نتحدث حول حياة من بعض الجهات او بعض النقاط حياة الامام الهادي سلام الله عليه و هي شبيهة بواقع حياة الامة واقع حياة الامام سلام الله عليه وما عاشه الامام من ظروفٍ سبيه بواقع وحياة هذه الامة في هذه العصور التي تتعرض فيها الامة لكثير من الضغوط و الاختلاف و الفتن و البدع و غير ذلك فحديثنا حول الامام من هذه الجهات ،
اولا : معرفة الامام عليه السلام
معرفة الامام كما هو مُسلمٌ ومعروفٌ باب من أبواب الجنة وطريقٌ للنجاة لانك إذا إذا تعرفت على الامام لا تتعرف عليه كجسدٍ وانما تتعرف على الامام كشخصيةٍ لها روحٌ متكاملةٌ في افعالها و تصرفاتها فالامام هو الانسان الكامل المتكامل في فكره وروحه و عقله و عمله الامام هو الذي يكون منسجماً بين فعله وبين قوله ، فقوله هداية و فعله سنةٌ يستن بها ، و يقتفى اثره و يقتدى به ، و يهتدى بهديه ، و و بنوره ، الشخص الذي يستلهم الدروس من حياة الامام هو الشخص الواعي الذي عرف هدفه و سعى للحصول على المنهاج الصحيح الذي يوصله الى غايته و هدفه ز المنهاج الصحيح الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه القرآن الكريم والعترة الطاهرة أهل البيت سلام الله عليهم عملهم حكمة ، و وعياٌ ، و قرآناٌ ناطق لا تكن علاقتنا بالامام علاقةً عاطفية فقط منفصلةً عن الوعي و الإدراك و الاقتداء بإثر الامام ، واقواله و أفعاله ،
ثانيا : عمر الامام الهادي سلام الله عليه
عند تسلم الامام الهادي الإمامة كان عمره في حدود ست سنوات ، و هذه الامامة الثانيه في في سِنٍ مبكرة كان الإمام في سنٍ صغير عندما صار إماماً ، و كذلك الإمام الهادي ايضا في هذا العمر الصغير عاش الامام الهادي سلام الله عليه عمراً قصير بالنظر الى إعمار الناس المتعارف ان يعشيوا ستين و سبعين و ثمانين ، و اكثر من ذلك الامام عاش عمره كله 41 سنة فقط و لكن اثار الإمام كثيرة و بركاته كثيرة و خيراته كثيرة فالانسان ليس بقدر ما يعيش و انما بقدر ما يقدم و الإمام هو من يقدم افضل ما يمكن ان يقدمَ للناس في هذه الدنيا ،
ثالثا : الشيعة و إمامة الإمام
لم يختلف الشيعة في إتباع الامام سلام الله عليه إلا عدد قليل الناس إتبعوا الإمام و اعترفوا بإماته و لم يختلفوا فيه لماذا ؟
- لان كل التساؤلات عن إمامة إمامٍ حديث السن قد اُجيبَ قد اجيب عنها في إمامة الجواد عليه السلام لإنه إن كان هناك تساؤلات عن حداثة سن الإمام و كيف يكون إماماً و عمره صغير فإن هذه التساؤلات قد اجيبت في إماة الإمام الذي قبله و هو الإمام الجواد سلام لله عليه إلا القليل الذين إتبعوا موسى المبرقع .
- من تبعوا موسى المبرقع رجعوا عنه لإمامة الإمام هؤلاء ( هؤلاء الذين اختلفوا رجعوا بعد ذلك لامامة الامام ) (لماذا ؟) لان موسى تبرأ منهم و من الإمامة لنفسه و لا يدعي الامامة و من نسبوا له الامامة تبرأ منهم و ارجعهم للامام سلام الله عليه .
- و لان الامام حين استدعي الى بغداد من قِبلِ المعتصم كتب نصاً ينص على إمامته فلا ماجال للتشكيك و التأويل و إتباع الاخرين .
رابعا : حكم العباسيين في زمن الهادي
كيف كان حكم العباسيين في زمن الهادي عليه السلام ،
- الناس كانوا يكرهون الحكم العباسي ، و يتمنون زواله الحكم العباسي لم يكن حكماً محبذاً ومرغوباً وإنما كان مكروهاً لماذا كان مكروهاً ؟ في بادئ امره طبعاً سكب الناس و جلب الاراء له لانه كان ينادي بالعدل و بإمامة اهل البيت سلام الله عليهم ، ولكنه سرعان ما قلب و غير ، وامعن في الظلم حتى فاق ظلمه ظلم المروانيين ، والامويين ، الناس تكره الحكم و تتمنى زواله و ذلك بعد سيطرة الاتراك الذين صاروا يولون و يعزلون من يشاءُون الاتراك يسطروا كانوا خدم وكانوا عسكر و سيطروا فصاروا يعينون الولاة في المناطق و يعزلون من يشاءُون بل حتى الخليفة و إنتشرت الرشوة في كل شيء بحيث يصعب على الناس العيش ( ان كنت تريد ان ) تسير امورك لا بد من رشوة يعني النظام و القانون و الحكم فيه خلل فصار كل شيء برشوة و هذا سببه الاتراك إزدياد الظلم فملؤا السجون بالابرياء حتى كره الناس الحكم كل من يختلف معهم دسوه في السجن و كل حكم يبنى على الدم لابد ان يزول هذه قاعدة معروفه الحكم الذي يبنى على الظلم لا يمكن ان يستمر حتى لو تهيئة له ظروف معينه فإن الله سبحانه وتعالى لابد ان يهيئ له سبباً لزواله و هذا ماحدث للعباسيين انفسهم .
- المبالغه في اذية الامام عليه السلام فقد كانوا يجلبونه الى المتوكل في زمن المتوكل كانوا يبالغون في اذية الامام و ايذاءه يجلبونه للمتوكل و المتوكل سكران و القصص في ذلك و الروايات كثيرة يطلب من الامام ان يغني له يطلب من الامام ان ينشده شعراً والى غير ذلك المعروفه وهو في سكره إمعاناً في اذية الامام فكانوا يحملون هذا الحقد و التقصد في الامام بل و أهل البيت و أتباع أهل البيت بصورة عامة
- المتوكل يحمل حقداً لا نظير له و يظهره بصور مختلفة منها إستدعاء الإمام ومحاولة إهانة الإمام يجلب بعض السحرة و يجلب الإمام لمحاولة الإمام يجلب بعض الفكاهيين و يغريهم أنه إذا اضحكتم الناس على الاإمام لكم مبلغ ( كذا وكذا ) فكان يحاول ايذاء الإمام بصور مختلفة مع انه تتمالك الحضور بل المتوكل هيبة الإمام من الله سبحانه وتعالى كما سيأتي .
- المتوكل يطارد قواعد الإمام عليه السلام بالتنكيل و القتل بل تقول ربما لم نجد زمناً ك زمن المتوكل يكون فيه مطاردة جميع الموالين لاهل البيت كما حدث في زمن المتوكل الإمعان في الاذية و القتل و النتكيل والتمثيل من القتل و الصلب و غير ذلك ( من ) يزور الإمام الحسين سلام الله عليه يقتل يصلب تُقطع اطرافه فكان الإمعان في اذية من ينتسب لاهل البيت سلام الله عليهم بلغ الى درجةٍ عظيمة .
- إستغلال المذهبية والطائفية في زمن المتوكل و كأنك تتحدثعن واقع المسلمين الآن إحداث و قعت في ذلك الوقت ايضا تحدث في هذه الازمان فكان الإستغلال للمذهبية و الطائفية الى اعلا الدرجات نعلم ان قبله كانت السياسة تقريبا معتزلة في زمن المأمون في زمن المأمون كان تقريب المعتزلة و قتل السنة و الجماعة أهل الحديث ثم بعد ذلك يأتي دور المتوكل فيقرب أهل الحديث ويقتل المعتزلة ومن يوالي أهل البيت سلام الله عليهم و هكذا ففي قضايا بسيطة كخلق القرآن وعدمه قتل الكثير من الناس كما يقول السيد الطباطيائي لم يسل دم في الاسلام كما سال على مسألة خلق القران وعدمه مع ان المسألة اشبه شيء بالاعتبار يعني ليس لها اثر في واقع الناس هل القران هو اللفظ ام هو المعنى هل هو الكلام في ذات الله ؟ ( هل الكلام في ذات الله ) ؟ ام انه مخلوق لله و إلى غير ذلك هي أمور في واقع الناس ليس لها اثر ، و لكن قتل على اثرها الكثير ، و لم يكن ذلك إلا إستغلالً من السياسة و تدميراً للناس ،و الناس البسطاء ينجرون خلف هذه السياسة فيقتلون بعضهم ذلك يختلف معي في مذهبي و يعتقد هذا المعتقد يجب ان يقتل لماذا يقتل ؟ يعتقد ما يعتقد عمله و طريقه صحيح في الخارج نيته في داخله و هو يعتقد ان القرآن كلام الله مخلوق او ليس مخلوق اعتقادٌ في باطنه ليس لي به و ليس له بي و لكن إستغلال الحكام لذلك إصرار من أجل تدمير الناس و السيطرة على الناس
- ازالة اثار كل مقدس ومحو اثار اهل البيت عليهم السلام حتى هدم قبر الحسين ( ريحانه الرسول سلام الله عليه ) و هذا كله ناشئ من حقدٍ دفين غنده من جهةٍ ومن جهةٍ اخرى لتدمير هذا التكتل و الالتفاف حول اهل البيت سلام الله عليهم لان الالتفاف حول اهل البيت في زمن الإمام الهادي سلام الله عليه كان قوياً و اثره في الناس كان قوياً فهناك إصرار لتدمير هذا الالتفاف في ( زمن و حكم العباسيين ) انتشار الفوضى و النهب و السلب و سبه ايضا هو هذه السياسه الفاشلة التي كانوا ينتهجونها من الرشاوى و غيرها و تسليم الامور للاجناب
- انتشار الفقر بين عموم الناس ، و هذا طبيعي ان ينتشر الفقر و كيف لا يكون الفقر بين الناس إذا كانت السيطرة في يد (اناس) محدودين و ليسوا من صنف المجتمع نفسه ، وإنما هم اجانب همهم مصلحتهم وما يحققون و السيطرة في ايديهم فيعينون بإموال و يعزلون بإموال و الفقير ليس له وجود .
- انتشار البذخ و ظاهرة القصور بين المتملقين ، و بطانة المتوكل في ذلك الوقت إنتشرت ظاهرة القصور المحسوبون على النظام كلٌ يملك و كلٌ عنده قصر و خدم وهكذا حتى ان البعض في تلك الازمان يقول عندي من الاموال لو اعيش مئات السنين لا تنتهي لان السلطة في ايديهم و يأخذون من الناس و لكنه لا يستمر سنه إلا و يكون فقيراً في الشارع الامور تنقلب و تتغير سبب الفوضى وانعدام الاستقرار الذي كان في زمن المتوكل هو ان الولاة كانوا يشترون مناصبهم الوالي الذي يريد ان يكون والياً على البصرة على الكوفه ( على منطقه ) يقدم اموال للاتراك ويشتري مصبه و يعينونه رشاوى في كل شيء .
خامساً : وضع الإمام الهادي سلام الله عليه في زمن المتوكل ؟
حياةٌ صعبة في زمن المتوكل يحسب عليه انفاسه يراقب في كل شيء فحياة صعبة عليه و على اتباعه و لكن الإمام لانه عنده هدف غاية من ان يكون في رخاءٍ او لا يكون إذا جاء بما يرضي الله سبحانه وتعالى فهو في خير إذا طبقِ وأتى بتكليفه الشرعي فهو في خير فالامام لا يرى غير ذلك هذه الصعوية وان كان ظاهرية على الامام سلام الله عليه و يتأذى الإمام لاذيةِ اتباعه إلا ان الإمام في مسلكٍ واضح عن تكليفه و رضا الله فما دام يأتي بما يرضي الله سبحانه وتعالى فهو في خير ،
ماذا يصنع المتوكل ؟
المتوكل يعزل الإمام ويضعه في خان الصعاليك ،
الهدف الاول ، من عزله للإمام إهانة الإمام لما يحمله المتوكل من حقد المتوكل يحمل حقداً كثيراً لماذا يحمل الحقد الكثير ؟ ربما ( مثلا ) يتسائل البعض ما هو السبب في حمل الحكام الحقد لاهل البيت سلام الله عليهم لانهم يختلفون معهم في الدنيا الحاكم يريد الدنيا ويريد استعباد الناس و الإمام يريد الخير للناس فمتى ملكتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا الله سبحانه وتعالى جعلهم أحرار الامام يحارب هذا الاسعباد وهذا الاستغلال الذي يعمل به الحكام لذلك لا يقبلونه ، الإمام تزداد شعبيته و تزداد قاعدته فيثير الحسد و الحقد عند المتوكل فهو يحمل حقداً كثيراً لذلك يكفي هذا الحقد الذي يحمله للإمام سلام الله عليه ان يفتك بالإمام .
الهدف الثاني ، عزل الامام عن قواعده و اتباعه الحكام كلهم هكذا و في ذاك الزمان قلنا وفي هذا الزمان تجد القائد الذي يمثل الخير للناس و يمثل الهداية للناس و الارشاد للناس يعزل عن الناس و يمنع الناس من الوصول اليه قدر الامكان .
الهدف الثالث ، زرع اليئس و الاحباط عند اتباع الامام عندما يعزل الامام و يجعل في جانب لا يتصل بالناس يتصورون ان الامام لا يستطيع ان يعطيهم ارشاد وهداية وامر فيئمنون من الثورة يتصورون ان الامام و اتباعه انتهوا بماذا ؟ بجعل الاحباط يعني يتوسلون بوسيلة الاحباط وزرع الاحباط في نفوس الناس حتى يتخلى الناس عن اهدافهم وطموحاتهم ومطالبتهم بحقوقهم .
الهدف الرابع ، هو جعل الامام تحت المراقبه يعزل الإمام و يأخذه ليجعله تحت المراقبه ويعد عليه انفاسه ، وكل شيئ عند الإمام يكون محسوباً ،
سادسا : مقام الإمام في نفوس الناس ،
لو جئنا وننظر ( ونظرنا ) مقام الإمام في نفوس الناس الإمام الذي يروجون ضده والذي يريدون اهانته ويريدون إستنقاصه ما هو مقامه؟
مقامه يجتمع عليه شيعته مجتمعين لا يختلفون عليه مقامه عند من يخالفه وعند اعداءه ايضا يبجلونه و يحترمونه و هم مرغمين على ذلك فللامام مكانةٌ عظيمة لا يضاهيها احد لذلك يحسده المتوكل و يحسده الحكام لا يحصل الى هذه المكانه و المقام احد المقام والمكانه من الله سبحانه وتعالى نجد امثله على ذلك مقام الامام عند اصحابه و تباعه ليس فيه كلام هذا واضح ولكن عند من يخالف الامام ما هي مكانته و مقامه ؟
- في بيت الخلافه فتنذر امه إذا شفي تدفع للامام شعرة الاف دينار لانها لا تجد من تتقرب به الى الله لشفاء ابنها غير الامام في بسيت المتوكل يرون اقرب إنسان الى الله سبحانه وتعالى و الذي يمكن ان يلجؤوا له في اشد المحن هو الامام سلام الله عليه هذه مكانته يرونه افضل الناس و الذي يمكن ان ننذر له و نتقرب الى الله من خلاله و نحق ما نريد
- اهل المدينة و حبهم للامام ، اهل المدينة لم يكونوا يجمعوا على امامة الإمام بل لم يكن لهم مذهب واحد و إنما توجهات مختلفه خصوصا كما قدمنا الحكام عندما جاءو قلتوا من يؤمن بهذا المذهب او بهذا المذهب و تغيروا بين حاكمٍ و اخر هذا التغير جعل الناس ليسوا بمؤمنين بمذهبٍ واحد او بمعتقدٍ واحد و لكن نرا اهل المدينة و حبهم للامام يقول يحى ابن هرثمه و هو الشخص الذي ارسله المتوكل الى المدينة ليأتي بالامام منها الى سامراء يقول فذهبتُ الى المدينة فلما دخلتها ضج اهلها ضجيجاً عظيما ما سمع الناس به خوفا على الامام على الهادي عليه السلام ، ضج الناس ضجيجاً شديداً لانهم راوا جلاوزة الخليفه يريدون اعتقال الامام و قامت الدنيا على ساق ضجة شديده و الكل يتحدث لانه كان محسناً اليهم يقول ابن هرثمه ملازما للمسجد ام يكن عنده ميلٌ الى الدنيا يرونه هكذا لا يؤمنون به و لكن يرون عظمته و يرون فيه هكذا قال يحيى فجعلتُ اسكنهم و احلف لهم اني لم اؤمر فيه بمكروه و لته لا بأس عليه ثم فتشتُ منزله فلم اجد فيه إلا مصاحف و ادعيه و كتب العلم فعظم في عيني و توليت خدمته بنفسي و احسنتُ عشرته هذا ينقل مكانة الامام في المدينة المنورة الناس يؤمنون بالامام ؟لا يؤمنون كلهم فيهم من يؤمن وفيهم من لا يؤمن و لكن كلهم يحترمون الامام و يبجلونه ويعظمونه
- مكانه الامام عند الولاة و حاشية المتوكل (( )) يقول يحيى ابن هرثمه فلما قدمتُ به الى بغداد بدأت بإسحاق ابن ابراهيم الطاهري و كان والياً على بغداد دخل عليه فقال لي يا يحيى ان هذا الرجل قد ولده رسول الله صل الله عليه واله و المتوكل من تعلم انت تعلم المتوكل سكير شارب الخمور صاحب المجون و انت تعمل من هذا ، هذا من ولده رسول الله صل الله عليه و اله من يقول هو الوالي للمتوكل يقول فإن حَرضت عليه قَتلهُ و كان رسول الله صل الله عليه و اله خصمك يوم القيامه إذا حَرضتَ عليه يُقتل وتَكونُ خصماً لرسول الله صل الله عليه و اله فقلت له ما وقعتُ منه إلا على كل أمرٍ جميل ، ثم سرثُ به الى (سرمن رأى ) سامراء فبدأتُ بوصيف التركي بأخبرته بوصوله فقال لان صقطت منه شعره لا يطالب بها سواك وصيف التركي ايضا كذلك عند المتوكل قال فعجبت كيف وافق قوله قول اسحاق كيف اتفقوا على عظمته فلما دخلت على المتوكل سالني عنه فأخبرته بحسن سيرته و سلامة طريقه و ورعه وزهادته و اني فتشت دراه فلم اجد غير المصاحف و كتب العلم و ان اهل المدينة خافوا عليه فأكرمه المتوكل و احسن جائزته و اجزل بره وانزله معه سر من رأى ، منزلة الامام ومكانته نجدها حتى عند من يخالف الامام .
- احترام الامام وهذا تجده عند اولياء الله ناس يختلفون مع شخص لا يؤمنون به ولكن الله سبحانه و تعالى هو الذي يعطي يعطيه المكانه و رأينا مواقف كذلك بين الاولياء من العلماء و الفقهاء من يختلف مهم يجد نفسه منكسراً امامهم و هو يستطيع ان لا ينكسر و لمن الله سبحانه وتعالى يجبره على ذلك يعني بإرادته ويريد التعالي و التكبر و لكن الله يجعله صاغرا لهذا الولي فإحترام الامام يخرج عن الاختيار بل هو منٌ من الله سبحانه وتعالى يقول محمد ابن الحسن ابن الاشتر قال كنت مع ابي بباب المتوكل وانا صبي في جمعٍ من الناس ما بين طالبي يعني هاشمي الى عباسي الى جندي الى غير ذلك (( جندي يعني الاتراك كانوا جنود )) بالآلاف الى غير ذلك و كان إذا جاء ابو الحسن سلام الله عليه ترجل الناس كلهم حتى يدخل يحترمونه و يترجلوا وينزلوا إحتراماً له فقال بعضهم لبعض لمى نترجل لهذا الغلام ؟ الامام صغير كما قدمنا في المقدمه لما نترجل لهذا الغلام وماهو باشرفنا و لا بإكبرنا و لا بإسننا و لا بإعلمنا فقالوا و الله لا ترجلنا له قسموا لن لا يترجلوا له فقال لهم ابو قاسم الجعفري و الله لتُرجلن له صِغاراً و ذِلةً إذا رأيتموه فما هو إلا ان اقبل و بصروا به جاء الامام التفتوا له فترجل له الناس كلهم فقال لهم ابو هاشم اليس زعمتم انكم لا تترجلون له وفقالوا و الله ما ملكنا انفسنى حتى ترجلنا هذه المنزله و هذه المكانه و هذا الشرف في نفوس الناس بحيث انهم كبار في السن يرون انفسهم اعلم يرون انفسهم اقدر يرون انفسهم في سلطة في مكانه بيدهم كل شي و إذا بالكل يخضع للامام هذا الخضوع هو من الله سبحانه وتعالى المنزله والمكانه الله سبحانه وتعالى يودعها في نفوس الناس فمن كان ولياً لله رفعه الله و أعظم منزلته .
سابعا : بصرة و بعد نظر الامام سلام الله عليه
الامام عنده في معاملته في حياته بعد النظر نقطه واحده في هذا المجال الامام يحضر مجالسهم و لكنه حضورٌ مبدئي و ليس نفاقاً و لا تنازلاً عن مبدأ الانسان قد يمر في ظروف و تختلف الظروف و تختلف الاوضاع وتختلف السياسه الانسان الواعي هو الذي يضع الشيء موضعه ربما يثتطلب مني في موقفٍ ان اكون ثوري و الى اعلى درجه وربما يُتطلب مني في موقفٍ الهدوء وربما يُتطلب مني موقف كما كان مع الامام و كلن الفرق في ان يحضر إنسان الى مجلس الظالم و يظفي عليه الشرعية فهذا امر عظيم ومنكر كبير و جورٌ على الناس و كل دمٍ يسقط بسببك فأنت شريكٌ فيه الذي يظفي لاشرعية على لاظالم فهو شريكٌ في ظلمه في كل شيءٍ ياتي به اما الذي يضطر ان يقف مثلا او يحضر مجلس إضطراراً إذا حضر او تعامل في شيء يجب ان يكون واعيا لا ان يظفي شرعية لا ان ينافق لا ان يقول للظالم انت صحيح لا يقول انتم على حق ربما يسكن لكن يجب ان يكون موقفه واضحا معروفاً بصورة و اخرى و هذا هو موقف الامام ، الامام كان يحضر لهم ولكن لم يلتسموا منه النفاق ولم يلتمسوا منه انه اظفي شرعيةً عليهم بل يجدون فيه تهديدا لوجودهم تهديدا لسلتطتهم تهديدا لحكمم لانه لا يتفق معهم ، وهذ امر مهم عندما تختلف مع احد حتى في المتجمع بفكرٍ معين يقال يجب ان تتعايش صحيح يجب ان تكون مع الناس و كان لا تكن منافقا قل هذا رأيي انا عندي هذا الرأي و بهذه الصورة ارى و لكن ان اقول كل شيء صحيح و انافق هذا امر كبير الامام لم يكن يساوم لم يكن يداهن على حساب مبدأ ولم يكن ينافق ولو كان الامام يسايرهم ويجدون فيه ذلك لما قتلوه لما كبسوا عليه الدار مرات ومرات لماذا يهجمون على دار الامام بين الحين والاخر و يفتشون دار الامام بين الحين و الاخر لانهم يخافون على ملكهم ويرون الامام تهديدا لهم لو كان الامام يوافقهم لما كانوا يدخلونه السجن لماذا يدخلونه السجن ؟ لان الامام واضح ياتي لهم لكن لا يظفي عليهم الشرعية ولا يبارك لهم افعالهم .
ثامنا : الحركة في ضوء الاهداف
ماذا كان يصنع الامام في كل المراحل التي مر بها ؟
- يعلم الناس و يخرج العلماء و يعلم العلماء مع كل هذه الظروف الامام يعلم و قد بلغ الرواة عنده 185 راوياً يعني عالما يروون و لهم مكانتهم ومنزلتهم عند الامام
- تحرك الامم مع الناس بالحكمه و الموعظة الحسنة يصلح ويقوم فيه الخلل او فيه فساد
- يثبت المفاهيم الايمانيه الصحيحه في نفوس الناس المفاهيم الصحيح إذا وجد خلل يعلم الناس يفهمهم المفاهيم الحقة والصحيحه .
- رد الشهات التي تحمل الناس الى الانحراف والى الكفر ومن ذلك اذكر ثلاثة امثله .
أ ) ضد الجبر و التوفيض ، ظهر في عصر الامام منن يقول بالجبر و التوفيض فيتحرك الامام ليعيد الناس الى الصواب الجبر و التفويض كما ذكر و كرر كثير اناس يقولون انت انما تصنع ما تصنعه من الله وانت لست إلا كآله جبر المعصية لم تصدر منك و إنما من الله سبحانه تعالى و لكن عن طريق اعضائك ، انت آلة والذي قول بالتفويض يقول الله ليس له دخل خلقك ثم ابتعد تركك اونت تفعل ما تشاء لوحدك و ليس لله في فعلك شيء فالإمام سلام الله عليه يصلح ذلك و يفهمهم فيقول من ضمن ما يقول فأما الجبر الذي يُلزم من دانَ به الخطأ فهو قول من زعم ان الله عز و جل اجبر العباد على المعاصي و عاقبهم عليها و من قال بهذا القول فقد ظلم الله جكمه و كذبه و رد عليه قوله وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (1) و قوله تعالى ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (2) انت ترد على الله ان قلت بالجبر فكيف ليس بظلامٍ للعبيد و هو الذي يجبرهم على الظلم
مثالاٌ اخر الغلو اذكره لانه ربما يلامسُ واقعنا شيئاً ما الغلوو الكذب في زمن الامام الهادي سلام الله عليه جاء من يدعي بأن الامام هو الرب و المدعي هو النبي و ان الصلاة التي تنهى عن الفحشاء و المنكر هي الصلاة ، معرفة الامام هي الصلاة و غير ذلك ليس بشيء و قد استغل اصحاب هذا الاتجاه حب الناس لاهل البيت وقدموا انفسهم على انهم من الحبين لهم وبدؤا ينشرون هذه الافكار فكتب بعض الاصحاب الى الامام سلام الله عليه ، جعلت فداك يا سيدي ان علي ابن حسكة احد الغلاة يدعي انه من اوليائك انك انت الاول القديم يعني الله و أنه بابك ونبيك امرته ان يدعوا الى ذلك ويزعم ان الصلاة و الزكاة الحج و الصوم كل ذلك معرفتك ومعرفت من كان مثل ابن حسكة فيما يدعي من البابيه و النبوة اي انه باب الامام و الامام من قِبله فهو مؤمن كاملٌ سقط عنه الصلاة والصوم و الحج اي لم يعد مكلفاً بالحج و الصوم و الصلاة وما اليه كثير فإن رأيت ان تمن مواليك شيعتك بجوابٍ في ذلك تنجيهم من الهلكه فكتب الامام الهادي سلام الله عليه هذه الرساله ، كذب ابن حسكة عليه لعنة الله وبحسبك لاعرف في موالي لعنه الله فوالله ما بعث الله محمداً و الانبياء قبله إلا بالحنفيه و الصلاة والزكاة الحج و الصوم و الولاية وما دعى محمد صل الله عليه واله إلا الى الله وحده لا شريك له وكذلك نحن الاوصياء من ولده عبيد الله لانشرك به شيئا الامام يقول نحن عبيد الله لا نشرك به شيئا ، هذه رسالة الامام الى من يدعي الحب للامام لماذا نقرا هذه االرساله لانه ربما نخالف من يدعي كإبن حسكة وغيره نخالفه بالقول ونوافقه بالعمل ، يقول لا نشرك به شيئا وان اطعناه رحمنا الامام يقول نحن عبيد الله ان اطعناه رحمنا و إن عصيناه عذبنا ما لنا على الله من حجة بل الحجة لله علينا و على جميع خلقه ابرأ لله ممن يقول ذلك و أنقذ لله من هذا القول فإهجروهم لعنهم الله و ألجؤهم الى ضيق الطريق هنا نقول هل نحن مثلهم ام لا ؟ لا نقول مثلهم ان الامام هو الله لا نقول و لكن الامام يقول لنا قاعده الاعمال التي نعملها هي الطريق الصحيح هي التي ننجوا بها ، وليس بحبنا فقط ربما نختلف مهم في شيء هؤلاء الغلاة من القول بربوبية الائمة لا نقول و نبرأ من ذلك فلتكن اعمالنا كذلك نمؤمن بالله تعالى نواظب على الصلاة من عمل ما عمل من غير الصلاة لا تنفعه لا تنفعه الولاية ، يوالي اهل البيت و يحب اهل البيت و يعزي مثلا من العزاء الى الصباح و لكن لا يأتي بواجبه يظلم الناس يستهزء يستنقص يستصغر المخالفات فهذا حاله كحالهم لا يعول على حب اهل البيت و يقول انا احبهم و هذا يكفي فإنه لا يكفي إنما يكفي العمل الصادق و الولاء الصحيح الذي ارشدنا اليه الائمة سلام الله عليهم اجمعين .
الهوامش
- سورة الكهف الاية 49
- سورة الحج الاية 10