بسم الله الرحمن الرحيم
أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ
مقدمه ،
حديثنا حول الجفاف الروحي ،
لدخلونا في موسم الذكر وموسم العبادة نتحدث في هذا الموضوع وهو الجفاف الروحي الذي ربما يقال انه من الامراض العصرية التي لازمت الانفتاح و الانشغال بالتكنولوجيا بحيث و غيرها بحيث لم يعد الشخص متفرغا ً او ملتفتا ً لعلاقته بالله سبحانه وتعالى بالمستوى المطلوب فكل شخص ٍ بلغ درجة من ذلك فإن هناك درجة اخرى ينتظر منه ان يصل اليه و يرتقي اليها ،
اولا : الجفاف الروحي هو الركود الروحي و عدم الشعور بلذة الارتباط بالله بلذة الذكر بلذة الخشوع فلا نصلي الصلاة بخشوعها بالخشوع المطلوب وربما تكون في بعض الاوقات نقر كنقر الغراب ، المهم ان يصلي و ينتهي من هذا الالزام لا نأنس بمجالس الدعاء لا نشعر بالرغبة لمجالس الدعاء وربما في كثير ٍ من الاحيان يحاول الشخص منا التخلص من الالتزام بالجلوس للدعاء وكل شخص بحسبه وله ظروفه ربما يكون شخص لا يجلس عنده ظرف ، لكن بصورة عامه حديثنا ان الأنس بالدعاء يدل على صحوة ٍ عند الانسان و النفور من مجالس الدعاء و الذكر و قراءة القران يدل على الجفاف الروحي و ربما تقول موت القلب لا نأنس ولا نتلذذ بالخلوة بيننا و بين الله ، الذي يكون قلبه حي يشعر بلذة اذا اختلى بالله سبحانه وتعالى و صار يذكر و يدعو الله سبحانه وتعالى و ليس في حالة الضيق فقط ، في الضيق كل شخص ٍ يتوجه للدعاء و يدعو الله ولكن في حالاته الاعتياديه يجب ان يكون كذلك و ليس في حال وجود ضيق او مصيبه ، اذا وقع الانسان في مصيبة ٍ او ضيق طبيعي انه يذكر و كل شخص يذكر الله لكن كثير ٌ من الناس ما ان ينتهي و يتحقق مطلوبه مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ كانه لم يدعو الله .
ثانيا : نماذج الجفاف الروحي
النوذج الاول ،
عدم الخشوع في الصلاة وهو من اوضح النماذج اوضح الامثلة اذا لم يكن في الصلاة خشوع فهذا يدل على الجفاف الروحي وعدم صحت القلب و صفائة للمستوى الصحيح و المطلوب وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ شخص يقوم للصلاة كسلان ، هذا ليس عنده صفاء في قلبه ، عنده قسوة في القلب عنده جفاف في روحه ، وضده الخشوع ، الشخص الاخر الذي عنده إرتباط عنده خشوع عنده التزام بذكر الله سبحانه وتعالى عنده انس عنده لذة بذكر الله سبحانه و تعالى يصفه الله تعالى ويقول قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (1) ، المؤمن في صلاته خاشع يشعر بالالم يشعر بحب لله سبحانه وتعالى يشعر بتقصيره بذكر الله في عبادة لله سبحانه وتعالى .
النموذج الثاني ،
العلاقة بالقران و ذكر الله بصورة عامه يقول تعالى وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (2) الظالم بالطرف المعاكس قلبه قاسي يقرأ لا يشعر بقيمة ما يقرأ لا يتلذذ يكون القران خسارة عليه حجة عليه فقط ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (3) ويقول تعالى وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (4) هذا الشخص الذي يكون قلبه جاف غير منقطع لله غير ملتفت ليس قلبه طري ليس فيه حياة هذا وضعه ، و في الطرف المقابل صاحب الخشوع صاحب الذكر صاحب الوعي صاحب القلب السليم يقول تعالى إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ذاك يسمع ذكر الله يستهزء المؤمن اذا سمع ذكر الله إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (5) هذا وصف يختلف عن وصف القلب الجاف عن وصف قاسي القلب المؤمن قلبه لين قلبه طري قلبه رقيق كل شيء ٍ يذكره بالله يجعله يعرج لله سبحانه وتعالى تسبح روحه في المعنويات .
ثالثا : اسباب الجفاف الروحي ،
تحدثنا في قسوة القلب و القلب السليم في اكثر من محاضرة و هذا ايضا في نفس المجال ،
- من اسباب قسة القلب من اسباب الجفاف الروحي عند الانسان ان يكون عاصيا ً ان يتساهل في المعصية ربما هو شخص صالح في نفسه ولكن لكنه يتساهل في هذه المعصية يخطر اليه شيء يرتكب و يقول ارجع هذا هو نفسه يجعله قاسي القلب يجعله جاف روحيا ً ليس فيه حيوية في روحه وقلبه مع الله و انما قلبه فيه خمول ركود عن النبي صل الله عليه واله ان العبد اذا خطأ خطيئة ً نكت في قلبه نكتة ٌ سوداء فإذا هو نزع و استغفر تاب صقل قلبه القلب يعود سليما ً و ان عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه هنا اشارة في هذا الحديث على انه رجع صقل قلبه ولكنه اذا رجع و عاد القلب ربما يكون موجودة سابقا يعني يتأثر ربما مضى الامام الراحل رضوان الله عليه يقول الشخص التائب ليس كالشخص الذي لم يرتكب معصية من الاساس كما لو عندك إناء و كسر ثم اصلحته الاصل يكون مختلفا ً ربما هذا الحديث يشير الى ذلك و انعاد زيد فيها حتى تعلو قلبه وهو الران الذي ذكر الله تعالى كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (6) صار على قلبه غشاء صار على قلبه الرين لا تنفعه الموعظة اين كانت الموعظة ومن اي شخص كان .
- اكل الحرام و الشبهات من اسباب الجفاف الروحي الذي يعيشه الانسان اكل الحرام اذا صار يأكل الحرام سواء ً كان هذا الحرام لحوما ً غير مذكات او كان في تعامله يتساهل بيع وشراء عمله يعمل في مؤسسة لا يؤدي عمله صحيح لا يقوم بواجبه و هذا يحدث و هنا تكون لقمة الحرام و اثرها على نفسه و اثرها على اولاده قلبه جاف ربما يكون في نسله يكون مشكل كما يقول احد الخطباء انت تربي وتحرص على تربيتهم بالحلال و يصعب عليك اصلاحهم كيف اذا كان اذا كان هناك حرام فاكل الحرام و الشبهات يجعل الانسان قاسي القلب قال رسول الله صل الله عليه واله ياعلي من اكل الحرام اسود قلبه و ضعفت نفسه و قلت عبادته ، الانقطاع صحوة القلب حيوية القلب تتحول الى جفاف يتحول الى ركود عدم حيوية لا يرغب للعبادة لطاعة الله سبحانه و تعالى سببها انه اكل الحرام و لم تستجب دعوته يدعو الله لماذا لم يعطني لماذا لم يحقق لانك ترتكب اخطاء مراقبة النفس مهمه حتى لا يقع في اخطاء تسب له كل هذا ، و في المقابل الذي يترك ذلك لله سبحانه وتعالى يشخص ٌ يطيع الله لا يقترب من الشبهات لا يقترب من الحرام ماذا يكون وضعه و كيف يكون قلبه وروحه و عقله بالمقابل يقول من ترك اكل الحرام اربعين يوما ً اجرى ا لله ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ، يعني قلبه حي قلب يتفجر بالحكمه ينبض بالحكمه بالوعي بالمعرفة ، الحكيم هو الذي يضع الشيء في موضعه في قوله وفعله فيكون مستقيما صالحا ً لانه تجنب الحرام .
- من اسباب الجفاف الروحي ، البطنه ، الذي يكون همه الاكل دائم الاكل لذلك موضوع الصيام من الامور المهمه كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ لانه يولد التقوى يولد صلاحا ً في النفس يقول صاحب كتاب جامع السعادات يستحيل ان تشرق الانوار في قلب ٍ بطن صاحبه مملوء اذا كان القلب دائما مملوء يستحيل ان تشرق الانوار فيه لذلك الصيام المستحب اوقات الصيام كلها تجعل القلب حيا طريا ً تمنع الجفاف في القلب عن النبي صل الله عليه واله لا تميتوا قلبوكم بكثرة الطعام و الشراب فإن القلوب تموت كالزرع اذا كثر عليه الماء القلوب كالزرع اذا كثر عليه الماء الزرع يموت القلب ايضا يموت بكثرة الطعام .
- الغلقة ان يكون الشخص غافلا ً لا يكون ملتفتا ً و الغلفة تبتدأ به نفسه هو نفسه يجعل نفسه في الغفلة و ليس الله يقول تعالى وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ اولا ً هو نسى فانساه الله نفسه لم يلتفت لصلاح نفسه و يستدرج ليقع في الهاوية و ينتهي هو نفسه الذي ابتعد هو نفسه الذي لم يرد لنفسه الخير رجح الداني على العالي رجح الفاني على الباقي على الدائم ومصيره هذا وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (7) يقول تعالى اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ۗ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ۖ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ (8) هم الذين جعلوا الغفلة في نفوسهم ثم تتتالاى و تتطور الى ان يكذبوا بكل شيء .
رابعا : علاج الجفاف الروحي ،
- محاسبة النفس و يعقبها التخلية كما يقولون يحاسب نفسه و يطهر نفسه يعمل له تخليه لان النفس اذا كان فيها خلل لن ينفعها شيء يقول شحن ٌ روحي وتطوير في النفس و حث ٌ على الخير و زرع الصفات الفضيلة في النفس ربما يكون سيئا ً و ربما يكون صفرا ً اذا لم يكن هناك تخليه و تطهيرٌ للنفس كما لو ان عندك كأس ملوث و اردت ان تسكب فيه ماء ً نقيا ً الماء يكون ملوثا ً اذا كان في النفس خلل و لم يطهره و لم يزكي نفسه ولم يخرج ما فيها من شوائب فما يوضع فيها ربما يكون في بعض الاحيان معكوسا ونتيجته سلبيه فمحاسبة النفس امر مهم حتى يصلح الانسان نفسه و يكون واعيا و لا يعيش القسوة و لا يعيش الجفاف النفسي و الروحي عليه ان يحاسب نفسه عن الامام السجاد سلام الله عليه يا ابن ادم انك لا تزال بخير ٍ ما كان لك واعظ ٌ من نفسك وما كانت المحاسبة من همك ، المحاسبة يجعلها هم لنفسه ، وما كان لك الخوف شعارا و الحزن لك دثارا اذا كانت هذه الامور لك ملازمه لصيقه معك انت بخير الامام يقول ابن ادم انك ميت ٌ ومبعوث ٌ و موقوفا ً بين يدي الله عز وجل ومسؤول فأعد جوابا اعد لذلك جواب كيف تعد الجواب ، اذا صرت تفكر تجلس مع نفسك وتحاسب اما من غير محسابة لا يكون اصلاح لا يلتفت الانسان الى الخطأ يعيش الغلفة و يتمادى و تتراكم الذنوب على بعضها البعض حتى يكون قبله قاسيا ، جاء عن النبي صل الله عليه واله قال اكيس الكيسين من حاسب نفسه و عمل لما بعد الموت ، تصور انك تعبر جسر تريد بلد ثاني هل تبقى تزين الجسر و تبقى فيه ، ام تصلحه فقط للمرور الكيس الواعي هو الذي يفكر فيما بعد الجسر يصلح الطريق ويستفيد منه و ما يستطيع ان يحمله له للاخرة لما بعد الموت يأخذه معه ، اكيس الكيسين من حاسب نفسه و عمل لما بعد الموت و احمق الحمقاء من اتبع هواه وتمنى على الله الاماني ، يتمنى على الله الاماني يريد و يتخيل و لكنه احمق لانه لا يريد ما عند الله يريد الدنيا الفانية و ايضا بعيدة عن الله سبحانه وتعالى ولو اتصل بالله لحصل على الدنيا و ما بعدها يحصل بمستوى واخر و الانسان يأخذ ما قسم له قد يعرض لبعض الضغوط قد يصيبه ابتلاء لابد من الابتلاء عليه ان يصبر ، ان صبرت جرى عليك القدر و انت ماجور و انجزعت جرى عليك القدر و انت مأزور ، يعني الابتلاء لا بد ان يكون انت محاسب هيئ لما بعد الموت فكر فيه ، الدنيا ، يقول الحديث القدسي ان الله اوحى الى الدنيا نن اخدمي من رفضكِ الذي لا يتعلق بالدنيا ، الدنيا تخدمه و استخدمي من طلبك و الحزن والسعادة سواء عند الثري و الفقير و ربما الفقير يكون سعيدا اكثر لا يتصور شخص ان شخصا ٍ له من الاموال عنده املاك يكون هوالسعيد و غيره تعيس لا ليس كذلك ، السعادة هي حالة شهور في النفس يشعرها الانسان فربما يشعرها هذا و لا يشعرها ذاك ، و في فائدة المحاسبة يقول علي ٍ عليه السلام منحاسب نفسه ربح ومن غفل عنها خسر ومن خاف امن ومن اعتبر ابصر ومن ابصر فهم ومن فهم علم ، هذه المحاسبة تقوده للخير يتطور يتقدم فيما له باقي ٍو ليس منتهي ربما البعض مثلا من غفلته يعيش الغفلة و يصل عمره الى ما لا يتوقع ان يعيش اكثر منه إلا سنين ان عاش سنين معدوده بحسب عمره و طبيعته و لكنه يعمل و يحاول ان يأخذ من هذا و يظلم هذا يقول لضمان المستقبل اي مستقبل ، المستقبل هو ما بعد الموت ان يصلح الانسان ما بعد الموت و ليس هذه الدنيا سُأل امير المؤمنين كيف يحاسب الرجل نفسه ، قال عليه السلام اذا اصبح ثم امسى رجع الى نفسه وقال يا نفس ان هذا يوم ٌ مضى عليك ِ لا يعود اليك ِ ابدا و الله سائلك ِ عنه فيما افنيته فما الذي عملته فيه أذكرت ِ الله ام حمدتيه ، اقضيتي حق َ مؤمن ، ( يعني حاجة مؤمن ) انفست ِ كربة ُ احفطتيه بظهر الغيب في اهله و ولده ام اغتبته احفظته بعد الموت في اهله اكففت عنه عن غيبة ً اخٍ مؤمن بفضل جاهك يعني وقفت تدافع عنه عن غيبة احد ام انك تشارك في ذكره و غيبته ، هنا يحاسب الانسان نفسه فإن وجد نفسه عمل بالطاعة شكر الله ، يقول كبر الله عز و جل على توفيقه شكر الله وان عصى استغفر الله فتكون هذه المحاسبة لتطهر نفسه من المعاصي ، الندم و العزم على عدم العود من الامور المهمه و يعزم ان لا يعود للمعصية ابدا ليكون محبوبا عند الله سبحانه وتعالى قول تعالى إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ الله حب التوابين ويحب المتطهرين ، عن الامام الرضا عليه السلام قال من استغفر بلسانه ولم يندم بقلبه فقد استهزء بنفسه ، يكرر ويقول استغفر الله لكنه بلسانه قلبه ليس حي قلبه لاهي ٍ فهو يستهزء بنفسه اولا ً ، إذا ً عليه ان يحاسب نفسه و يعمل على التخليه كما يصطلح عليها علماء الاخلاق ان يخلي قلبه من اي تعلق ٍ بالحرام و يتوجه لله سبحانه وتعالى و يندم على كل معصية .
- الشحن الروحي التحلية طهر هذا الاناء طهر هذا القلب بعد ذلك يودع فيه الخيرات والخصال الحميدة و الطاعات ليعمل بالطاعات ، لان الظمأ في الروح اعظم من الظمأ و الجوع المادي اكثره اكبر لابد ان يكون في الروح ما يملئها ما يشبع الروح من التوجه و التعلق بالله سبحانه وتعالى ، من البرامج التي تكون في الشحن الروحي ،
- حضور المساجد والماتم ، حضور المساجد والماتم يصب في شحن الروح وتزكية الروح وذكرنا الكثير في هذا ولكن بين الحين والاخر يقولون لماذا لا تذكر هذا لماذا لا تدعوا الاباء ان يجلبوا ابنائهم في الاسبوع الماضي كلمني بعض الاخوان و تحدثنا كثير في هذا ، ضرورة جلب الاولاد حتى يتعودوا على حضور المساجد الماتم يكن تربية لهم اصلاح لهم فهذا الحضور نفسه تربية فقط دخول الانسان للمسجد وخروجه منه يعد تزكية فيه بركه تشمله الالطاف و الدعوات من الملائكة بل الملائكة تهبط الى الموضع الذي جلس فيه المؤمنون يتذاكرون امر الله سبحانه وتعالى ومعارفه و يتبركون بالموضع الذي فيه يدعون لهم يتبركون بهم فقط هذا الحضور و الخروج فيه فائدة تزكية ، كيف به يستفيد به الشخص و من العلم و المعرفة و المحبة بلقاء المؤمنين عن علي عليه السلم انه كان يقول من اختلف الى المسجد اصاب احدى الثمان اخا ً مستفادا ً في الله ( يتعرف على الاخوان ، صديق خير يأخذه للخير بخلاف من يذهب لاماكن فيصاحب اصحاب سوء ) او علما ً مستطرفا او اية محكمة ( يعني تزكية وتربية و تطهير للروح ) او رحمة منتظرة ( رحمة بركة بحضوره للمسجد هذا هو نفسه تطهير نفسه تزكية نفسه تربية نفسه خير ) او كلمة ترده عن ردى ( ربما هو في نفسه تأتي الخواطر المختلفة التي تأخذه للمعاصي ولكن بوجوده في المسجد كلمة خير ترده عن ردى عن معصية عن سقوط ) او يسمع كلمة تدله على هدى او يترك ذنبا ً خشية ً او حياء ، هذا اقل شيء ان يكون حضوره ان لا يرتكب ذنبا ً لول كان حياءً ولكنه في النتيجة لم يقع في الذنب فهذا هو خير وهذا هو تربية و هذا هو تزكية و شحنٌ لروحه .
- الموعظة ، إستماع المواعظ مهم و هي سيرة الصالحين مع اهل البيت عليهم السلام دائما يطلبون الموعظة و دائما يبحثون عن الموعظه فالموعظة تنعش الروح و تحي الروح قلب ٌ طهرته من المعصية الان تصلحه تجعله حي تنعشه بالموعظه إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (9) الموعظه تجعل الانسان يتقدم ذكر الموت ايضا من الامور التي تكو موعظه حضور الجنازة من الموعظة ففي كتب امير المؤمنين سلام الله عليه الى محمد ابن ابي بكر و اهل مصر قال و اكثروا ذكر الموت عندما تنازعكم انفسسكم الى الشهوات وكفى بالموت واعظا ً تذكرو اجعل هذه الامور تخطر على بالك و لكن ان يأتي الشخص بذكرها ذكرا ً يوقظه ذكر موعظه لا انه يمر بالمقبره ويمزح وهو يسير مع الجنازة انما ينتبه يفكر اليوم نحمل ، وهذا الذي نحمله اليوم كان قبل هو يحمل غيره ايضا رأيته ويرأينا الان اقع كذلك ينظر بوعي ٍ و تفكير بحياء ،
ومن ابلغ المواعظ المرويه ،
عن الامام الحسين سلام الله عليه جاءه رجل وقال انا رجل ٌ عاص ٍ و لا اصبر عن المعصية فعظني بموعظه فقال عليه السلام ، إعمل خمسا ً واعصي الله ما شئت قال الرجل ماهي ، قال اخرج من ملك الله واعصي الله ما شئت قال الرجل ليس الى ذلك من سبيل ، يقول اذا كان هناك ثانية و ثالثه فيها مجال و اعصي لانه لا يستطيع ترك المعصية ، قال تاكل من رزق الله واعصي الله ما شئت قال الرجل ليس الى ذلك من سبيل ، قال عليه السلام ابحث عن مكان لا يراك الله فيه و اعصي الله ما شئت ، مكان لا تكن تحت عين الله الذي احصى عليك كل شيء حتى ما يغفل عنه و ينسيه الملائكة الله سبحانه وتعالى لا يغفل قال الرجل ليس الى ذلك من سبيل ، قال عليه السلام اذ جائك ملك الموت لقبض روحك فإدفعه عن نفسك واعصي الله ما شئت قال الرجل ليس الى ذلك من سبيل ، قال عليه السلام اذا جائك الملكان الموكلان ليأخذاك الى النار فلا تطعهما قال الرجل ليس الى ذلك من سبيل فقل الامام عليه السلام اذا كنت لا تقدر على ذلك كله فكيف تعصي الله فإتعظ الرجل و تاب .
ج . الذكر وهو طاقة خفية تدخل باطن القلب يواظب الشخص على الذكر دائما قال امير المؤمنين من عمر قلبه بدوام الذكر حسنت افعاله في السر و الجهر، يواظب على الذكر دائما
- الاستغفار عن النبي صل الله عليه واله انه قال لكل داء ٍدواء و دواء الذنوب الاستغفار ، إستغفر حتى تكون من المطهرين ز
- الاستقامه في العمل و الافعال
- الصلاة على النبي صل الله عليه واله ، عن النبي صل الله عليه واله قال جائني جبرائيل فقال يا محمد لا يصلي عليك احد من امتك الا صلى عليه سبعون الف ملك ومن صلت عليه الملائكة كان من اهل الجنة ،وعن الامام الرضا عليه السلام انه قال من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه فليكثر من الصلاة على محمد و ال محمد فإنها تهدم الذنوب هدما ،
الهوامش
- سورة المؤمنون الايتان 1-2
- سورة الاسراء الاية 82
- سورة الروم الاية 10
- سورة لقمان الاية 7
- سورة الانفال الاية 2
- سورة المطففين الاية 14
- سورة الحشر الاية 19
- سورة الانبياء الايات 1-2-3
- سورة الانفال الاية 2