بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (1)
في هذا الاسبوع وهو اسبوع التوبة ، نتحدث ونواصل الحديث حول التوبة تحدثنا في ما سبق عن معنى التوبة ، و حقيقة التوبة ، واركان التوبة ، وشروط التوبة ،
الان نتجدث حول اقسام التوبة بالنظر للتائبين لانه يمكن التقسيم اذا نظرت لشيء من جهات مختلفة هنا بالنظر للتائبين لاحوال التائبين ، وما رجعوا عنه تنقسم التوبة الى اقسام ،
اولا: الرجوع من الكفر الى الايمان ،
و هذه توبة شخص لم يكن موحدا ً لم يكن في الطريق المستقيم في طريق الهداية في طريق الخير ثم اهتدى فهذه توبة وهي نجاة له ،
ثانيا : الرجوع من المعصية ،
الرجوع عن المعصيبة توبة سواء كانت هذه المعصيى كبيرة ً ام كانت العصية صغيرة ً ، فإذا شخص كان يرتكب المعاصي و اقلع عن المعاصي و اتى بما ذكرنا سابقا من شروط و اركان التوبة فهو الى خير وهو ما نتحدث عنه غالبا ،
ثالثا : التوبة عن القصور و التقصير،
هنا ايضا توبة ، شخص يتوب ولكن يتوب عن جهله يتوب عن قصوره يتوب عن ما كان يستطيع ان يصل اليه ، ويرتقي له ولكنه اهمل و لكنه قصر فلم يصل للمقام الذي يجب ان يصل اليه ، فإذا تاب و رجع عن ذلك فهذه توبة ،
رابعا : التوبة عن الغفلة ،
العودة للذكر توبة ، شخص يذكر الله سبحانه وتعالى ثم فتر او توقف عن ذكر الله عليه ان يتوب و يلتفت الى نفسه و يبقى ذاكرا ً لله سبحانه وتعالى فهذه توبة و هي ما توصف بتوبة الاولياء دائما ن
يعلم مما مر ان ن
اولا : ان التوبة واجبة على جميع البشر ،
ليس هناك استثناء التوبة واجبة على الجميع لان الرجوع الى الله سبحانه وتعالى في مقامات مختلفة فكل شخص عنده تقصير او قصور او بعد في جهة عليه ان يرجع لله سبحانه وتعالى ، الذي يتكب المعاصي عليه ان يقلع عن المعاصي وان يرجع لله وهذه هي توبته الذي يكون مقصرا ً في معرفة الله و في معرفة عقيدته عليه ان يتوب ويرجع للمعرفة يجب ان يطور نفسه ويبحث عن المعرفة حتى تكون عقيدته عقيدة صحيحة صادقة ، من يعيش الغفلة في هذه الدنيا مرتبط بالامور المادية و يعيش حالة الغفلة ذكر الله قلي على لسانه و ي قلبه ايضا عليه ان يتوب عن هذه الغفلة و يرجع ويستحضر وجود الله سبحانه وتعالى دائما ً .
ثانيا : ما هي توبة الاولياء ؟
نقرأ كثيراً ونسمع كثيرا ً ان الاولياء يتوبون و يستغفرون ، ونجد ذلك في ادعيتهم سلام الله عليهم فما هي توبة الاولياء ،
توبة الاولياء هي من القسم الثالث او الرابع في القسم الثالث الجهل الاولاياء هل عندهم جهل اولا ؟ ليس عندهم جهل بهذا المعنى و لكن الولي الصالح دائما يتهم نفسه بالقصور لا يرى نفسه وصل الى المعرفة الكاملة و المطلوبة ، دائما يرى نفسه قاصر لذلك يقولون من كمال العلم ان لا يرى الشخص نفسه عالما ً ان لا يرى نفسه يعرف لذلك الاولياء دائما يتهمون انفسهم بالجهل بعدم المعرفة و هذا يعطينا ايضا ان لا نغتر بانفسنا في كل شيء نصل اليه من المعرفة شخص درس امور دين او درس دراسات اكاديمية علي دائما ان يرى نفسه قاصر لا يغتر بنفسه الاغترار و العجب و الكبر هذه افات ٌ خطيرة ، فالاولياء يستغفرون لانهم يرون انفسهم ليسوا بتلك المعرفة المطلوبة في انفسهم و ايضا يستغفرون و استغفارهم عن الغفلة و ما هي الغفلة عند الاولياء ؟ ليست الغفلة عند الاولياء كالغفلة عندنا و لكن نحن مطلوبون بتصحيح غفلتنا ايضا و الالتهاء عن غير الله سبحانه وتعالى بالامور الاخرى و يناسبنا ان لا ننشغل بالحرام ، نسعى ان ننشغل بالخير و بالصلاح و بالاصلاح وبما يقدم لانفسنا و لمجتمعنا الاولياء توبتهم عن الغفلة التي هي طبيعة لا بد ان تكون اكل وشرب الامام يرى انشغاله بالاكل و بالشرب و امور الدنيا هي اخذه عن ذكر الله سبحانه وتعالى فيراها معصية يعني بمثابة المعصية و يتوب عنها ،
ثالثا : كمال اتوبة ،
متى تكون التوبة كاملة و توبة صحيحه ، ذكرنا اركان التوبة و ذكرنا شروط التوبة و هنا ايضا نضيف ونقول كمال التوبة بقدر الندم كم يكون الشخص نادما على فعله و على ما ارتكب و على قصوره و على تقصيرة و على غفلته تكون توبته بقدر هذه المعرفة فإذا كان يعلم بالذنب و حقيقة الذنب فإن توبته عن الذنب تكون اعظم مثلا شخص اراد ان شرب ماء و ىه ماء ً صافيا ً و يمتنع عنه و هو يشتهيه هنا ابتعاد و و لكن نفسه قد تحن اليه امام الشخص الذي يرى ان هذا الماء فيه من الجراثيم والميكروبات تجده ينفر منه ولا يقبل عليه يرى فيه قذاره يبتعد عنه إذا ً الشخص الذي يرى حقيقة الذنب و يرى الى باطن الذنبة الذي يرتكب الذنب يرتكب ماذا الذي ياكل الحرام ماذا ياكل ؟ يأكل النار في بطنه وكل ما ارتكب من المعاصي و المخالفات تحققت في الدنيا و يوم القيامة في الدنيا هو يسير و اعماله تيسر الى جانبه افاعي و حيات و شياطين إذا كان يرتكب المعاصي فكيف اذا كان يرى هذه الحقيقه فإن توبته سوف تكون اشد و اقوى و الذي يغفل و لا يرى و لا يفكر في حقيقة الذنب فإنه ان ابتعد عن الذنب فإنما هو يبعد نفسه و لكنه يشتاق اليه ، وبقدر معرفة من نعصي ،، نعصي الله سبحانه وتعالى الذي تفضل علينا بالوجود ، الذي اكرمنا خلقنا إكراما ً لنا و هيئ لنا ، إذا كنت اعلم من هو الله من هو الرحمن الرحيم من هو الاحن علي َّ من ابي وامي معصيتي له سوف تكون مؤثرة و ندمي على المخالفة سوف تكون عظيمة ابني اذا كان يخالفني لانه يجهل بحبي له و عندما انهاه عن شيء انما انهاه لمصلحته فقط وليس لمصلحتي لكنه يجهل فإذا كبر و التفت ، وعرف ان قلبي يحن عليه و امري من اجله و ليس من اجلي لا اريد ان يرفع رأسي انما اريد ان يكون هو في خير بعض الاباء حتى لو يكون ولده بعيد وبينهم اختلاف يحاول فقط تسديه من بعيد الولد اذا عرف هذا الاب اذا عرف حنان الام إخلاص الاب و إخلاص الام له مخالفته لابيه تجعل ينكس رأسه يخجل ابي الذي تعب علي َّ يفديني بنفسه يضحي بنفسه وبما يملك من اجلي هدفه انا ، انا اعصيه ، وهو يريد لي الخير اندم فكيف اذا عرفت الله سبحانه وتعالى إذا عرفت ان الله سبحانه وتعالى هو النعم هو الذي خلقني رحمة بي اراد لي الخير في الدنيا و اراد ليَ السعادة الابدية ، و إذ ابعدني عن شيء ومنعني عن سيء انما لاصل الى للخير فقط و ليس لشيء ٍ اخر يعود الى الله ،، الله غني ٌ عن افعالنا غني ٌ عن طاعاتنا إذا ً معرفتي بالله سبحانه وتعالى تجعلني اتوب توبة ً صادقه نصوح ، و بقدر معرفة العقوبة معرفة العقوبة تجعل الانسان يفكر في هذا الامر و يوازن اذا لم يكن يعرف الله و يعرف من يعصي اذا رآى العقوبة لان الناس بعضهم يطيع الله سبحانه وتعالى لانه اهلا ٌ للطاعة و بعضهم يطيع الله لانه يعطي و يمنع و يعاقب و هذا اقل تقدير ان تخاف من عقوبة الله سبحانه وتعالى و هي عبادة العبيد خائف من العقاب إذا ً فكر في العقاب وازن بين اللذة التي تأتي بها و تنتهي وبين ما ينتظرك يوم القيامه اخرج من الدنيا و قلبك صافي اخرج من الدنيا و ليس هناك لك ذنب و ليست هناك تبعات ، ماهي التبعات إذا صار الحديث عن ذنب ٍ بيسط يبقى فيه الاف السنين ملاين السنين لا تقاس بسني الدنيا إذا لا بد ان اوازن اقيس بين هذا النذب و هذه العقوبة النبي صل الله عليه واله عندما يصف نار الاخرة يقول لو ان رجلا اخرج من نار جهنم و وضع في نار الدنيا لاستطاع ان ينام في راحة كيف هذه العقوبة ربما يخطر في بال شخص انه لا يستطيع ان يعيش في نار الدنيا كيف يعيش الله سبحانه وتعالى يجعله يعيش في نار جهنم التي هي اشد و ليس هناك قياس و لا مقارنه و لا يموت ولو ارجعه لعاش في نار الدنيا ولا يموت و لكن لا يقل عذاب النار و لا ينقص اثرها لا تقول مثلا لا اموت إذا ً العذاب سوف يكون اقل لا ليس اقل العقوبة هي العقوبة و الاثر هو الاثر و لا تموت إذا ً هي نار ٌ عظيمة و عذاب عظيم يجب ان اوازن فلا ارتكب .
رابعا : كثرة الندم توبة الاولياء ،
هي امر ٌ عظيم والعاقل هو الذي يندم كما ذكرنا سابقا ً لانك كلما ندمت لم يبقى لم يبقى عندك ذنب لم تبقى في نفسك ظلمة و انما سوف يوجد الخير و النور يسعى نورك بين يديك يوم القايمة ، الذي يتوب في كل ليل ٍ ونهار في كل لحظة لو ادركه الموت في هذ اللحظة فقد محيت الذنوب التي قلبه إذا ً هو في خير ، الاولياء يتوبون جميع انواع التوبة ،اقسام التوبة التي ذكرناها يتوب من تقصير و ليس من نفسه و انما بطبيعة الدنيا ان يكون كذلك ينشغل هكذا طبيعة الحياة تزاحم الماديات تزاحم هذا الجسد مع احتياجاته و الارتباط بالله الولي لا بد ان بشيء بجسده و إن نواه لله و لكن لان التطلع عظيم للأولياء فهم ينظرون الى الله و يريدون العلاقة مع الله لا يشوبها شيء ولا يشغله شيء إذا التوية للاولياء درجة عاليه ومنزلة عاليه ومن واضب عليها و استمر عليها نال هذه المنزلة يقول مولانا زين العابدين عليه السلام دي دعائة و ان تنقلني درجة التوبة اليك ، درجة التوبة عظيمة الامام يتمنى و يدعو ان يصل الى هذه الدرجة هذه الدرجة التي يكون الانسان صافيا ً ليس هناك اثر لتقصير ٍ ولا لمعصية .
خامسا ً : التوبة ومستحباتها ،
بعد تحقق شروطها اذا تحققت الشروط التي ذكرناها سابقا ،
من مستحبات التوبة،
- صيام ثلاثة ايام شخص ارتكب ذنب معصية يبادر للصيام نحن في هذه الفترة و ندخل لشهر رمضان اذا استطعنا ان صوم قبل شهر رمضان حتى ندخل لشهر رمضان بتوبة ٍ صادقة وحققنا مسستحبات التوبة لنصل الى مقامه اونحضى بالفوز هناك تفسر قوله تعالى تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا (2) من ضمن ما تفسرها الروايات بالصيام ثلاثة ايام ارتكب معصية وجد نفسه طوال السنة في اخطاء الان ينوي و يصدق بينه وبين الله لا اعود ولا ارتكب اصوم قبل شهر رمضان ،
- غسل التوبة مستحب للتوبة ارتكب معصية يغتسل غسل التوبة و كل ما دخل للاغتسال ينوي التوبة كل ما حدث عليه ما يوجب الغسل ينوي معه التوبة و يخرج ليس عليه ذنب يشعر نفسه الصدق و التوبة و الندم ويغتسل .
- صلاة ركعتين مستحبتين او اربع ركعات .
- تكرار التوبة الاستغفار يكرر دائما يقول أستغفر الله اتوب إليه أثر الاستغفار يمسح الذنب يمسح اثار الذنب التي و قعت ثم نفس الانسان وفي قلبه من الظلمات يقول الامام الراحل رضوان الله عليه الاستغفار يزيل هذه الاثار فليواضب على الاستغفار دائما لانه كلما ارتكب ذنب وجد شيء في نفسه فيستغفر و يزول ذلك الشيء و اذا لم يرتكب كما ذكرنا سابقا عليه ان يستغفر و يتوب فإذا تاب تقدم ، و إذا استغفر و ليس له ذنب ارتقى و حصل حسنات و درجات يقول الام الصادق سلام الله عليه كان رسول الله صل الله عليه واله يتوب الى الله و يستغفر في كل يوم ٍ مئة مرة من غير ذنب النبي يستغفر مئة مرة من غير ذنب انا اقارن نفسي بالنبي ؟ انا احتاج ان استغفر ليل نهار من غير انقطاع و انا لازلت بعبد و ارجو رحمة الله و اتسول بأولاياء الله حتى اكون من الصالحين او مع الصالحين او متعلق بهم بأي صورة ٍ من الصور إذا الاستغفار لا بد ان لا اغفل عنه .
- اختيار اوقات الاستغفار ايضا يختار اوقات السحر يقول تعالى وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا(3) تهجد صلي ركعات إستغفر لتصل لهذا المقام ، هناك مقامات لا يصلها الانسان اذا كان لا يقوم ولا يستغفر و لا يصلي .
فوائد التوبة
اولا : التائب محبوب ٌ عند الله ،
التائب هو كان عاصي و لكنه لما تاب صار محبوبا ً عند الله ألا احب ان اكون محبوبا عند الله ؟ هل احب ان يدركني مقت الله وغضبه ؟ ام تدركني رحته وحبه إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ إذا ً فلاسعى ان اكون محبوبا ً ومتطهرا ً ربما يقع الانسان في معصية ليس معصوم ربما يقول البعض في نفسه انا اريد ان اكون صالحا و لكن بين الحين و الاخر ( تحن ) لي معصية و يرتكب المعصية يقول تدارك مباشرة وتب لا تنتظر اذا وقعت في معصية مباشرة استغفر و واصل في الاستغفار ومن واصل في الاستغفار سوف يكون طريقا ً له للخلاص من المعصية و يكون محبوبا عند الله ،
يقول الامام الصادق عليه السلام ان الله يفرح بتوبة عبده المؤمن إذا تاب كما يفرح احدكم بضالته اذا وجدها ما هي المقارنه ؟ الانسان الذي يرتكب معصيه يعني ضل يعني ابتعد يعني ضاع خرج في الطريق غير السوي إذا تاب رجع انت كما تفرح اذا ضل من عندك شيء ثمين ثم ادركته و ارجعته تفرح الله سبحانه وتعالى يفرح لعبده المؤمن اذا رجع و تاب اليه
ثانيا : تبدل السيئات بالحسنات ،
تبدل السيئات بالحسنات ارتكب سيئة ومعصية تنقلب حسنة كيف تنقلب حسنة ؟ الله سبحانه وتعالى اعلم ولكن الله وعد ما هو مستوى هذه المعصية ؟ كبير ام صغيرة بل ولو كانت اكبر الكبائر تنقلب الى حسنة يقول تعالى قتل ثم تاب زنا ثم تاب لَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (4) إذا ًالتوبة مفتوحه المجال مفتوح على الانسان مهما كان ذنبه ومهما اقترف ان لا يسد الباب في وجهه عليه ان يقول الباب مفتوح علي َّ ان ارجع ، ولا يستاهل في ارتكاب الذنوب ، وفي حقوق الاخرين فإن ارتكاب فإن من يرتكب الذنوب الكبيرة و المرتبطه بالاخرين ربما لا يوفق للتوبة هل ليس معناه انه تساهل و ارتكب لا ، لا تتساهل لانك اذا ارتكبت الذنوب العظام ربما لا توفق للتوبة بسبب الظلام الذي حدث في قبلك ولكن اذا ارتكبت ارجع مباشرة لو ارتكب شخص ذنبا ً عليه ان يتوب مباشرة و اذا تاب فإن الذنوب تتحول الى و ينجوا من معاصية و يكون من الصالحين .
الهوامش
- سورة البقرة الاية 222
- سورة التحريم الاية 8
- سورة الاسراء الاية 79
- سورة الفرقان الاية 70