c العجب (1)

العجب (1)

العجب (1)

11/10/2013

عن ابي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صل الله عليه واله في حديث ٍ قال موسى إبن عمران لابليس أخبرني بالذنب لاذي إذا أذنبه ابن آدم إستحوذتَ عليه قال إذا أعجبته نفسه و إستكثر عمله و صغر في عينه ذنبه ،

مقدمة ،

حديثنا حول العجب ،

العجب من الافات الخطيرة التي تصيب الانسان و تأتي على أعماله الصالحه فتجعلها هباء ً منثورا فيخسر الإنسان قيمة أعماله إذا أصابه العجب لها ربما يأتي باعمال ٍ صالحة و يتعب نفسه و يستتيقض في ليله مثلا ليعمل بعض الاعمال الصالحة تقربا الى الله و لكنه يعجب بهذه الاعمال و يجد في نفسه الارتياح لنفسه و لا يتوجه انها من الله سبحانه و تعالى ،

العجب هو الاغترار بالنفس و إستعظام الأعمال و نسبتها للنفس مع نسيان الخالق و المنعم و الموفق لها يغفل الانسان ان هذه الاعمال و ان كانت صالحه الا انه ليس مستقلا ً فيها و إنما هي بمن ٍ من الله سبحانه تعالى و توفيق انعم بها على الانسان ليأتي بتلك الاعمال الصالحة من صلاة او صيام ٍ او عبادة او عمل خير فهو من الله سبحانه و تعالى و بتوفي ٍ جل شأنه فلمجرد ان يتوجه الانسان الى نفسه و يغفل عن مدد الله سبحانه و تعالى له في اعماله فهو يسير في الخطأ و هو يسير في الطرف النقيض ،

مساوئ الاخلاق ،

  1. يحبط العمل و يمحي أثره ربما العمل صالح و لكن لانه اعجب به صاحبه انتهى اثره العمل الذي يرجى ان يكون له أثر في تقدم الانسان و رفعة الانسان اصبحت ليس له قيمة لان الانسان العابد الذي صار ينظر الى عمله و انه متفضل معجب بعمله .
  2. ويكسب المَلام لصاحبة بدل ان يجعل  صاحبه نظر ٍ من الله سبحانه و تعالى ان صفاته صفاة حسنه تكون صفاة سيئة فيستحق الذم بدل ان يستحق المدح ، لانه بعمله صار يرى نفسه و ينظر لنفسه ان لها تفضل  و لها وجود فبدل ان يستحق المدح يستحق الذم على هذه الاعمال يعني جائت هذه الاعمال بنتيجة معاكسه  لما هو ورجو منها المرجو من الاعمال الصالحة ان يكون لها آثار و ان يكون صالحبها ممدوح و منظورا ً عند الله سبحانه و تعالى يكون الامر بالعكس فيستحق الذم بدل المدح .
  3. الانسان يعجب بعمله فنتيجة هذا العجب ان يصرف صاحبه من شكر الله سبحانه و تعالى الى شكر نفسه بدل ان يتوجه لله و يقول ان الله انعم عليه و هداه و وفقه لذكره و شكره و عبادته صار ينظر الى نفسه فهو يمدح نفسه  يشكر نفسه بدل ان يشكر خالقه الذي وفقه فهذه خسارة .
  4. ومن التواضع لله تعالى و الانكسار بين يديه يتحول الى التكبر يتكبر لانه يرى نفسه عظيم و انه قدم الاعمال الصالحه فصار هذا العمل نقمة عليه بدل ان يكون طريق له للخير و لرفعته صار مذموما ً و صار هذا العمل موجبا للتكبر و التكبر افة ٌ تدفع الانسان إلى نكران الله سبحانه و تعالى .
  5. يجعل صاحبه يحتقر الاخرين و يجحد حقوقهم لانه معجب بنفسه و يزهو بنفسه يرى نفسه هو الذي يعبد وهو   الصالح بل يرى نفسه شيء فشيء أصلح الناس و ينقل عن بعضهم انه رأى نفسه انه افضل من العباس إبن أمير المؤمنين عليه السلام يقول ذاك جاهد في ساعتين و انا طول عمري اجاهد في عبادة فيرى نفسه تقوده الى ان يكون كما كان ابليس تكبر و تكبر و كان من العابدين  و لكنه تكبر و جره كبره الى ان يكون من الكافرين عن أمير المؤمنين عليه السلام من إستطاع ان يمنع نفسه من اربعة اشياء فهو خليق ٌ بأن لا ينزل به مكروه ٌ أبدا ً قيل و ما هن يا أمير المؤمنين قال العجلة و اللجاجة و العجب ، العجلة و هي إتخاذ القرارات من دون تأني الشخص الذي في حياته لا يكون متزن و إنما يتخذ القرارات بسرعة و في وقتها من غير تأني و  من غير ترتيب مسبق لها نتيجته انه خسران ،

و اللجاجة و هي الإصرار بغير حق و عدم التراجع عن الباطل مثلا شخص دخل في حوار و إكتشف انه في خطأ عليه ان يتراجع يقول انا غلطان و لكنه إذا أصر فهو معرض لنزول المكروه ، يقول أمير المؤمنين و العجب و هو الإغترار بالنفس بحيث لا يدري بعيويه فلا يصلحها إذا اعجب بنفسه لا يرى عيوبه بل يرى عيوبه انها تتحول الى فضيلة و الى خير فهو لا يصلح نفسه و يخسر اعماله ، و التواني اي التواكل و التفور في إنجاز العمل و التأجيل وهو سبب لضياع كثير من الاوقات و الطاقات بدل ان ينجز اعماله يتوانى و هذا التواني يوفت عليه الكثير من الأمور و عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال ابليس إذا إستمكنت من ابن آدم في ثلاث لم ابالي ما عمل فإنه غير مقبول ٍ منه قال إذا إستكثر عمله و نسي ذنبه و دخله العجب ، و إذا دخله العجب خسر ،

  1. إذا إذا إستكثر عمله ، الخطوة الاولى لاانسان للتيه و الضياع إذا إستكثر عمله كأنه متفضل صلى الصلاة الواجبة يقول ادية ما علي َّ جاء بمستحب يقول هذه زيادة تفضل من عندي لا يقول انه توفيق من الله ادى ما عليه و هو يرجو و خائف ربما هو في خسارة و إنما يقول عندي كثير أدية ما علي َّ من الواجب جئت بزيادة من المستحبات ما استحقه من رفعت الدرجات من الخيرات فهو بأصل عملي الواجب و هذه زيادة من عندي فهو في خسارة لانه إستكثر خطوة أولى نحو الانحراف انه يرى نفسه عمل و هذا العمل كثير و هذا خطأ .
  2. و نفسي ذنبه لانه نظر الى االعمال الصالحة يرى نفسه يعمل اعمال صالة كثير الذنب لا يلتفت له اما لو كان يرى اعماله قليلة فهو يخاف من ذنوبه لانه يرى اعماله قليلة لا تؤدي شيء و هناك ذنوب ارتكبتها عالم او جاهل ملتفت او غير ملتفت ربما اُوقف عليها و اُحاسب فيكون في خير أما إذا إستكثر عمله ينسى ذنبه .
  3. و دخله العحب ، النتيجة ان يدخله العجب بعد ذلك يعجب بعمله يرى نفسه انه عَمِلَ عَمَل و هذا العمل له قيمة وهو في خير نتيجته ان العمل ليست له قيمة لمجرد ان يعجب بعمله و يرى لعمله قيمة و انه في الطريق الصحيح و الخير معجب بهذا العمل فهو ليست له قيمة خسر قيمة العمل لان العجب يُحبط الاعمال حبط يعني ليست له اثار فالعجب يمنع قبول الحسنات ، عن ابي عبد الله عليه السلام  ان شخص قال له  الرجل يعمل العمل و هو خائف مشفق ثم يعمل شيئا ً من البر فيدخله شبه العجب به فقال عليه السلام هو في حاله الاول وهو خائف ٌ احسن حالا ً منه في حال ِ عجبه ، إذا كان يعمل الاعمال و هو خائف و يرجو افضل من ان يعمل وهو معجب بعمله يرى نفسه انه عمل عمل خير إذا كان إذا كان عنده ارتياح فرق بين الشخص الذي يعمل لله و هو خائف وهو يرجو ان يقبل العمل او لا يقبل و بين الشخص الذي يعمل و يرى نفسه يعمل الخير و معجب بهذا العمل ، وقال الصادق عليه السلام قال الله عز وجل لداوود يا داوود بشر المذنبين و انذر الصديقين قال كيف أبشر المذنبين و أنذر الصديقين قال يا داوود بشر المذنبين أني أقبل التوبة و أعفو عن الذنب يعني المذنب اجعله عنده امل انه يرجع و يتخلص من ذنبه و أنذر الصديقين ان لا يعجبوا بأعمالهم  فإنه ليس عبد ٌ أنصبه للحساب  إلا هلك ، يكفي انه يُنصب للحساب يكفي الانسان انه يقف للحساب ففي اعماله يُحساب الصاله او غير الصالحة فإذا دخله العجب حبط الاثر يعني خسر ، عندما جاء سلمان الفارسي  لرسول الله صل الله عليه واله  في القصة المعروفة قال له كيف يكون الحساب فأعطاه النبي صل الله عليه واله دينار و اعطى علي دينار قال لهما إمضيا بعد فترة قال أئتيا رجعا جعل احدهما يركب على صخرة أمير المؤمنين عليه السلام يركب على صخرة يسأله أين صرفة الدينار فيقول خرجت من عندك فأعطيته فقير فقال له إنزل ثم يسأل سلمان أين انفقت الدينار يقول ذهبت به و دخلت في المشروع الفلاني وهو واقف ٌ على صخرة في الحر واقف ٌ عليها يرفع رجل و يضع الاخرى و يقول صرفت كذا ثم دخل علي َّ كذا اشتريت غنم بعت انجبت و تفاصيل وهو يرفع رجل و يضع الاخرى و هذا في الحلال لم يأتي بالحرام و لكنه يجد الحرارة و صعوبة الموقف فقال رسول الله صل الله عليه و اله هناك كذلك هناك اشد و يوم القيامة لا يقاس فالانسان الذي لم يلتفت لنفسه و يبقى بين الرجاء و الخوف لمجرد ان يكون مغرورا ً معجبا ً بنفسه حبط العمل خسر ، ربما يقول قائل هذا هذا حكم شرعي او لا نقول الحكم الشرعي حبط العمل يعني الاثار المرجوه منه و ان كان القول في صحة العمل صحيح في نفسه بعبارة اخرى انه هناك فرق بين قبول العمل و بين إجزاء العمل الإجزاء في العمل هو يسقط الواجب شخص ٌ مثلا قال و صلى سقط الواجب عنه ولكن لوكان في صلاته يلتفت يمينا ً و شمال و تفكيرة مشتت عن الصلاة او يبطن في نفسه سوء الصلاة جاء بأركانها  صحيحة و لكنها غير مقبوله   إنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ لاتكون لانها غير مقبولة لكنه لا يحاسب انه لم يأتي بها ، درجات يوم القيامة ينتظر ان يصل اليها يوم القيامة و لكنه لا يصل اليها ولكنه ادى الواجب الذي عليه حبط العمل يعني إنتهى الاثر الذي يرجى من هذا العمل لذلك يجب على الانسان ان يبقى دائما بين الرجاء و الخوف و يحاسب نفسه لا انه يعجب بعمله لما يأدي اليه من سوء .

 

شاهد أيضاً

تساؤلات ماذا بعد عاشوراء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *