c الغدير ( 5 )

الغدير ( 5 )

الغدير 5

2/10/2015

بسم الله الرحمن الرحيم

الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا

مقدمة ،

حديثنا هو تتممه لما مر من الحديث في حلقات ٍ  سابقة  حول الغدير  ،

الغدير هو إكمال الدين كما نصت هذه الاية  على حدث ٍ وقع في ذلك اليوم و عبرت عنه بأنه إكمال الدين ، هو إكمال ٌ للدين لان عليا ً  عليه السلام يحمل كل ما نزل على رسول الله صل الله عليه واله من ربه ،  علي ٌ   عليه السلام يحمل الاسلام كله كما ان النبي صل الله عليه واله هو مدينة الدين و مدينة الإسلام ومدينة العلم و العلم بمختلف ِ انواعه و صنوفه و شعبه و تفرعاته من الدينية و غيرها فعلي باب ذلك كله ،

كما قال رسول الله صل الله عليه و اله انا مدينة العلم و علي ٌ  بابها فمن اراد المدينة و الحكمة فليأتها من بابها فبما ان علي هو باب العلم و باب مدينة رسول الله صل الله عليه واله فلا يمكن ان تصل الى هذه المدينة و لهذا العلم و لهذه المعرفة و لهذا الدين بحقيقته إلا من خلال بابه علي عليه السلام هو باب ذلك ،

و قال صل الله عليه و اله في حقه و قربه منه قال انك ترى ما ارى و تسمع ما اسمع إلا انك لست بنبي فكل اية نزلت على رسول الله صل الله عليه واله علي ٌ سمعها و كل ما جاء للنبي صل الله عليه و اله فرآه رسول الله رآه علي عليه السلام ،

فحديثنا حول الولاية و حقيقة الولاية ،

اولا ً : الحديث حديث الغدير و دلالته على الولاية و الخلافة ،

بل اكثر من ذلك ، قرينة الحديث بعضه مع بعض تدل على ذلك روى الامام احمد في مسنده بسنده عن البراء قال كنا مع رسول الله صل الله عليه واله و سلم في سفر ٍ فنلزنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة و كسح لرسول الله صل الله عليه واله و سلم تحت شجرتين فصلى الظهر و أخذ بيد علي فقال صل الله عليه و اله ألستم تعلمون اني اولى بالمؤمنين من انفسهم قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي ٌ مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه   فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا ّ لك يا ابن ابي طالب أصبحت و أمسيت مولى كل مؤمن ٍ ومؤمنة ،

هذا الحديث من الاحدايث المتواترة صيغه متعددة تختلف من هنا او هنا إل ان المعنى محفوظ  الجميع وهو من الاحاديث المتواترة التي لا يناقش في صحتها لثبات صحتها بأعداد ٍ لا يمكن ان يتواطؤا على الكذب ،

دلالة هذا الحديث على الولاية ام على المحبة ؟ ،

ذكرنا قرائن انه لا يمكن ان يُقال انها دلالة على المحبة فليس من التصرف العقلائي ان ينادي القائد و النبي صل الله عليه واله بجمع الائمة او بجمع المسلمين و يأخذهم في مكان  ٍ حار ٍ  في ظهيرة ليعبر لهم فقط ان فلان حبيبي او أحبه مع حبه لعلي ٍ  عليه السلام ثم يجعل الناس يدخلوا يبايعوه كما قرأنا فيأتي مر و يقول هنيئا ً لك يا ابن ابي طالب أصبحت و أمسيت مولى كل مؤمن ٍ ومؤمنة إنما يشير إلى شيء اخر و أعظم ثم في نفس هذا الحديث عندما يقول اللهم انصر من نصره و ادر الحق معه اين ما دار يدل على ان هناك قيادة النصر للقائد الذي يأخذ الناس يتبعه الناس و يجعل الناس ملتزمين به والذي يخالفه هو الذي يخسر هذا هو حقيقة الولاية و القيادة و ليس المحبة المحبة ليس كذلك ،

ثم ان المحبة لا يمكن اعطاؤها باللفظ المحبة شيء في القلب و لا يمكن اعتباره اعتبار حبوا فلان او اكرهوا فلان و لكن إلتزموا بأوامر فلان هذه أمور تحت إرادة الإنسان القلب ليس تحت إرادته مباشرة و لكن ان يلتزم بطاعته و ولايته تحت إرادته فيمكن ذلك ،

بل أكثر من ذلك النبي صل الله عليه واله عندما يقول ألست ُ اولى بالمؤمنين من انفسهم أولى بهم من أنفسهم يمعنى الولاية التي هي اعظم كما يأتي من ولاية الانسان على نفسه ولاية الإنسان على نفسه ان يتصرف في أموره في أملاكه في الامور التي تخص به من غير ان يضر بنفسه و لكن النبي صل الله عليه واله ولايته على الانسان أعظم من ذلك فهو و لي ٌ على الانسان في كل شيء في وجودة حتى لو يأمر الإنسان بأن يقتل نفسه يجب عليه طاعته فهو أولى بالإنسان من نفسه ،

النبي صل الله عليه و اله بعد ان يعرض هذه المقدمة يقول فمن كنت مولاه فهذا علي ٌ مولاه إذا ً علي عليه السلام ولايته أعظم من قضية الخلافة و الإدراة فقط ،

لان الخلافة التي هي معرفة ان يكون خليفة بمعنى حاكم للناس هنا هذا الحديث يدل على أمر ٍ وهو ان جميع ما للنبي صل الله عليه واله من حق ٍ وصلاحية هي لعلي عليه السلام فكل شيء كما لرسول الله صل الله عليه واله هو لعلي لذلك علي هو الصادق الامين علي هو كل شيء إلا النبوة .

ثانيا ً : الولاية الحقيقية بالانقياد الحقيقي ،

  1. الاحتفالات و مظاهر الفرح بالغدير خطوات ٌ مهمة للغاية ، نحتفل و نفرح و نجعل الاجواء الفرح و الاحتفال و هي امر جيد و مطلوب و لكن لنجعل في انفسنا انها ليست الولاية و انها تختلف عن حقيقة الولاية فلا الذي يظهر فرحه بكثرة او يجلس مثلا في الاحتفال و يسمع الاهازيج و الاناشيد هو الموالي لا ليس ذلك الولاية ابعد من هذا .
  2. التبريك و المؤاخات خطوات جملية لكنها ليست هي الولاية تستحب المؤاخات و التبريك بالمناسبة و لكن لنجعل في انفسنا ان هذه امور ليست هي الولاية .
  3. البذل و العطاء بمناسبة يوم الغدير يشد للمحبة و يؤلف و يألف بين الناس و هو امر مطلوب و لكنه ايضا يختلف عن الولاية عن حقيقة الولاية المجتمع يتكاتف فيما بينه بصورة و اخرى يبذل في سبيل حبه لامير المؤمنين يفرح لامير المؤمنين و يبكي لمصابه لكن هذا شيء و الولاية شيء آخر .
  4. تكون الولاية الحقيقية  بقياس مدى ايماننا بعلي  هل نحن نحمل الايمان الحقيقي بعلي عليه السلام هل نعتقد بإمامة علي حقيقة ً و يأحقيته حقيقة ً بمعنى ان افكارنا من الجانب النظري تؤمن بهذه الامور بأن علي عليه السلام هو الخليفة هو الولي من جهة عقلية و من الجهة الثانية ان تكون قلوبنا مطمئنة بذلك فنحن نؤمن به في قلوبنا ايضا ،
    أيضا الامور التي اذكرها و التي كلها تصب في جهة الولاية الحقيقية مدى انتمائنا بفكر علي عليه السلام في فكرنا الافكار التي نحملها و القناعات التي نحملها في امورنا و حياتنا مدى انطباقها و انسجامها مع فكر علي ٍ عليه السلام لابد ان نكون على إطلاع و معرفة بطرح علي و فكر علي ٍ عليه السلام و مدى التطابق و الانسجام و الإقتراب على اقل تقدير من فكر علي ٍ عليه السلام ،

 

أيضا مدى إنتمائنا في سلوكنا لسلوك علي و منهجه دائما نذكر علي و نفتخر بعلي فالولاية الحقيقية لعلي ٍ  عليه السلام ان يكون سلوكنا فيه أثر علي عليه السلام اما ان نكون كما يقول القائل احب الصالحين و سلت منهم أحب علي عليه لاسلام و أفتخر بعلي و لكن علي في جانب و انا في جانب ٍ آخر سلوكي ومنهجي ليست له علاقة بعلي لا في البيت و لا في المجتمع و لا في اي مكان ، علي أذكره في المأتم و أذكره في المسجد و في الاحتفال و أفتخر به و أجادل في نظرية الإمامة و لكن سلوكي شيء آخر مدى إلتزامنا بمنهج علي ٍ في السياسة و الاختلاف علي عليه السلام سطر هذه الامور في حياته فكانت له مواقفه السياسية مع من يختلف معهم و مع من يتفق معهم مع من يدافعون عنه و لكنهم يحبون المال و الدنيا مع من يختلفون معه و يريدون الشر له كيف كان علي ٌ  عليه السلام ، هذه ايضا تُطبق علينا  نحن في أمورنا الواقعية السياسية  ايضا مع من يتفق معنا كيف نكون و كيف نتفق و كيف نختلف و نحن في خندق ٍ واحد و كيف نختلف و نتفق مع من يختلف معنا ايضا كيف نتعامل ، معه علي عليه السلام منهجه واضح في ذلك كيف كان مع من يختلفون معه و يحاربونه بل مع من ارادوا قتله منهج واضح قيم مُشرق ليس فيه ظلم ليس فيه إلا العدل مدى إلتزامنا بحقوق الاخرين و من نختلف معهم ، إذا اختلفنا مع احد كيف نتعامل مع حقه هل يمكن ان نغمض عنه او نغفل حقه او نعتدي او نتجاوز عليه ام اننا مهما كان الاختلاف نقول حقه يأخذه إتفقنا ام اختلفنا ، ماذا لو كان علي ٌ عليه السلام حاكما ً فينا ماذا لو كان علي عليه السلام موجودا ً بيننا هل يرتضي بعلاقاتنا ،

 

نبتدأ في علاقتنا مع الله انا اريد ان اكون مواليا ً و وليا ً لعلي عليه السلام كم هذه العلاقة بيني و بين الله و كيف ينظر إليها علي ٌ  عليه السلام لو جئت له أقيم علاتي بالله ،

 

كان في زمن الائمة عليهم السلام كان الفقهاء كالشاه عبد العظيم الحسني يأتي للإمام و يقول له سيدي يا ابن رسول الله هذه عقيدتي إنظر فيها فيقف و يعدد له العقيدة أعتقد بأن الله واحد و صفاته كذا إلى ان يقف و يصلي و يقول اصل يكذا فهل صلاتي صحيحة ام لا ، لذلك كان الامام الهادي عليه السلام يرجع اليه عندما يأتون للامام يقول إذهبوا للسيد عبد العظيم لانه جعل نفسه و عقيدته كلها تحت القياس بولاية اهل البيت عليهم السلام و بالإخلاص ،هنا ايضا نقول نستطيع من معرفتنا لعلي عليه الاسلام بصورة و اخرى ان نقيس و نشخص و لو الشيء اليسير و نقول هل يرتضي لنا بعلاقتنا مع الله ام يقول تحتج الى نقص ام يقول تحتاج الى إصلاح أم يقول  قلوبكم قاسية اصلحوها نسأل انفسنا ونطبق على انفسنا و نراقب ،

 

هل يرتضي بسلوكنا مع اهلنا ؟ هل يرتضي لنا سلوكنا في مجالسنا المجالس التي نجلسها مع اخواننا و مع الناس نجلس و نسهر ثم نتفرق إذا سألنا أمير المؤمنين عليه السلام عن هذه المجالس هل امير المؤمنين يرتضيها فيقول انت من اولاياءنا جلست في هذا المجلس هذا هو مجلس الأولياء ام ليس كذلك فإن لم تكن فلسنا من الاولياء ،

هب يرضتي لنا بسلوكيات لا تمت الى سلوكيات الاسلام ،

 

هل يرتضي بسلوكنا في الاختلافات الاجتماعية و علاقاتنا ببعض ،

 

هل يرتضي بسلوكنا في الاختافات السياسية ، إذا سألنا أنفسنا هذه الاسئلة و أجبنا عليها لتكون الخطوة الاولى لنعرف نحن في اين نكون ،

ولايتنا لعلي تكون حقيقية إذا نقت قلوبنا و أرواحنا عن حب اي شيء بعيدا ً  عن الله سبحانه و تعالى إذا كانت بعيده عن حب و التعلق بأي شيء ٍ منعزل ٍ عن الله فهذه ولايه لانه سوف يكون في كل شيء النظر الى الله القلب الى الله اليد إلى الله كل شيء فينا لله سبحانه و تعالى إذا تخلصت قلوبنا من حب السوء لاي احد صرنا نكون فعلا ً من أتباع علي ٍ  عليه السلام ،

إذا تحقق حب الخير و الهداية للجميع ، رأيت شخص منحرف رأيت شخص كافر تقول أقتله و أرسله الى جهنم هذا الكلام غير صحيح بل تحب له الخير و ان تقول  كما يقول النبي صل الله عليه واله اللهم إهدي قومي فإنهم لا يعلمون إنحرافهم بجهل تطلب لهم الخير تتأسف عليهم لانك تريد الشر للاخرين إذا إنتفت من قلوبنا العصبيات و حب و الانا فصار الحكم على النفس أحب إلينا من الحكم على الآخرين يعني صار النظر الى نفسي و إلى عيوبي قبل الاخرين تكون هذه ولاية ،

إذا صرنا ننظر بنظر علي عليه السلام و نفكر بفكر علي ٍ بعيدين عن اي فتنة ٍ و حقد ٍ على الناس و انما فقط نظرنا للناس ان نريد الخير لهم و إذا كان اي موقف ٍ يُراد منا فهو الموقف الشرعي فقط من غير تجاوز ،

إذا صار سلوكنا و خلاقنا  تعبير عن أصالة الإسلام و سماحته صرنا أولياء لعلي لان الذي يوالي علي يجب ان تكون اخلاقه هي سماحة الإسلام و أخلاق الإسلام لا يكون أفعاله شيء و الاسلام شيء آخر و يقول انا اوالي علي عليه السلام ،

إذا صرنا أمة العقل و التعقل في كل شيء فنحن اتباع علي عليه السلام العقل و التفكير و عدم التسرع و عدم الاتهامات لاحد وك ل سلوكنا و فكرنا بفكر علي ٍ  عليه السلام إذا صرنا أمة ً موحدة ً نبحث عن الوحدة و نرفض الفرقة و الفنت فنحن أولياء علي عليه السلام الذي كان منهجه من أول يوم ٍ الى وافته هو يبحث و يتحرك من اجل الوحدة و من اجل الخير للناس في كثير ٍ من الأمور قد يكون مثلا تشخيصك لموقف ٍ سياسي هو المصيب هو الحق و لكن الإصرار عليه يشرخ المجتمع يفرق في الناس إذا كنت توالي علي عليه السلام الذي ولايته كمال الدين و خلاقته حق ٌ لا ريب فيه و قرأنا  في ذلك الايات و إذا هو لا يشك في صحة ولايته وهو لا يشك في صحة موقفه ، يقول لاسالمن ما سلمت أمور المسلمين ، في أمورنا التي نختلف فيها إذا صرنا كذلك ننظر لمصلحة الإسلام و ننظر لمصلحة الامة و ننظر لرضا الرب سبحانه وتعالى فنحن اولياء علي عليه السلام ،

اما إذا صرنا انا اولى و انا الاحق و يجب على الناس ان يتبعوني و الاخرون الذين لهم تشخيصات اخرى عملاء ، الاخرين الذي لا يتفقون معي جبناء لا يتخذون الموقف الذي اتخذه فهذا لا يخدم الإسلام و لسنا بأولياء لعلي اذا كنا يتهم بعضنا بعضا ً و يكفر بعضنا بعضا ً أولياء علي عليه السلام هم الذين يبحثون عن مصلحة الاسلام و مصلحة الناس بصورة عامة ،

إذا صرنا نحافظ على الانفس و الاعراض و الاموال فنحن أولياء علي عليه السلام لا تكن دماء الناس رخيصة و لا تكن اعراض الناس رخيصة ، بعض العلماء رأيتهم في مواقفهم يحذرون كل الحذر في كل حركة ٍ حتى الحركة السياسية ان يهرق فيها دم يقولون عظمة الدماء ليست من الامور الهينة حتى نتساهل فيها ، نحن نأتي يوم القيامة نُسأل عن كل شيء نُسأل عن هذا الذي خرج و جرح من أجل توجيهنا ، يجب ان تكون الأمور كلها واضحة أي عمل ٍ يحتاج إلى حجة شرعية و أي نفي ٍ كذلك و إذا إختلف معي شخص آخر لا أقف و اكفره و أخرجه من الدين و الملة ،

أمير المؤمنين عليه السلام الذي يرى دماء المسلمين غاليه عندما يؤتى له بخبر انهم دخلوا بعض ثغور الاسلام فيقول بلغني ان الواحد منهم يأتي للمرأة المسلمة و الاخرى المعاهدة فينتزعها حجلها و قُلبها و قلائدها فلا تمتنع منه إلا بالاسترحام و الاسترجاع إلى آخر اكلام ثم يقول فلو أن إمرأ ً مات بعد ذلك أسفا ما كان به ملوما بل كان به عندي جديرا ، أمير المؤمنين عليه السلام يقول إذا أُعتدى شخص على إمرأة نصرانية او يهودية و سلبها شيء إذا سمع احد ذلك فمات من سمع ذلك أسفا ً و ألما ً فمن حقة فمن حقه ان يموت فالاعراض غاليه و الدماء غاليه و الانفس غاليه والحقوق غاليه لا يمكن ان ترخص بحال ٍ من الأحوال حتى لو كنت مظلوما ً حتى لو ظلمني أحد إعتدى أحد ٌ علي َّ أستطيع ان ادافع عن نفسي و أواجهه فقط و لا أعتدي ولا أتجاوز عليه او على رحمه او على قرابته او على أهله فهذه ولاية علي ٍ عليه السلام ،

 

إذا صرنا كعلي ٍ عليه للاسلام في عيشه ماذا كان ، عاش لله في كل شيء فنحن أولياء علي عليه السلام يقول تعالى و مِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّه في علي عليه السلام باع نفسه لمرضات الله لم يكن لعلي شيء ٌ في نفسه علي ٌ لا ينظر إلى نفسه بل كله لله تعالى لم ينقط و لم ينطلق منه إلا الحق و لم يُلمس منه إلا العدل و الإحسان و الرحمة رحمة للعالمين صفات رسول الله صل الله عليه واله متجسدة في علي عليه السلام ومن يوالي عليا ً عليه السلام يكون كذلك يلتزم بمنهج علي و فكر علي عمليا ً و إلا فعلي ٌ برئ منع ومما يدعي فليس الولاية لعلي ٍ ان  نصفق او ان نحضر او نسمع الاهازيج و الاناشيد الولاية لعلي ان تكون سلوكنا و افكارنا  و ما نعتقده هو ما جاء به النبي صل الله عليه واله كما كان علي ٌ  عليه السلام ،

 

 إذا ً ولاية علي ٍ تعني ان نلتزم بعلي في الفكر و المنهج و السلوك فإذا لم نلتزم بمنهج علي فنحن بعيدون عن الولاية دعوانا بالولاية كلام لا يقدم و لا يؤخر .

 

ثالثا ً : القيادة الحقيقية الواعية ،

بصورة عامة و مثلاها الأكمال هو علي عليه السلام ، في  ذكرى الغدير هي المحطة المهمة  التي نتعرف من خلالها على القيادة و اهمية القيادة ، النبي صل الله عليه واله عندما عين ذلك الوقت و الايات شددت على بيانها ثم وصفها الله تعالى بإكمال الدين و إتمام النعمة لما لها من الأهمية و الخطورة ،

 

  1. القيادة الواعية و الفاعلة في حياة الناس و الامة القيادة في زمن أمير المؤمنين عليه السلام أمير المؤمنين كان هو اللصيق بالناس كان كما يصفه أصحابه كان بيننا كما كأحدنا مع الناس في كل شيء يتطلع إلى آلامهم و آمالهم ، لذلك ما كان يرتضي ان يشبع ، يقول أأقنع ان يقال أمير المؤمنين و لا أشاركهم في جشوبة العيش إذا كان في آخر الدنيا شخص جائع فأنا لست أمير المؤمنين يجب ان اكون كحال أفقر إنسان ، القيادة الحقيقية هي لاتي تتخذ منهج أمير المؤمنين لا أن يكون قائدا في قصر و مرفه و الناس يموتون جوعا ، نجد في بعض البلدان قيادات تعيش في القصور و أتباعهم يمشون حفات في الشوارع و يحملون السواطير يتحاربون من اجل ان يعيش ذلك في قصره مرفه هذا بعيد عن علي ، علي عليه السلام هو الذي يكون مع الناس و محبا للناس و رافضا للفتنة و رافضا للقتل داعيا للمحبة .

 

  1. القيادة الحقيقية هي التي تربط الناس بهويتهم الاصيلة ، هوية الناس و عقيدة الناس مهمة ،

 

لا أنه يأتي شخص و يتحدث عن حقوق الناس و هو بعيد عن واقع الناس و بعيد عن عقيدة الناس و ربطهم بعقيدتهم و أصالتهم ، أمير المؤمنين عليه السلام هو الذي يؤسس وهو الذي يربط الناس و يرجعهم لله سبحانه و تعالى القيادة الحقيقية هي التي تحمل الناس لتحقيق خلافة الله في الارض هناك هدف من خلق الانسان في هذه الارض وهو ان يحقق العدل ان يحقق الخلاقة لله سبحانه و تعالى ،

 

القائد الحقيقي هو الذي يحمل الناس لذلك و يعمل من أجل ذلك أما ان يكون بعيدا عنهم فهذا مرفوض ، بمعنى آخر الانسان له ابعاد كثيرة له بعده الروحي له بعده المادي له بعده الاجتماعي القائد الحقيقي هو الذي يحفظ كل ذلك ، لا انه يرفع الشعار و يقول حقوق الناس و يقصد به جانبا  ماديا فقط ، القائد الحقيقي هو الذي يأخذ الناس لله سبحانه و تعالى فيعطيهم أعظم حق   وهو الحق الاول و الاساس وهو العلاقة بالله سبحانه و تعالى ثم ينتقل لحقوقهم الاخرى السياسية و الاجتماعية و الشخصية و الجسدية و غير ذلك ، الخلافة الحقيقية هي الخلافة التي لا يرتضيها الشيطان القائد الحقيقي هو الذي لا يرتضيه الشيطان و هذه هي خلافة علي عليه السلام الذي لا يرتضيه الشيطان ، الشيطان يرتضي اناس يكونون في منصب القيادة  و يفتحون المجلا للشيطان و للهواته أما ان يكون الخليفة كعلي عليه السلام فهذا هو المرفوض ، فإذا كان الشخص يرى اعداء الله يرفضونه يقول انا إن شاء الله في سبيل الخير ، أما إذا كان اعداء الله يصفقون له فليجعل على نفسه علامة إستفهام لان فيه خطأ إذا كان أعداء الله يصفقون هناك خلل لذلك ،

 

قال الباقر عليه السلام لما أخذ رسول الله صل الله عليه واله بيد علي يوم الغدير صرخ إبليس في جنوده صرخة فلم يبقى منهم أحدٌ في بر و لا بحر إلا أتاه فقالوا يا سيدهم و مولاهم ماذا دهاك فما سمعنا لك صرخة اوحش من صرختك هذه فقال لهم فعل هذا النبي فعلا إن تم لم يُعصى الله ابدا ، الشيطان لا يريد هذه الولاية القائد الذي يرى نفسه مرضيا عند أعداء الله فيه خلل القائد الذي يكون همه رضا لله سبحانه وتعالى فيعطي الناس حقوقهم ،

 

نقول الامان مع قائد يأخذك للجنان الامان مع قائد لا يغدر الامام مع قائد يخاف الله سبحانه و تعالى  و ليس هناك أمان مع قائد إذا لم تكن له مبادئ إذا لم يكن له دين إذا لم يكن له إلتزام لذلك عندما نتحدث و نقول العصمة في القيادة  فهي الدرجة الاعلى و لكن في زمن الغيبة و في زماننا مهما كان تحتاج إلى عداله تحتاج إلى تقوى تحتاج إلى إطمئنان تحتاج ان تكون مع شخص يخاف الله سبحانه و تعالى فيحملك للخير و يبعدك عن الشر و لا يرتضي لك المادة و المعصية يحقق لك الجميع وهو المضمون ،

 

القائد الحقيقي من لا يهمه ن يكون و انما يعنيه الاسلام و سلامة امور المسلمين و الناس هذا ينطبق على أمير المؤمنين و ينطبق حتى في زماننا إذا كان الشخص عنده إصرار انه انا اكون القائد و انا المقدم و انا المطاع فهذا خطر أما ان يكون همه ان يخدم الناس همه ان يقدم الخير للناس كان هو في الأمام ام كان في الخلف ام خلف الستار المهم ان يعطي الناس خيرهم و حقوقهم لا يهمه ان يكون بأسمه او بغير اسمه إذا كان شخص الهم الاوحد عنده سلامة إسلام دين الناس و عقيدتهم و سلامة حقوقهم و امورهم ،

 

القائد الولي هو من عاش بكل وجوده و فكره و مشاعره و أحاسيسه للإسلام و علو كلمة الله في الارض ، علي عليه السلام هو القائد الحقيقي لذلك في الحديث الذي أبتدأنا أنه اولى الناس بأنفسهم لانه لا يرى إلا خير الناس و لا يرى خير الناس إلا بعين الله لا يرى خير الناس بإجتهاد و تخرص و إنما يرى  خير الناس بوعي بنظرة ثاقبة معصومة و هي بعين الله سبحانه و تعالى فهو يرى خير الناس و لا يرى لنفسه وجود او مصلحة في ذلك ابدا يرى ما لا يراه الشخص لنفسه من المصلحة و الخير للدنيا و الاخرة و الصحة و السقم و غير ذلك ، فهو الذي يكون إختياره مجرد عن كل شيء و مجرد عن كل رغبة او نزوة اكثر من صاحبه لنفسه بعض الناس قد يرى حق او باطل و لكن تاخذه الشهوة او الرغبة على سبيل المثال شخص يشرب الكحول ويقول هذا غير صحسح يدخن يقول غير صحيح تأخذه الرغبة بغض النظر عن كبيره و صغره و عن خطورة الامر و عدمه إلا انه قد يعتقد بشيء و يخالفه في مصلحة نفسه و يخالف مصلحته أما إذا جئنا للولي الحقيقي الذي لا تأخذه نزوة و لا رغبة بل ليس في نفسه شيء لنفسه كله منصهر في الله تعالى متحد مع الله تعالى و لا يختار إلا ما يرى و لا يرى إلا ما يراه الله سبحانه و تعالى لذلك يكون هو الاولى وهو اولى بالناس من انفسهم واخذ ذلك و تعلمه من النبي صل الله عليه  واله لذلك كان يقول و لقد كنت اتبعه إتباع الفصيل إثر أمه يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما حتى صار هو الصادق الامين و هو كالنبي صل الله عليه واله فعبر عنه النبي صل الله عليه واله في كل ذلك بل حتى فيما سمع النبي و رأى من الوحي إنك ترى ما ارى و تسمع ما أسمع و لكنك لست بنبي

 

 

 

شاهد أيضاً

تساؤلات ماذا بعد عاشوراء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *