c الشهادة(1)

الشهادة(1)

الشهادة(1)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

رب إشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي

 قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ)

وقال تعالى ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين )

أمنا بالله صدق الله العلي العظيم

نعزي ونهنئ أهالي الشهيد

نعزي ونهنئ أهالي الشهيد الحاج عبد الرسول حسن إسماعيل وأهل البحرين وجميع الشهداء أهالي الشهداء في البحرين

أولا : الشهادة هبة من الله سبحانه وتعالى

الشهادة هبة من الله سبحانه وتعالى يهبها لمن يشاء ، ويختار بها من يشاء ، ويصطفي بها من يشاء ، فهي نعمة ومنة من الله سبحانه وتعالى ، وليس إنتقالا من حياة إلى موت

ثانيا : دفع توهم ما يصفه الماديون حياة الذكرهناك توهم يصفه الماديون بأن الشهادة هي حياة الذكر وليس الحياة الحقيقية .

 يقولون الشهيد هو حي يذكر بعد موته ، حياته بذكره  ,عندما يجاهد أو يحارب المحارب في ساحة الحرب ويقتل فهو قد إنتهى ، إنتهت روحه ومات وفنى إلى الأبد , لأن روحه هي أيضا مادية وليس له وجود حقيقي خلف هذا الجسد , وإنما الوجود فقط هو في هذا الجانب المادي الجسدي ، فإذا مات الإنسان إنتهى وبذلك لا يبقى محفز للإنسان أو للمجاهد أن يجاهد في ساحة الحرب ، فإخترعوا فكرة الشهادة ( والحياة بعد الموت ) لكن هي حياة الذكر بين الناس فقط .

الماديون يصفون هذا المعنى ويقولون إخترعوا فكرة الشهادة والحياة بعدها .

الجواب : سبب هذا الإدعاء

وهو لا يغني عن شيئ ليشعر الإنسان أنه سوف يذكر بعد موته ويرتاح بهذا الذكر فيحارب ويقاوم الأعداء فيحقق بمقاومته وحربه وجهاده بقاء الآخرين مع فنائه هو ، يقولون هذا المعنى.

فهم يطرحون هذا المبرر وهذه الفكرة من أجل أن يكون هناك حافز و محرك للإنسان ليحارب ويدافع عن وطنه ويقولون أنت تموت وتنتهي ولكن يبقى أخرون ويسعدون بالحياة ، لذلك نسميك شهيدا ونذكرك بالخير وهذا طبعا ليس صحيح ، وإن كان الإنسان يدافع عن وطنه وأهله ولكن المعنى ليس صحيح، لأن الإنسان بفطرته يبحث عن وجوده وسعادته مع الأخرين ولا يقبل بفنائه وإنتهائه كاملا ، ينتهي وجوده ويتلاشى كل شيئ ، لذلك لو كان هذا المعنى حقيقي ،

والشخص يتصور أنه بإستشهاده أو بموته إنتهى لا يمكن أن يتقدم للموت إلا إذا كان يرجوا وجودا بعد الموت ، فهذا الجواب ليس صحيح

ثالثا : روايات العامة أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر في قناديل تحت العرش

روايات العامة في قضية الشهادة أنه ماذا تعني هذه الآيات (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )

يروون روايات كثيرة ويقولون الإنسان بعد إستشهاده ،  فإن الله سبحانه وتعالى يجعل روحه في حوصلة لطيور خضر تكون في قناديل معلقة بالعرش، وهذا المعنى أيضا ليس صحيح  

الجواب : أجاب عنه أئمتنا (س) فقال الإمام أبو عبد الله الصادق (س) متعجبا من هذا

وقال سبحان الله ! المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير) ، المؤمن له مقام أعلى لا أن يكون بحوصلة طير ، وإنما يكون في عالم البرزخ يكون حيا يرزق عند الله سبحانه وتعالى ، في أجساد شبيهة بأجسادنا في هذه الدنيا , أجساد مثالية يعني الوجود المثالي ولكن له وجود برزخي بين هذه الدنيا وبين عالم الآخرة (القيامة )، ويرزق في ذلك العالم

رابعا : المراد بالموت بطلان الشعور والفعل والآيات تنفيه عن الشهداء

الموت المراد به بطلان الشعور والفعل والآية تنفيه عن الشهداء ، الآية تخصص الشهداء بهذه الخاصيات التي ذكرتها الآية أنهم ليسوا أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ، فذكرت

 1: الحياة

قال تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل اللهأمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )

 فهم أحياء وليسوا أمواتا كما يتصور الناس

طبعا هذه الحياة هي خاصة بالشهداء ، الأخرون أيضا لهم برزخ , المؤمن والكافر، ولكن بالنسبة للمؤمنين لهم خصوصية أيضا ، وهذه الخصوصية في حياة البرزخ يذكرها الله سبحانه وتعالى في هذه الآية

فأولا : أحياء عند الله

2: الإرتزاق وهو الفعل  

الإرتزاق وهو فعل وليس توهم كما يقول الماديون ، أنه حي ولكن هذه الحياة إنما هي بالذكر ، هذا الكلام غير صحيح ، فليست الحياة بالذكر وإنما هي حياة حقيقية.  الذي يستشهد في سبيل الله يكون حيا حقيقة وليس إعتبارا ، ليس إعتبارا يكون حيا ، وإنما هو حي حياة حقيقية ، لها فعل يقوم به هذا الشهيد بعد هذه الدنيا في عالم البرزخ ،

فقال تعالى (بل أحياء عند ربهم يرزقون )

3: والفرح شعور

أيضا ليس الفعل فقط وإنما الإحساس والشعور

فقال تعالى (فرحين بما أتاهم الله من فضله )

فهم أيضا يشعرون فرحين ، في ذلك العالم يكونوا فرحين بما أتاهم الله من فضله

4:الإستبشاروهذا كله شعور

قال تعالى (فرحين بما أتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم آلا خوف عليهم ولا هم يحزنون )

فهم في حالة إدراك وشعور فحياة موجودة عندهم يعيشونها في ذلك العالم ويرزقون من الله سبحانه وتعالى ويستبشرون بمن يأتي بعدهم من الشهداء والمؤمنين.

خامسا: من ذلك يظهر أيضا أمور أو نستفيد أمورا

أولا: أن هؤلاء المقتولين في سبيل الله تأتيهم وتتصل بهم أخبار خيار المؤمنين الباقين بعدهم في الدنيا

فهم يرون المؤمنين وينظرون لأعمال المؤمنين ، أن المؤمن في هذه الدنيا يعمل ويرون مقامه بعمله وأن هذا الشخص الذي يقوم بالأعمال الفلانية من الطاعات والصلاح سوف يكون له المنزلة الفلانية ،

 الذي يجاهد في سبيل الله سوف تكون له درجة عند الله سبحانه وتعالى ، سوف يكون في هذا العالم الذي هم رأوه بعينهم وعاشوه , يرون صاحبهم في الدنيا وماذا يعمل في هذه الدنيا ويرون مقامه وأنه إلى خير

( ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين )

فهم يرون ذلك ويستبشرون فيعيشون حالة الرزق والوعي والشعوروالفعل فهم في حياة

ثانيا: البشرى بمستقبل المؤمنين

إن هذه البشرى هي ثواب أعمال المؤمنين وهي أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وليس ذلك إلابمشاهدتهم هذا الثواب في دارهم التي هم فيها مقيمون فإنما شأنهم المشاهدة على ذلك الواقع .

الأعمال التي يراها الشهيد بعد إستشهاده يرى ما يتحقق في ذلك العالم البرزخي من ثواب ومنزلة وعطاء وفضل ونعم من الله له ولمن يأتي بعده فهو يستبشر بهم وينتظرهم أن يقدموا عليه

ثالثا: معنى أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، أنهم لا يحزنون على شيئ فقدوه ,( تصور هذه المنزلة الخاصة للشهيد) لا يحزنون على شيئ فقدوه ، ولا  يخافون من فقدان شيئ ، فهذه النعم  ليست في معرض الزوال ولا هم منتقلون عنها ، وهذا يعني هو السعادة الأبدية الخالدة أن الشهيد الذي يستشهد عندما يصير في عالم البرزخ ويرى النعم بعد ذلك لا يحتمل أن تزول هذه النعم ، فهو يعيش سعادة أبدية مطمئن وهذا يعني الخلود الدائم الأبدي له في السعادة والسعادة والنعم والمنن من الله سبحانه وتعالى ملازمة له لا تفارقه أيضا

طبعا هناك آثار أيضا للدنيا

حديثنا في هذا اليوم بهذه الصورة المختصرة وسنتحدث إن شاء الله في أسابيع أخرى

طبعا الفوائد كثيرة للشهادة التي تعود على الشهيد وتعود على المجتمع ، الله سبحانه وتعالى يميز الشهيد ويعطيه ميزة ويخلده ، الذي يقتل في سبيل الله تكون له آثار حسنة

مثال من العصر الحديث

 من ضمن ما يذكر طبعا في هذه الأيام هي مناسبة في التاسع من إبريل في سنة ألف وتسعمائة وثمانين كان إستشهاد المرجع الديني الكبير والمفكر الإسلامي السيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه وأخته العلوية بنت الهدى رضوان الله عليها إستشهدا في هذا الشهر في سنة ثمانين وكانت شهادته منذ ذلك الوقت تجد الآثار له والحفظ له بعد أن قام بواجبه وقدم وفدى الدين وقدم في سبيل الله سبحانه وتعالى الكثير الكثير ، بعد ذلك إستحق كل ما يذكر أو يذكره الماديون من الذكر الحسن صار يذكر بالذكر الحسن , عندما جاؤوا لقبره وأرادوا نقل جسده الطاهر وجدوا جسده سليما ورأينا الصور قبل كم سنة ، يعني بعد أن مضى عليه أكثر من عشرين سنة أو ما يقارب العشرين سنة وإذا هو لا زال طريا وهذا يدل على شرف من الله سبحانه وتعالى ، شرفه وكرمه فهو الذي جاهد في سبيل الله وبنى الفكر الديني القويم والعزة بالله سبحانه وتعالى ليعتز المؤمنين بدينهم و يرتبطوا بالصراط المستقيم ، كان شجاعا جريئا لا يخاف من أحد أبدا إلا الله سبحانه وتعالى وكذلك ربى أجيالا على هذا المنوال فهم يعيشون الشجاعة والصلابة والثبات ومنهم سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم حفظه الله ،

الذي يعيش أيضا الصلابة والجرأة والإقدام ويعمل لله ولا يخشى لومة لائم أبدا ، كان من ضمن من كان مع الشهيد الصدر الشهيد عارف البصري الذي كان يحمل الثبات والقوة الشديدة ، عارف البصري تعرض للتعذيب وعندما تعرض للتعذيب أرادوا منه بعض أسرار حزب الدعوة ، فكان يقول أسرار حزب الدعوة كلها في صدري وأتحداك يخاطب المحقق أتحداك أن تخرج سرا واحدا منها ، هذا الثبات العظيم لماذا ؟

لأنه إرتبط بالله سبحانه وتعالى ومضى شهيدا في سبيل الله

موضوع البلد

الحاج عبد الرسول نحتسبه شهيدا عند الله سبحانه وتعالى لما تعرض له من خوف ومن غاز ، هذا الموضوع أو هذا الطرح لم يكن متداولا كثيرا أو يذكر كثيرا ولكنه واقع , أن أسباب الشهادة تختلف وكثير من الأشخاص الذين إستشهدوا في البحرين كانوا بسبب الرعب الشديد الذي أصابهم ولم يذكر هذا المعنى ولم يركز عليه

نقل بعض الإخوان عن أشخاص إستشهدوا أيضا بسبب الغازات وكان أهلهم أيضا يخافون أن يذكروا أسماءهم أو يقولوا أن هذا الفرد من عائلتهم شهيد هذا الخوف الذي تعرضوا له ، لماذا ؟

لاننا نعيش في بلد حكومتها في الواقع أشبه بالعصابة لا تلتزم بقانون وإنما تعتدي وتفتك بالمؤمنين والذي يقول أن ولده إستشهد أو أن أباه إستشهد أو تعرض لضرب أو لإختناق يتهم  هو القاتل لذلك الخوف يكون شديد من جهتين ، من جهة نفس الشخص الذي تعرض للرعب وربما بسبب رعبه وخوفه تتعطل بعض الأجزاء في جسده فيموت بذلك السبب ، وأيضا أهله يخافون أن يفصحوا أو يصرحوا بأنه تعرض لما تعرض له ، ومن ذلك ما تعرض له الحاج عبد الرسول فهو تعرض للغاز وتعرض للخوف وأهله يخشون أيضا أن يتكلموا بما تعرض له أبوهم

نذكر أيضا في هذا المقام تأبين الشهيد فخراوي رحمة الله عليه الذي تعرض لتعذيب قاس وشديد بحيث أنه يموت في التعذيب وهذه جريمة نكراء ، جريمة عظيمة تقع بحيث أن يعذب الإنسان تعذيب يصل من خلاله وفي هذا التعذيب إلى الموت فتزهق روحه بهذا التعذيب ، كم هي قسوة هذا التعذيب الذي يتعرض له ، تعرض لهذا التعذيب ومات في العذاب ، وغيره أيضا ربما أشرف كثير منهم على الموت ولكنه لم يأت أجله فقام ، يعني البلد تعيش حالة من الإرهاب والتعذيب القاسي نحن نعيشه في هذه البلد في البحرين لذلك من حق عائلة الشهيد المطالبة بالقصاص هذا حق من حقهم ، من حقوقهم ، لهم أن يطالبوا بالقصاص وليس أن يحكم على الجاني أو القاتل أو المعذب بالسجن أيام أو بأن يعوض أو يقال أنه مات بالخطأ ، بسبب القسوة مات ، قسوة ماذا ؟ أن يعذب إلى يصل إلى الموت

النقطة الأخرى

المماطلة في بناء المساجد المهدومة أيضا دليل على إصرار الحكومة على مواصلة الجرائم والتعدي على المقدسات ، فهي لا زالت في هذا الطريق ، بطش مستمر وإعتداء مستمر ، بطش غير مسبوق يطال منطقة العكر على أثر حادثة غامضة ربما هي مفتعلة ولو كانت هناك حقيقة لا يحق أن يعمل هكذا أو تتعرض المنطقة لهذا الإعتداء والبطش غير المسبوق .

أيضا ميليشيات مدنية تعتدي وتكسر وتحرق محلات جواد وأيضا بمرأى مما يسمى بقوات الأمن تحميها وتشاركها السرقة ثم تطلب منها تكسير كاميرات المراقبة التي تصورهم ، فهم يصورون وهم يكسرون وليست حادثة ولا حادثتين وإنما حوادث وكثيرة لهذه المحلات أكثر من خمسين أو ستين حادثة تكسير وإعتداء ولكن أين الجاني وأين المعتدي ؟

لا يوجد ، يصور بالكاميرة ويعرف وجهه ويشخص بالإسم والحكومة تبحث عنه ولا تجده ، وهذا يدل على أن الحكومة ماضية في هذا التعنت وهذا التعسف وإذلال الناس .

أيضا البارحة وجدت إنتهاكات وإعتداءات في مناطق مختلفة من البحرين ، إستخدام رصاص الشوزن المحرم دوليا ، يستخدم في صيد الطيور، وأستخدم أيضا في مناطق مختلفة من البحرين بصورة عامة ، وهناك حالات إصابة في مناطق مختلفة بالشوزن الذي هو ممنوع ومحرم دوليا .

دهس المتظاهرين أيضا ، الذين يتظاهرون ويحتجون ويطالبون بحقوقهم يدهسون ، وهذا كله بمرأى من العالم ويصور أيضا ولا تجد من يحرك ساكن في ذلك، إنتهاكات صارخة إنتهاكات صارخة تشمل جميع مناطق البحرين ولذلك نقول ونطالب العالم والمنظمات الحقوقية والدول وجميع من عنده إحساس أن لا يتركوا البحرين وشعب البحرين لمصيره

وأخيرا نهيب بالمؤمنين المشاركة في تشييع الشهيد أحمد إسماعيل ، نتمنى أن يكون الحضور حضورا قويا وفاعلا

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

شاهد أيضاً

تساؤلات ماذا بعد عاشوراء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *