العجب (2)
18/10/2013
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (1)
و يقول و تعالى
أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (2)
مواصلة للحديث حول العجب
معنى العجب ، هو حالة نفسانية كالملكة التي تتحقق في نفس الانسان حالة نفسانية ذكرنا من لوازمها الزهو و الخيلاء رؤية النفس و تفضيل النفس على الاخرين و التكبر على الاخرين هذه .
اولا ً : انواع العجب ،
- العجب بالعمل الصالح ، يعمل أعمال صالحة و يرى هذه الاعمال و يعجب بها و لكن ليس المعنى انه يرتاح لانه عمل عملا ً صالحا ً و لكن يرى نفسه كأنه متفضل على الله سبحانه و تعالى بهذه الأعمال قد رود في كتاب الامام علي عليه السلام لمالك الاشتر لما ولاه مصر إياك و الإعجاب بنفسك و الثقة بما يعجبك منها و حُب الإطراء فإن ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه ليمحق ما يكون من إحسان المُحسنين ، الشيطان يريد ان يكون الانسان ان يكون معجب بأعماله فإذا أُعجب بأعماله خسر فصارت اعماله هباء ً منثورا ليست لها قيمة و عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال إن رجلا ً في بني إسرائيل عبد الله أربعين سنة ثم قرب قربانا ً فلم يُقبل منه فقال ما أتيت إلا منك و ما أكديت إلا لك فأوحى الله تبارك و تعالى إليه ذم نفسك أفضل من عبادة أربعين سنة لانه ذم نفسه و وبخ نفسه أفضل من السنين التي عبدها الله و هو معجب بهذه العبادة .
- العجب بالعمل السيء ينتقل الانسان من العجب بالاعمال الصالحة الى ان يَعجب بكل فعل ٍ يفعله و يفتخر بجميع افعاله و بالامور السيئة يقول تعالى أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا هنا العمل السيء واضح وربما تصدق الآية على العمل الصالح الذي يخلو بعد ذلك من نية الخير و التقرب إلى الله فيكون عملا ً سيئا ً أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ و قال الإمام الكاظم عليه السلام العجب درجات منها ان يزين للعبد سوء عمله فيعجبه فيحسب انه يُحسن صنعا و هذه ربما تتحقق في كثير من الامور في المجتمع نحن نقرأ ولكن لا نطبق أما إذا جئنا للتطبيق نرى مثلا خلافنا بين بعضنا البعض و حوارنا مع بعضنا البعض ربما نصر على رأي و ربما نسم الجهة الفلانية حسنة او غير حسنة او صالحة او غير صالحة و نصر على هذا الوسم و على هذه الاوصاف للاخرين ونتصور نحن في خير و نحن نسيئ العمل و ليس نُحسن ُ صنعا .
- العجب بالكثرة يعجب الشخص بالكثرة يقول تعالى وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا يعجب بالكثرة انه هو و جماعته و قومه كثير و لكن نتيجة الإعجاب بهذه الكثرة انه يخسر فلا تغني عنه شيء و ينهزم حتى لو كان في طريق الحق الحديث هنا عن المجاهدين وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ انتم مؤمنين أُعجبتم بهذه و قلتم انكم اقوياء فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا هذه الكثرة اصبحت ليست لها قيمة .
- العجب بالأموال و الاولاد شخص يعجب بأمواله و أولاده أنه يملك وانه عنده هكذا فهي نقمة عليه وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا و وصف الله سبحانه و تعالى اصحاب الجنة شخص يقول عندي اموال فتحترق جنته و فيخسر لانه رأى في نفسه هذه الرؤية فقط .
- العجب بالجمال و الصحة ، يعجب الشخص بجماله و صحته يرى نفسه اجمل من غيره خاصة ً إذا نظر للأقل نظر لشخص ليس جميل او معوق او غير ذلك فهنا هو في خطر .
- العجب بالكياسة و العقل و الفهم ، شخص ايضا يرى نفس بقدرات انه عنده عقل و يستوعب و غيره اقل منه هنا ايضا إذا أعجبته نفسه فهو في خسارة و بعض الاشخاص ليس انه يُعجب في نفسه فقط مع ان الاعجاب في النفس لوحده هو محبط للاعمال و لكن بعض الاشخاص لا يكتفي بهذا الاعجاب و إنما يترتب عليه امر ٌ آخر و هو الاهانة للاخرين و الإساءة للاخرين .
- العجب بالغنى و الرزق ، من الأمور السيئة أيضا ان يعجب الإنسان انه اغنى من غيره و انه يملك أموال غيره فقير إذا مر على الفقير ربما يترفع على الفقير و يتعامل مع الفقير بإنه دونه و أقل منه شأنا ً .
ثانيا ً : أسباب العجب ،
- الجهل ، الإنسان الجاهل هو الذي يصاب بهذا المرض و بهذا الداء يُعجب لانه جاهل لو كان عنده وعي لم يُصب بهذا المرض قال أمير المؤمنين عليه السلام رضاك عن نفسك من فساد عقلك ، شخص يرضى عن نفسه لان عقله فاسد لانه ليس بوعي و إنما هو جاهل لو كان بقدر ٍ من الوعي و المعرفة و الحكمة و العقل لما رضي عن نفسه فالإعجاب بالنفس دليل الجهل .
- قلت التفكر و المراقبة لله تعالى في نفس العبد إذا لم يكن بإستمرار يراقب علاقته بالله و انه بعين الله و أن كل شيء من عند الله فإنه يصاب بهذا المرض .
- كثرة الثناء و قلة النصيحة ، إذا كان المجتمع الذي يحيط به يثني عليه بإستمرار و إذا رأوا فيه خطأ لا ينصحه أحد ربما يكون طريق للشيطان فيدخله الغرور و العجب بالنفس ، يعني كثرة المجاملة في كثير ٍ من الأحيان تؤدي لهذا المرض السيئ .
- مقارنة الشخص نفسه بمن هم دونه ، إذا صار يقارن بينه و بين الاخرين الاقل منه يرى الأشخاص الذين هم دونه من العصات يقول انا لا ارتكب المعاصي أولئك يرتكبون و يعملون وهو لا يعمل السيئات كما يتصور فيعجب بنفسه أو انه في الصحة يرى من هم دونه او في الجمال او في القدرات في كل شيء فإذا نظر و قارن نفسه بمن هم دونه فإنه يصاب بهذا المرض .
- عدم التدبر في نصوص القرآن ، إذا لم نكن نتدبر في نصوص القرآن و نصوص الإسلام بصورة عامة لا نقرأ و لا نتدبر فيحدث الجهل عند الانسان و النظر الناقص فيرى نفسه كامل اما لو كان يتدبر في نصوص القران كقوله تعالى مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ يرى ان الخير من الله و السوء من نفسه فيكون في الطريق السليم أما إذا لم يتدبر هذه النصوص و لم يمر على هذه النصوص فإنه يسير في الهاوية و في الطريق السيئ الخطأ .
ثالثا ً : تكملة لوساوئ العجب ،
ذكرنا قبلا جزء منها ،،
- الوحدة و الوحشة ، يكون الشخص و حيدا ً حتى لو كان مع الناس لانه لمجرد ان يرى انه افضل من غيره فهو حصر نفسه صار مترفع على الاخرين يعني صار معزول عن الاخرين فهي وحدة ٌ و وحشة قال أمير المؤمنين لا وحدة أوحش من العجب ، المعجب بنفسه يعيش حالة من الوحشة لانه يرى نفسه يختلف عن الاخرين و أنه أفضل من الاخرين فهو يعيش مأساة في نفسه .
- الوقوع في الاخطاء ، إذا صار معجب بنفسه نتيجته أنه يخطأ و يعثر و يرتكب الاخطاء قال أمير المؤمنين عليه السلام العجب يوجب العِثار ، يوجب السقوط الشخص المعجب بنفسه يعني تنتظر منه الاخطاء بخلاف الشخص العاقل الذي لا يعجب بنفسه و إنما يتهم نفسه فإذا إتهم نفسه فهو يراقب نفسه و يصلح الأخطاء أما إذا أعجب بنفسه فهو يرتكب من غير حساب .
- العجب يظهر النقيصة ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال العجب يظهر النقيصة لان المعجب بنفسة يرى كل شيء فيه حَسن فهو يظهره و لا يلتفت لنفسه و يراقب نفسه أن هذا خطأ يجب ان اتركه هذا خطأ لا افعله أمام الناس و إنما يرى كل شيء حَسن فيظهره للناس فتظهر نقائصه و سيئاته .
- العجب يدمر ما يحسنه الإنسان ، قال علي ٌ عليه السلام ما أضر المحاسن كالعجب و ذكرنا أنه يمحو آثارها أيضا ً .
- العجب يجعل صاحبه منبوذا ً و معرضا ً لبغض الناس ، إذا صار شخص معجب يعني يصير متكبر المتكبر منبوذ بين الناس لا تستطيع ان تُجالس المتكبر و الذي تجلس معه وهو يترفع عليك و هو يستصغرك يرى نفسه أفضل منك ، المعجب بنفسه هكذا فيكون منبوذ و مرفوض و كما يصفه امير المؤمين عليه السلام المتكبر كالذي يكون في قمة جبل يرى الناس صغار و يرونه أصغر يجعل صاحبة منبوذا و معرضا ً لبغض الناس ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال ثمرة العجب البغضاء .
- العجب يفسد العقل ، إذا صار الشخص ملتفت لنفسه وومركز على نفسه ومعجب بنفسه فَقَدَ عقله قال أمير المؤمنين عليه السلام العجب يُفسد العقل .
- العجي يصد عن بلوغ الفضائل ، يقول أمير المؤمنين عليه السلام العجب يمنع الإزدياد ، لا يتقدم الشخص المعجب بنفسه لانه إذا أُعجب بنفسه توقف رآى كامل ، إذا سيطر عليه هذا المرض اكبر يرى الناس و افهم دونه لا يستطيع ان يسأل و يطلب الزيادة .
- يجعل صاحبه غارقا ً في وحل جهله ، يقول الإمام الصادق عليه السلام من دخله العجب هلك ، المعجب بنفسه هالك لذلك يجب دائما مراقبة نفسه و يستصغر نفسه و يعمل للإزدياد .
- العجب يحقق نتيجة القنوط بعدم السعي ، المعجب بنفسه القانط يشتركان الذي في نفسه قنوط من الله سبحانه و تعالى من اي عمل يعني يائس من اعماله حتى الاعمال الدنيوية لا يمكن ان يصلحها المريض الذي ييئس من الشفاء و من العلاج لا يتحرك للعلاج كذلك المعجب بنفسه لا يتحرك لرفع النقص لانه لا يرى نفسه ناقص فالعجب يشترك مع القنوط أيضا له إشتراك آخر مع الرياء الذي هو شرك ٌ خفي العجب ايضا كذلك ، الرياء يرائي ليري الناس يعني يشرك الناس في نيته بدل ان تكون لله يجعل قسم من هذه النية ليراه الناس ، المعجب ايضا يعجب و يشرك نفسه بدل الناس يعني لله قسم و لنفسه لانه معجب .
- العجب طريق ٌ الى التكبر و هو طريق الى الكفر كما كان إبليس اللعين قال الله سبحانه و تعالى في القرآن عن لسانه قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (3) لانه يآى نفسه أفضل فنتيجته أنه صار أقل و خسر فقال الله قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (4) النتيجة ان يكون من الصاغرين ليس من اصحاب الشأن و الرفعة مع ما كان في تقربه و عبادته و لكن أعجب بنفسه صار متكبر تحول الى كافر طرد من الجنة .
- العجب يجعل صاحبه حقيرا ً عند الله قال علي ٌ عليه السلام من كان عند نفسه عظيما ً كان عند الله حقيرا كما قال القرآن قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ .
- العجب يؤدي للحمق ، قال علي ٌ عليه السلام العجب عنوان الحماقة .
- المنة على الله بالطاعات ، المعجب بنفسه يرى نفسه متفضل لذلك يُخاطب الله المُعجب بنفسه قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إذا كان الشخص مؤمن فهذا بمنة ٍ من الله سبحانه و تعالى و تفضل من الله لا من عنده .
- الامن من مكر الله ، و إذا أمن من مكر الله خسر ، يعني لا ينظر لأخطائة و لا سيئاته و لا معاصية و لا يسعى للتقدم يقول تعالى أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (5) .
رابعا ً: من آثار العجب الظاهرة ،
- عدم السؤال و المشورة ، المعجب بنفسه لا يسأل تجده قليل السؤال .
- الاختيال في المشي و تصعير الخد .
- تعمد مخالفة الناس ترفعا ًو تكبرا ًعلى الناس في كل حديث إذا تحدث الناس لابد ان يكون له رأي مختلف لابد ان يكون مخالف .
- مدح النفس و تقليل شأن الاخرين ، عندما تذكر الصالحين الاولياء العظماء لابد ان يرى فيهم نقص بدل ان ينظر الى حسناتهم ينظر الى نقصهم فيهم كذا و كذا نحن لا نختلف عنهم نحن افضل .
- توقع الجزاء الحسن من الله و من الناس ، الرجاء من الله مطلوب و لكن المعجب بنفسه يرى انه يجب على الله ان يعطيني يجب على الناس ان يحققوا لي و إذا تكلمت يجب ان يستجيبوا لانه معجب بنفسه و هذا أمر ٌ خطر .
- الفتور في الطاعة ، فاتر في طاعته لا يقوم للصلاة إلا كسلان .
- إحتقار العصاة يحتقر من هم دونه اقل منه طاعة إذا رآى شخص يرتكب خطأ يحتقره يقول الناس في ضلال كما رأينا بعد الدعاة في مصر مثلا بعض المتكلمين يدعون للهجرة الى الله و ان الناس كلهم خاسرون و بعضهم قال العالم لا يوجد فيه دولة إسلامية و لا يوجد إسلام إلا في أفغانستان الناس كلها كفرة حتى في الحجاز و غيرها لم يبقى أحد هذا عجب كبير و إنحراف عن الدين لا ينظر للعصاة على انهم اقل منك و انت افضل هذا خطأ الامام الراحل رضوان الله عليه يقول يجب الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و لكن لا ان ترى نسفك افضل ممن تأمره و تنهاه عن المنكر تقول هذا يرتكب منكر هذا عاصي اوجهه و ارشده و لكن ربما يكون عند الله هو أفضل ربما فيه صفات حسنة و فيه جانب في روحه أفضل يجعله عند الله افضل مني و من كثير ٍ من المطيعين إذا كنا نطيع .
- التصدر بلا تأهل في كل شيء إذا تكلموا هو في الأمام إقترحوا عمل طلبوا عمل هو في المقدمة هذا من آثار العجب .
خامسا ً : بعض من أبتلي بالعجب ،
- عبد الله ابن زياد إبن ضبيان التميمي خوف أهل البصرة أمرا ً فخطب خطبة ً أوجز فيها فنادى من الناس من المسجد أكثر الله فينا مثلك فقال لقد كلفتكم الله شططا .
- من أصحاب النبي عيسى عليه السلام ، النبي يخرج في سياحة من مكان ٍ إلى مكان و كان برفقته شخص ٌ مؤمن قصير القامة خرج مع النبي فمر النبي على ماء فقال النبي بسم الله بيقين و إيمان فمشى على الماء فجاء بعده القصير فقال بسم الله بيقين و مشى على الماء فلما وصل الى نصف الماء داخله العجب فقال ما الفرق هذا نبي الله هذا روح الله قال بسم بيقين و مشى و انا قلت بسم الله ومشيت فما الفرقف بيني و بينه فرسى في الماء فأنقذه النبي عيسى فقال له ماذا قلت فقال دخلني من العجب شيء فقلت كذا فقال له لا تجعل نفسك في موضع ٍ لم يجعلك الله فيه ثم تاب و رجع إلى حالته .
سادسا ً : علاج العجب ،
- ليتخلص الانسان الذي يجد في نفسه هذا المرض يجب ان يعرف ان كل ما يفعله الإنسان او يملكه هو من عند الله سبحانه و تعالى ليس من عنده شيء مهما بلغ مهما حقق يقول تعالى مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ يجعلها قاعدة دائما عنده لا يقول عندي قدرات بسبب قدراتي توفقت في الشي الفلاني و ذاك اضعف مني لم يتوفق ، كثير من الامور لو ينظر الانسان اليها تجد أشخاص يوفقون لامور و هم أقل من غيرهم سواء على مستوى الدين او على مستوى العلم او على مستوى التجارة العلماء يذكرون كثير في هذا المجال اشخاص صاروا مراجع و اصحابهم أذكى منهم بكثير و لكن مع الذكاء الذي عند فلان لم يصل الى هذا المقام و ذاك اقل منه و لكنه متوكل على الله إنفتحت له الابواب و و صل الى ما وصل اليه بعض التجار في البحرين او غيرها إذا تنظر إليهم ليس دراس و لا متخصص في الإقتصاد ولا نظريات الإقتصاد و تطوير الاموال و كيف يبدأ و ليس عنده رأس مال و لكن كلما وضع شيء في مكان نجح الله سبحانه و تعالى يوفقه و شخص ٌ يأتي متخصص و دارس و يوفر له رأس المال و يُقال له خذ و إبدأ العلم و سوف نسددك و هو دارس و فاهم و كل ما وضع رجله في مكان خسر و هذا واقع نراه بأعيننا إذا علينا ان نقول أن كل شيء من عند الله سبحانه و تعالى و نثق بالله قبل ان نثق بأنفسنا .
- معرفة النفس و ضعفها ، للتخلص من العجب يجب ان نعرف انفسنا عن الباقر عليه السلام قال سُد سبيل العجب بمعرفة النفس ، إعرف نفسك إذا عرف الشخص نفسه و انه ليست له قدرات إلا من الله و كل شيء عنده من الله يتخلص من هذا المرض .
- إجعل طلب الرفعة ، ربما شخص يقول اريد ان اكون بمنزلة العلماء يقولون هذا أمر سيء و لكن ليس حرام فتستطيع ان تطلبه من الله و إذا كان الطلب صادق الله يهيأ لك الاسباب و الظروف و تصل الى ما تريده إذا أخلصت نيتك لله سبحانه و تعالى يقول علي ٍ عليه السلام إذا أردت ان تعظم محاسنك عند الناس فلا تعظم في عينك ، لا تكبر محسانك في عينك و ترى نفسك انك اعلى من غيرك الله سبحانه و تعالى هو الذي سوف يعظمك .
- النظر و التكفر في سير الاولياء و الصالحين و كيف يصفون انفسهم و يبكون ، أعجب بنفس انني قريب ٌ من الله انني مجاهد أنني قدمت فلأنظر للأولياء الذي يبكي بكاء شديد و يُغشى عليه و يخشى النار و هو أمير المؤمنين عليه السلام ، إذا نظرت إلى امير المؤمنين و إلى الصالحين تجد نفسك لا شيء امامهم فيتلاشى العجب من النفس .
- النظر للنواقص و الذنوب بهدف التخلص منها و التقرب الى الله هذا امر ٌ مهم فإذا صار الشخص دائما ينظر الى نقائصه كما ائمتنا يأمروننا ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم عليه ان ينظر لنقصه و سيئاته و يحاسب نفسه .
- من علاج العجب الشكر لله سبحانه و تعالى ، إذا رأيت في نفسك شيء مباشرة توجه و قل الحمد لله شكرا ً لله على ما انعم و اعطاني ، بالشكر يجعل الانسان ملتفت غير غافل و مرتبط بالله سبحانه و تعالى فيكون طريقا ً للتخلص من العجب و الغرور بالنفس .
الهوامش ،،
- سورة الكهف الايات 103-104-105
- سورة فاطر الاية 8
- سورة الاعراف الاية 12
- سورة الاعراف الاية 13
- سورة الاعراف الاية 99