نتحدث في هذا الموضوع، استكمالا لحديث الجمعة الفائت حول التوبة
سوف نتحدث عن الفوائد المترتبة على الانسان التائب
قال تعالى : (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)
التوبة 2
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
(إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )
صدق الله العلي العظيم
أولا: فوائد التوبة:
الفوائد الكثيرة المترتبة على التوبة
أولا:التائب محبوب عند الله:
تحدثنا سابقا حول التوبة ونوصل بعض الكلام بالحديث السابق:
التوبة هي الطريق والباب الذي لا يغلق للرجوع لله سبحانه وتعالى
والاتصال والنيل من فضل فيوضاته ووافر رحماته.
أولا: فوائد التوبة:
الفوائد الكثيرة المترتبة على التوبة
أولا:التائب محبوب عند الله:
الانسان العاصي يكون مغضوبا عند الله سبحانه وتعالى
ولكنه لمجرد ان يتوب ويرجع الى الله تائبا نادما على فعله ومخالفته فإن الله سبحانه وتعالى يجعله محبوبا عنده
كما تقول الآية المباركة
(ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )
فالذي يتوب ويرجع لله سبحانه تعالى مباشرة يكون محبوباً عند الله و محط عنايته ونظره تعالى .
ويقول الإمام الصادق سلام الله عليه : (إن الله يفرح بتوبة عبده المؤمن إذا تاب كما يفرح احدكم بضالته اذا وجدها )
إذا كان شخص عنده ضاله أو شيء مهم وقد فقده ثم وجده يصاب بالفرح ,الله سبحانه وتعالى يفرح اذا رجع الإنسان اليه بعد المعصية وتاب فيكون التائب محبوبا عند الله سبحانه وتعالى , يكون محط نظره محل عنايته.
ثانيا: تبدل السيئات بالحسنات:
إن التائب اذا تاب تبدلت السيئات التي إرتكبها بالحسنات
احاديث كثيرة تبين على انه من يتوب لله كأنه لم يرتكب ذنبا ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له)
وهذه واضحة والحديث مشهور بل اكثر من ذلك انه يبدل الذنب والمعصية وتحول الى حسنة ، ليس فقط إصلاح ما فات وإنما هو تقدم نحو الخير بمعنى واضح ليس التوبة ان تزال الظلمات فقط وانما يوضع محلها نور في القلب فإذا تاب الشخص ورجع الى ربه صار قلبه نير بنور التوبة , نير بنور الله سبحانه وتعالى
يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم
وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ ولا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ
تجد هذه المعاني ومن يفعلها ماذا يكون هو العاصي وما هو حكمه ؟ يعني الذي يدعوا مع الله إلاهاً آخر والذي يقتل النفس التي حرم الله والذي يزني والذي والذي كذا ………
هو: محله جهنم خالدا فيها ، ولكن الذي يتوب أين يكون محله اين يكون وما هو مقامه
“والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا” .
هذا اللي يعمل هذه المعاصي يضاعف له العذاب يوم القيامة وجزاؤه ومصيره ويخلد فيه مهانا ، (إلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)
فالذي يتوب إلى الله حتى لو كان من ارتكب هذه الموبقات ، هذه المعاصي هذه الكبائر الواضحة فإن الله سبحانه وتعالى يبدل ما ارتكبه من ذنب وإثمٍ وظلمٍ في القلب يحوله الى نور وإلى هداية وتوفيق ، هذا من أثر التوبة
فالجدير بالإنسان ان يتأمل في نفسه وأنه يكثر التركيز في االتوبة لله سبحانه وتعالى.
كلما زاد في نفسه التوجه والتعلق والرجوع لله صار محل عناية الله ومقبولاً ومحبوباً ومرغوباً فيه ، لذلك من الجدير بالإنسان صباحاً مساءً ان يقول استغفر الله وأتوب اليه يكثر الإستغفار و يكثر التوبة ويكثر الندم في قلبه مما إرتكبه من مخالفة صغيرة أوكبيرة يتوب و هناك غسل باسم التوبة , فيستحب للإنسان ان يغتسل غسل التوبة إذا صدرت منه أي مخالفة أو معصية بفعل حرام أو تأرك أو تأخير واجب.
وله اذا أراد ان يغتسل اي غسلاً آخر أن يضم معه غسل التوبة أيضاً لماذا لانه يطهر نفسه ويشعر نفسه بالرجوع لله تعالى.
فاذا صار يجعل في نفسه انه تائب من ذنوبه وراجع لله صار محل عناية الله وصارت تبدل السيئات بالحسنات و الظلمات التي اوجدتها المعاصي او الغفلة اصبحت نور في قلبه
فالجدير بالإنسان ان يتوجه إلى ربه وإصلاح باطنه باستمرار
ثالثا: التائب مورد دعاء