حديث الجمعة – 20/4/2012 – الشهادة (2)
(يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ { 153 } وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ { 154 } وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )…
20/4/2012
حديث الجمعة
الشهادة (2)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم لله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
قال سبحانه تعالى في كتابه الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ { 153 } وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ { 154 } وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )
أمنا بالله صدق الله العلي العظيم
مواصلة لموضوع الشهادة
أولا :نزول هذه الآية
أين نزلت هذه الآية ؟
1ـ يقال نزلت بعد بدر
حيث تأثر بعض المسلمين بظروفهم وما حصل لهم وفقدهم للشهداء ،عندما تغير وضع المسلمين وحصلوا على الغنائم ، قال بعض المسلمين عن الشهداء لو أنهم كانوا معنا يشاركوننا ما حصلنا عليه من غنائم ومن رخاء لكان أفضل من الموت, فكانوا يتحسرون عليهم,
فنزلت هذه الآية (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ)
2ـ نزول الآية قبيل الحرب
الرأي الآخر يقول أنها نزلت قبيل الحرب ويدل على ذلك ترابط الآيات ،لأن هذه الآيات تصدرت ببيان الصبر ،(يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
فبينت أهمية الصبر وعقبته
(يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ) ثم (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )
أعادت موضوع الصبر، فالآيات مترابطة تبين أنه سوف تأتيكم ظروف وأحداث قاسية وتفقدون بعضكم وعليكم بالصبر
ثانيا: تخصيص الآية بشهداء بدر
بعض المفسرين قال أنها خاصة بشهداء بدر, وليس أنها فقط نزلت في حادثة بدر بل أنها خاصة بذلك
والجواب الآية وأمثالها ليست خاصة ببدر والدليل على ذلك
1ـ الآية مطلقة وغير مقيدة
هذه الآية مطلقة
(وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ)
يعني جميع من يقتل ، (من ) مطلقة غير مقيدة بأحد ، كل من يقتل في سبيل الله فلا تقولوا لهم أموات ، إذا هي آية مطلقة وغير مقيدة ، فلا يمكن أن نقيدها بشيئ خاص حتى لو كانت نزلت هذه الآية في شهداء بدر أيضا لا تخصص، (خصوصية المورد لا تخصص الوارد) كما يقولون ، فالآية مطلقة وتشمل جهات مختلفة ، وجميع المصاديق التي تنطبق عليها
2ـ إذا كان الإنسان بنظرهؤلاء ينعدم بموته
إذا كان الإنسان بنظرهؤلاء ينعدم بموته ويفنى ويتلاشى وينتهي ، إذا كان كذلك فكيف يخصص شهداء بدربأمر يخالف هذه القاعدة العقلية التي يقولونها
لا يمكن لما يلزم منه المحال أن يتحقق, يخصصون بأمر يخالف العقل ويخالف الإمكان العقلي الذي يفرضونه وهذا غير صحيح
3ـ أم أنه إعجاز خصصهم به الله تعالى
هل هذا إعجاز؟
وخصصهم الله به دون غيرهم ، بل دون الأنبياء ودون الصالحين ،
وهذا أيضا غير صحيح من جهتين :
الجهة الأولى : التي ذكرناها أنه يخالف فرض إنعدام الإنسان وتلاشيه وإنتهاء الإنسان , التي يلزم منها مخالفة القانون العقلي المفترض
فحكم العقل ليس فيه شذوذ ولا تخصيص , لأن حكم العقل يكون ساريا دائما
الجهة الثانية : مخالفة الأولوية التي هي للأنبياء. الأنبياء لهم الأولوية ، فكيف يكون الموضوع موضوع الحياة بعد الموت في البرزخ
(ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون )
يكون خاصا بشهداء بدر مع أن هناك شهداء في بدر وفي أحد وفي غزوات أخرى وإستشهد أنبياء وأولياء لهم درجات عالية كيف يكون هذا التخصيص للشهداء دون الأنبياء الشهداء والأولياء الذين إستشهدوا أيضا في مواضع أخرى هذا يدل على أنه لا يمكن تخصيص هذه الآية بشهداء بدر
ثالثا :تصور البعض أن هذه الآية جاءت لتثبت الحياة بعد الموت بصورة عامة
هذه الآية قال البعض وتصور أنها بسياق الآيات التي تثبت وجود حياة بعد الموت ، هناك حياة بعد الموت وأن الإنسان إذا مات سوف يعاد يوم القيامة ، ويحاسب يوم القيامة ، ويجزى يوم القيامة ، هذا التصور أيضا خاطئ
والجواب عليه:
1ـ أنها تخاطب المسلمين هذه الآيات
تخاطب المسلمين ، المؤمنين بالنبي(ص) وهم مؤمنون بالبعث ،تخاطب المؤمنين بالبعث وبالقيامة فيكون الحديث أو إثبات وجود القيامة ووجود نشأة بعد الموت هذا أمرتحصيل حاصل لأنهم يؤمنون بذلك ، إلا أن يقال تذكير والتذكير لن يكون بتخصيص الشهداء
2ـ تخصيص الآية بالشهداء
أنها تحصر وتخصص الحياة بجماعة مخصوصة وحياة الآخرة لا تخص جماعة مخصوصة ، فلو كانت هذه الآيات جاءت لتثبت الحياة بعد الموت فلا معنى أن تكون للشهداء فقط ، وإنما تشمل الجميع فلماذا يقول الله سبحانه وتعالى
( ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون )
لماذا تقول لهم هذا المعنى إذا كان الحديث عن الحياة مطلقا تخص هؤلاء
فالتذكيريجب أن يكون لعموم المسلمين أن جميع من يموت فهو حي أو يحيى بعد موته
رابعا : الآية أمرا مسلما عند المسلمين
لماذا تذكر الآية أمرا مسلما عند المسلمين ربما يقول قائل هذا الأمر مسلما عند المسلمين ،
لماذا تذكره الآية؟ وهي الحياة البرزخية ,هل هي مسلمة أم غير مسلمة عند المسلمين ولماذا تذكرها الآية ؟
الجواب
1ـ أن المسلم هو البعث بعد الموت
يعني يوم القيامة , المسلم هو البعث والنشور يوم القيامة وليس البرزخ عالم البرزخ لم يكن مسلما والقرآن جاء وثبته ، أيضا ليس في ذلك الوقتفقط ليس مسلما به بل حتى في هذا الوقت هناك من يختلف فيه من المسلمين من لا يقبل بحياة البرزخ
2ـ إحتمال إتيان الآية من باب التذكير
أو أن الآية تأتي من باب التذكير أو التنبيه لما هو معلوم مثلا عند المسلمين , عالم البرزخ وأن الشهيد يكون حيا يحتمل أنها تذكرهم ، تذكر لماذا تذكرهم ؟
حتى تحفز روحية المسلم في جهاده وفي حركته ، فتذكره كما نحن نتحدث الآن ونقول أن الشهيد حي عند الله يرزق لماذا ؟هو التذكير والذكرى تنفع المؤمنين فربما يكون من هذا الباب
3ـ الآية ترفع الإحساس بالفقد لأهل الشهيد
أيضا الآية ترفع الإحساس بالفقد لأهل الشهيد عندما يستشهد الشخص يحتاج لمواساة يحتاج لمن يقف إلى جنبه يحتاج لمن يذكره ويقول إبنك شهيد وهو عند الله سبحانه وتعالى ، الآية حتى ولو كان الأمر مسلما ، الآية تواسي أهالي الشهداء وتصبرهم وتقول ليس هناك فراق طويل ولا بد من الإلتقاء وولدكم حي عند الله سبحانه وتعالى ويرزق
خامسا: من فوائد الشهادة للمجتمع
الشهادة تخلق في المجتمع حالة نورانية
يقول الشهيد المطهري كما أن الإنسان الذي يقوم بعمل صالح هذا العمل يؤثر على نفسية الإنسان القائم بالعمل عندما تقوم بعمل صالح ، تصلي صلاة الليل أو تتصدق مثلا هنا بذلت جهد في الصلاة أو بذلت أموال ربما يراها الشخص أنها خسارة ولكن هذه تنعكس على روحيتك وتبني روحك وتحدث حالة نورانية في قلبك
كذلك المجتمع الذي يكون فيه شهداء يكون مجتمعا حيا والشهيد كأنه نور يوجد في المجتمع ويضيئ درب المجتمع
1ـ تركيز وترسيخ الإيمان
أيضا عندما يستشهد الشخص يترسخ الإيمان في المجتمع ، إذا كنا نخاف من الموت ونخشى من الموت فهذا يدل على عدم الإيمان الحقيقي بالآخرة ، وبما بعد الموت ، وطبعا الإيمان يتفاوت لذلك الخوف يتفاوت والإطمئنان يتفاوت فكلما كان الشخص مؤمنا بالآخرة كلما كان إستقباله للموت هينا وليس فيه صعوبة
2ـ الشهادة تصقل روح الإنسان وروح المجتمع
لذلك الشهادة تصقل روح الإنسان وروح المجتمع ، لأنه الشخص الذي ينظر للشهداء ويتمنى أن يكون شهيدا يدعوه ذلك لتطير نفسه ولإصلاح وضعه ، يصحح أموره بينه وبين الله وبينه وبين الناس لأنه في أي لحظة قد يستشهد فما دام هناك طريق للشهادة الإنسان يكون طاهرا ، لذلك الشهداء أو بمعنى عام المجاهدون في سبيل الله لهم حالة خاصة من الإرتباط بالله
يقول السيد القائد أن المجاهد في سبيل الله يقطع من السير والسلوك إلى الله مالا يقطعه العارف سبعين سنة ، يقطعه في لحظة أو في أيام ما دام هو متعرض للموت ، مادام هو في ساحة الجهاد ، وإحتمال أن يصاب و إحتمال أن يستشهد فروحه تكون مستعدة للشهادة فيؤثر عليه وتطهر روحه لذلك الإستعداد
3ـ الإعتزاز بالشهيد والشهادة
الإسلام يفتخر بالشهداء ويعتز بالشهداء وهذا فخر للشهيد وفخرلأهل الشهيد وهناك أحاديث كثيرة تبين الفضل للشهيد وأنه بعين الله وتبين الفضل لأهله أيضا وأنهم بعين الله وتحت رعاية الله سبحانه وتعالى
4ـ إن الشهادة هي إرث آل محمد (ص)
الشهادة إرث آل محمد هي إرث آل محمد أهل البيت (س) هم الشهداء هم الذين بذلوا أنفسهم ويبذلون أنفسهم في سبيل الله ، ويجاهدون في سبيل الله ، ويستشهدون في سبيل الله ، والذي يرثهم يرث هذا الإرث ، وإذا ورثهم في هذه الجهة وصار شهيدا صار له مقام معهم يوم القيامة وألحق بهم وبالصالحين يوم القيامة ، وهذا أمر عظيم
سادسا : المجتمع والشهادة
1ـ الدعاء لحصول الشهادة
كثيرمن الناس يدعون لحصول الشهادة ، يدعون لأن يحصلوا على الشهادة وهذا أمر حسن ، أمر مطلوب في نفسه أن يكون الإستعداد لأن يبلغ هذه الدرجة أن يبلغ درجة الشهداء ،هذا يعني أنه يصلح نفسه ، ويزكي نفسه ، ويطهر نفسه ،
الإمام الراحل رضوان الله عليه كانوا يأتون إليه ويطلبون منه الدعاء لهم ويبكون ، كان يقول يطلبون الدعاء لأن يكونوا شهداء
الإمام كان يدعوا لهم بالنصر وحصول ثواب الشهيد يدعوا ويقول اللهم إرزقهم ثواب الشهداء ، لا أن يكون شهيداء مباشرة ولكن يحصل على هذا الثواب ، وإذا حصل على هذا الثواب صار في المكانة التي يصل إليها الشهيد ولكن هو في هذه الدنيا ينتصر، إذا إنتصر بقي عليه الجهاد الأكبر من حفظ نفسه وإصلاح نفسه وعدم الإنزلاق
2ـ الشهادة ليست هزيمة
في مفهوم الإسلام الشهادة ليست هزيمة وكذلك النصر ليس خسارة ، ربما يقول قائل أريد أن أستشهد فلا يحصل الشهادة ، فيقول خسارة إذا إنتصر ولم يستشهد
لا ليس هذا خسارة وليست الشهادة هزيمة لأنها بعين الله وكل شيئ بعين الله فهو الحق ، أن يتعرف أو يتعلم الإنسان أن تكون أعماله كلها بعين الله هو المطلوب ، أن تكون أفعاله جميعها من أجل الله هو الحق لا أن يختار أمرا معينا ويقول أريد أن أكون في هذه الجهة أو أن أكون شهيدا فقط وإنما يقول ماذا يريد الله إن كان الله سبحانه وتعالى مني شيئا فهو المطلوب بمعنى آخر تكون حركة هذا الإنسان هو هذه الحركة تكون لتحقيق الأمر الشرعي ، المطلوب الشرعي ، التكليف الشرعي ، إذا كان يتحرك بهذا المعنى فهو في الصواب والطريق السليم
3ـ الشعب الذي يعتبر كل ما لديه للإسلام هو أرقى شعب وهو الشعب المنتصر
إذا كان يعتبر كل وجوده وكل ما لديه للإسلام فهو شعب منتصر ، أما إذا كان يتحرك من أجل الآنا ولنفسه فهو خاسر بل كثير من الأمور لا ترقى لأن يقدم الإنسان نفسه من أجلها ، إذا كان يرى أو يريد أمرا عابرا أو أمرا هامشيا أو مرتبطا بهذه الأمور الزائلة ، أما إذا كان نظره لله ويريد ما يريده الله ، ويحب ما يحب الله ، فهذا هو الأمر الأعظم والقيمة الحقيقية للإنسان
4ـ الشعب الذي يعتبر الشهادة سعادة هو شعب منتصر ما دام يرى الشهادة سعادة فهو شعب منتصرحتى في مواجهته للأعداء ، في خروجه لمطالبه ، تجد الفرق بينه وبين المرتزق الذي جاء مثلا للأموال فهو يخشى من كل شيئ ، يخشى أن يصاب ، يخشى أن يقتل ، أما الشخص المؤمن الذي جعل كل شيئ بعين الله فلا يخشى الإصابة ولا يخشى القتل لأنه يريد وجه الله ، والشهادة يعتبرها سعادة وهذه هي النظرة الواقعية ، أما الشخص الذي يبيع آخرته بدنيا غيره لا يحصل على الدنيا ولا الآخرة ، مرتزق ويتعرض ويقتل فخسر كل شيئ ، خسر الأخرة وخسر الدنيا ، والشعب الذي يعتبر الشهادة هي السعادة هو الذي ينتصر
5ـ إيمان أسر الشهداء
أسر الشهداء و مربوا الشهداء غالبا ما يكونون يحملون في أيديهم الإيمان و الإلتزام بالدين ، غالبا أسر الشهداء تجد روحيتهم عالية ، تجد روحيتهم طيبة ، يحبون الخير ، الذي يقدم ولده ويتحرك للمطالبة أو يطالب بحقوق الناس ويخرج ويرى ولده يتعرض أو يحتمل أن يتعرض ولده مثلا للإصابات ، فكم هذا روحيته قوية إيمانه قوي ، يجعله بعين الله هذا أمر عظيم ليس أمر هين ، لذلك غالبا ما يكون أهالي الشهداء تجد روحياتهم طيبة وقوية ومرتبطة بالله سبحانه وتعالى
6ـ الشهادة ضمان للنصروفضيحة للعدو
إذا كان في المجتمع شهداء فالنصر لا بد أن يتحقق لأن الدم يسقي الدم وإذا سقط شهيد تحرك المجتمع ولا يتنازل ولن يتنازل المجتمع الذي سقط فيه شهداء ويعتبردماء الشهداء أمانة في رقبته ، خرجوا يطالبون بحقوقنا فنحن مسؤولون عنهم ،لا نتنازل ونطالب ولا بد أن يتحقق ولا بد أن تفضح دماء الشهداء الظالمين والمتغطرسين والمتكبرين المستبدين
وضع البلد
1ـ قمع ومداهمات مستمرة ولا يريدون لنا أن نحتج ونعترض ، يقولون لماذا هذه الإحتجاجات ؟
لماذا تطالبون ؟
لماذا لا تسلكون الطريق القانوني ؟
وتأتون لمؤسسات الدولة وتقدمون مطالبكم للبرلمان مجلس الشعب الذي يمثل الشعب ، وهذه أمور يسوقونها إعلاميا ،
ونحن نقول لمن نتقدم بالمطالب ؟
نتقدم لموظفين يعملون في الدولة ؟
موظفين يعملون تحت أوامر الدولة ؟
الدولة إذا قالت لهم إستنكروا الأمر الفلاني يستنكرون وإذا قالت لهم وافقوا على الأمر الفلاني وافقواعليه وليسوا هم إلا أدوات بيد الدولة ، وهذا ما يريد الشعب تغييره ، والقمع الشديد الذي ينال المجتمع ومناطق البحرين بإستمرار إنما هو لأن شعب البحرين يطالب بتغيير هذا الوضع وهذا الإستبداد ورفع الأدوات والألات الموجودة في المجالس الحكومية التي تحركها الأجهزة الحاكمة ، هذا هو الإنتهاك الكبير والفساد الكبير ،
والمجتمع يقول لا بد أن يتغير هذا الوضع ، الإنتهاكات المستمرة والإصابات المستمرة ، ويخرج أناس ويقولون لماذا تتكلمون وتسيؤن لسمعة البلد
وأتعجب كثيرعندما أرى أو أسمع بعض الناس من دول أخرى يتكلمون بهذا الكلام ويقولون لماذا تخرجون وتتظاهرون وتطالبون وفي الوقت نفسه يمدح المطالبة التي كانت في مصر مثلا ويثني عليها (ربيع عربي) ولكن في البحرين ليس لكم أن تتكلموا لا في الإعلام وإذا خرج شخص يتكلم في الإعلام قالوا يشوه سمعة البلد، وإذا خرج يتظاهر في الشارع قالوا إيضا عمل فوضى ودمر مصالح البلد وعطل مصالح البلد هذه المغالطات التي تريد أن تثنينا عن حراكنا ومطالبنا نحن نستمر ولا نتراجع
2ـ السباق في هذه الأزمة ,بهذا السباق الحكومة تريد أن تقول أن الوضع مستتب وليس هناك شيئ ، كانت هناك مطالبات ، مطالبات وتعاملت معها أجهزة الأمن بصورة سيئة يقولون ثم كونت لجنة تقصي الحقائق وكشفت الأمر ورضي الأطراف الذين يطالبون بوجود هذه اللجنة وإنتهى كل شيئ وهذا الأمر من الإكذوبات الكبيرة التي تروج والإعلام يعمل عليها يوميا ، وهنا نحن يجب أن نفضح هذه الإدعاءات وهذا الكذب ونتحرك ويكون لنا الحضور الفاعل في المسيرة لنبين أن الوضع سيئ وأن الشعب يطالب ، والذي يطالب ليس فرد وليس أفراد وإنما بصورة عامة الشعب كله يخرج وينزل للساحات يطالب بحقه ولا يتراجع ولا زالت الحقوق منتهكة ولجنة تقصي الحقائق لم تعمل شيئ إنما جاءت للتمويه وجاءت لتضفي الشرعية على النظام وأنه أصلح أو أنه في طريق الإصلاح ولكن الواقع ليس كذلك بل على العكس الإنتهاكات مستمرة ولا زالت مستمرة والشهداء الذين سقطوا بعد التقرير أكثر من الشهداء قبل التقرير فتكليفنا ووظيفتنا أن نكون حاضرين نطالب وننزل للساحات ولا تراجع
3ـ وأخيرا نهيب بالشعب الأبي الحر في مسيرة 20 أبريل اليوم الرابعة عصرا لما لها من أهمية لوجود عشرات المراسلين الأجانب
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين