين ونتحمل مسؤولياتنا برفض كل الفتن .  

والحمد لله رب العالمين

شاهد أيضاً

تساؤلات ماذا بعد عاشوراء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *