بسم الله الرحمن الرحيم
سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ
و قال تعالى
لَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ
وقال تعالى
قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ
مقدمة : حديثنا حول موضوع الكِبر و التكبر وهو في نفس سياق المواضيع السابقة التي تحدثنا فيها عن التواضع ،
الكِبر آفة ٌ عظيمة ٌ بها يهلك خواص الناس ربما يكون الشخص من الصالحين و لكن اذا دخله الكبر سقط في الهاوية و هلك كما كان ابليس اللعين هندما بلغ من الدرجات و ارتقى منازل عاليه و لكنه عندما صار يرى في نفسه و تكبر فسقط بهذا التكبر الى اسفل الاسفلين ،
المتكبر لا يرى خلقا ً مذموما إلا وجد طريقا ً لنفسه ان يأخذه يعني ان يحقق غايته من التعالي على الاخرين هو على استعداد ان يرتكب كل شيء و يفعل كل شيء لانه يريد ان يثبت انه افضل من غيره هذا هو الشخص المتكبر ،
اولا : معنى الكِبر ،
هناك فرق بين الكِبر و التكبر ،
الكِبر هو الركون لرؤية النفس فوق غيرها يعني يركن لهذه الرؤية بمعنى اخر انه في نفسه يقع في نفس الشخص داخليا ً باطنيا ً انه افضل من الاخرين ينقدح في نفسه هذا فيضخع له و يستجيب و يقتنع انه افضل من الاخرين فإذا صار مقتنعا ً انه افضل من غيره فصار هذا هو الكبر يرى نفسه افضل من الاخرين ن
إذا ً الكِبر يختلف عن العجب ، العُجب يُعجب بعمله و يرى عمله جيد لكن لا يقيس هذا العمل الى غيره و يرى ان هذا العمل افضل من عمل الاخرين فقط يرى جهة واحده انه يعمل عمل و هذا العمل جيد هذا العمل ممتاز يراه مقتنع به أما في الكِبر يرى ذلك و يقارنه بالاخرين و يقول انا افضل من غيري .
ثانيا : الكِبر من تنائج العجب ،
العجب اولا يبدأ الانسان يصيبه العجب و القناعه بنفسه بأعماله بما يأتي به ثم بعد ذلك يقارن بي نفسه و بين عمله و بين عمل الاخرين و يتصور طبعا جاهلا انه افضل من غيره فيما يأتي به و نفسه افضل من غيره .
ثالثا : درجات الكبر ،
الكبر درجات الكبر عندما يحدث في نفس الانسان قلنا الكبر هو ان يرى نفسه و يقارن بين نفسه و بين غيره و يرجح نفسه على غيره هذه المقارنه لها درجات ،
الاولى ،
ان يرى مفسه افضل من غيره لكنه لا يعمل عملا ً خارجيا ً ، فقط في داخله يرى نفسه افضل من غيره لا يتكلم بل يعمل عمل المتواضعين يقدم الاخرين يحترم الاخرين و لكنه فقط يرى نفسه افضل ، يعني هنا رؤية باطنيه في النفس و ليس هناك كلام و ليس هناك عمل و ليس هناك تفاخر على الاخرين ،
الثانية ،
ان يرى مفسه افضل من غيره و يتكلم بذلك ، يتكلم ويقول انا افضل من غيري و يقايس نفسه بالاخرين و يقول انا افضل منهم و لكن في الجانب العملي هولا ينتظر من الناس ان يقفوا له و ان يقدموه و غير ذلك عمله طبيعي ،
الثالثة ،
ان يرى نفسه افضل من غيره و يتكلم و يعمل عمل المتفاخر المستصغر لغيره و هو الهلاك العظيم و انه يرى نفسه افضل من الاخرين و يتكلم انا افضل من فلان و اذا جاء يريد ان يقفوا له و صل للباب يرد ان يفتح له الباب حتى يخرج و غير ذلك فيرى نفسه و يرى لزاما ً على الاخرين ن يقدموه و يبجلوه يرفعوا شأنه و هذا هو الهلاك هذي هي الدرجه العاليه الذي يكون ليس كِبر فقط اونما تكبر ،
رابعا : من اثار الكبر الذي هو خلق الباطن
الذي قلنا هو رؤية الباطن من اثار هذه الرؤية الباطنية ان ارى نفسي افضل من غيري من اثار هذه الرؤية التكبر ، كِبر ينتج التكبر فيكون الشخص الذي يرى نفسه افضل من غيره شيئا ً فشيء يرى نفسه انه صار متكبر عمليا ً و لا يقف فقط بالاحساس ،
و التكبر ومنه الترفع على مواكلة الغير و مجالسته إذ جاء الماتم مثلا دعوة عامه زواج مثلا ينظر الجالسين هل هذا يناسبنب ان اجلس معه اولا يناسب فترى لا يرى اشخاص يناسبونه دائما يرى نفسه هذا هو من التكبر ومنه الاستنكاف عن مرافقة و مصاحبة الغير ، يعني حتى يصاحب الاخرين ويمشي مع اناس او يسافر معهم يحتاج الى شروط لانه يرى نفسه بدرجات عاليه ربما يترك السفر يترك اداء وظائف معينة لانه يرى الاصحاب الذين معه لا يناسبون شأنه ،
ومن هذا التكبر انتظار ان يسلم عليه الغير و ان يقوم له الغير اذا جاء يتحسسس قام لي فلان و لم يقوم لي فلان سلم على فلام او لم يسلم علي َّ دائما يرى نفسه انه يجب يبتدؤا هم بالسلام عليه لا انه هو يبتدأ بالسلام فهو يعيش حالة التكبر .
خامسا : انواع التكبر ن
- التكبر على الله وهو افحش انواعه و اعظمه بل و اعظم الكفر هو ان يتكبر على الله سبحانه و تعالى ، التكبر مرفوض حتى على الافراد العاديين بل حتى على من دونه حتى على من هو مقتنع انهم اقل منه بل حتى على الذين ليست لهم عقول حتى المجانين ، هنا هذا التكبر القسم الاول وهو تكبر عظيم ، يتكبر الانسان على الله سبحانه و تعالى يقول اله سبحانه و تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ يعني الذي يتكبر عن الخضوع ، العبادة هي الخضوع و الشخوع لله سبحانه و تعالى الذي يتكبر عن الخضوع لله سبحانه و تعالى فإنه سوف يدخل جهنم ذليل حقير مُحتقر لا أنه يُؤخذ هكذا بل انه يُؤخذ الى جهنم مسحوب مدفوع بصورة اهانه و إذلال لانه تكبر و يقول تعالى ثمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَٰنِ عِتِيًّا (1) اشده عتي على الله سبحانه و تعالى ايهم أشد تكبر ينزع يعني يؤخذ بقوة لانه متكبر على الله و قال تعالى فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ .
- التكبر على الرسول صل الله عليه و اله على الرسل بصورة عامه فهناك كثير ممن تكبروا ليس انه ناقش في الدليل في دليل الرسول فيما جاء به من معجزة كم طلبوا من الرسول صل الله عليه و اله ، طلبوا منه المعاجز و النبي صل اله عليه و اله يأتيهم بالمعاجز المشركون و بعض اليهود طلبوا من النبي صل الله عليه و اله معجزة قالوا له ايستطيع ربك ان يشق القمر ، قال نعم ، قالوا إذا انشق القمر آمنا فأشار النبي صل الله عليه و اله للقمر و أبتعد حتى صار بين جبلين قسم في هذه الجهة و قسم في الجهة الاخرى ، قال لهم آمنتم قالوا لا إذا أستطعت ان تعوده لما كان عليه نؤمن فيدعوا النبي صل الله عليه و اله فيرجع القمر كما كان عليه ، يقول لهم آمنتهم يقولون لا ، لماذا انت الذي تبعث فهم يتكبرون ليس على الدليل و البرهان والمعجزة ، وأنما يتكبرون على النبي صل الله عليه واله يقول الله تعالى عن لسانهم أهَٰؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا يعني يقولون الله سبحانه و تعالى اختار هؤلاء و مَن عليه من بيننا ، يرونهم أقل ، و طبعا ً غالبا ً من يرى الصالحين أقل هو ناظر لجانب واحد النبي صل الله عليه واله يُسمى الصادق الأمين بالشرف بالمكانه بالانتساب بالأسرة بالعائلة بالعشيرة بالقبيلة لا احد يدانيه ، خُلق عظيم ، ولكن يفتخر عليه ابو سفيان ، ابو سفيان تاجر عظيم تجارته النساء دور للزنا تجارته الاصنام يبيع الاصنام تجارته الخمر مصانع للخمر فيه اموال و كلها بطريق سيء فتجد التكبر على المبادئ الحقة تكبر على من جاء بهذه الاخلاق فهم يتكبرون على النبي ليس لانهم افضل و لكن لانه عنده اموال و يرى نفسه افضل لماذا لم يُعطى النبي كنز لماذا لم يُعطى ملك الى غير ذلك ويقول تعالى ايضا عن لسانهم فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا بشر مثلنا ليش له ميزة و يقول تعالى مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا و ايضا يقول تعالى عن لسانهم وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَرًا مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ (2) فهم يرونه بشر مثلهم يعني ليس جدير ان يتبع قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا ۗ لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (3) لا يريدون هذا الرسول لا يريدون هذه الواسطة وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (4) يعني هذا النبي لا يرونه بالمقام فهم يتكبرون من هذه الجهة مع ان النبي صل الله عليه و اله عظيم في كل شيء إلا انهم ينظرون فقط الى جانب ٍ مادي ماذا يملك من الاموال .
- التكبر على الناس ، ان يتكبر على الناس و هذا الذي فيه الاحاديث الكثيرة ، يتكبر على الخلق ، وإذا رأى شخص زاد تكبره و البعض يتكبر على اعلى الناس و إذا اراد ان يتكبر على الناس مثلا باصحاب بالمقامات العاليه من الاولياء و الصالحين يحاول ان يصفهم بالصفات السيئة حتى يكون له مجال ان يرتقي يرى نفسه افضل يقول تعالى وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ(5) التكبر حتى مع الناس تتحدث مع الناس لا يكون في مجلسك صوتك الذي يأخذ الجميع تواضع للناس تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (6) المتقي غير المتكبر هو الذي يفوز و العاقبة و النتيجة له في الاخرة و في الدنيا ايضا .
سادسا ً : أسباب الكِبر و التكبر ن
- العجب سبب ٌ للكبِر و التكبر بعده أن يكون الشخص معجب يعني يرى في نفسه ، هذا العجب تحدثنا فيه بإسهاب و تفصيل إذا صار الشخص يركز على عمله و يرى نفسه انه افضل غالبا ً يركز على عمله و يرى نفسه افضل لانه يغفل عن الصالحين لانه يغفل عن الاولياء يغفل عن الانبياء يغفل عن من هم ارقى منه إذا اراد الشخص ان يصلح نفسه لا بد ان ينظر للجهة الارقى لا ينظر للجهة الاقل بعض الناس مثلا في مطعمه في مشربه في لباسه في اسرافه يعمل يسرف عندما تقول له انت تعمل كذا يقول انظر الى فلان فهو يرى دائما الاشخاص في هذه الجهة الذين يتصفون بالاقل حتى يكون هو اعلى اما لو نظر و قيل له انظر الى الاولياء انظر الى امير المؤمنين وهو القدوة و الاسوة انظر الى الصالحين و كيف وضعهم تجده يختلف فالذي يسبب العجب هو النظر لمن دونه فإذا نظر اليهم صار يفتخر بنفسه صار يعجب بنفسه ثم يتحقق عنده الكِبر ثم التكبر .
- من أسباب التكبر النقص و الذله و هي خاصه كسبب ٍ للتكبر و ليس للكِبر و انما للتكبر ان يكون فيه نقص فيتكبر حتى يغطى على هذا النقص قال الصادق سلام الله عليه ما من رجل ٍ تكبر او تجبر إلا لذلة ٍ وجدها في نفسه لانه يجد في نفسه ذلة يجد في نفسه نقص لذلك يتكبر و قال علي ٌ عليه السلام كل متكبر ٍ حقير ، كل متكبر يتكبر على الاخرين هو حقير يعني هو يعيش في نفسه هذا الوصف و عليه السلام ما تكبر إلا وضيع ، الشخص الدنيئ هو لذي يتكبر لانه يريد ان يرفع نفسه يغطي على شيء فيتكبر اما الانسان الصالح هو الذي لا يترفع على غيره .
- الحقد و الحسد ليقنع نفسه و الاخرين انه افضل يحقد على الاخرين و يريد ان يثبت لنفسه و للاخرين انني لست اقل منهم افضل منهم فيتكبر .
- الرياء و عدم الاخلاص اذا كان شخص غير مخلص يصلي و لكن غير مخلص يعمل غير مخلص هنا ايضا يجره الى التكبر و التظاهر .
سابعا : من نتائج الكِبر و التكبر ،
المساوئ التي تترتب على التكبر ،
- مقت الله تعالى للمتكبر كما مرت الايات ان المتكبر يكون ممقوت مرفوض من الله سبحانه و تعالى وهو اعظم لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ قال رسول الله صل الله عليه واله امقت الناس المتكبر يعني ابعد الناس مرفوض عن الله سبحانه و تعالى المتكبر مطرود ، وقال النبي صل الله عليه واله إن أبعدكم يوم القيامة مني الثرثارون وهم المتكبرون ، ابعد من النبي لا يكونون قريبين للنبي صل الله عليه و اله ، كم أناس يكونون بعيدين عن النبي بمعاصيهم يرتكبون المعاصي فيكونون بعيدين هؤلاء أبعد ، أبعد الناس .
- من تنائج الكِبر دخول النار قال صل الله عليه و اله لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرو ٍ من كِبر ، الكِبر إذا صار في قلب الانسان يحرم من الجنة ولو كان مثقال ذرة ، يعني ليس الشيء الذي ينظر قليل لكنه فيه كِبر و ترفع و رأيا للنفس على الاخرين فهو الخاسر .
- من المساوئ و الاثار انتشار البغض بين الناس ، يعني انت تجلس في مجلس و هذا يترفع عليك ، يكون بينك وبينه تحسس تنافر شيء طبيعي فهو يكون سبب من أسباب البغض بين الناس قال علي ٌ عليه السلام ، ثمرة الكِبر المسبة ، نتيجة الكبر ان يكون تنافر تساب تشاتم بين الناس .
- ضياع قدر المتكبر ، المتكبر هو قدره ومنزلته تكون ضائعه ليست له منزله ، قال علي ٌ عليه السلام ليس للمتكبر صديق ، الانسان بطبيعته يحب الناس الذين يحترمونه ، إذا كنت مثلا تمشي مع شخص إذا كان يحترمك يقدمك تحترمه تدوم العلاقه أما اذا كان يتكبر عليك في كل شيء و ينتظر منك ان تقدمه تكون علاقتك معه غير مستمره غير صالحه تنتهي ، وقال الصادق عليه السلام لا يطمعن ذو الكبر في الثناء الحسن لا يمكن ان يمدحه الناس لانه ما دام متكبر فالناس في حركتهم و مشيتهم مع الاخرين يراقبون لا إراديا ً يعرفون نفسية الاشخاص لذلك يصفون شخص نفسيته جيده جميله ، شخص نفسيته سيئة فإذا كان شخص متكبر لا يرونه فلا يحصل على المدح .
- التكبر نشر ٌ للرذيله و مساوئ الاخلاق يعني اذا انتشر التكبر هذه رذيله بل من اعظم الرذائل و هي من اسوء مساوئ الاخلاق .
ثامنا : علاج الكِبر ،
كل ما ذكر لعلاج العجب هو علاج ٌ للكبِر ايضا لان الكِبر مشأه العجب و لكن هناك شيء من العلاج نذكره ،
من هذا العلاج قسم علاج علمي و علاج عملي ،
العلمي ،
- ان يعلم المتكبر ان الكبِر لا يليق إلا بالله تعالى لانه تتكبر و تترفع على الاخرين انت فيك من المساوئ و النقص الكثير فكيف يتكبر الانسان على اشخاص وهو كله نقص الانسان في جميع المجالات فكرك فيه نقص قوتك فيها نقص صحتك فيها نقص اليوم تمشي متفاخر و غدا ً لا تستطيع ان تقف فالمتكبر الذي يتكبر على الاخرين ، لماذا يتكبر ليس فيه كمال ليس فيه الا النقص ولد ناقص و ينتهي ناقص ، إذ كان عاقل يعمل ان الكِبر او التكبر و العظمة هي لله سبحانه و تعالى يقول النبي صل الله عليه و اله يقول الله جل و على الكبيرياء ردائي و العظمة إزاري فمن نازعني واحدا ًمنهما اليقته في النار الكبرياء خاصة بالله من يتكبر و يريد ان ينتحل هذه الصفة الخاصه فهو إلى النار .
- التفكر و التدبر في الايات التي تذم الكِبر و المتكبرين وتبين مصيرهم بينت الايات مصير المتكبر الى النار ليس له طريق اخر ، و المتواضع مصيره على العكس الجنة وصحبة الاخيار و صحبة النبين ويرتقي و يرتقي يسعد في الدنيا والاخرة علينا ان نتأمل في هذه الايات .
- على المتكبر ان يعلم ان التكبر على الغير و رؤية النفس افضل من الغير هي عين الجهل فربما يكون في الغير صفات افضل منك فلماذا تتكبر حتى لو كنت صالح حتى لو كان فاسد مضمون الحديث يقول ان المؤمن البخيل اقرب ما يكون الى النار من الكافر السخي ربما فيك صفات لكن الله تعالى ناظر لهذه الصفة في هذا الشخص حتى لو كان عاصيا حتى لو كان الشخص يرتكب المعاصي عليك فقط عندما تنهاه و تأمره كواجب شرعي لا ان ترى نفسك افضل ، الامام الراحل رحمة الله عليه يقول هذه المسأله في الامر بالمعروف و النهي عن المنكر مهما كنت لا ترتكب المنكر اذا اردت ان تأمر بالمعروف و تنهى شخص عن المنكر إحذر ان ترى نفسك افضل منه ربما تجده في اسوء الفواحش ولكن ربما لله سبحانه و تعالى ناظر اليه من جهة ٍ اخرى فيه حُسن نية من جهة فيه صفاء من جانب اخر و يكون افضل منك إذا ً أن لا ترى نفسك افضل من الاخرين مهما كان لان الافضلية ليس بصحة الجسد ربما فيه صفة فيه قرب من الله سبحانه و تعالى من جهة ٍ اخرى .
العلاج العملي ،
ان يقدم الاقران إذا ارد ان يتخلص من الكِبر ان يقدم الاقران و الامثال على نفسه في المحافل و يمشي خلفهم ، يعني اذا وجد في نفسه انه افضل من غيره عليه ان يقدم غيره اذا دخل المسجد يقول للاخرين تفضلوا حتى تنكسر هذه الرؤية الباطنية في نفسه و تنتهي يقدم غيره ، يقول الامام الصادق عليه السلام ان من التواضع ان يجلس الرجل دونه شرفه هو مثلا ً من اهل الشرف من اهل المنزلة عادة ً يقدم و يجلس في الامام عليه ان يحاسب نفسه و يجلس دون هذه المنزلة حتى تهون نفسه و لا يرى في نفسه الكِبر و هذا شيء عملي و قال الصادق عليه السلام من التواضع ان ترضى بالمجلس دون المجلس ، في اخر المجلس ان تتاوضع و ان تسلم على من تلقى ، ان سلم و ابتدئ و رحب ول ا تنتظر و تقول سلموا او لم يسلموا علي َّ وا ن تترك المراء و ان كنت محقا ً ، بعض الاشخاص مثلا عندما يجلس في مجلس عنده افكار يرى نفس ان الفكرة عندي عليها دليل إذ تحاورت مع فلان انتصر عليه فيدخل في النقاش بإصرار و يجادل سوف ينتصر هنا ليتواضع في بعض الاحيان اذا لم تكن هذه الفكرة ضرورية طرحها لم تهن مهمة بترك الجدال و يترك المراء و يترك النقاش تواضعا ً و لا تحب ان تحمد على التقوى يقال فلان لا يصلي الا في المسجد ، اجعل نفسك تبتعد عن هذه الاوصاف ،
طبعا هناك من المتكبرين من يتظاهر بالتواضع و لكنه في الواقع بينه و بين نفسه يعرف في بعض الاشخاص ربما مثلا لزيادة التكبر عنده و الرياء يرد مثلا ان يجلس عند الاحذية ليظهر انه متواضع هذا زيادة في التكبر و الرياء ايضا ،
ايضا من الامور العملية للعلاج ان يجب دعوة الفقير ، اذا دعاه فقير لزواج للمنزل لمناسبة ان يجيبه لا انه يرفض ، اذا دعاه فلان من الاثرياء او من الشخصيات يقول لا استطيع ان لا احضر يلغي جميع مواعيده و جميع ارتباطاته من اجل هذه الدعوة و لكن اذا دعاه الفقير يتعذر عليه ان يدفع و نفسه يحرك نفسه يكون مستجيب للفقراء ان يلبس لباسا ً بذله لا انه يصر على اللباس الفخم و الجميل بعض الناس يريد ان يلبس لباس لا بدج ان يكون طقم ،
يكون متواضع في لباسه النبي صل الله عليه و اله في احاديث كثيرة يقول ، إلبس البذله يعني الشيء المبتذل او القليل يعني ليس الشيء الفخم ،
- الاكل مع الخادم من ضمن هذه الامور روى رجل ٌ قال كنت مع الامام الرضا عليه السلام في سفره الى خراسان فدعى يوما بمائدة فجمع عليها مواليه من السودان و غيرهم فقلت ُ جعلت فداك ، لو عزلت لهؤلاء مائدة فقراء و سودان لماذا لا تجعل لهم جانب خدم ونحن مع بعضنا البعض يعني الاشراف مع بعض و الخدم مع بعض فقال عليه السلام ان الرب واحد و الدين واحد و الام واحده و الاب واحد و الجزاء بالاعمال لماذا اترفع عليهم وقال امير المؤمنين عليه السلام من اراد ان ينظر الى رجل ٍ من اهل النار فلينظر الى رجل ٍقاعد و بين يديه قوم قيام ، شخص خدم قائمين عليه وهو جالس و لا يتحسس بهذا الوضع ربما يضطر الشخص في البيت عنده خدم ياتونه بأمور لكن يحاسب نفسه لا يرى نفسه انه افضل منهم ، هذه تكون عمليه في المنازل ، منزل فيه خدم خادمه تأتي بالماء و تأتي بالغداء لا ترى نفسك افضل منها الدنيا تدور و تدور ، هي اوصلتها ظروفها الى هذا المكان ربما في يوم من الايام تكون هي السيدة لابنائك او احفادك او احفاد احفادك و احفادك هم الخدم عليك ان لا تتكبر إعمل عميا ً ان تواسي الفقراء و تنزل الى ذلك المستوى لترتقي بروحك ونفسك لا بالخارج الذي هو الملك او اللباس او الشهرة عليك ان تحاسب النفس و ان لا يكون في النفس كِبر و تكبر على الاخرين .
الهوامش
- سورة مريم الاية 69
- سورة المؤمنون الاية 34
- سورة الفرقان الاية 21
- سورة الزخرف الاية 31
- سورة لقمان الايتان 18-19
- سورة القصص الاية 83