بسم الله الرحمن الرحيم
وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ
لا يشك احد ٌ في اهمية الحج و وجوبه شرعا ً على كل مكلف ، الكل يعلم ما للحج من اهمية في الاسلام و انه من الاركان نتحدث فيما فيه التذكير و الترغيب في الحج تحدثنا سابقا في ست محاضرات حول الحج و فوائده و نتحدث في ذلك بكر بعض الامور و الفوائد ن
اولا : وجوب الحج و ترك الحج نكرانه ،
- وجوب الحج من ضروريات الاسلام و بديهياته ، المسلمه عند الكل العالم يعلم ان الحج و اجب ٌ الجاهل ايضا يعلم ان الحج واجب الكل لا يختلف في وجوبه .
- من ترك الحج ناكرا ً لوجوبه كان كافرا ً ظاهرا ً و باطنا ً ما دام يعلم بوجوبه و يعلم بملازمة نكرانه لهذا الوجوب ، شخص يعلم بأن الحج واجب ٌ في الاسلام وهو مسلم كما ذكرنا فما دام يعلم بذلك فإن نكرانه لوجوب الحج يعني نكرانه للقران يعني نكرانه للرساله يعني تكذيبه للنبي صل الله عليه واله تكذيبه للوحي فيكون كافرا ً شرعا ً .
- من ترك الحج تسويفا ً و إستخفافا ً به مع تسليمه لوجوبه كان مرتكبا ً لكبيرة ٍ من الكبائر ربما لا يكون الشخص منكرا ً للحج يقول الحج واجب وهو مسلم له و لكنه يستركه تسويفا ً وإستخفافا ً به ، ربما يقول ماذا استفيد من الحج ، الاسلام فرضه فهو يسلم بفرض الاسلام للحج و لكن البعض قد يقول ماذا استفيد ان اطوف بأحجار مع انه يقول واجب ، فإن كان مستخفا ً به إرتكب كبيرة مع تسليمه بوجوبه و ان كان مسوفا ً ايضا إرتكب كبيرة بتسويفه و تركه للحج .
- تأخير الحج عن زمن الاستطاعه من الكبائر ، كان مستطيع لكنه اخر فقد ارتكب كبيرة ً من الكبائر لو حج في السنة التي بعدها ، لم تنتهي و لم تذهب تلك الكبيرة بعض الاعمال مثلا ً اذا تركها الشهص او جاء بالعمل ولو لاحقا ً مثلا شخص ترك شيء ثم اتى به انتهى و لا شيء عليه و لكن الحج اذا تركه في سنة الوجوب فقد ارتكب الكبيرة و سجلت عليه كبيرة لو جاء به في السنة الاتية صحيح انه جاء بالواجب ولكن الكبيرة و المخالفة للتسويف قد سجلت عليه .
ثانيا : آيات ٌ في الحج و ايات فسرة في الحج ذكرنا الايات التي تتحدث مباشرة عن الحج مفصلا ً سابقا ً ومنها وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ قال الامام الصادق عليه السلام من كفر يعني من ترك الحج و هذه الاية واضحه و صريحه في الدعوة للحج و وجوب الحج بفعل الامر فيها ، ويقولن فعل الامر يدل على الوجوب فهنا توجيه للاتيان بالحج و إيجاب الحج على الناس وهو واضح ، هناك ايات ٌ اخرى تتحدث عن الحج و لكن فسرها المفسرون من البيت عليهم السلام ، اهل البيت عليهم فسروا بعض الايات انها في الحج ايضا منها قوله تعالى وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا (1) تقول شخص اعمى في هذه الدنيا ايضا في الاخرة اعمى قال الامام الكاظم عليه السلام نزلت في من سوف الحج ، حجة الاسلام في من سوف الحج هو الذي يكون اعمى ، نزلت في من سوف الحج وعنده ما يحج به فقال العام احج العام احج العام احج و لم يحج هذا هو من يكون يوم القيامه اعمى و اضل سبيلا قال إسحاق ابن عمار سألت ابا عبد الله عليه السلام عن رجل ٍ له مال و لم يحج قط قال عليه السلام هو ممن قال الله تعالى وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ شخص ٌ عنده اموال و يستطيع ان يحج و لكنه لم يأتي بالحج هو الذي يحشر يوم القيامه اعمى قال الراوي قلت سبحان الله قال عليه السلام اعماه الله عن طريق الجنة اعمى و اضل و نحشره يوم القيامه اعمى لان هذا الطريق و هذا الباب للجنة اغلقه بمعصيته و بإبتعادة و يقول تعالى وأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ قال الكاظم عليه السلام و اكن من الصالحين يعني احج هذا تفسير لبعض هذه الايات على انها خاصه ايضا بالحج و انت كانت ربما يتكلم فيها المفسرون بكلام ٍ اخر و هي انها من باب التطبيق يعني لها معنى عام وهو صحيح ايضا لها معنى ينطبق عليها و على غيرها و هذا مصداق من المصاديق و قوله تعالى قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (2) قال الكاظم عليه السلام انهم الذين يتسامحون في الحج و يسوفونه ، هؤلاء الذين يسوفون الحجهم الذين يكونون من الاخسرين اعمالا لانهم سوفوا كانوا يستطيعون و لكنهم يسوفون و لم يأتوا بهذه الوظيفة المطلوبه .
ثالثا ً : الحج في الحديث و السنة ،
و هذه احاديثنا من باب التذكير و الترغيب في الحج عن الصادق عليه السلام قال من مات و لم يحج حجة الاسلام لم يمنعهمن ذلك حاجة ٌ تجحف به او مرض ٌ لا يطيق فيه الحج او سلطان ٌ يمنعه فليمت يهوديا ً او نصرانيا ً ، شخص يستطيع ان يحج حجة الاسلام و لكنه لم يحج هذا اذا ادركه الموت فليختار هذه الميته يهوديا او نصراينا ، لانه كان مستطيع تسويفه كبيرة و الحديث يشير الى اعظم من الكبيرة و هو الكفر ،
روى سماعه عن الصادق عليه السلام قال قال لي مالك لا تحج في العام فقال معامله بيني و بين قوم ٍ و اشتغال و عسى ان يكون ذلك في خيره فقال الصدق عليه السلام لا و الله ما فعل الله لك فيه ذلك خيره ثم قال ما حبس عبد ٌ عن هذا البيت إلا بذنب إذا ً الحج هو الافضل ، من كل شيء من استطاع ان يذهب للحج فليكن مقدم ، من تيسرت له الامور يكون مطلوب الحج ، الادمان على الحج مطلوب و راجح و عن الصادق عليه السلام قال ليحذر احدكم ان يعوق اخاه عن الحج فتصيبه فتنة في دنياه مع ما يدخر له في الاخرة شخص كان يعزم على الحج تاتي و تقول له عندي عمل معين تشغله بشيء تحبطه تسوفه حتى لو كان الحج مستحبا ً ليحذر احدكم ان يعوق اخاه عن الحج فتصيبه فتنة في دنياه مع ما يدخر له في الاخرة يعني هناك ضرر و خساره له في الدنيا و في الاخرة ايضا ،
رابعا : فضل الحج و فوائده ،
- الحج تجارة مع الله و هي افضل التجارة عن ابي عبد الله عليه السلام قال الحج و العمرة سوقان من اسواق الاخرة العامل فيهما في جوار الله ، ان ادرك ما يأمل غفر الله له و ان قصر به اجله وقع اجره على الله عز وجل فهو رابح على جميع الاحوال ما دام مخلصا ً قاصدا لهذ االطريق فهو في خير و ربح .
- الحاج ضيف ٌ بلا ذنب عند الله قال ابو جعفر الباقر عليه السلام الحج و العمرة سوقان من اسواق الاخرة اللازم لهما من اضياف الله عز وجل إن ابقاه ابقاه و لا ذنب له و ان اماته ادخله الجنه .
- درجات ٌ للحاج كثيرة منها قال نبي صل الله عليه و اله لرجل ٍ مميل (3) فقال اجعل اموال بدل للحج فاته الحج و التمسه منه ما به ينال اجره فقال له النبي صل الله عليه و اله لو ان ابا قبيس لك ذهبة ً حمراء فأنفقته في سبيل الله تعالى ما بلغت ما يبلغ الحاج ، لما للحج من درجه و اهمية و قال النبي صل الله عليه واله ان الحاج اذا اخذ في جهازه لم يرفع شيئا ً ولم يضعه الا كتب الله له عشر حسنات ومحى عنه عشر سيئات و رفع له عشر درجات ، و اذا ركب بعيره لم يرفع خفا ً ولم يضعه الا كتب الله له مثل ذلك فإذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه (( هذه تصفيه رفعت له درجات و درجات و الان طاف بالبيت محيت الذنوب )) ، فإذا سعى بين الصفى و المروة خرج من ذنوبه ((تطهير اخر )) فإذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه فإذا وقف بالمشعر خرج من ذنوبه فإذا رمى الجمار خرج من ذنوبه قال فعد رسول الله صل الله عليه اله كذا و كذا موقفا ً اذا وقفها الحاج خرج من ذنوبه ثم قال انى لك ان تبلغ ما يبلغ الحاج عنده اموال و اراد ان ينفقها حتى يعوض الحج النبي صل الله عليه و اله هذه درجات عاليه ينالها الحاج لن تنالها بذلك ، طبعا ً الحديث ينصب بالاساس على قضية الحج الاول و الباقي ايضا له ثواب حجة الاسلام هي الاساس و الباقي له ثوابه ولو ان الشخص لم يوفق له و ابدله بأموال ربما لا تكفي و لكن هناك روايات انه لو تكفل بالايتام لحصل درجات الحاج لو وقف في مساعدة الفقراء خدم الناس خدم اصحابه خدم اهله يحصل على ذلك .
- دفع ميتة السوء و زيادة الرزق و صحة البدن قال رسول الله صل الله عليه و اله حِجج ٌ تترى و عمرة تسعى يدفعان الفقر و ميتة السوء ، شخص ٌ يحج حجة تلوى اخرى إذا حج الشخص ثلاث حجات يقال له مدمن فالذي يحج و يعتمر هذه الحجة و العمرة يدفعان عنه الفقر وميتة السوء ، وقال علي ابن الحسين حجو او اعتمروا تصح ابدانكم و تتسع ارزاقكم ، تبحث عن صحه تصح ابدانكم و تتسع ارزاقكم و تكون مؤنة عيالكم لا تشتكي من الفقر و الابواب مفتحه لك .
- الحاج مشفع ٌ في اهله و جيرانه ، عن الصادق عليه السلام انه اذا كان لم يحج حج بعض اهله او بعض مواليه و يقول لنا يا يني إن إستطعتم فلا يقف الناس بعرفات إلا و فيها من يدعوا لكم فإن الحاج ليشفع في ولده و اهله و جيرانه احرص على ان تكون كذلك اجعل اناس يدعون لك إذا لم تستطع ان تذهب ، الامام الباقر عليه السلام يستأجر اشخاص يذهبون و يذكرون اهل البيت و يرثونهم في ذلك المكان .
- كثرة المال و الاولاد ، تشتكي هذه الامور الطرق كثيرة و ذكرنا كثيرا ً مثلا بر الوالدين صلت الرحم التزاور ذكرت كثيره في هذا المجال ، الاستغفار يجعل الانسان يحصل على كثير من هذه الامور و الحج ايضا قال على ابن الحسين عليه السلام لإسحاق إبن عمار لما اخبره انه موطن ٌعلى لزوم الحج كل عام بنفسه او برجل ٍ من اهله بماله قال الامام عليه السلام فأيقن بكثرة المال و البنين ، تذهب للحج او تجعل احد يذهب عنك تزداد اموالك و اولادك ، او ابشر بكثرة المال في رواية ، عن الفضيل ابن يسار قال سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول قال رسول الله صل الله عليه واله لا يحالف الفقر و الحمى مدمن الحج و العمره ، الذي يدمن الحج و العمرة فإن الله سبحانه و تعالى يحيمه من الفقر و من الأمراض ،
الهوامش
- سورة الاسراء الاية 72 الاية
- سورة الكهف الايتان 103-104
- عنده اموال كثيرة لم يذهب الحج