c الرياء

الرياء

الرياء

6/12/2012

جاء في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام قال ( كل رياء ٍ شرك إنه من عمل للناس كان ثوابه على الناس و من عمل لله كان ثوابه على الله ) ،

موضوع الرياء و الإخلاص ليس من المواضيع الجديدة ولكن هو موعظة و ذكرى للمؤمنين ،

الرياء هو إبراز العقائد الحقة مثل الإعتقاد بالله يُظهره الإنسان أمام الآخرين إبتغاء ميلهم و إبتغاء رضاهم و إبتغاء محبتهم ، او إبراز الصفات الحميدة الحسنة يظهرها للناس ايضا من اجل محبة الناس او القيام بالأعمال الشرعية من اجل كسب رضا الناس ،

هناك مقامات للرياء ،

المقام الأول هو  الرياء في جهة الإعتقاد و له درجتان ،

الدرجة الأولى ان يظهر العقائد الحقة ، إذا صار في مجلس ٍ و صار هناك حديث تحدث صراحة ً او كناية ً على انه لا يوجد مؤثر في هذا الوجود إلا الله و انه يعتقد بذلك و في واقعه هو لا يعتقد او انه يعتقد ولكنه يظهر ذلك من اجل الناس فإما ان يظهر إعتقاده صراحة ً او انه يعمل عملا ً يوحي بذلك ،

الدرجة الثانية ، ان يبتعد عن العقائد الباطلة  و ينزه نفسه عنها  ، إذا ذكرت الإعتقادات الباطلة ينزه نفسه عنها و يظهر انه بعيد عن هذه الإعتقادات و لكن هذا كله من اجل الناس .

المقام الثاني و له درجتان ،

الأولى ان يظهر الخصال الحميدة و الملكات الفاضلة امام الناس مثلا انه كريم انه يعطف على الناس إلى اخره من الصفات الحسنة ،

الدرجة الثانية ان يتبرأ من الخصال .

المقام الثالث و له درجتان ،

الاول :  ان يأتي بالأعمال الشرعية من اجل ان يراه الناس يصلي و يطول في صلاته و لكن لو كان لوحده لا يصلي هذه الصلاة فهو يصلي او يعمل او ينفق او يتصدق ليس من  الله و انما من اجل ان يراه الناس و يكسب حبهم .

الثاني : ان يترك الإعمال المحرمة او المكرهه و لكن من اجل الناس ، يعني هو لا يتحرك في هذا العمل من اجل الله سبحانه و تعالى و إنما هو رياء ٌ للناس ،

المقام الاول فيه فصول  ،

الفصل الأول ، الرياء اشد انواع البلايا ظلمات ،

إذا صار الإنسان مرائيا ً اوقع نفسه في ظلمات ٍ ليس لها آخر عرض نفسه للهلاك الأبدي بسبب هذا الرياء ،

  1. صاحب هذا الرياء في هذا المقام مقام العقائد ان لم يكن يعتقد بها وهو يرائي بها لا يعتقد بأن الله هو المؤثر في الوجود هو المسيطر في الوجود لكنه يظهر ذلك امام الناس لا يعتقد بوحدانية الله حقيقة ً بصفات الله التامة ولكن يظهر ذلك امام الناس لكسب رضاهم لكسب محبتهم هنا يكون كافرا ً و المعنى الأدق منافق و المنافق هو كافر ، نتيجته لانه ليس عنده ايمان و إنما يظهر شيء و يبطن شيء اخر ليس في قلبه هذه الإعتقادات التي يتحدث بها او يظهرها امام الناس و لكن يظهرها من اجل المحبة هذا في النتيجة قلبه خالي ٍ من الإيمان .
  2. إذا كان يعتقد بان الله هو المتصرف بالوجود يعتقد بكل صفات الله سبحانه و تعالى و إعتقاده من هذه الجهة تام ، و لكن يظهرها للناس يتحدث مع الناس بها من اجل ان يحبه الناس من اجل ان يكسب رضاهم نتيجته ان يكون منافق في الاولى منافق و في الثانية يكون مشرك ، و المشرك بالله اعماله تكون هباء ً منثوا ، يقول الحديث كل رياء ٍ شرك إنه من عمل للناس كان ثوابه على الناس و من عمل لله كان ثوابه على الله ، يعني هذا العمل الذي يرهق الإنسان نفسه و الإعتقاد الذي يعتقده ايضا إذا كان يظهره من اجل الناس و من اجل كسب رضا الناس فهو مشرك و خاسر ، النتيجة ان تكون دار قلب الإنسان مختصة ً إذا كان الله سبحانه و تعالى يتبرء من هذا العمل و يقول هذا العمل مرفوض و لا اعتبره و لا يكون محط عناية الله فتصبح دار قلب الإنسان خالية و ليست موردا ً لعناية الله سبحانه و تعالى ، يقول الحديث عن ابي عبد الله عليه السلام ( قال الله تعالى انا خير شريك من اشرك معي غيري في عمل لم اقبل إلا ما كان لي خالصا ً ) النتيجة ان يكون هذا مرفوض ليست له قيمة مهما كان يعمل الإنسان إذا عمله جعله لغير الله توجه به لغير الله فهو لا يكون مرد عناية الله إلا ان يكون مخلصا ً يعني يكون الإنسان خاسرا و طوال عمره يعمل الأعمال و لكنه من اجل ان يراه فلان و فلان  في المجتمع فيكون خاسرا لجميع ما عمل .

الفصل الثاني ، العلم يغاير الإيمان ،

كثير من الناس يعلمون و عندهم معلومات و عندهم دراسات و تخصص في العقائد و لكن هذا العلم لا يتجاوز العقل ، إذا كان في حدود العقل فهو خاسر ، يعني نحتاج الى شيء ٍ يكون غير قضية العلم لانه قد يتعلم الإنسان امور و يصل بتعلمه إلى معارف كثيرة بل قد يعتقد بجميع صفات الله و يعلم بمنازل كثيرة و مقامات و درجات و لكن من غير إيمان لأن ليس كل ما يعلمه العقل يعلمه القلب النتيجة يكون خاسر ،

الشيطان يعلم بكل ما نعلم بل يعلم بكثير بلغ درجات عالية و اسكن الجنة فكم يعلم و ليس عنده شيء خافي و لكنه لم يكن مؤمنا ً إيمانا ً حقيقيا ً بل كان عنده الكفر الذي هو جهة من جهات الشرك كان عنده شرك و هو في حقيقته هو الكفر فظهر بعد ذلك ، عنده الكبِر اوصله لهذا ، فالعلم يغاير الإيمان ،

الإيمان من الاعمال القلبية على الإنسان ان يتوجه إلى قلبه يحاسب نفسه هل انني اعتقد بالله اعتقادا ً حقيقيا ً ام انني فقط اجمع معلومات ، إذا كان فقط يجمع المعلومات فهو خاسر ، يختلف العلم عن الإيمان ،

و  كما  الإمام الراحل يذكر مثالا ً الميت و المبيت يقول الناس يعلمون ان الشخص إذا كات صار خالي من القِوى هذه المعلومات عقلية و لكن لان القلب لا يؤمن بها فلو قيل لشخص ان يبيت مع ميت ٍ ليلة في مكان ٍ مظلم لا يستطيع ربما يكون الميت قريب ربما يكون الميت ممن يأنس بالجلوس معه و الإختلاء به في حياته و لكن لانه مات صار يخاف منه ، هو بعد ان مات صار فاقد للقوى فاقد للحركة لا يستطيع ان يفعل شيء و لكن هذا قول العقل القلب لا يقول ذلك ولكن بممارسة الجلوس يختلف الوضع مثلا ً الأشخاص الذين يعملون في المستشفيات او يرون الاموات بكثره شيء فشيء يؤمن بأن هذا لا يستطيع ان يفعل شيء كذلك بالنسبة للإيمان الله ، الإنسان قد يحصل على معلومات كثيرة و يتعلم و لكن إذا لم يتوجه الى ان يوصل هذه المعلومات الى قلبه فهو خاسر لا يتوفر الإيمان و إذا لم يتوفر الإيمان خرج وهو في خسارة تنكشف له بعد ذلك البصيرة إذا مات الإنسان ، ( الناس نيام ٌ إذا ماتوا إنتبهوا ) إذا مات الانسان و انكشفت له الامور وجد هذا الزخم من العلم و المعلومات بعيده عن القلب و إذا هو في خسارة و سبب هذه الخسارة ان هذه الدراسة و هذه المعلومات و قراءة الكتب يقرؤها كمعلومات ربما الهدف هو مجادلة الاخرين ربما الهدف إذا جلس مع اناس في مجلس يتحدث فهي لم تصل الى قلبه ،ربما الهدف ان يكون مشهورا ً عالما ً و لكن إذا لم تصل الى قلبه و كُشف له الأمر و إذا به ظلمات في ظلمات و خسر كل شيء .

 

الفصل الثالث ، وخامة الرياء ،

الإعتقاد هو رأس مال سعادة الأبدية الخالدة  و منبع اللطف الالهي ، علينا ان نلتفت ان نبدد هذا الإعتقاد بظلمات ٍ الرياء بظلمات عدم الإخلاص و التقصير لا نبدل ما كان سببا ً لبلوغ الجنات و الدرجات لان هناك جنات مختلفة و جنة الإعتقاد هي اعظم الجنات و إذا بالإنسان المرائي يبدلها إلى ظلمات ،

المرائي عليه ان يتهيأ  لهذه الظلمات و يجعل في نفسه انه سيلقى نارا ً تخرج من القلب و تحرق القلب و تحرق  الظاهر و الباطن نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ( 1 )  في هذه النار التي تحرق قلب الإنسان هي المرتبطة بسوء الإعتقاد المرتبطة بعدم وصول الإيمان للقلب تبدل سعادة و جنة الإنسان بنار ٍ عظيمة تخرج من داخل الإنسان وتحرق الإنسان علينا ان نكون على وعي لا نكون من اجل سعادة و همية و ليست سعادة حقيقية و أيام معدودة و محبة ٍ زائفة نرائي و نعمل من اجل فلان و لا ننظر لله سبحانه و تعالى .

الفصل الرابع ، التخلص من الرياء ،

هناك علاج لهذا الرياء يحتاج الإنسان الى التأمل إذا اراد الشخص ان يتخلص من الرياء إذا اراد ان يجعل نفسه مخلصا ً لله سبحانه و تعالى عليه ان يأخذ بالعلاج الموافق للقرآن و للسنة ،

 

  1. علينا ان تأمل فضيحة المرائي يذكر العلماء ان كثيرا ً ممن اشتهر لفترة ٍ ولكنه غير مخلص بعد فترة ٍ لابد ان يُفضح أما إذا كان مخلصا ً فالله سبحانه و تعالى يرفعه الحديث ايضا يقول ذلك ( يقول ما من عبد ٍ اسر خيرا ً فذهبت الأيام حتى يُظهر الله له خيرا و ما من عبد ٍ اسر شرا ً و فذهبت الأيام حتى يظهر الله له شرا ً )    يبطن الشر في نفسه و لكن تمضي الأيام وهو كاتم ٌ لهذا الشر الحدي يقول لابد ان يظهر لابد ان يعرف الناس ان هذا منافق و إذا لم يظهر في هذه الدنيا فما هي الفضيحة يوم القيامة ، فضيحة ؟ الإنسان الذي لم يكن مع الله سبحانه و تعالى هو كان في هذه الدنيا يرائي و يظهر نفسه انه إنسان صالح و إنسان حسن و إنسان طيب و إنسان يقوم بالأعمال الصالحة من اجل ان يكسب محبة الناس و لا يستطع ان يرى نفسه منبوذا ً عند الناس و إذا به في ذلك العالم يكون منبوذا ً ومرفوضا ً و عذاب لا ينتهي ليس يوم و ليس سنة و بل عذاب ابدي لا ينتهي ، فإذا توجه الانسان لنفسه ان لم يكن على اعتقاد ٍ سليم لم يكن بنية صالحة فالله يفضحة و يخزيه .
  2. القلوب بيد الله و الله صاحبها ،  كثير من الناس الذين وضعهم عادي يقول اريد محبة الناس هنا يقال له المحبة بيد الله انت تريد من الاخرين ان يحبوك ان يتوجهوا لك ، هل انت تستطيع ان تحب احد بإختيارك تجد الجواب لا ، لو كان هناك شخصان احدهما سيء ٌ في نظرك و اردت ان تحبه هل تستطيع ، لا تستطيع انت تدخل حب احد ٍ في قلبك  كذلك الآخرون لا يستطيعون ان يحبوك بأفعالك لأن الحب من الله سبحانه و تعالى و القلوب بيد الله هو الذي يتصرف في قلوب الناس إذا كنت  ذا بصيرة ٍ و وعي و معرفة عليك ان تنظر انه ليس لأحد ان يتصرف في قلب احد القلوب بيد الله سبحانه و تعالى إذا ً إطلب الحب من الله يقول الإمام الراحل رضوان الله عليه  و هذا قام عليه البرهان و الدين و السنة  و القرآن ان الشخص الذي يريد المحبة و توجه لله الله سبحانه و تعالى يعطيها إياه فيصير محبوبا ً عند الناس  و لكن إذا طلبها من الناس و صار يرائي الأمر يكون معكوسا ً و مع الوقت يكون منبوذا ً و مكروها ً أما الذي يتوجه و يطلب المحبة من الله يعني رأيت شخصا ً و اردت ان تكون محبوبا ً   عنده قل يا الله  اللهم اجعلني محبوبا ً عنده اللهم ميل قلب الاخرين لي  ، و لكن لا تطلبها منهم هذا بالنسبة لدرجة من الناس .
  3. إذا إستطعت ان تتخلص من هذا الحب تخلص ، إذا إستطاع الإنسان ان تكون عينه على الله سبحانه وتعالى و على الآخرة ، مالك بحب الناس و هذه المحبة التي هي لأيام ٍ معدودة ، يقول الإمام الراحل رضوان الله عليه إحذر هذه المحبة ايضا ً لان هذه المحبة و إن كان طلبك من الله إذا جعلتها تترسخ في النفس شيئا ً فشيء ربما تجرك للرياء لان تصر ان يحبك الآخرون و تتوجه لهذا فيكبر في قلبك و نتيجته ان يجرك للرياء فإذا إستطعت ان تتخلص منه تخلص .
  4. لا تستبدل الاعمال التي تهيأ دار الكرامة و السعادة في اعلى عليين بظلمات الشرك و النفاق ، انظر لما يصنع  التوجه لغير الله يصنع نفاقا ً يصنع شركا ً و كفر و يخرج الإنسان خاسرا ً لكل شيء ربما لوجود هذا الشرك وجود في نفسك و لكن لا تراه و الملائكة الذين يكتبون و يحسبون الاعمال لا يرونه يقول الحديث ( ان الملك ليصعد بأعمال العبد مبتهجا ً به فإذا صعد بحسناته يقول الله عز و جل إجعلوها في سجين انه ليس إياي اراد بها )  فلنستيقظ و لنتبعد عن الغفلة و نزن اعالنا  قبل ان توزن في ذلك اليوم لا نترك نور الفطرة يتبدل الى ظلمة ٍ الكفر ذلك اليوم الذي نرى فيه سجين حقيقة ً نعرف فيه ذلك الوادي حقيقة ً الذي إذا تنفس ضج اهل النار منه اليوم ليس هناك مجال للعمل ليس هناك مجال للتدارك لا يؤخذ العمل إلى سجين و يترك صاحبه في ماكن ٍ آخر و إنما تكون له في ذلك اليوم نار ٌ من ذلك المكان و يكون فيه ، عمله هو النار التي تتجسد و هي متجسده مع الإنسان في حياته و لمنه لا يراها و في ذلك اليوم الذي يموت فيه الإنسان يقال له لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ( 2 )  .
  5. لا نضيع الثواب العظيم من اجل شهرة ٍ وهمية من اجل سعادة ٍ و همية ، علينا ان نعي منن الله سبحانه و تعالى علينا ان نعي لطف الله سبحانه و تعالى  علينا  الله سبحانه و تعالى الله لطف علينا في هذه الدنيا و الطافه مستمرة نتمتع بنعم الله و عنايته و نجد المحنة من الاهل  الاب و الام بلطف ٍ من الله سبحانه و تعالى فهيأ لنا هذه الدنيا و هيأ لنا طريق الآخرة علينا ان نكون شاكرين لله سبحانه و تعالى .
  6. منن الله سبحانه و تعالى علينا كثيرة هذا الوجود للأنبياء الرسل الأئمة المعصومون نعم ٌ من الله سبحانه و تعالى علينا ان نكون شاكرين لهذه النعم و نعلم ان هذه النعم و المودة في القربى هي خير ٌ لنا في الدنيا و الاخرة ، العلماء منن من الله علينا ، علينا ان نكون شاكرين لهذه النعم علينا ان نقدر ، علينا ان نلتفت ان الله هو  الذي شرع هو الذي أسس هو الذي رتب هذا الكون هو الذي جعل في الدنيا انبياء جعل أئمة جعل علماء يحفظون الدين و يجب تقديرهم و الحفاظ عليهم .

الهوامش ،

  1. سورة الهمزة الايتان 6-7

سورة ق الاية 22

شاهد أيضاً

تساؤلات ماذا بعد عاشوراء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *