(الصوم) – حديث الجمعة – 20/7/2012
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )
صدق الله العلي العظيم
حديثنا حول الصيام وأثر الصيام في تحصيل الإيمان وتحصيل التقوى , وتربية الإنسان المسلم , وتهذيبه بتعاليم الإسلام , وصقل شخصيته وأوصافه النفسية , وتعديل غرائزه
أولا : الآية الأولى والثانية توطئة
لإن الصيام يلازم حرمان النفوس من أعظم رغباتها وملذاتها وشهواتها ، لذلك الآية توطئة وتهيئة للناس لكي يتقبلوا هذه الفريضة التي إفترضها الله تعالى عليهم ، فجاءت هذه الآيات لتبين العلل والأسباب لفرض هذه الفريضة
ثانيا: التوطئة في هذه الآيات هي:
1ـ الآية تقول : لا تستوحشوا من تشريع الصوم فقد شرّع لمن كان قبلكم , ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم) لستم متفردين في هذه الفريضة التي أوجبها الله تعالى عليكم ، فلستم أشخاص متفردين ولوحدكم فرض عليكم هذا التكليف الشرعي الذي تجدونه شاقا.
2ـــ أن في هذا العمل ،هذا الحكم الشرعي رجاء ما تبتغون و تطلبون بإيمانكم ، عندما أعتنق الإنسان المسلم الإسلام إنما أراد أن يترسخ الإيمان في قلبه ، أراد أن يتحقق الإيمان والتقوى في نفسه ، والآية تشير إلى أن الصوم هو طريق لحصول التقوى , برجاء أن يحصل الصائم على التقوى , يعني هو سبب لتحصيل التقوى عند الإنسان المسلم الصائم .
3ـــ أن هذا العمل الذي فيه رجاء التقوى لا يستوعب جميع الأوقات وإنما هو أيام معدودات بسيطة فلا تستكثروه ولاتستصعبوا الصوم لأنه أيام معدودات وخيره كثير , فتقبلوا الصوم الذي فيه الخير الكثير .
4 ـــ مراعات من يشق عليه أصل الصيام , الآيات المباركة عندما بينت وجوب الصوم أيضا بينت أنه من يكن الصوم عليه مشقة فهو معفى عن هذا الصوم ، لا يجب عليه الصوم لأنه يعيش في حالة مشقة سواء كان كبيرا في السن أو كان مريضا ،أو ضعيفا ، فليس عليه الصوم بل يعوض عن ذلك بفدية ، وهذه الفدية أيضا ليست أمرا كبير وإنما هي إطعام مسكين ، مسكين واحد ليست صعوبة فهذا تكليف فيه الرحمة , فيه الفائدة , وهو تحقيق التقوى وتحقيق الخير وأيامه قلائل ومن لا يستطيع الصوم , أو يجد فيه مشقه فوظيفته أن يدفع فدية بسيطة
5ــ و إذا كان هذا العمل يشتمل على خيركم ، الآيات تتحدث إذا كان هذا العمل هو خير لكم كان الجدير بكم أن تأتوا به طوعا من أنفسكم لا تعتبروه تكليفا ومشقة وإن كان هو ملزم ، الصوم إلزام لجميع المسلمين ولكن لأنه يشتمل على الخير الكثير للمسلم وعلى سعادة المسلم وتحقيق الغاية من وجود الإسلام نفسه وهوالتقوى تحقيق الغاية من كل عبادة التي هي التقوى يحققها الصوم فكان الأجدر بالصائم او بالمسلم أن يصومه طوعا ومن غير شعور بالضيق أو بالصعوبة (وهذا النفس وهذه الروح موجودة عند كثير من الآباء وينقل كثير على أن بعض الناس إذا إنتهى شهر رمضان يبكي لأنه فارق هذا الشهر الذي فيه الخير وفيه البركة وفيه الإنقطاع لله سبحانه وتعالى ) وهذا هو المناسب أن يعيش الإنسان المسلم الروحية الحقيقة للصوم فيشعر بالراحة ويصومه طوعا من نفسه ويعتبره تشريفا له ولا يعتبره تكليفاعليه.
6ــ الإتيان بهذا الخطاب ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ) يذكر المسلمين بصفة الإيمان الذي يوجب عليهم إذا إنتبهوا له أن يقبلواعلى هذا العمل حتى لو وجدوا فيه صعوبة ، حتى لو كانت فيه مشقة ، لأنه يصفهم بالإيمان ويخاطبهم بالمؤمنين بالله ، والمؤمن بالله ماذا تعني ؟
تعني :
المؤمن بحكمة الله ..
المؤمن بأن ما فرضه الله تعالى عليه خير له وراجع إليه.. المؤمن بأن كل تكليف فرضه الله سبحانه وتعالى لا يرجع لغير العبد فالصوم أيضا يرجع بفائدته على الإنسان وليس لغير الإنسان .
ولذة الخطاب (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ)
يقول عنها الإِمام الصادق (عليه السلام) عن هذا الخطاب يقول: «لَذَّةُ مَا فِي النَّدَاءِ – أي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ) – أَزَالَ تَعْبَ الْعِبَادَةِ وَالعَنَاءِ» إذا وصفك الله بأنك مؤمن فأي عناء تشعر أو تلتفت لعناء أو تعب!
ثالثا: الآيات المباركة إخبار عن تحقق الكتابة
تحقق الفرض الإلهي , و ليس بإنشاء لحكم الصيام , يعني هذه الآيات جاءت تبين أن هذه فريضة موجودة لم تكونوا تعلموا بها الأن بيّنت , كانت مفروضة على الأمم السابقة والآن هي مفروضة أيضا عليكم
رابعا: الذين من قبلكم ما هوالمراد بهم ؟
المراد بهم الأمم الماضية ممن سبق ظهور الإسلام من أمم الأنبياء كأمة موسى و عيسى و غيرهم وهو المعهود من إطلاق هذه الكلمة في القرآن أينما أطلقت وليس جميع الأمم وإنما هي أمم الأنبياء يعني الأديان السماوية ، فريضة فرضها الله سبحانه وتعالى على الأمم وفرضها عليكم
خامسا: الكتابة كما كتب على الذين من قبلكم في أصل التشريع فقط
كيف كانت الكتابة على الأمم السابقة ؟
هل كان فرض الصوم عليهم كما هو فرض الصوم في الإسلام ؟
الجواب: فرض عليهم الصيام ولكن ليس بنفس الطريقة والخصوصية وإنما هو من حيث أصل الوجود ، أصل الصوم و الكف لا من حيث خصوصياته ، فهناك صيام يختلف عند الأمم السابقة .
الأيام تختلف ، بعض المحرمات تختلف ، وهكذا , وليس أنه فرضه كما فرضه في الإسلام ,فليس مفروضاعلى الأمم السابقة بنفس التفاصيل ونفس المفطرات و الأيام والأوقات , لا ليس كذلك
سادسا: الصوم الموجود في الملل السابقة ما هو ؟
يصومون أياما معدودة في السنة إلى اليوم بأشكال مختلفة الأمم السابقة تصوم ولكن عن ماذا ؟
بعضها مثلا كالصوم عن اللحوم لا يأكلون اللحوم و الصوم عن اللبن و الصوم عن الأكل و الشرب،,,و في القرآن الكريم قصة صوم زكريا عن الكلام و كذلك صوم مريم عن الكلام فيوجد صوم ولكنه بحيثيات مختلفة وبتفاصيل مختلفة عن الصوم الموجود في الإسلام
سابعا: الصوم عند غير المليين
غير المسلمين وغير الديانات السماوية هل الصوم موجود عندهم أيضا أم لا ؟
الجواب:
أنه موجود ويعتبر عندهم عبادة أيضا ،عبادة مأثورة عند غير المليين كما ينقل عن مصر القديم و اليونان القديم و الرومانيين.
و الوثنيون في الهند يصومون حتى اليوم .
ثامنا:أياما معدودات : ذكر بعض المفسرين:
أن المراد بالأيام المعدودات التي كتب فيها الصيام
هي ثلاثة أيام من كل شهر و صوم يوم عاشوراء ، فالمفروض هو ثلاثة أيام مع صوم يوم عاشوراء
و قال بعضهم: المفروض هو ثلاثة أيام , والثلاثة أيام هي أيام البيض من كل شهر و صوم يوم عاشوراء فقد كان رسول الله و المسلمون يصومونها ثم نزل قوله تعالى:
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ )،يعني الآيات فيها قسمان وهما:
القسم الأول الذي تتحدث عن أيام معدودات فالحديث فيها عن ثلاثة أيام مع يوم عاشوراء ..
والقسم الثاني بعد أن جاءت الآية(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ…)
إلى قوله (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) يقولون هذه نسخت ما قبلها فكان الصوم هو ثلاثة أيام مع صوم يوم عاشوراء, ثم نسخت بتشريع صوم شهر رمضان
والجواب الذي يبطل هذا القول:
1ـ أن الصيام عبادة شاملة
و لو كان الأمر كما يقولون لضبطه التاريخ و لم يختلف في ثبوته الناس ، تصوروا عبادةعامة , والمسلمون كانوا يقومون بها و يعملون بها ثم يختلفون فيها ؟!!
هل أنها منسوخة أو لا ؟
هل كانت موجودة أم لا ؟
هذا دليل على أنه لم يكن هذا الطرح موجودا وإنما هو إختراع خصوصا قضية يوم عاشوراء وأن الآية تتحدث عن صيام يوم عاشوراء ، وأن فيه خير وفيه بركة ، هذا إختراع من بني أمية ، بدعة إبتدعها بنو أمية ، والآيات ليست في هذا الوادي وهذا الطرح
2ـ أن الآية الثالثة تأبى أن تكون نازلة لوحدها
الآية التي تتحدث وتقول (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ) هي مع الآيات التي قبلها كلها في سياق واحد وكلها تتحدث عن تشريع الصوم وليس أنها جاءت ناسخة لما قبلها ،الناسخة لما قبلها هي التي تخالف ما قبلها وهنا لا تخالف وإنما هي بينت الأيام المعدودة
تاسعا: فمن تطوع
التطوع هو مقابل الكره و هو إتيان الفعل بالرضا و الرغبة، و لا دلالة فيه على الندب والإستحباب ، ليس فيه دلالة على الندب والإستحباب فمن تطوع خير إنما هي جاءت لتبين فلسفة الصوم وأنه خير وفيه فائدة وليس لتبين أن الإنسان مخير يصوم أو لا يصوم كما يزعون
ــ إشكال : قال بعضهم أن الصوم كان مخيرا ثم فرض !
لم يكن الصوم فرضا على الجميع كان مخيرا ثم فرضه الله تعالى على الناس
والجواب: أن الآية ﴿وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ جاءت لتبين فلسفة الصوم وليس لتخيير العمل نفسه أنه يصوم المؤمن او لا يصوم ، أرادت الآية أن تبين الغاية والهدف من الصوم ، أنه خير , أنه يعود بالفائدة على الناس ، وليس أن تقول أنتم مخيرون بين الصوم أو لا تصوموا ,, كما في قوله تعالى
﴿وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾
إعبدوا الله العبادة والإنسان ليس مخيرا أن يعبد الله أو لا يعبد الله ، وإتقوه التقوى لله ليس مخير مع ذلك تقول الآية: (ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ) فهي تبين الغاية من عبادة الله وتبين الغاية من تقوى الله وليس أن يكون الإنسان مخير أن يتقي الله أو لا يتقي ، يعبد الله أو لا يعبد الله سبحانه وتعالى
عاشرا : الصوم مدرسة
الصوم مدرسة كبيرة وتربية تصنع التقوى ، الصوم مدرسة تصنع التقوى عند الإنسان
1ـ التربية في الصوم
ومن فوائد الصوم الهامة والكثيرة
أ ـ تلطيف روح الإِنسان.
تلطف روح الإنسان وتجعل نفس الإنسان نقية وطاهرة
ب ـ وتقوية إرادة الإنسان
تقوى إرادت المسلم الصائم ، الصائم يتعود على أمور لم يكن معتادعليها ، فتقوى إرادته فتتحقق عنده العزيمة
ج ـ تعديل غرائزالإنسان
الصائم تتعدل غرائزه ، لما لم يكن صائم وعنده كل شيئ متى إشتهى ، متى أراد أن يأكل أكل ، متى كذا ، عنده كل الأمور متوفرة ولكنه في الصوم إذا فرض عليه الصوم ، في فترة الصيام يحاسب نفسه ويعمل بإرادته فتقوى إرادته وتنضبط غرائزه .
ـــ الصوم يرفع الإنسان من عالم البهيمية إلى عالم الملائكة وهوعالم التقوى وعبارة ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ تشير إلى ذلك وهو أعلى الدرجات أن يرتقي الإنسان وسبب هذا الرقي والوصول إلى التقوى هو الصوم ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾
ــ يقول صاحب جامع السعادات المعروف يقول (يستحيل أن تشرق الأنوار في قلب بطن صاحبه مملوء ) إذا لم يكن له برنامج يصوم ويجوع ويشعر بالجوع , وإنما هو دائما ممتلئ البطن فيستحيل أن تشرق الأنوار في قلبه لأنه يقول هناك تبقى على القلب حجب بسبب هذا الأكل وحتى ماديا يثبت ذلك يكون هناك بعض المؤثرات على القلب وعلى المخ أيضا ، أما الصائم فيتخلص من ذلك ويستطيع إذا توجه لله سبحانه وتعالى أن ينقطع لله ويستفيد بتوجهه لله سبحانه وتعالى
ـــ الحديث المعروف: «الصَّوْمُ جَنَّةٌ مِنَ النَّارِ»الصائم في جنة من النار يعني حاجز ومانع عن النار، لماذا هذا الحاجز ؟
لأنه يحقق في نفس الإنسان هذه الأمور ، تكون إرادته سليمه ، روحه طاهره غرائزه معدله مضبوطه ليس عنده إنحراف
2ـ الصوم درس في المساواة
من الفوائد للصوم أنه درس للمساواة لذلك يقول الإمام الصادق (عليه السلام) في جواب عن سؤال بشأن علّة الصوم، عندما يسأل ما هي علة الصوم يقول : «إِنَّما فَرَضَ اللهُ الصِّيَامَ لِيَسْتَويَ بِهِ الْغَنِيُّ وَالْفَقِيرُ، وَذَلِكَ إِنَّ الْغَنِيَّ لَمْ يَكُنْ لِيَجِدَ مَسَّ الْجُوعِ فَيَرْحَمَ الْفَقِيرَ، وَإِنَّ الغَنِيَّ كُلَّمَا أَرَادَ شَيْئاً قَدَرَ عَلَيْهِ فَأَرَادَ اللهُ تَعَالى أَنْ يُسَوِّيَ بَيْنَ خَلْقِهِ، وَأَنْ يُذِيقَ الْغَنِيَّ مَسَّ الْجُوعِ وَالاْلَمِ، لِيَرُقَّ عَلَى الضَّعِيفِ وَيَرْحَمَ الْجَائِعَ»
هذه من فوائد الصوم أن يكون الغني يشعر بالجوع ، يشعر بالألم فينظر لمن يعيشون مجاعات فيشعر في نفسه أنه مقصر عندهها يمد يد العون ويعطي غيره .
3ـ الصوم صحة وشفاء
من الفوائد أنه صحة وشفاء
ـــ التخمة وتراكم السموم في الجسم من الأكل
إذا صار الإنسان همه فقط الأكل تتراكم السموم في جسمه وهذا ضرر كبير يعرفه الجميع ويقتنع به ويؤمن به الجميع أنه كلما كان الشخص أكثر أكل كلما كان أكثر أمراض
ـــ الصوم بذلك يحرق المواد والفضلات الزائدة في الجسم فيجعل الجسم في أمان وسلامه
ـــ لذلك ينبغي شرعا عندنا أن لا يكثر الصائم من الإفطار والسحور لتتحقق الفائدة من الصوم ، أما أنه إذا كان الشخص مثلا يصوم وفي الليل يأكل كثير بحيث أنه لا يستطيع أن يتحرك وإذا جاء السحور يأكل كذلك فهنا لم يستفد من الصوم في هذا المجال لم تتحقق الفائدة ، ربما إذا أكل كثير ينام بعد صلاة الصبح ويستيقظ الظهر وهو لا زال لم يهضم ما في بطنه ،فهو ضرر وليس فائدة لذلك يدققون على قضية أن لا يأكل كثيرا عند الإفطار ولا يأكل كثيرا عند السحر
يذكرالسيد دستغيب رحمة الله عليه أن الشخص الذي كان يأكل مثلا ثلاث وجبات يجب أن تقل في الصوم وإذا كان يأكل وجبتين يجعلها وجبة واحدة حتى يكن هناك تغير في حاله
ــ يذكر العالم روسي «الكسي سوفورين» من فوائد الصيام يقول في كتابه: «الصوم سبيل ناجح في علاج أمراض ويذكر كثير منها… فقر الدم، وضعف الأمعاء، والإِلتهابات البسيطة والمزمنة، والدمامل الداخلية والخارجية، والسل، ووو، والروماتيزم، والنقرس والإِستسقاء، وعرق النساء، والخراز (تناثر الجلد)، وأمراض العين، ومرض السكر، وأمراض الكلية، والكبد والأمراض الاُخرى , بل يشمل الأمراض المرتبطة باُصول جسم الإِنسان وخلاياه مثل السرطان والسفليس، والسل والطاعون وغيرها …أمراض كثيرة »
الصوم يؤثر وينفع صاحبه إن كان يصوم الصوم الشرعي
ـــ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «صُومُوا تَصُحُّوا» ففي الصوم صحة
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً: «الْمِعْدَةُ بَيْتُ كُلِّ دَاء وَالْحَمِيَّةُ رَأْسُ كُلِّ دَوَاء» ففوائد كثيرة للصوم تحقق..
وأهم أمر يتحقق من خلال الصوم هو أهم أمر عند الإنسان والذي خلق من أجله وهو الإرتباط بالله وتحصيل التقوى وهذا أهم شيئ يحققه الإنسان المسلم في حياته لأن أفضل الزاد هو التقوى
موضوع البلد
أشير إلى نقطتين فقط
أولا: الانتهاكات المتعددة للبيوت من قبل مرتزقة النظام والتعدي على حرمات النساء الشريفات
لا ينم إلا عن فكر متخلّف ، إعتداءات على البيوت وعلى النساء هذا لا يكشف إلا عن فكر متخلف وعن نظام ديكتاتوري بعيد كل البعد عن القيم الإسلامية والإنسانية المتحضّرة، ومصادِرة للحق الدستوري المتسالم عليه , والذي يقول الناس مكفولون وفي آمان يعيشون , وإذا الإعتداءات على البيوت وإقتحام البيوت وإنتهاك للحرمات ، وهذا يمثّل استهتارًا واستخفافًا بجميع القيم والعادات والأعراف والشرف والنخوة العربية التي لطالما تشدّقوا بها.
يتكلمون عن نخوة العرب وشرف العرب ولكنهم في الواقع بعيدين كل البعد عن هذا الشرف وهذه النخوة
ليست هناك نخوة ولا شرف ولا إلتزام بقيم دينية وإسلامية ولا عربية ولا أخلاقية ولا إنسانية وإنما التجاوزات والإعتداءات تصل إلى البيوت وإلى الناس الآمنين في البيوت من الرجال والنساء وكبار السن والأطفال.
ثانيا: منع المسيرات السلمية تجاوز على الدستور
دائما يتحدثون نريد أن نقنن نريد فقط أن تكون المسيرات في مكان لا تضر بحركة السير لا تضر بمصالح الناس الإقتصادية ، كانوا يقولون لا نريدها مثلا في المنامة العاصمة لأنها تضر وإذا هم حتى بين البيوت في القرى والطرقات والممرات الضيقة يقمعونها وهذا يدل على الإلتزام بالدستور أم التجاوز للدستور والتعدي على الدستور والتعدي على الحقوق والإستمرار في التعدي ولا توقف .
والحمد لله رب العالمين واصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين