ديث الجمعة 28.10.2011 م – جامع كرباباد
في رحاب الجواد (ع)
حديث الجمعة
28/10/2011
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمدوآله الطيبين الطاهرين
واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين
رب إشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقه قولي
عن يحيى الصنعاني قال:
دخلت على أبي الحسن الرضا (س)وهو بمكة وهو يقشر موزا ويطعم أبا جعفر(ع)
فقلت له جعلت فداك هو المولود المبارك ؟
يعني هل هو المولود المبارك ؟
قال (ع): (نعم يا يحيى هذا المولود الذي لم يولد في الإسلام مثله ، أعظم بركةعلى شيعتنا منه )
لم يولد في الإسلام أعظم بركة على شيعة أهل البيت من هذا الإمام الجواد (س)
لمناسبة إستشهاد الإمام (س)أتحدث في أجواء أحاديث عن لسان الإمام (س)
وهذه مقدمة
الإمام المبارك الذي هوأعظم بركة على شيعة أهل البيت (ع)
النقطة الأولى : بركة التمهيد للإمام المهدي (ع)
الإمام في وجوده تمهيد للإمام الحجة (س) الغائب حيث أنه صار إماما وأمام الجميع وهو لم يتجاوز السابعة، سبع سنين وأشهر ففي صغره (س)وهو لم يحضر عند أستاذ ولم يدخل كتاتيب ولم يكن يتعلم في مدرسة ، ومع ذلك فهو يناضر العلماء والفقهاء والقضاة بمختلف توجهاتهم ومذاهبهم
ويتحدث عن كل شيئ ويستخرجه لهم من القرآن ويقول يوجد في هذا في كتاب الله تعالى
هذا يعطي الناظر المتأمل أن هذا الإمام له علاقة بالسماء وأنه لايأتي من عنده ولم يكن لأحد أن يعلمه وهو صغير، يعني عمره لا يكفي لهذا العلم وهو يتحدث بالعلوم الإلهية كلها ويعرف ما هو موجود وما هو كائن وما يكون ، ويعرف النظريات المنحرفة الخارجة عن الإسلام ونظريات أهل الزندقة وغيرهم ويرد عليهم بالردود التي يجد
العالم نفسه صغيرا أمامها ، هذا يدل على أن الإمام مرتبط بالسماء فيبقى المتأمل المفكر الناظر بوعي
يقول أن هذا الجواد (ع) مع صغره صار إماما فيتقبل أن يكون الإمام المهدي (س) إمام وهو صغير
هذه النقطة الأولى
النقطة الثانية: الإمام بركة في وجوده أيضا ،
في إفشال تشويه الواقفة ، الفرقة الواقفية التي وقفت على الإمام الكاظم (س) ولم تؤمن بالإمام الرضا وصارت ترفض الإمام الرضا وتدعي ان الإمام الكاظم (ع) هو المهدي، رفعه الله إليه ويخرج في آخر الزمان
ظروف سياسية وملابسات كانت موجودة ربما شجعت على هذه الفكرة المنحرفة منها :
1ـ أن الإمام الرضا (ع) صار وليا للعهد فأتى دور من يشكك.
2ـ أيضا كون الواقفة من رموز المجتمع شخصيات كبيرة ليسوا أناس عاديين، بل هم محسوبون من العلماء ويتخذون هذا المنحى من الوقف, فيقع التشكيك عند الناس بسببهم .
3ـ إضافة لذلك يصل عمر الإمام الرضا (س) إلى الأربعين ولم يولد له ولد
الناس يقولون نعلم أن الإمامة مرتبطة بإثني عشر إمام , فإذا لم يكن هذا الإمام له ولد ليكون إماما في سلسلة متسلسلة أذن ليس هو الإمام الحق فيحدث التشكيك .
فعندما يولد الجواد (س) يقضي على هذا التشكيك ويرجع الموالون لأهل البيت إلى السكينة والطمأنينة التامة بالإمامة وذلك :
أولا: بأصل وجود الولد للرضا (ع) فينتهي التشكيك في قضية تسلسل الإمامة حيث كان الرضا (ع) يخبر بأنه سوف يولد له المولود المبارك , وقد ولد .
ثانيا: الإمام الجواد (ع) وعلمه الغزير
عندما يكون الإمام وهو في صغره وهويناقش وهو يرد على جميع الشبهات ويبين كل شيئ من القرآن من كان في نفسه تزلزل يجد أن هذا هو الحق أن الجواد (ع) هوالإمام الحق, وأنه حقيقة مرتبط بالسماء وهو إمام وإلا لا يمكن أن يكون شخص بهذه العمر يحصل على هذه العلوم كلها، فيطمئن الناس وتستمر الإمامة بعد الإمام الرضا (س)
أيضا من يعتقد بإمامة الإمام الرضا تجد الإستقرار عنده ويعتقد بإمامة الإمام المهدي (س) فتكون الإمامة كاملة في عقيدته، فكل من يعتقد بالإمام الرضا يكون إثني عشري
في رحاب أحاديث الجواد (س) والأحاديث الكثيرة الكثيرة
أقتطف بعضا منها
أولا:عدم نصب العداء للأخرين
ينهى عن نصب العداء للأخرين في أحاديث كثيرة أقرأ بعضها
الإمام يدعوا للإلفة ، ومحاسن الأخلاق
قال الإمام الجواد (س) : (لا تعادي أحدا حتى تعرف الذي بينه وبين الله تعالى
فإن كان محسنا فإنه لا يسلمه إليك ــ الإمام يقول إذا كان شخص مرتبط بالله فإن الله كافله ــ فلا تعاديه وإن كان مسيئا فإن علمك به يكفيك فلا تعاديه ) أنت تعلم بأنه مسيئ إتركه أيضا فلا تعاديه
إجعل لنفسك في كل الإمور في علاقتك بالناس, اجعل الميزان هو الإرتباط بالله، فمن كان مرتبط بالله فيجب عليك أن تحترمه وتقدره ومن كان بعيدا عن الله فإن لم يكن فيه ضرر عليك ، فإن لم يكن فيه ضرر على الدين فلا تعاديه
ثانيا: كف الأذى عن الأخرين
قال الإمام الجواد (س) (من حسن خلق الرجل كف آذاه ، ومن كرمه بره من يهواه ، ومن صبره قلة شكواه ، ومن نصحه نهيه عما لا يرضاه ، ومن رفق الرجل بأخيه ترك توبيخه بحضرة من يكره ، ومن صدقه صحبته إسقاطه المؤونة ، ومن علامة محبته كثرة الموافقة وقلة المخالفة )
كف الإذى عن الأخرين أمر مطلوب
الإمام (س) يقول إن أردت أن يكون لك أخلاق وتتمثل فيك محاسن الأخلاق عليك:
1: لا يصل لأحد منك سوء.
2: البر لمن لك هوى ومحبة فيه , الشخص الذي تهواه أو تحبه يجب أن يكون لبرك عنده أثر , يعني أنت تحب أباك يجب أن يكون هناك أثر ظاهر في هذه العلاقة , يجب أن يبين البر لأبيك لأمك لزوجتك ، الزوجة لزوجها، لأخيك للمجتمع لمن تهواه وتحبه يجب أن يكون هناك بر ظاهر
3: قلة الشكوى من المرض والنوائب والمصائب
تخفف وطأتها ، قلة الشكوى لا يشتكي الإنسان دائما أنني أعاني أنني مريض هكذا
فإذا قلل من شكواه ومن تبرمه مما يعانيه قلت وطأة المرض والمصيبة عليه
4:من النصيحة الصادقة أن ينهى الأخرين عما لا يهواه يعني الأمور التي تكرهها ولا تحبها وتنهى نفسك عنها ، يجب عليك أن تنهى الأخرين عنها أيضا.
الحديث الذي نكرره دائما أمير المؤمنين (س)قال
(إجعل نفسك ميزانا بينك وبين غيرك وأحبب لغيرك ما تحب لنفسك وأكره له ما تكره لها )
مع الأخرين تعاملك يجب أن يكون مبنيا على هذا الأساس إذا كان شيئ لا ترضاه لنفسك إنصح الأخرين بتركه وإن كان شيئ تحبه وترغب إليه إدعوا الأخرين إليه
5: عدم التوبيخ في مكان غير مناسب
عدم توبيخ الأخرين ، هذه نقطة ذكرنا مثلها سابقا أيضا أن الشخص الذي ينتقد، إذا وجد شخصا يتصرف تصرفا غير مقبول متى ينصحه ؟
هل أمام الأخرين ؟
يجب أن لا يكون في المكان المناسب ,في المكان الذي ليس فيه إحراج ,ليس فيه إستنقاص له ، فتختار المكان المناسب ، الإسلوب المناسب ، الزمن المناسب
حتى مع الولد (ابنك) يعني مثلا لو ذ هب شخص بأولاده إلى مجلس أو مكان وتصرف الولد تصرفا فيه شيء من الفوضى أوشيئ مما لا يناسب المكان , أو لا يناسب عمره ,أو شخص آخر كبير صدر منه خطأ يجب أن لا توبخه في مكان تستنقصه فيه خصوصا أمام الأخرين.
6: المرونة مع أصدقائه
أن يكون الشخص مرنا مع أصدقائه ليس شديدا في تعامله مع الأصدقاء يسقط الكلفة يعني إذا تصرف شخص ما تصرفا عفويا أمامك إترك هذا التصرف له ، لا تقول كيف يصدر منك هذا الكلام .
فلا تستنقص الأخر ولا تفرض عليه أن يتعامل معك تعاملا رسميا دائما ، فالتكلف تسقطه مع الأحبة لكن من غير أخطاء , من غير أن تنجر للخطأ.
7: الموافقة مع الأخرين
ماذا تعني الموافقة مع الأخرين يعني في تعاملك مع الناس لا تكن شاذا
الإمام يقول (ومن علامة محبته كثرة الموافقة وقلة المخالفة )
كثرة الموافقة وقلة المخالفة ماذا تعني ؟
يعني إبحث عن القدر المشترك الذي تتفق مع الآخر لاتبحث عن الخلاف، كثير من الأمور الخاطئة التي نتعامل بها أو الأساليب الخاطئة عنما نتعامل مع بعضنا البعض ،ربما أجد في أخي أو في ولدي أو في صديقي أخطاء كثيرة ولنفترض وجدت أربعة أخطاء خمسة أخطاء وبعضها كبيرا وبعضها صغيرا إذا أردت أن أنصحه لا أثقل عليه فأختار الخطأ الكبير الذي يحتاج للنصيحة وليس أن أقدم الملاحظات على كل شيء وبإستمرار ملاحظة تلو الأخرى ملاحظة تلو ملاحظة حتى يصيبه النفور مني
الملاحظات يجب أن تكون قليلة ، بإسلوب محترم من غيرإسلوب التوجيه المباشر.
قدر الإمكان أبحث عن الموافقة مع أخي وأترك المخالفة
ثالثا: إنصاف الأخرين
قال الإمام الجواد(س)( حسب المرء من كمال المرؤءة أن لا يلقى أحدا بما يكره ومن عقله إنصافه قبول الحق إذا بان له )
هذا الحديث علقنا على المعنى له في حديث سابق أن الإنسان من كمال المرؤءة أن لا يلقى أحدا بما يكره ، لاتلقى أباك ، لا تلقى أمك , لا تلقى أخاك , لا تلقى زوجتك ، لا تلقى صديقك ، لا تلقى أحدا من المجتمع ، ومباشرة تقدم له ما يخالفه .
دائما لإلفة المجتمع إبحث عن الموافقة وإبتعد عن المخالفة ، هذا فن التعامل ، فن المعاشرة في المجتمع ، كيف يكون الإنسان في المجتمع
وفي ذلك أحاديث كثيرة ذكرنا منها (ما أفاد المسلم أو المؤمن بعد الإسلام أوالإيمان بأفضل من ثلاث (من ضمنها في بعض الأحاديث) ولايتنا أهل البيت وزوجة صالحة , وخلقا يمشي به في الناس)
قرن هذا الحديث الولاية والزوجة الصالحة والخلق الذي يمشي به في الناس وفي بعضها يداري به الناس ، يعني كيف يتعامل مع الناس
كيف يتعامل مع الناس ؟
يبحث عن الأمور التي يوافق بها الأخرين
لا يركز على الإختلاف وإذا وجد شيئ لا يرضاه ولكنه ليس كبيرا ، ليس هو من المحرمات وليس أمرا خطيروإنما لهذا الشخص وجهة نظر تختلف، لا يجب علي مباشرة أن أقف في وجهه .
حتى تكون معاملتي في المجتمع ناجحة لا أكون بصورة إذا إختلفت مع شخص في فكرة يسيرة ليس لها قيمة أقف في وجهه ، وإنما إختلافي في الإمور الكبيرة والإمور الصغيرة أتركها
رابعا: التواضع من أهل العلم
قال :(ع) (عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه وعنوان صحيفة السعيد حسن الثناء عليه ، والشكر زينة الرواية ، وخفض الجناح زينة العلم ، وحسن الأدب زينة العقل ، والجمال في اللسان ، والكمال في العقل )
أحاديث كلها درر وذهب ونحن بحاجة لأن نستفيد منها نحتاج أن نتأمل دائما فيها
زينة الإنسان العلم والمعرفة التواضع أن يكون من له معرفة وعلم متواضعا أن يكون لسانه يتكلم بالإنصاف , بالأمور الصحيحة ولايجرح
خامسا: الإنصاف في المعاشرة تجلب المودة قال(ع)(ثلاث خصال تجلب فيهن المودة الإنصاف في المعاشرة ، والمواساة في الشدة، والإنطواء على قلب سليم )
هذا الحديث يذكر أمورا مهمة منها:
1ـ سلامة القلب
يجب أن يركز المسلم على قلبه بأن يكون قلبه سليما بعيدا عن الإمورالسيئة، والتعلقات المذمومة شرعا , فيحفظ قلبه منها ومن كل الإمور التي تسبب قسوة القلب , يجب عليه أن يتجنبها يبحث عما يحيي القلب من المواعظ من العبادة من الخير ويجتنب كل ما يسيئ إلى قلبه
2ـ الإنصاف في المعاشرة
الإنصاف في المعاشرة إنصف الأخرين
كيف أنصف الأخرين في المعاشرة والمعاملة؟ نتصور نحن نعيش في هذا المجتمع نجد أخطاء عند الأخرين ،وربما نقف موقف شرس إذا أخطأ شخص أمامنا , ولكن لو رجعت لنفسي ووجدت نفس الأخطاء ربما تتكرر عندي بل وأكثر , ربما بيني وبين الله أنا أرتكب الأخطاء وأكثر منها، ولكن إذا وجدت خطأ من الأخرين أقف موقفا شديدا هذا غير إنصاف , الإنصاف أن أجعل كما أحكم على الأخرين أحكم على نفسي ,أكن منصفا بيني وبين الله .
3ـ المواساة في الشدة
قال (ع) : ( والمواساة في الشدة )
المواساة في الشدة نحن مطلوب منا المواساة ــ وكان في بالي أن أتكلم عن التكافل في آخر الموضوع ولكن الحديث قال المواساة والمواساة في الشدة هنا محلها ــ
نذكر الإخوان أيضا في هذه الوقفة بالنسبة للتكافل الإجتماعي
لا زال هناك شباب مفصولين من العمل وموقوفين معتقلين ، توجد حاجة هنا واضحة , فهل توجد عندنا مواساة في الشدة أو لا؟
يعني هذه الأحاديث التي تبين صفات حسنة وتبين مكانة عالية لأشخاص إذا إتصفوا بها صاروا من شيعة أهل البيت (س)
هل هي موجودة عندنا أم لا ؟
نذكر أنفسنا بقضية المفصولين من العمل والموقوفين ،علينا بالتكافل الإجتماعي , إذا شخص منا وجد نفسه وقد مر عليه شهر ولم يدفع ولو دينار أو خمسة دينار أو أكثر أو أقل فليوبخ نفسه
أنت من المجتمع يجب أن تكون من المجتمع حقيقة (المسلمون في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) فإذا كان جارك يعاني وأنت لم تدفع دينار قل لنفسك أنك مقصر وأن هذا التصرف مخالف للمرؤءة ومخالف للشيمة الإنسانية فضلا عن المخالفة للدين
ربما في يوم من الأيام أنت تفصل من العمل أو تعتقل لا سمح الله , مع هذه الإعتقالات العشوائية ألا يحتاج أهلك لكفالة ,عليك أن تكون جزءا من المجتمع , فليس من الصحيح أن يقول ظرفي فيها شيئ من الصعوبة ولا يساهم ، علينا أن نكون فعلا أخوة متحابين متكافلين متكاتفين , نتواصى ونتكافل
سادسا: أثر لين الجانب في التعايش
قال الإمامالجواد (س)
(ثلاثة يبلغن بالعبد رضوان الله تعالى كثرة الإستغفار ولين الجانب وكثرة الصدقة وثلاث من كن فيه لم يندم ترك العجلة والمشورة والتوكل على الله عند العزم)
هذه إمور :
1ـ الإستغفار
كثرة الإستغفار الإنسان الذي يستغفر بإستمرار فهي مفتاح لرضوان الله وهي مفتاح كل خير(فقلتاستغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدرَاراً ويمددكم بأموالوبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهاراً (يعني طريق للخير والغنى والصلاح
2: لين الجانب
لين الجانب أن يكون لين الجانب في تعامله لا يكون فيه شدة في تعامله مع إخوانه
تجدون هذه الأحاديث التي قرأناها تقريبا كلها تركز على هذا الجانب ، كيفية التعامل مع الأخرين لين الجانب في المعاشرة مع الأخرين
3: الصدقة
كثرة الصدقة أن يركز الإنسان على كثرة الصدقة يخرج الصدقة بإستمرار فيها شفاء فيها دفع بلاء فيها إستقرار فيها توفيق من الله سبحانه وتعالى فيها علاج للأمراض
أحاديث تقول عالجوا مرضاكم بالصدقة
(وثلاث من كن فيه لم يندم ترك العجلة والمشورة والتوكل على الله عند العزم)
1: ترك العجلة
أن لا يتعجل الإنسان العاقل في تصرفاته, في أموره, في كل شيئ يقدم عليه يتروى
2: المشورة
أن يكون كثير المشورة لغيره من الناس فكما أثر( من شاور الناس شاركهم عقولهم)
يشاور أصحاب الخبرة والإنصاف في هذا المجال الذي يريده
3ـ ترك التردد
الإبتعاد عن التردد إذا عزمت فتوكل على الله تعالى , فعند العزم لا تتردد , إذا عزمت فتوكل على الله وقم بعملك بواجبك
سابعا: ما يهدم الدين
قال الإمام الجواد (س)
(ما هدم الدين مثل البدع ولا أزال الوقار مثل الطمع )
ثامنا: الحذر من الشتم والتهور
قال (ع):( من شتم أجيب ومن تهور أصيب ) يعني الشخص الذي يشتم الأخرين ، الشتيمة ترجع إليه , ليس في جانب غيبي ملكوتي لا مباشرة يتجرأ عليه الآخرون , كما في أحاديث من ضمنها مثلا يقول ( لا تمازح فيجرؤ عليك غيرك )
و(لا تماري فيذهب بهاء وجهك)
هذه أحاديث تشير إلى كيفية التعامل في واقع الإنسان ، لا تستنقص الأخرين إذا إستنقصت أحد أو شتمته سوف يشتمك ويتجرؤ عليك وتسقط مرؤتك وتسقط مكانتك إحفظ ماء وجهك إحفظ نفسك بإحترامك لغيرك .
أنتقل إلى موضوع البلد
أولا: الدين والسياسة
ما يثار دائما من قضية علماء الدين والسياسة ,علماء الدين يتدخلون في السياسة وأن هذا أمر مرفوض ومخالف لماذا مخالف ؟!!! لا نعلم
هل هو مخالف للدين ؟
هل هو مخالف للعقل ؟
مخالف لماذا إذا ؟
عندما نتسأل يقولون تدخل الدين في السياسة أمر مرفوض , وأمر غير صحيح
إذن يجب على المجتمع ليحق له أن يدخل في السياسة لكي يدخل في أمور حياته السياسية ويقرر مصيره ,أولا أن يتخلى عن الدين هذا الطرح الواضح إذا تخلينا عن ديننا , صار من حقنا أن نقول نريد حقوق نريد حكومة منتخبة ، إذا كنا نقول نحن مسلمون لنا عقيدة فهذا يعني أننا مستحيل في نظرهم أن نحصل على شيئ من الحقوق أذا تمكنوا من منعها إيانا , ولكن الله سبحانه وتعالى هو الناصر وهو المحقق ومن كان مع الله كان الله معه , فلا خوف لمن توكل على الله لا على غيره.
لماذا هذا الهوس من الدين ، كأن الدين يدعوا للفتنة والقتل .
الدين يدعوا لوحدة الناس .
الدين يدعوا للم الشمل .
الدين يدعوا للمحبة .
الدين يدعوا للإخاء .
الدين يدعوا لتعاطف الناس بعضها مع بعض
الدين يرفض الإعتداء على أي أحد , على أي كان هذا هو الدين .
ثم نقول ما بال الذين يمدحون الحاكم ويمدحون الملك ويمدحون السلطة وهم محسوبون من علماء الدين , نجدهم في ألسنة من يرفض دخول الدين في السياسة مبجلين ويحترمين ومقدمين , السبب أنهم يدعون للطاعة العمياء للسلطان.
إذا كان الدين دخوله مرفوض في السياسة فيجب أن يكون الجميع مرفوض كما يدعون
أما إذا كان يمدح الحاكم ويثني على الحاكم فهو مقدم , وهو الحق , وإذا كان يقول هناك خلل و هنا ملاحظات , فهذا خروج عن الدين نفسه وكأنهم نسوا حديث رسول الله (ص)
(أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر )
الحديث الذي يقول (لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعوا خياركم فلا يستجاب لهم )هذا هو الإسلام وهذه الأحاديث المجمع عليها عند المسلمين وليست خاصة بطائفة هذه الأحاديث كلها تؤكد ضرورة أن يكون الدين وعالم الدين والشاب المتدين لهم إشارات إصلاح للنظام ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر إذا وجد خلل يقفون له ويصلحون هذا الخلل لا أنهم يقولون كل ما جاء به الحاكم فهو حق ولا تجوز مخالفته ولا يحق لنا إلا أن نتخلى عن ديننا حتى نكون شريكا في المجتمع هذا كلام لا يقبله حتى الجاهل
ثانيا:الإعتقالات
الإعتقالات العشوائية والمستمرة للأحداث أيضا لا زالت , إعتقالات عشوائية ومن الشوارع ورأينا بعض الصور ومقاطع الفيديو التي بها ضرب لأشخاص صغار بالحطب من قوى الأمن فهل هذا هو الإصلاح؟!
وهل هذا هو الذي يرضاه الدين ؟!
أم أن هذا هو الإنتهاك للإنسانية وحقوق الإنسان ؟
والحدث الشاب الصغير والطفل لا يضرب حتى في القوانين الوضعية.
لا يؤخذ ويعذب بهذه الطريقة إذا إخطأ أوإرتكب خطأ يؤخذ ويرشد يعطى إرشادات وتأهيل لا أنه يؤتى له بهذه القوة والضرب المبرح يراد من ذلك التخويف والتهويل حتى لا يفكر الناس بحقوقهم ، ويقول كل شخص أحافظ على أولادي وأبتعد عن المطالبة ، وهذا وهم وهيهات أن يقع
المجتمع سار في طريقه ومستحيل أن يتنازل مستحيل أن يتنازل إنسان له حمية وشرف وكرامة أن يرى هذا الإنتهاك وهذا التعدي ويقول إنتهى الأمر ، لا لم ينتهي الأمر والأمر مستمر حتى تحقق جميع المطالب .
نحن نقول ماذا نطالب حتى يكون مرفوضا؟!
بماذا؟
نجيب : حقوق متساوية فيقولون طائفية
ونقول : إخوان سنة وشيعة
ويقولون : إيران
متى تحدث أحد من العلماء أوالرموز أو القيادات السياسية أننا نريد دولة فلانية
كيف يتحدثون بهذه الكلمات الرخيصة
ولكن يخرج الرمز منا والعالم منا ويقول نريد حقوق متساوية
نطالب بالحقوق للجميع
ويقولون له أنت تريد حكومة إسلامية تابعة لإيران وولاية الفقيه
الذي يتكلم ويصف المجتمع بأنه مغسول الدماغ وأنه تابع لولاية الفقيه وإيران ، هذه سخرية وإستهزاء بعقول الناس المجتمع إنما خرج يطالب فقط بالحقوق الشرعية لا تبع للدولة الفلانية ولا غيرها وإنما يطالب بحقه كمواطن
وليس بحقه هو فقط ويعزل الأخرين بحقوق جميع المواطنين هذا هو المطلب
أما ما تعمله الحكومة من القمع والضرب والإعتداء والإعتقال لن يجدي نفعا
الحل الحقيقي هو الحل السياسي الذي يخرج البلد من الإزمة
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين