بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89 (1)
وقال سبحانه وتعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) (2)
و قال النبي صل الله عليه واله ان اله تعالى لا ينظر الى صوركم و لا إلى اموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم و الى اعمالكم ،
وقال علي عليه السلام إذا اراد الله بعبدٍ خيرا رزقه قلباً سليما و خلقاً قويما ،
الفرقة الناجيه بين الخلائق كلها هم اصحاب القلوب السليمه لا يأتي شخص يوم القيامة بقلبٍ غير سليم و يكون ناجياً نجاته بسلامة قلبه فإن لم يمتلك قلباً سليماً فهو من الخاسرين ، الحصول على القلب السليم بيد الانسان و توفيقٍ من الله لذلك يدعو الانبياء بهذا الدعاء و هو وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ* يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ النبي يدعوا ان يكون صاحب قلب ليكون فائزاً عند الله سبحانه وتعالى لذلك في هذه الاية الثانيه تتحدث الايات عن نبي الله نوح ثم تقول وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ * إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ وصف بإنه صاحب قلبٍ سليم ، وبلغ ما بلغ من القرب من الله سبحانه وتعالى حتى صار خليلا للرحمن ،
اولا: معنى القلب السليم ،
- وكما ذكرنا في تعريف القلب نفسه هو قوة من قوى النفس شانها الانفعال وظيفتها ان تنفعل تفرح و تحزن تظن و تتيقن تحب و تبغض تنفر هذه القوة التي وظيفتها الاستجابة الى العوامل الخارجية هي التي تسمى بالقلب كما يعرفها العلماء وهناك اراء بإن القلب هو نفس هذا القلب الذي هو في صدر الانسان ولكن العلم عند الله سبحانه وتعالى مع وجود تأثير هذا القلب و على اي حال سواء كانت هذه هي القطعه الموجوده في صدر الانسان ام كانت هي قوة معنويه النتيجه الانسان مسؤول عن تزكيتها و تطهيرها لتكون قلباً سليماً من خلاله يفوز الانسان دنياً و اخره .
- القلب السليم هو السليم من كل انحراف عقائدي او مرضٍ اخلاقي بخلاف القلب المريض فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا (3) هناك اشخاص قلوبهم مريضه فإذا صار القلب مريضاً اوكله الله الى نفسه فعد تركه لنفسه زيادة في مرضه عن الامام الصادق سلام الله عليه في قوله تعالى إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ قال هو القلب الذي سلم من حب الدنيا من حبِ الدنيا هو الذي يسلم من حب الدنيا منفصلةً عن الله سبحانه وتعالى الذي لا يتعلق بالدنيا هو صاحب القلب السليم لانه يتعلق بما عند الله يتعلق بالاخرة فلا تكون في قلبه شوائب تحجبه عن الخير و عن رضا الله سبحانه وتعالى ،
و قال الامام علي عليه السلام إعلموا ان الله لم يمدح من القلوب إلا اوعاها للحكمه ومن الناس الا اسرعهم للحق إجابه الله سبحانه وتعالى عندما يثني و يمدح ويمتدح لا يمتدح اجساداً و لا يمتدح اعمالا خاليه مهما كان العمل الذي جاء به الانسان خيراً ام لم يكن القلب سليماً عمله ليس له قيمة فقيمة الاعمال بما يكون في قلب الانسان من سلامة و صلاح وحسن نية و إخلاص و ليس بما يأتي به الانسان منفصلا عما في قلبه ،
وقال عليه السلام ان هذه القلوب اوعية فخيرها اوعاها الذي يكون وعاء يحمل الخير هذا هو خير القلوب و ليس الذي لا يبقى فيه الخير و انما يكون واعيا للشر .
- لا يكون القلب سليما مع العمل المخالف تريد ان يكون قلبك قلباً سليماً لا يكون في قلبك او في اعمالك اعمال مخالفه ومعاصي لا تجتمع المعاصي مع القلب السليم ، ورد عن الامامين الصادقين ابي جعفر و ابي عبد الله عليهما السلام في تفسير قوله تعالى فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (4) قولهما هم قومٌ وصفوا عدلاً بإلسنتهم ثم خالفوه الى
غيره يصف الامور ويأمر بالعدل ولكنه في الواقع يخالف العدل ولا يتصف به
ثانيا: حياة القلوب
- للقلب حياة و ادراك بغض النظر عما هو محل القلب و موضع القلب و لكن للقلب حياة و لكن للقلب حياةٌ و إدراك و ذكر الله سبحانه وتعالى ما يشير الى ذلك في قوله تعالى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا (5) قلب يعقل يعني له حياة و ادراك أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (القوب التي في الصدور لها حياةٌ و هي التي تعي و تدرك و لها تأثير و قال رسول الله صل الله عليه ما من عبدٍ إلا في وجهه عينان يبصر بهما امر الدنيا و عينان في قلبه يبصر بهما امر الاخرة فإذا أراد الله بعبدٍ خيرا فتح العينين التين في قلبه فأبصر بهما ما وعده بالغيب فآمن بالغيب على الغيب صار يؤمن لانه القلب هو الذي يبصر الامور الغيبيه ولكن ارادة الله سبحانه وتعالى لشخصٍ ان يفتح له بصيرت قلبه ليس جبراً و إنما هو بإختيار الانسان و لكن بمقدماتٍ يأتي بها الانسان إما إذا كان يريد الشر فإن الله سبحانه وتعالى لا يفتح له طريق وانما يزيده مرضٌ على مرضٍ في قلبه .
- القلب يمرض و يشفى يقول تعالى فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا في قلبه مرض و يزداد مرضاً فيكون صاحبَ قلبٍ قاسي كما مر معصيةٌ تأتي تلو معصيه تسبب قسوة القلب و الانحراف .
- القلوب المتجاورة تتأثر بعضها ببعض يثبتون ا ن القلوب المتجاورة تتأثر و تأثره بعضها في بعض و يذكرون امثله و يثبتون في بعض الابحاث الحديثه ان القلوب نفس هذه القلوب لها اثر و لكن قلنا لن نتحدث في هذا المجال ولكن بغض النظر عنها القلوب لها تأثير الام تأثر على ولدها رضيعها عندما ترضع الولد يكون له تأثير على نفسيته على شخصيته الاب له تأثير الاصحاب و الاصدقاء لهم تأثير المتجاورون مع بعضهم البعض يأثرون بعضهم يأثر في الاخر من غير كلام و هذا ما يثبتونه بل حتى ان هناك امور كالوسواس و غيرها يأثر الشخص على من معه من غير ان يلتفت .
ثالثا : القلوب موضع نظر الله
الله سبحانه وتعالى ينظر الى قلب الانسان فإن كان قلب الانسان قلباً سليماً صالحاً نظر الله الى قلبه فشمله بلطفه و عنايته وإن كان قلباً قاسياً زاده مرضا إن كان قلباً يريد الشر اوكله الله الى نفسه و إن كان يضع قدمه في طريق الخير اخذ الله بيده الى الهداية و الفلاح قال رسول الله صل الله عليه واله إن الله تبارك وتعالى لا ينظر الى صوركم و لا إلى اموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم و الى اعمالكم الله سبحانه وتعالى ينظرالى قلب الانسان فإن كان قلبه قلباً صالحاً اكرمه الله و إن كان قلباً سيئاً كسب إثماً حوسبَ عليه و عوتب عليه وعوقب عليه وقال الامام علي عليه السلام قلوب العباد الطاهرة مواضع نظر الله سبحانه القلوب الطاهرة هي موضع النظر و موضع النظر تعني العناية موضع اللطف فمن طهر قلبه نظر الله اليه طهر قلبك تكن موضع نظر الله و الذي ينظر الله اليه يعتني به و يأخذ بيده و يهديه الى الخير
رابعا: بالقلب يتميز الاخيار من الاشرار
قيمة الانسان كما ذكرنا ليس بالعمل فقط ، وانما بسلامة القلب بالقلب يكون الانسان انساناً من غير قلبٍ سليم ليس انسان الذي يعيش مثلا القسوة و الوحشية وعدم الرقه و اللطف بالاخرين ليس انسان إذا مات القلب ماتت الانسانية عند الانسان لذلك لا يبالي ماذا يفعل إذا قسى قلبه ربما يعمل و يلتذ بإشد واصعب الامور كم قرأنا في التاريخ عن اشخاص كانوا يعذبون من خالفهم و يتلذذون بلذ الى درجة اشبه بالخيال يذكر التاريخ ان اناس ممن كانوا يحكمون المسلمين في زمن بعض الخلفاء كانوا ياتون بمن خالفهم من محبي عليٍ عليه السلام و يجلسونه امامهم و يأخذون السكين و يقطعون من جسده ويضعونه على النار ثم يأكلونه امامه و هو حي و يلتذون بذلك هذه القسوة الشديدة التي تفقد الانسان انسانيته لانه ليس هناك قلب سليم فيسير في هذا الطريق يتفنن و يتفنن في ابشع الامور التي لا يقبلها انسان ولا يستطيع ان يتذوقها انسان طبيعي ولكن بقسوة القلب يكوزن الانسان هكذا يتغير الانسان من كونه انسان الى كونه جسد بلا روح بلا رقه بلا عاطفه لا تستطيع ان تمثله بشيء عندما ذكر الله سبحان وتعالى يمثل القاسية قلوبهم بالحجارة بل هي اشد قسوة غريب الانسان الذي يقسو قلبه يخسر كل شيء و اول ما يخسر يخسر روحه في هذه الدنيا و يخسر انسانيته إذا مات القلب خسر اخرته ايضا لذلك الناجي فقط إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ الذي ينجو يوم القيامه هو الذي حافظ على قلبٍ سليم و الذي لم يحافظ على قلبٍ سليم هو الذي خسر الدنيا و خسر الاخرة مجتمعه
خامسا : إختبر سلامة قلبك
- إعرف قلبك بمكارم الاخلاق فإن كنت تحبها و تحرص عليها فأنت سليم القلب بتلك النسبة كم انت تحب الخير كم تحب مكارم الاخلاق التي تسمعهل و تقرئها و تكررها ؟ و كم لها اثر في حياتك ، بتلك النسبه انت انسان و انت سليم القلب اما ما نكرره فهو يعكس غير ذلك احب الصالحين ولست منهم هذه نكررها يكررها الناس احب الصالحين ولست منهم نتغى بسيرة علي نتغنى بسيرة الصالحين و لكن كم نحن في هذا الطريق كم نسير و نتحرك في طريق الصالحين لنتمثل بالاخلاق و مكارم الاخلاق السحنة فإن كنا كذلك فنحن في الطريق الصحيح و ان كانت ثقيلة علينا فنحن لسنا من اهل هذا الطريق نبحث عن طريقٍ اخر اصحاب القلوب المريضه القاسية .
- تعرف على سلامة قلبك بالرحمة والصدق الرحمة للخلق ، و للناس حتى من يختلف معك و هذه من صفات الانبياء ابحث عن الرحمة في قلبك فإن وجدت قلبك يحمل الرحمة فأنت صاحب قلبٍ سليم بتلك النسبة ،
وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ* إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ هذه اوصاف الانبياء كم تتصف بها فانت سليم القلب بتلك النسبة كم انت بعيد عن الاخلاق و الرحمة و الصدق انت بعيد وانت قاسي القلب بتاك النسبة صاحب القلب السليم لا يخون و لا يفكر في خيانة الناس هل انت كذلك صادق في تعاملك ؟ صاحب القلب السليم لا يظلم و لا يفكر في تعمد الظلم للاخرين ابدا فهل انت لا تفكر بظلم احد ؟ اعرف نفسك بهذا الاختبار لنفسك حاسب نفسك مع نفسك تحدث كم انت تستبشع ظلم الاخرين و ترفذ ظلم الاخرين اما ان تقول هذه في مصلحتي و هذا امر هين فأخالف و تقول لست انا الوحيد الذي يخالف لست انا الوحيد الذي ظلم لست انا الوحيد الذي اكل مثلا غير حقه لسن انا الوحيد الذي قصر في حق من اعمل معهم فأنت لست صاحب قلبٍ سليم بقدر هذه ، صاحب القلب السليم لا يقول ما ليس فيهم لا يفتري اختلفت مع احد لا افتري عليه ولا انسب له شيء ليس فيه مهما كان مستحيل ان ينصب صاحب القلب السليم لاحد شيء من اجل ان ينتصر عليه يخالفني في امور خاصه بيني و بينه يخالفني في مصلحه يخالفني في العقيده يخالفني في الدين تماما لا افتري عليه بشيء و لا انسب له شيء فان وجدت نفسي اسوغ لنفسي ان انسب له شيء ليس فيه او اغطي على فضيلة فيه و اظهر السيئة فيه فأنا لست صاحب قلبٍ سليم اختبر نفسك بهذا .
- اختبر نفسك بحب الخير للناس هل تحب الخير للناس ام لا؟ يقول علي عليه السلام لا يسلم لك قلبك حتى تحب للمؤمنين ما تحب لنفسك تحب لهم ما تحب لنفسك ترتاح اذا رأيت فلان تحقق له شيء اُكرم بشيء حقق شيء تقدم انجز ترتاح لذلك اما اذا كنت تحمل عكس ذلك حسد و لا تتمنى له الخير فانت لست صاحب قلبٍ سليم .
- لو سمعت كلاماً سيئاً عن شخص شخصٌ يختلف معك او تكرهه بينك وبينه عداوة واختلاف و سمعت عنه سيء يسيئه فضيحة او انه اسقط في شيء او انه اصابه شيء فأنت هل ترتاح و تتمنى ان يكون ما سمعته واقعاً ام تدعوا له ان يخلص و ان يكون سليماً مما نسب له فإن كنت في نفسك تتمنى له الخير تقول هذا شخصٌ مؤمن لا اتفق معه لكن ارجوا له الخير ان لا يكون ما ذكر عنه حقيقي ان لا يكون ما نسب اليه حق هكذا وانما هناك اشتباه اسال الله له الخير و العافيه والتوفيق إن كنت كذلك فأنت صاحب قلبٍ سليم اما إذا وجدت نفسك تفرح و تقول الحمد لله آذاني الان يحصل ان كنت كذلك فلست صاحب قلبٍ سليم .
- صاحب القلب السليم لا يواطن المعاصي ففي وصية النبي صل الله عليه واله لابي ذر الغفاري قال اسال نفسك واعرض على نفسك هذا الحديث إن المنافق ليذنب الذنب فيكون كذبابٍ مر على انفه وطار النبي صل الله عليه واله يصف المؤمن والمنافق ، المنافق إذا اذنب الذنب ربما اثره عليه شيء كانه يكش عن انفه الذباب فقط إن المنافق ليذنب الذنب فيكون كذبابٍ مر على انفه وطار و إن المؤمن إذا اذنب ذنباً كان كجبلٍ يكاد يسقط عليه كم خشية المؤمن من الذنب و اثره من الذنب لا نقول ان المؤمن لا تصدر منه هفوه و قد يخطأ ولكنه نادراً إذا وقع في شيء كأنه جبل سقط عليه اما اذا كان يرتاح فهذا ليس مؤمن قلبه ليس سليم فيه خلل .
سادسا ً: إجعل قلبك سليما لا تجعل وقتك للدنيا فقط إجعل وقتاً للعبادة و الدعاء إحرص ان يكون عندك وقت للعبادة و الدعاء الامام علي عليه السلام وهو امامنا الذي نتغنى به ونحب ان نسمع عنه الكثير فإذا سمعنا الكثير من حديثه ارتاح نفوسنا و هذه خطواتٌ جميله في النفس و لكن لنبحث عن العمل فيها أمير المؤمنين وقف على سوقٍ في الكوفه رآى الناس مشغولين بالسوق هذا يبيع و هذا يشتري و هذا يحلف ايها الناس يا عبيد الدنيا و عمال اهلها ان كنتم بالنهار تحلفون وبالنهار تنامون وما بين ذلك انتم غافلون فمتى تهيؤون الزاد و تستعدون للمعاد شخصٌ طوال الليل هذا وضعنا أمير المؤمنين يخاطبنا اعتبر هذه كلمة قالها لك امير المؤمنين الان وليس في تلك السنين يخاطبني امير المؤمنين سلام الله عليه و يخاطبك بهذا الخطاب يصفني و يصفك بهذا الوصف فإن كنت لست اهلا لهذا الوصف فقل انا في سلامه و ان كان الوصف ينطبق عليك و عليَّ فنحن في خطأ امير المؤمنين وقف على سوقٍ في الكوفه رآى الناس مشغولين بالسوق هذا يبيع هذا يشتري هذا يحلف قال ايها الناس يا عبيد الدنيا (( ينطبق علينا عبيد الدنيا )) و عمال اهلها يعني نشتغل لغيرنا لا ننتفع نحن ، نحن نعمل لغيرنا لماذا ما هو المقياس ؟ علي عليه السلام يقول ايها الناس يا عبيد الدنيا و عمالها إذا كنتم بالنهار تحلفون يعن يعمل دؤوب و هذا يقسم من اجل ان يحصل و بالليل تنامون وما بين ذلك انتم غافلون فمتى تهيؤون الزاد وتستعدون للمعاد تنتظرون الموت يأتي ليخطفكم متى الاستعداد متى تأتي بشيئ لله سبحانه وتعالى و تحفظ اخرتك به نحن في غفلة نستصعب الكثير لا نستطيع ان نأتي بنافلة بعبادة لا نستطيع ان نقوم ونصلي ركعتين من صلاة الليل عود نفسك ان تقوم مثلا بعض مثلا الاخوان يقول احب ان اصلي و لكن صلاة الليل طويلة افضل ما تستطيع ان تاتي به ولو استطعت ان تأتي بركعتي الشفع و ركعت الوتر اتيت بخير كثير لا يستطيع يأتي بركة الوتر ( ركعة الوتر كم ركعة ؟ ركعة الحمد وسورة ثلاث مرات قل هو الله احد يكفي )’ اما إذا دعوت لاربعين مؤمن مثلا الاحاديث في ذلك كثيره تقول إذا دعوت الى اربعين مؤمن ( تعد اسرتك بيتك وينتهي العدد ) إذا دعوت لاربعين مؤمن ودعوت لنفسك فان الله يستجيب و لا يرد طلبك وحاجتك ركعة واحده ( لاتأخذ حتى دقيقه دقيقتين ) لو اتيت بها لوحدها انت في خير وعودت نفسك على التقدم نحتاج ان نلتفت لا ينطبق علينا قول امير المؤمنين سلام الله عليه ان نكون عمال لغيرنا في الدنيا عبيد الدنيا وعمال غيرنا .
سابعا : اثر القلب السليم في حياة الانسان ،
- صلاح الظاهر بصلاح الباطن نريد ان نكون في صلاح ظاهرنا صلاح فلنصلح الباطن يقول الحديث يذكره السيد الخوئي في منهاج الصالحين من اصلح سريرته اصلح الله علانيته اصلح في داخلك الله سبحانه وتعالى يتكفل بالظاهر و من عمل لدينه كفاه الله دنياه ( اشتغل ليل و نهار من اجل الدنيا ) اعمل شيء للدين قدم شيء للدين الله سبحانه وتعالى سوف يتكفل لك بالدنيا ومن اصلح ما بينه وبين الله اصلح الله ما بينه وبين الناس إجعل العلاقه بينك وبين الله سليمه الله يتكفل بعلاقتك مع الناس ، الفوز يوم القيامة تفوز ان كان قلبك سليم ركز عليه لتفوز إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ و هذا هو الفوز العظيم ركز عليه لتحتفظ بهذه النتيجه .
الهوامش
- سورة الشعراء الايات 87-88-89-
- سورة الصافات الايتان 83-84
- سورة البقرة الابة 10
- سورة الشعراء الاية 94
- سورة الحج الاية 46