c الصبر(2)

الصبر(2)

الصبر(2)

حديث الجمعة – 23/3/2012

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي

جاء في الحديث عن علي عليه السلام ” أشجع الناس من غلب هواه “

حديثنا هو مواصلة لبحث الصبر

تعريف الصبر: الصبر هو حبس النفس على الفعل أو الترك .

ملكة الصبر

هذه الملكة كيف تتحقق ؟

ملكة الصبر مشابهة ومرتبطة بموضوع العدالة , أو ملكة العدالة ، فالعدالة هي أن لا يرتكب الشخض أمراً محرماً ، معصية ، وعدم ارتكابه للمعصية بقدرة عنده وبتملك من نفسه ، وليس لعدم وجود القدرة على المعصية ، بمعنى أنه ليس مجبورا في ترك المعصية ، ذاتاً أو من قبل الله سبحانه وتعالى ، وليس مجبور من الخارج عن ترك المعصية ، وإنما هو بنفسه يمتنع عن المعصية ولا يقترف المعصية ، فهذه هي ملكة العدالة أن يمتلك القدر على أن يأتي بالواجبات ويترك المحرمات .

الصبر ايضا ملكة ، في الحالات التي يتعرض الإنسان فيها لأمور ، ومصائب أو أنه يتعرض إلى كلام بذيئ مثلاً أو يغضبه أحد ، فكيف يتمالك نفسه ويكون صابراً في هذه المواقف ؟

إمتلاكه للقدرة على حبس النفس عن الفعل إذا كان الفعل مما ترغب له النفس أو حمله للنفس على الفعل الذي تكرهه النفس , أو حبس النفس عن الجزع عند المصائب , فإمتلاك القدر على ذلك هو ملكة الصبر.

أمور تساهم في تحصيل ملكة الصبر

هذه هي ملكة الصبر كيف يحققها الإنسان في نفسه ، نقول:

  1. التحلم

بالتحلم وبالتحلي بالتصبر للنفس ، يحاول أن يوجد الصبر في نفسه  

ويتمثل الصبر في نفسه ، شيئا فشي تتحقق عنده ملكة الصبر ، سواء كانت ملكة الصبر ، في التعامل بينه وبين نفسه في الواجبات و في المحرمات ، أو تعامل في قضايا أخرى كما يتعامل مع أهله مع زوجته أو أولاده ، إذا غضب من جهة الأولاد أو من جهة الزوجة أو من جهة المجمع أو تعرض لمصائب أو مشاكل أكبر من ذلك ، هنا هو يصنع في نفسه الصبر ، يحاول أن يتحلى بالصبر ، يعني يتصبر إلى أن يكون الصبر حقيقة عنده، فإذا كان مثلاً في بيته و مع أولاده ، أولاده يغضبونه ، مزاجه ضيق ، هنا يحاول أن يظهر شيا من الصبر ، ينوي لله سبحانه وتعالى ، إذا كان نوى ذلك لله وأنه يتصبر من أجل الله ، الله سبحانه وتعالى سوف يفرغ عليه ملكة الصبر ويكون صابراً بعد ذلك ، يكون قادر .

إذا حاول أن يدخل السرور على أهله ، على أولاده سعدوا بتصرفاته ، فإن الله سبحانه وتعالى يفتح له الطريق فيتحلى بالصبر بعد ذلك ويكون صابراً .

أما إذا كان على العكس ، دائم الغضب ولأقل الأمور ينفعل و يظهر الإنفعال ، هنا أيضاً تترسخ في نفسه الهزيمة أمام ما يقتضي الصبر ، سواء كان في معاملته مع أهله أو مع الآخرين ، فإذا كان يصبر نفسه ويخلق الصبر في نفسه شيء فشيء تتكون عنده ملكة الصبر ، أما إذا كان على الطرف على النقيض أو العكس فإنما هو يغضب بسرعة ويشتد بسرعة ولا يحاول التصبر ، إذا كان عنده شيء من الصبر ينتهي تدريجياً .

هذه الممارسة العكسية إذا كان يمارس ممارسة عكسية للصبر فإنه بدل أن يصبر لأقل الأمور يجد في نفسه أنه يظهر الغضب بشدة تنتهي عنده ملكة الصبر ، أما العكس ما اذا كان يوجد الصبر في نفسه ، يجد نفسه يعيش ضيق مثلاً وضعف ولكنه يحاول أن يتغلب على هذا الضعف ويظهر أنه صابر ، توجد ملكة الصبر بعد ذلك .

  1. الإستقامة في العمل يقول تعالى ” إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ. نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ

هنا أيضاً إذا كان الشخص إستقام على العمل الصالح ، يحاول أن يقوم نفسه عن الأخطاء ويتجنب المعاصي و يلتزم بالطاعات ، هنا يبشره الله تعالى ويقول نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ومن يكون الله وليه فإنه ينصره ، يحقق له الخير ويحفظه عن الشر ، تكن يد العناية الإلاهية فوق رأسه ما دام هو مستقيماً أو يسعى في طريق الإستقامة .

يكفي أن الإنسان يتوجه هو بنفسه ويحاول أن يقوم نفسه ويحاول الإقتراب من الله سبحانه وتعالى ، يقول الله سبحانه وتعالى” وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا “ يعني جميع الطرق الصالحة الخيرة يهديه الله إليها ،إذا كان يتوجه ويحاول إصلاح نفسه ويحاول العمل الصالح فإن الله سبحانه وتعالى يهديه لجميع طرق الخير ويحميه من جميع المزالق والمهاوي .

  1. الإعتبار من سير من مضى

النظر في تاريخ الأقوام الماضية ، وما مضى من الأزمنة ، قضايا وقصص في التاريخ وقعت إذا نظر إليها الإنسان صقلت شخصيته ، ووفرت عنده الإيمان وحببته للخير وللصبر والتصبر وبغضته وأبعدته عن الجزع والإستسلام لكل شيئ .

يقول تعالى قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الاَْرْضِ فَانظُرُواْ كيَفْ كَانَ عَـاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ

وقال تعالى قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ

كيف كان عاقبة المجرمين تأملوا فيما مضى .

وقال تعالى فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ. فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ

وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ

هذه الآيات تبين أهمية النظر للتاريخ وتبين سنن التاريخ والذي كان مستقيماً أين وصل ، والذي كان منحرفاً وعاصياً وطاغياً وظالماً أين وصل .

يجب علينا أن نتأمل في ذلك ، دائماً في قضايا التربية الروحية والأخلاق نذكر القصص ، لماذا؟

لأنها العبرة للإنسان ، أن يعتبر الإنسان ويصل إلى طريق الخير .

قصة النبي عيسى وأمه العذراء (ع)

مريم ابنة عمران مع النبي عيسى عليهما السلام ، كانا مطاردين ، نفيا للصحراء ، فخرجا صائمين ، خرجا إلى الصحراء وكانا صائمين في جوع شديد ، النبي عيسى جعل أمه في مكان, أجلسها ، فقال أذهب لآتيك بشيئ من الكَلأُ لتأكليه في الإفطار ، عندما رجع إلى أمه وجدها قد ماتت ، جهزها ودفنها ، ثم ناجاها وهي في قبرها ، وقال هل تحبين أن تعودي إلى الدنيا ؟

كانت مطاردة وتتعرض لهذا البلاء الشديد ، والآن خرجت إلى الله سبحانه وتعالى وهو الرؤوف الرحيم ، إلى مكان فيه الأمان ، إلى جنة الله ، هل تحبين أن تعودي إلى الدنيا ؟

قالت نعم.

فقال : لماذا ؟

قالت : لأصوم في الحر وأتوضأ وأصلي في الشتاء القارص .

هنا تعلم وعلمت أن الشدة فيها خير ، وأن التصبر على البلاء فيه خير ، فإذا تأملنا لما يتعرض له الإنسان من شدائد وتوجه الإنسان إليه ، فإنه يفوز ويحصل على الخير الكثير ، قضايا كثيرة وقصص كثيرة تبين للإنسان المتأمل المؤمن أنه إذا تحلى بالصبر وتجنب المحرمات أين يصل .

قصة ابن سيرين

تذكر أيضاً عن ابن سيرين ، ابن سيرين معروف بتفسير الأحلام ، وعلى درجة عالية من المعرفة بتفسير الأحلام ، ولا يستطيع أي أحد أن يقول أعرف هكذا ، يذكر الأستاذ المظاهري سبب ذلك ، يقول ما هو السبب في بلوغه هذه المنزلة ، يقول هو بزاز يعمل في الخياطة ، يخيط الثياب ، مرة طلبت منه إمراة أن يخيط لها ثياب خاط الثياب ذهب لبيت المرأة يسلمها الثياب فدعته إلى نفسها ، أصرت عليه ، يقول كأنه تعرض لما تعرض إليه النبي يوسف ، أصرت عليه ومنعته من الخروج ، فقال أذهب لدورة المياه أولاً ، ذهب لدورة المياه ولطخ جسمه بالغائط كاملاً ، ثم خرج فرأته إستبشعت منظره ، وأخرجته من البيت طردته من البيت ، خرج بنجاسة ظاهرية وبطهارة باطنية ، باطنه صار طاهراً لأنه رفض الفاحشة ، رفض المعصية وإن كان في الظاهر تنجس جسمه ، ولكن طهرت روحه وبلغ وحصل من الدرجة والمنزلة أنه يفسر من الأحلام ، وقضايا كثيرة تذكر ، أن الإنسان الذي يتوجه لله ويصبر ويتعظ عن المعاصي تكون له درجة العالية ، فالتأمل في قضايا التاريخ والقضايا التي وقعت يربي الإنسان ويزكي الإنسان ويطهر روحه .

  1. تجنب الكفر والظلم والخيانة والفسوق

كل شيء يؤدي للكفر و يؤدي للفسوق ، يجب على الإنسان أن يجتنبه لا يتساهل في أمور وفي ذنوب توصله لذلك ، قال تعالىوَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ الذي يخون عنده أمانة ويخون تلك الأمانة لا يهتدي ، شخص في عمل ، يوكل له عمل ، لا يتقن عمله لا يؤدي الأمانة المطلوبة منه كما طلبت وكما افترضت عليه فهو ضال ويكون في الضلال ولا يهتدي .

وقال تعالى إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ

أيضاً الشخص الذي يكفر بالله سبحانه وتعالى ويعبد الشيطان فهو أيضاً لا يهتدي إلى الخير أبداً ، (وأن الله لا يهدي القوم الظالمين ) الظلم أيضاً ذنب عظيم ، شخص يتعامل مع المجتمع وذكرنا في المقدمة حتى في البيت مع أولاده مع زوجته في المجتمع في العمل ، إذا كنت مسؤولا في العمل أو مدرس أو أمثال ذلك ، أو عندك أولاد تتعامل معهم ، التعامل إن كان فيه ظلم ، فالهداية بعيدة كل البعد عنك ، يضل الإنسان الذي يظلم غيره ، إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ، ربما يتعامل الشخص مع أولاده ، الأولاد إذا عمل الولد خطأ ، كيف يتعامل مع الولد ، يجب أن يكون التعامل و الغضب و الضرب ، ضرب الولد مثلاً يجب أن يكون تأديبياً ، بمعنى لا ينطلق التعامل من غضب نفسي ، وإنما من حاجة للطفل في هذا الموقف ، إذا أردت أن تشدد على الطفل مثلاً ، يجب أن يكون هذا التشديد منطلق من حرصك عليه ، ليس لغضبك عليه ، من الحرص عليه وأن مصلحته هكذا ، مثلاً يزجر وبالشيء البسيط والخفيف ، و قال تعالى : وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ، الشخص الفاسق ، الفاسق هو الذي يعصي ، يرتكب المعصية ، إحرص أن لا تكون مصداقاً لهذا العنوان، إذا ارتكبت خطأ ، لمجرد أن يصدر منك الخطأ عليك أن تلتفت مباشرةً و تحدث نفسك بالتوبة وتتوب عنه ، العاقل لا يسوف ولا يترك الذنوب تصدر منه ، فإذا صدرت منه الذنوب صار فاسقاً ، و إذا صار فاسقاً فإن الهداية لا تأتيه .

أما المؤمن ، فيقول تعالى : أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ، على الإنسان أن يؤسس الخير ، أن يؤسس إيمانه على الصحة و الخير و التقوى ، وتجنب المخالفات و الظلم ، ويقول تعالى : ” الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ “ ، لا يلبس إيمانهم بظلم ، إن كان قد ظلم أحد ، أو تعرض لأحد بظلم ، و لو بكلمة أو غيبة ، فهو خاسر وضال ، عليه أن يراقب نفسه في كل شيء ، لا تجعل لغيرك حقوق عليك لا تستطيع الوفاء بها .

يقال أن الشهادة والإستشهاد في سبيل الله ،تمحوا كل شيء إلا الديون ، ويقصدون بها الديون هي حقوق الناس , ظلم الآخرين من الديون، شخص اغتاب أحد ، إستهزأ بأحد ، خطئ على أحد ، هذا لا يمحى ، حتى يرضى صاحبه ، و إذا كان في يوم القيامة ولم يرضى ، هناك الإنسان بحاجة ، لا يتنازل لو قدمت له شيء في الدنيا و قلت مثلاً أعطيك كذا لترضى ، مبلغ من المال ، ربما يقبل ، ولكن في يوم القيامة لا يقبل ، إلا أن يؤخذ من حسناتك له ، وإذا لم تكن هناك حسنات ، يؤخد من ذنوبه عليك ، لذلك الإنسان عليه أن يجتنب و يلتفت لنفسه ، أن لا يصدر منه خطأ أو ظلم لأحد .

  1. قراءة الدعاء

عليه أن يدعوا الله لتسديده دائماً ، ويطلب من الله سبحانه وتعالى العناية الربانية ، والحفظ من الله ، ليكون تحت عناية الله ، فيهتدي ويكون صابراً ، الدعاء الذي يجب أن يردده الإنسان دائماً ، كما كان النبي ( ص ) يقول : ” اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا “ لا يثق في نفسه ، لا تثق في نفسك وإنما اجعل التوكل على الله و اطلب المدد من الله والتسديد من الله دائماً .

  1. الصلاة و خصوصاً صلاة الليل

أن يواضب على الصلاة في أوقاتها ، لا يترك الصلاة ، المستحبات أيضاً ، فإذا كان يواضب على الصلوات و يحاول أن يأتي ببعض المستحبات أيضاً ، يسدد ، يقول تعالى ” يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ. قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا. نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا. إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا “ لتحمل هذا القول الثقيل يحتاج أن يصلي ، الصلاة ، الصلاة تصبر الإنسان ، وتجعله صابراً ، هذه بعض الأمور المرتبطة بملكة الصبر وتحقيق ملكة الصبر .

وضع البلد

أولا:التعدي على مسجد الصحابي صعصعة ابن صوحان (رض)

نستنكر ونحمل الحكومة الإنتهاكات الصارخة لمسجد صعصعة ابن صوحان ، وما تعرض له من تخريب واعتداء ، ونطالب الجهات المعنية بالقيام بمسؤوليتها وواجباتها الشرعية و الأخلاقية و القانونية ، وإنما تعرض له مسجد الصحابي كارثة خطيرة ، لا يمكن الصمت والسكوت عنها ، تحت أي حجة أو تبرير ، ونطالب بإعادة بناء جميع المساجد التي هدمت بغير وجه حق .

الحكومة لا زالت صامته ، و الإعتداءات مستمرة ، ويقال مجهولون ، كسروا المسجد مجهولون ، في هذا المكان و في هذا المكان قضايا تخرج بإسم مجهولين ، أين تكون هذه التصرفات ، الحكومة هي التي باشرت الهدم سابقا فهي مدانة ، والحكومة ساكتة الآن فهي مدانة ، لماذا إذاً حدثت قضية في مكان أو لأحد مرتبط بالحكومة ، مباشرة يقال : أمسكوا أو القوا القبض على القائم بالعملية الفلانية و المعتدي ، ولكن عندما يكون الإعتداء على المساجد أو على المؤمنين أو على بعض أفراد المجتمع من المعارضين ، فلا يعرف من الذي قام بالتعدي ، فنحمل الحكومة على جميع الأحوال هذه الإنتهاكات .

ثانيا: الإعتداء على طفل السنابس

ماحدث من اعتداء وحشي على طفل السنابس الأربعاء الماضي ، من اختطاف وإعتداء بالآلات الحادة ، وتحرش جنسي ، دليل على انتهاكات السلطة المتواصلة للشعب في جميع مناطق البحرين ، وعدم إكتراثها لحرمة أحد كبيراً كان أو صغيراً ، رجلاً كان أو امرأة .

طفل يتعرض لهذه الوحشية ، و يجرح حتى يغمى عليه ، ويتحرش به جنسياً ، هذا تتحمل الحكومة مسؤوليته ، وهي المسؤولة عن ذلك ، وهذا دليل أيضاً إضافة لمواصلة الإنتهاكات ،على أن هذا النظام فاسد ، ويجب إصلاحه ، ولا يمكن التعايش مع هذا النظام بهذه الوحشية و هذه الإعتداءات المتتالية .

ثالثا: الحوار

الحوار في ظل المؤسسات الحكومية ، و من غير آليات و ثوابت ، ومن غير أن يكون للشعب رأي في نتائجه ، لعبة بلهاء ، يراد منها التظليل المحلي و العالمي ، نطالب بالحوار .

ذكروا الحوار سابقاً ، وقالوا حوار التوافق ، ثم تطبيق مرئيات الحوار ، أين الحوار ؟

و مع من الحوار ؟

وما هي نتائجه ؟

و اذا كان هو التوافق بين أطياف المجتمع و فئات الشعب ، فلماذا الآن يذكر حوار آخر ؟

هذا دليل على أن الحوار السابق كان حواراً فاشلاً ، لم يكن صحيحاً ، ولم يكن جدياً ، لم يكن بالآليات الصحيحة ، و الآن يطرح حوار بنفس الطريقة ، في ظل مؤسسات الدولة ، يراد حوار مع من ؟

مع المؤسسات القائمة ، المنتهكة ، المعتدية على الناس ، و يجب على الناس القبول بهذا الحوار ، وهذا هو حوار التوافق .

هذا الحوار لا يغير شيء ، وهذا يكشف على أن السلطة إنما تذكر هذا الحوار من أجل تظليل الناس ، ومن أجل التسويق الإعلامي فقط ، وليست جادة في الحوار ولا في إخراج البلد من ازمتها .

رابعا: تنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق

تنفيذ التوصيات لجنة تقصي الحقائق ، ليس إلا تظليل للرأي العام ، بماذا ؟

بتشكيل لجنة ، ولجنة تشكل لجنة ، و اللجنة تشكل أخرى ، والاخرى تشكل فريق يفسر كلام اللجنة الأولى ، وهكذا ، وندور في لجان و لجان ، وهذا يدل أيضاً على أن الحكومة لا تريد الإصلاح في المجتمع ولا تريد حل الأزمة وتغيير الوضع ، و لو كانت هناك جدية في الاصلاح لما رأيت هذه المظاهر العسكرية في الشوارع ، والاعتداءات المستمرة ، لذلك نقول :

ما هو موقفنا وتكليفنا ؟ تكليفنا هو المواصلة ، و عدم التراجع ، تكليفنا هو تكثيف الحضور في كل مكان ، في المسيرات الاحتجاجية ، في المطالبات بالحقوق ، يجب علينا أن نكون حاضرين .

وبالمناسبة أخيراً أيضاً ، نذكر المؤمنين بأهمية المشاركة في المسيرة الجماهيرية اليوم الرابعة عصراً ، لما له من الأهمية ، لأن الحضور المكثف و القوي هو الذي يفرض طلب الحلول في المجتمع ، أما لو كان هناك تراجع ، وكل شخص قال أنا لا أذهب و أعتذر ، فإن الحكومة تقول : إنتهت الأزمة ، وبقي الوضع على ما هو عليه ، وليس هناك إعطاء للحقوق ، ولا استجابة لمطالب أحد ، فعلينا بالمطالبة و الحضور الفاعل في جميع الفعاليات الجماهيرية التي تدعوا لها القوى السياسية .

والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد و آله الطاهرين .

 

شاهد أيضاً

تساؤلات ماذا بعد عاشوراء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *