الصيام (2)
19/6/2015
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (1)
مقدمة ،
مر الحديث حول هذه الاية كثير و تتممه لهذا أحببت ان اذكر بعض الاحاديث التي تتحدث عن فوائد الصوم و فوائد الجوع ،
اولا ً : الفوائد الدينية او الشرعية ،
- تحقيق التقوى ، الاية واضحة لعلكم تتقون يُرجى ممن يصوم ان تتحقق منه التقوى ، لعلكم تتقون كأنها تشير لعلكم تصومون الصيام الحقيقي الذي ينتج التقوى لأن مؤدى الصوم الحقيقي ينتج لعلكم تتقون يكون الطريق لتحقيق التقوى صوم حقيقي و صلاة حقيقية يكون الإنسان متقي لان الصلاة الحقيقية إذا جاء بها شخص تنهى عن الفحشاء و المنكر و إذا صام أيضا تحققت منه درجات عالية و هي التقوى و الإرتباط بالله سبحانه و تعالى وطهارة الروح .
- تحقيق العبادة ، لان الصوم عبادة فإذا صام الشخص و حقق هذه العبادة فقد حقق ما خُلق من أجله وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ إذا جاء بهذه الفريضة و جاء بهذا الصوم حقق أمرا ً عظيما ً وهو أصل وجود الإنسان و أصل خَلق الإنسان إنما هو من أجل هذه العبادة فهو حقق هذا العمل او على أقل تقدير هذا الجزء الكبير من الهدف من خلق الإنسان .
- من فوائد الصوم ترك الإسراف ، بعض الوقات نرى الحالة معكوسه عندنا و هذه ثقافة المجتمع ، ثقافة المجتمع إذا كانت فيها خلل يكون الذي يراد منه الشيء تعكسه بالعكس مثل ما نسمع في السياسات و في اخبار العالم ان القاتل مظلوم و المظلوم معتدي و هذه الدنيا فيها كثير من الامور معكوسة أيضا ً بالنسبة للصوم يجب ان تكون له نتيجة طيبة و هذه النتيجة الطيبة من اثرها ان لا يكون هناك إسراف تجعل الإنسان يقتصد في اموره يقتصد في اكله لا أنه يجمع الأكل كله في وجبة و إنما يقلل ، السيد دستغيب رحمة الله عليه يقول لو كان الشخص ياكل في اليوم ثلالث وجبات عليه ان يُنهي واحدة يبقى على وجبتين لا أنه يأخذ الواحدة و يوزعها على الاثنتين بل يكون اقل و إذا كان يأكل وجبتين يجعلها وجبة و احدة هذا هو المطلوب لا انه يزيد يشعر انه عنده وجبة زائدة يستطيع ان يوصل اوالها للمحتاجين النبي صل الله عليه واله امر بالمواسات و الإنفاق و التفقد لا انه يضطر ان ينهي ثلاث الوجبات يجعلها في وجبتين بحيث تكون متخمة بحيث انه لا يستطيع ان ينام بعد الاكل من كثر التخمة هذا إسراف وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا (2) هذه من فوائد الصيام برنامج يعود الشخص نفسه محطة تربية و تزكية و يتعود على هذه الامور الفوائد في حياة الانسان ان يعيشها طوال حياته و لكن على الاقل في هذه المحطة يكون يسنفيد .
- صبط الغرائز ، الصوم يضبط الغرائز لان المنفلت لكما إستهى شيء باشره في فترة الصوم الله سبحانه و تعالى يريد منا ان نتعود نضبط أمورنا يشتهي و لا يوصل الاكل موجود و لكنه لا يأكل لا أحد يراقبه إنما وازع من نفسه تربية لروحه يضبط نفسه هذا الضبط يحتاج إليه في حياته أما إذا كان ضعيف الإرادة ليست عنده إرادة و إنما كل شيء يستطيع ان يصل إليه أخذه هذا يكون سارق لانه ليس عنده ضبط ، الصيام يجعله مضبوط بينه و بين نفسه بينه و بين الله يرى نفسه مضبوط يرى نفسه لا يتجاوز هذه الحدود فيضبط شهوته الجنسية مع الحلال فإذا ضبطها مع الحلال يكون ضبطها مع الحرام اكثر و اوضح و ضبطه مع غيره في المعالمة طوال السنة يكون مضبوط و لكن في هذه الفترة يكون صادق و يجد الإنعكاس و إنطباع النفس قوي في إرادته بينه و بين الله غرائزه لا تسيطر عليه إذا كان جعل صومه مع إلتفات يعني ملتفت انه يرتب و يهذب نفسه و يضبط نفسه و ليس أنه مثلا نائم طوال الصباح و إذا جلس المغرب و يصلي صلاة العصر مع المغرب في مره واحدة او يشتري اكل وهو اكل و نام الصباح يعني الاكل الذي اكله و نام كانه في الفطر اكل و نام و جلس و فطر فطور الصباح الان نفس الشيء و لكن معكوس و لكن بصورة اكثر لان في المجتمع من يأكل في المغرب في السفرة ما شاء الله من الاكل و يأكل اكل متفرق هنا هنا و بعدها غبقة مثلا و بعدها يتسحر و يملئ معدته و ينام و في منامه لا يرتاح لانه ملئ من الاكل و لا يكتفي من النوم لان الذي ينام وبطنه خالي يرتاح بسرعه ليس هذا الصيام المطلوب إذا رأينا الاحاديث ، الائمة هم المقياس الحقيقي كانوا في إعتدال تستغرب عندما يؤتى لامير المؤمنين مما زرع فيأخذ سبع حبات شعير و ياكلها و يمسح على بطنه و يقول ويل ٌ لمن ادخله بطنه النار يقولون له انت بهذه الطريقة تصير ضعيف و كأني بقائلكم إن كان قوة إبن أبي طالب هذا فقد قعد عن مناهضة الأبطال ، قال و ان الشجرة البرية صلب عودا ً و الورائع الخضراء ارق جلودا ً ، الإعتدال لا يكون بالكثرة بل بالقلة اكثر .
- حياة القلب ، قال رسول الله صل الله عليه واله لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام و الشراب فإن القلب كالزرع يموت إذا كثر عليه الماء ، لذلك لابد ان ينتبه الشخص لاكله فيكون الاكل معتدل ، إذا كان الاكل معتدل إذا كان يصوم الصيام الحقيقي فالقلب يكون حي .
- المنزلة عند الله تعالى في الجوع ، الجائع له منزلة الشبعان ليس له منزلة قال النبي صل الله عليه و اله أفضلكم منزلة عند الله اطولكم جوعا ً و تفكرا ً ، يعيش التفكر في الحياة يعيش الهادفية يرى ما يفعل يرى النهاية و ليس انه لاه ٍ بالدنيا بين أكل و فرج ٍ و نوم و عمل و املاك هذا لا يدري اين الله ، لكن الجائع هو أكثر تفكر و هذا طبيعي القلب الذي يكون في جسم شخص جائع يكون متفكر ، و يقول النبي و ابغضكم الى الله كل نؤوم أكول شروب ، إذا كنا نريد ان نتقرب الى الله لا بد ان نصوم الصوم الحقيقي ، إذا طلع الفجر أكلنا الاكل البسيط إذا رأينا الروايات التي تقول ان ناكل سبع تمرات تأكل الأكل المعتدل و قال رسول الله صل الله عليه واله إن أبغض الناس إلى الله المتخمون الملئى و ما ترك عبد ٌ أطلة يشتهيها إلا كانت له درجة في الجنة ، بعض الاشخاص في كثير ٍ من الاوقات يسطيع ن يجعل له برنامج ، يوجد جامع كبير في تركيا كان صاحبه قبل ان يبنى فقير يقول كل ما مر على مكان يباع فيه حلوة في ذهابه للعمل و في عودته فيشتهي أن يأكل فيمد يده و لكنه يقول إذا اشتريته ستنقص الاموال التي سأصرفها على اولادي فقرر ان يجمع هذه الاموال و يجعلها في صندوق و يقول كأني أكلت و بعد وفاته بنت الزوجة بهذه الاموال مسجدا ً هذا لو نوى لله و ترك بعض الامور لله اشتهى و لكنه بدل ان يصرف امواله على امور يشتهيها جمع المال و صرفه لاخرته هنا استفاد و صار جائم بالجوع المعتدل طبعا ً ، قال النبي صل الله عليه واله و ما ترك عبد ٌ اكلة ٌ يشتهيها إلا كانت له درجة ٌ في الجنة ، و قال صل الله عليه واله اطول الناس جوعا يوم القيامة اكثرهم شبعا ً في الدنيا ، شخص مراعي نفسه في الدنيا لا يجوع ، هذا الكلام كله عن الحلال يعني شبعان من الحلال و لكن دائما شبعان ، النبي صل الله عليه واله و الحديث صحيح و أحاديث كثيرة كلها تقول ان لا يكون الإنسان متخم يضر به في آخرته .
- العروج إلى ملكوت السماوات وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ(3) ملكوت السموات و الارض هو الجانب الباطني لهذا الوجود له جانب ظاهري و له جانب باطني ، يقول السيد الطباطبائي نحن الأن حياة انا الان واقف حي يقول هذه حياتي المادية في جنبي حياة ملكوتية حياتي الملكوتية التي في حنبي هي نتيجة أعمالي كيف أنا اعمل ؟ أعمال سيئة فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ يوم القيامة الانسان يرى هذا الملكوت يظهر و ينظر للجانب الملكوتي ، الإنسان الذي في الدنيا معتدي ظالم و في ظاهرة إنسان جيد تراه في الظاهر متقدم و لكن في الآخرة متأخر مرفوض في الجانب الباطني مرفوض قد يكون سبع قد يكون حيوان ، هذا في الجانب الملكوتي الباطني ، الانسان الذي يكون جائع صائم يستطيع ان يرى الملكوت الذي يجعل في نفسه التفكر و ليس شبعان متخم ، و قال نبي صل الله عليه واله لا يدخل ملكوت السماوات من ملئ بطنه ، صاحب كتاب جامع السعادات يقول يستحيل ان تشرق الأنوار في قلب ٍ بطن صاحبه مملوء ، إذا كان الشخص دائما شبعان هذا لا يستطيع ان يرى الملكوت و يرى الامور الباطنه ، حواجب على قلبه .
- الوعي والحكمة و التفكر نتيجة الصوم ، وعي و حكمة إذا كان صائم هذه من فوائد الصيام ، إذا كان متخم لا يستطيع ان يتفكر لا تأتي الحكمة على لسانه و لا في عقله أما إذا كان يجوع فهو يستطيع ، قال لقمان لابنه إذا إمتلئ البطن المعدة نامت الفكرة وخرسة الحكمة ، الحكمة كنز و لكن لا يستطيع ان يتحصل عليها لانه مليان ، و قعدت الاعضاء عن العبادة ، في شهر رمضان هناك اعمال ركعات و ادعية و فضائل سور في ليل شهر رمضان مثلا منها قراءة سورة الملك فإنه أكثر و أطاب و لم يكتب من الغافلين ، بهذه السورة يُقال له انت اتيت بكثير اكثرو لم تأتي بشيء بقليل و اتيت بشيء طيب و لم تكتب من الغافلين ، لكن إذا كان بطنه مليء لا يستطيع ان يأتي بها لا يتوفق فتضيع عليه ليالي شهر رمضان .
- القرب من الله سبحانه و تعالى ، قال الإمام الصادق عليه السلام إن البطن ليطغى من اكله و أقرب ما يكون العبد من الله إذا خَف بطنه و أبغض ما يكون العبد إلى الله إذا أمتلئ بطنه ، الله لا يحبه لانه يكون مادي اكثر ، لا يستطيع ان يكون متفكر و لاعابد .
- الجوع غذاء الروح ، الجسم يحتاج الى غذاء مادي ، المخ يحتاج اكسجين ليحافظ على خلاياه ، ما الذي يحافظ على الروح ؟ قال الإمام الصادق ما من شيء ٍ أضر لقلب المؤمن من كثرة الأكل و هي مورثة ٌ شيئين قسوة القلب و هيجان الشهوة ، القسوة يعني لا يوجد توجه روحي و هذه التي نكررها و نخدع انفسنا ان للنفس إقبال و إدبار ، نقول مره ليس عندك قابلية لا يوجد مشكلة و لكن ليس دئما ، الحديث يقول ان للنفس إقبال و إدبار فإذا أقبلت فإحملوها على النوافل و إذا أدبرت بإقتصروا على الفرائض نقول اذا كان شخص فوت الليلة الاولى و عذره ليس عنده إقبال و الليلة الثانية و الثالثة هنا نقول توجد قسوة قلب ، هذا يسمونه مرض من مجرد ان يزيد و يكون ليس عندي اقبال ، إذا كان عندي إدبار اكثر من الإقبال يعني عندي قسوة قلب عندي مرض هذاالمرض يحتاج ان افتح كتاب مثلا من كتب دستغيب الكتب الاخلاقية التي تربي و أقرأ و أهذب نفسي أحملها أقرأ الروايات التي تتحدث عن العبادة التي تتكلم عن الآخرة حتى لا يفوتني الشهر و ارجع لنفسي ، قال الإمام الصادق ما من شيء ٍ أضر لقلب المؤمن من كثرة الأكل و هي مورثة ٌ شيئين قسوة القلب و هيجان الشهوة ، يأكل كثيرأ ً تكون شهوته زائده و عنده قسوة فلا توجه لله و عنده شهوة زائدة يعني ضائع ، ، و الجوع إدام المؤمن و غذاء ٌ للروح وطعام ٌ للقلب و صحة ٌ للبدن ، صحة للبدن واضه لان الكثير يعاني بين سكري و ضغط الدم ، فطعام الروح يكون الانسان خفيف الاكل .
- التخلص من وسوسة الشيطان ، قال النبي لأصحابه ألا اخبركم بشيء ٍ إن انتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب قالوا بلى يارسول الله فقال الصوم فإنه يسود وجهه ، الصوم يسود وجه الشيطان إذا جاع الشخص الشيطان لا يكون له مجال لان الشهوة تقل و يشتغل المخ يصبح يفكر لان نتيجة الصوم قلنا ان يكون واعي متفكر حكيم ، حيكم يعني يأخذ الشيء الصحيح عكس الاحمق ، الاحمق يريد ان ينفع نفسه فيضرها يريد ان ينفع صاحبه فيضره أما الحكيم فهو الذي يضع الشيء في موضعه الجوع الصيام هو الذي يحقق ذلك .
- الفوز بالإختصاص في الجنة ، الجنة فيها مواضع خاصة هذه المواضع الخاصة ليس لكل شخص ان يصل إليها ، روي عن النبي صل الله عليه واله و سلم قال إن للجنة بابا ً يدعى الريان لا يدخل فيها إلا الصائمون ، يعني درجة معينه منزلة عظيمة هذه المنزلة للعطشان في الدنيا ، ريان يعني لا يعطش ، يدخل فيه الشخص فيشعر بالشبع و بالراحة المتناسبة مع الجنة ، لكن ان يكون في الدنيا صائم شعر بالجوع شعر بالعطش .
- المواسات للفقراء ، من فوائد الصوم ان يواسي الفقراء يتحسس آلام الفقراء يعيش الآمهم الايتام ، و الاحاديث في ذلك كثيرة ، الصوم ليتذكر عطش يوم القيامة أيضا ً يتحنن فيه على الفقراء ، قال النبي صل الله عليه واله و تحننوا على أيتام الناس يُتحنن على أيتامكم ، يكون الشخص واعي ملتفت لا يقول ان وضعي المادي لا يحتاج إلى شيء ابدا ً ، كان في زمن الأئمة رجل يملك اموالا ً كثيرة فكانوا يكلمونه اصحاب الأئمة فيقول انا املك اموال لا تنتهي لو انني اعيش مئات السنين ، عنده غرور و عناد وإنحراف شديد مضت سنة او سنتان و إذا هو على حمار مقطوع الذنب ليس عنده مكان يجلس فيه لا يملك شيء فيقولون له اين هي اموالك ، لذلك الحديث عندما يقول و تحننوا على أيتام الناس يُتحنن على أيتامكم ، لا يقول شخص اولادي لا يحتاجون لأحد ، أنت لا تعرف الظروف العزيز يصبح ذليل ، ترى مثلا ً في الدول التي صارت فيها فوضى و حروب ينقلب أعز إنسان إلى اذل إنسان و يستجدي من الناس ، و التحنن يعني في شهر رمضان يحتاج ان نكون في تكاتف و تكافل إجتماعي و تحنن على بعضنا البعض ، الايتام يكونون في اعيننا لا نغفل هذه من الفوائد التي يجب ان نعمل بها .
الهوامش ،
- سورة البقرة الاية 183
- سورة الفرقان الاية 67
- سورة الأنعام الاية 75