c المؤمنون (3)

المؤمنون (3)

المؤمنون (3)

15/8/2014

بسم الله الرحمن الرحيم

قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (1)

مواصلة للحديث حول الإيمان  و صفات المؤمنين ،،

مر الحديث حول معنى الايمان و كما بينت الاية و الايات سابقا ً أن هناك فرق بين الإيمان و بين الإسلام فالإيمان ما يدخل في القلب و يستقر في القلب و الإسلام هو لفظ الشهادتين كذلك الصادق عليه السلام الإسلام يحقن الدم و تأدى به الأمانة و تستحل به الفروج و الثواب على الايمان ليس على الاسلام الظاهري و انما هو على الايمان الذي هو في قلب الانسان مع ذلك اشار الحديث الى ان الدم يحن بنطق الشهادتين لو ان شخص نطق الشهادتين فهو مسلم و دمه محرم و عرضه محرم ،

هنا نواصل الحديث حول صفات المؤمنين ،،

  1. الإحسان و صدقة السر قال الإمام الصادق عليه السلام يا ابن جندب لا تتصدق على اعين الناس ليزكوك فإنك إن فعلت ذلك فقد إستوفيت أجرك و لكن إذا اعطيت إذا أعطيت بيمينك فلا تطلع عليها شمالك فإن الذي تتصدق له سرا ً يجزيك علانية على رؤس الاشهاد في اليوم الذي لا يضرك ان يطلع الناس على صدقتك في ذلك اليوم الذي لا تنظر للناس علموا بالصدقة او لا و إنما تنظر فقط الى ان اثر الصدق هو رضا الله سبحانه و تعالى و كسب الدرجات و دخول الجنة  .
  2. قال الإمام الصادق عليه السلام يا اين جندب الخير كله أمامك و إن الشر كله أمامك و لن ترى الخير و الشر إلا بعد الآخرة لان الله عز و جعل الخير كله في الجنة و الشر كله في النار لانهما الباقيان و الواجب على من وهبه الله الهدى و اكرمه بالإيمان و الهمه رشده و ركب فيه عقلا ً يتعرف به نعمه و آتاه علما ً وحكما ً يدبر به أمر دينه و دنياه و ان يوجب على نفسه ان يشكر الله و لا يكفره و ان يشكر الله و لا ينساه و ان يطيع الله و لا يعصيه للقديم الذي تفرد له بحسن النظر و للحديث الذي انعم عليه بعد إذ أنشأه مخلوقا و للجزيل الذي وعده و للفضل الذي لم يطلفه من طاعته فوق طاقته و ما يعجز عن القيام به و ضمن له العون على تيسير ما حمله من ذلك لا خير في الدنيا إلا ما كان طريقا ً للاخرة  الخير كله فقط في الاخرة و الشر كله فقط في الآخرة في النار فالإنسان الواعي المؤمن يجب عليه ان يتفكر في ذلك   هنا أمور يجب ان نتفكر في فيها ،
  •  وهب الله له الهدى و أكرمه بالإيمان الشخص الذي وهب له الهدى و صار في طريق الإيمان و الهداية مثلا ولد في مجتمع مؤمن تحت ابوين مؤمنين عليه ان ليتفت و ان يتفكر في هذه النعمة لا يمر عليها مرورا ً عبرا ً .

  •  و ألهمه رشده يعمل صالحا ً بين له جعله رشيدا ً و اعيا ً مدركا ً يستطيع ان يفعل و يتصرف .

  •  و ركب فيه عقلا يتعرف به نعمه ، يتعرف به على نعم الله سبحانه و تعالى .

  •  و آتاه علما ً وحكما ً يدبر به أمر دينه و دنياه ، يعني يستطيع ان يعيش و ييلتفت لامور الاخرة و في نفس الوقت يلتفت لامور الدنيا .

  •  يفكر لإبتداء الإحسان و  النظر ، الله سبحانه و تعالى أنعم على الانسان إبتدئه بالإحسان قبل ان يكون الانسان وجد الانسان من العدم من لا شيء ثم وجد بهذه الصورة سليما ً هذا ليس مقابل شيء و انما هو من عند الله هذا هو إبتداء الإحسان ليس جزاء و انما هو تفضل من الله سبحانه و تعالى .

  •  و للحديث من النعم المتوالية ، ايضا نعم تتوالى نعمه تلوى نعمه النعم تترى على الانسان يقوم في الصباح في سلامه يذهب للعمل تتيسر اموره كل حياته متيسره هذه نعم متوالية من الله سبحانه و تعالى .

  •  و للجزيل الذي و عده اياه في الآخرة عليه ان يتفكر في هذه الامور  كلها و تفكر ايضا لعدم تكليفك بما لا تطيق الله  سبحانه و تعالى كلف الانسان و لكن هذا التكليف في حدود الميسور من الامور في حدود طاقة الإنسان و كل تكليف و كل إبتلاء و كل واجب اوجبه الله على الإنسان انما هو من اجل الإنسان المسلم الله سبحانه و تعالى لا يعود له شيء و إنما جعل هذه الامور ليستفيد منها الانسان نفسه ،

  •   النتيجة بعد هذا التفكر يجب عليه ان يشكر الله ولا يكفره عليه ان يشكر هذه النعم و هذه الخيرات التي وجد نفسه فيها يكفره بمعنى ترك الشكر .

  •  و ان يذكر الله و لا ينساه يبقى ذاكرا ً لله سبحانه و تعالى و يغفل و يرتبط بهذه المادة منفصلا منقطعا ً عن الله سبحانه و تعالى .

  •  و ان يطيعه و لا يعصيه ، النتيجة لهذا التكفر هي الطاعة لله سبحانه و تعالى و ترك المعصية ،

 

3 – من صفات المؤمن انه يتهم نفسه لا يزكي نفسه يقول يقول أمير المؤمنين في وصف المتقين هم لانفسهم متهمون و لاعمالهم مشفقون المؤمن هو كذلك يتهم نفسه انني مقصر أعمالي قليلة هل تكون مقبوله او ليست مقبوله إذا زكي احدهم خاف من ما يقولون فيقول انا اعلم بنفسي من غيري و ربي اعلم بي مني اللهم لا تاخذني بما يقولون و إجعلني خيرا ً من ما يظنون و إغفر لي ما لا يعلمون انك علام الغيوب يتهم نفسه و لا يزكي نفسه و إذا زكاه احد إستنقص نفسه و طلب من الله ان يكون ارفع من تزكية الناس و تظن الناس به .

4 – القوة و التدين ، يقول عليه السلام فمن علامة أحدهم انك ترى له قوة ً في دين ، قويا ً في دين من جهاة ٍ مختلفة صلبا ً في إيمانه لا يتزلزل إيمانه او تعرض لشيء لا يتزلزل إيمانه قويا ً في إيمانه ملتزما ً ايضا عنده القوة الخارجية و لكن مع كل ذلك لا تجد منه تجاوز لو إختلف مع أحد ولكن هذا الشخص أضعف منه لا يعتدي و لا يستقوي عليه و انما يجعل الدين هو المقياس فلا يعتدي على احد و هو في نفس الوقت قويا ً .

5 –  الحزم و اللين ،  يقول عليه السلام حزما ً  في لين حازما ً  في اموره و مواقفه و لكنه لين الجانب إذا رآى شيء و يعلم انه خطأ يقول خطأ و لكن لا تأذى الاخرون منه لانه لين الجانب طيب في معاملته لانه إذا راى خطأ يوبخ الناس و يهين الناس حتى يقول هذا هو الصح و هذا هو الخطأ يبين الخطأ و لكن بأسلوبٍ  لين الذي لا يتأذى منه الناس .

6 – الإيمان و اليقين ، يقول عليه السلام و إيمانا ً في يقين ، يؤمن بالله سبحانه و تعالى و عنده اليقين و الطمئنينة بعقيدته و هذا يتطلب من الانسان ان يكون على يقين فيما يعتقد ان يتعلم ان يقرأ ان يبحث ان يدرس امور دينه و عقائدة حتى يدخل ما يعتقده الى قلبه فيكون عنده يقين ومعرفة لا ان يتزلزل في اي موقف .

7- الحرص على العلم ، يقول عليه السلام و حرصا ً في علم ، حريصا على المعرفة المؤمن الحقيقي هو الذي لا يرضى بالجهل و إنما يسعى ان يكون عارفا عالما ً فاهما ً  في امور دينه لا انه يتلقى المعلومة  من غير معرفة لها و يقين و دراسه شخص عالم عارف و هذا هو المطلوب طلب العلم و الحرص على العلم اولى من الحرص على المال منهومان لا يشبعان طالب علم و طالب مال عليه ان يكون مهوما ً في طلب العلم و المعرفة .

8- الكياسة و الرفق ، يقول عليه السلام و كيسا ً في رفق كيسا ً يعني نبه و لكنه رفيق حنون عندما تجلس مع اشخاص الشخص الكيس سريعا ً يلتفت الى ان هذا الشخص اخطأ هذا فيه شيء ، المؤمن فطن ٌ كيس و لكن في هذه الكياسة و هذه الدقة و المعرفة و الاكتشاف لمن حوله رفيق حنون في البيت مثلا او في العمل وجد من عنده خطأ او ان شخصا ً قصد شيء سيئ وهو سريع الالتفات ان التفت له لا بد ان يكون رفيق ان يأتي لا صلاحه بالتي هي احسن و في بعض الاحيان و في كثير ٍ منها يتغافل و إنما يدخل فيما يراه من الأخطاء لإصلاحها فقط لا أنه يستغل كيساته للإساءة و إستنقاص الاخرين .

9 – التحنن و الشفقة قال عليه السلام و شفقة ً في نفقة ينفق و يعطي و لكنه بشفقه لا بتمنن إذا أعطى أحدا ً أو انفق على أسرته ينفق بتحنن و بشفقة لا بمِنة و لا بشدة .

10 –  التفقه و الفهم ، و فهما في فقه يعني هذه الامور التي منها الفقه و المعرفة و العلم امرٌ ضروري نجده مكررا ً كثيرا ً إذا قرأنا حديث عن الإيمان نجد دائما التركيز على المعرفة لان الإنسان الذي لا يعرف امور دينه لا يعرف الاحكام التي يتعرض لها في حياته تجده يقع في أخطاء كثيرة ومخالفات كثيرة لهذا الصحيح و الواجب على الانسان كما يفتي الفقهاء شرعا ً ان يكون عارفا ً بموارد الابتلاء و أحكامه إذا كان في عمل يجب عليه ان يعرف الاحكام شخص كثير السفر عليه ان يعرف احكام السفر شخص يتعامل في التجاره عليه ان يعلم احكام التجارة و كيف يتعامل مع الناس و إلا فإنه يعد مقصر إذا يفغل او يتغافل يكون مقصر عليه ان يتعلم الامور الفقهية و ان يكون فاهما ً فيها قادرا على تطبيقها على مواردها يعني عليه ان يعلم الاحكام و يعلم تطبيق الاحكام على المصاديق و هذه من اوصاف المؤمنين و إلا تاجر يحسب انه فاجر لانه التاجر فاجر ما لم يتفقه في الدين يدخل في التجارة و يرتكب الاخطاء و يقول لا اعلم انت ، مقصر التقصير في المقدمات التي توقعه في الخطأ محاسب عليها ايضا .

11 –  الحلم و العلم و علما ً في حلم  عالم  ولكن من غير تكبر عالم و لكنه حليم في اموره كلها في تعالمه كما مر .

12 – الإقتصاد في الغنى ، شخص فقير و يقتصد هذا أمر ٌ طبيعي و لكن إذا كان غني عنده أموال كثيرة هنا عليه ان يقتصد ايضا فإذا كان يقتصد فهذا وصف ٌ من أوصاف المؤمنين .

13 – العبادة الصادقة و الشخوع قال عليه السلام و خشوعا ً في عبادة ، عابد لله و لكنه يراقب نفسه هل هو خاشع فيها ام لا يأتي للصلاة يكبر تكبيرة الإحرام و يلتفت و إذا هو انتهى من الصلاة إشتغل بتجارته إشتغل بنفسه ، بل عليه ان يهيأ نفسه حتى يكون من المؤمنين لا بد ان يستعد لهذه العبادة يأتي قبل الصلاة مثلا يجلس يقرأ دعاء يبعد الافكار التي تجعله يتشتت حتى إذا وقف لله يجد نفسه مسلما ً لله سبحانه و تعالى .

14 – التعفف في الفقر قال الامام و تجملا ً في فاقة شخص فقير و المجتمع في اشخاص كثيرين في حاجةو لكن الذي هو في حاجة هل يحق له ان يأتي و يتكلم انا محتاج و انا فقير لا بل المؤمن هو الذي يتعفف إذا إحتاج و صار لزاما ً عليه ان يطلب عليه ان يطلب من جهة مثلا في واقعنا الصندوق موجود العالم موجود او التاجر  لكنه لا يأتي و يتحدث و يظهر نفسه و كأنه شخص معدم إلى اخر درجة .

15 – الصبر في الشدة يقول عليه السلام و صبرا ً في شدة  في الاحاديث ان الصبر من الإيمان  بمنزلة الرأس من الجسد فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد و إذا ذهب الصبر ذهب الايمان .

16-  الرفق في كسب الحلال يقول الامام عليه السلام و رفقا ً في كسب و طلبا ً في حلال ، شخص يكسب يشتغل يعمل و لكن عليه ان يكون في كسبه رفيقا ً لا انه ينهمك إنهماكا ً تاما ً في الكسب و تحصيل الاموال ، و ان يجعل في نفسه انه يكسب لله و انفق على اولادي أهلي و أهيأ لهم شيء و لكن لا اجعل هذا العمل هو كل حياتي بعض الاشخاص من الصباح الى المساء في العمل حتى ان بعض الاشخاص رأيتهم بنفسي ربما فترة طويلة لم أره اسأله اين انت يقول في العمل لا نراه في مسجد و لا في مأتم و لا في مناسبة  ، المؤمن هو الذي يكون في كسبه رفيق  .

17 – النشاط في الحق ، بقول الامام و نشاطا ً في هدى ،  ان يكون الشخص نشيطا ً في عمله و هذا العمل الذي يكون فيه نشيط و ممنوعا ً من الكسل ان يكون في هدى بمعنى اخر انك عندما تكون متحمسا ً في اي عمل هذا العمل الذي تتحمس فيه يجب ان يكون واضح في هدى في خير لا تتحمس  و انت لا تدري ماذا تفعل سواء ً كان هذا التحمس في الامور الاجتماعية السياسية الاقتصادية في كل الجوانب لا بد ان يكون في هدى تعلم انك تعمل الصحيح تضع رجلك في الموضع المطلوب لا انه تفاعل شديد و حركة شديدة و انت لا تدري الى اين تسير يجب ان تكون عالما ً بكل خطوة ٍ تخطوها .

الهوامش ،،

  1. سورة الحجرات الايتان 14-15

شاهد أيضاً

تساؤلات ماذا بعد عاشوراء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *