بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ
اولا : معنى الرشد لغة ً
الرشد هو الاستقامه في تحقيق الهدف و الطريق المستقيم ، الرشد هو الاستقامه على طريق الحق
الرشد هو عبارة عن الكمال الروحي و المعنوي ، وتعني المحافظه على الطاقات و الامكانيات و الاستفادة منها .
ثانيا : الرشد في القران الكريم ،
تكررت عبارة الرشد في القران الكريم كثيرا ً و ايضا بمعاني متقاربه و فيها تفوات من جهات ٍ فيقول تعالى لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ في مقابل الغي و في مقابل الضلال فهنا بمعنى الهدايه ويقول تعالى فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا يعني اكتمال ، وقدرة ، وتمييز و قال تعالى وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا أي خلاصا ً ومعرفة ً ونجاة ً في طريق الخير و الحق و يقول تعالى فَأُولَٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا إتبعوا و تتبعوا طريق الحق و طريق الهداية و طريق الصلاح ، ويقول تعالى وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا سبيل الرشد بمعنى سبيل الصلاح و سبيل النجاة و يقول تعالى في موضع ٍ اخر وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (5) وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ۖ هنا هي بمعنى القدرة على حفظ الحقوق الماليه و التصرف في الاموال فالقران ذكر هذه العبارة في موارد مختلفة و كلها تصب في مصب ٍ واحد وهو الهدايه للحق و التمسك بالحق في كل مجال بحسب ما وردت لفظة الرشد في القران .
ثالثا ً : الرشد الفردي
هناك رشد ٌ فردي للشخص نفسه و هناك رشد ٌ اجتماعي في بعض الاوقات مثلا ربما يكون شخصا ً رشيدا و واعيا بين جهال و بين ناس ٍ سفهاء او بين ناس ٍ جهلا ء او بين متهورين إلا انه يحمل رشدا ً و و عيا ً وحكمة ً ولا يخطو خطوة ً إلا بوعي ٍ ورشد فهذا رشدٌ فردي ،
في الرشد الفردي ،
- إدارة الاولويات ، إدراة المعرفة إدارة الاولويات ان يكون الشخص رشيدا ً بمعنى يستطيع ان ببعض التصرفات و بعض الامور ومنها إدراة المعرفة و الفكر ، أن يكون قادرا ً على المعرفة ، وأن يدير معرفته و يتحكم في معرفته و يعرف كيف يحصل على المعرفة و الفكر و الايمان لا أي شيء ٍ يدخله و يعتقد به لا يستقبل أي شيء ٍ إستقبالا ًأعمى ويكون في ضلال بدل الايمان و الهداية و الصلاح فيستطيع ان يدير نفسه في تحصيل المعرفه و في تحصيل الفكر و الله سبحانه و تعالى يقول فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ (1) يفسر فلينظر الى علمه من أين يحصل الروايات تقول هذا المعنى فلينظر الانسان الى طعامه يعني المصدر والمشرب الفكري الذي يستقي منه معرفته و فكره إدارة الذاكرة و الخيال عندما يستلم الانسان معلومات كثيرة و عقله يستقبل هذه المعلومات و الخيالات كيف يديرها و كيف يتصرف فيما يحمله من معلومات ٍ و كيف ينسق هذه المعلومات و كيف ينتج منها و كيف يتخذ الصحيح منها و كيف يترك الباطل و يتجاوز عن الباطل بل حتى الصور التي تعرض في ذهنه و في خياله او يشاهدها في الخارج كيف يتفاعل معها و كيف يبعد السيء منها و يأخذ الصحيح منها ، لذلك الانسان مسؤول عن حفظ هذه الذاكرة و هذا الخيال ، وكما يقول العلماء ، يقولون ما هو الضمير ، ليس من الجانب الديني و انما في الجانب الاكاديمي يقولون ، الضمير هو مجموعة المعلومات ، لا نتفق مع هذا تماما و لكن فيه جانب من الصحه و لكنه ليس دائما يقولون الانسان اذا تبى مثلا و حصلت له معلومات و و بقيت في عقله الباطني و صارت ثابتة ً وراسخة ً في عقله الباطني هنا يكون ردود الفعل عنده بحسب هذه المعلومات الموجودة في عقله الباطني مثلا الشخص الذي يتربى في بيئة ٍ او مجتمع و يرى امه مثلا بلباس ٍ معين و تخرج للشارع بذلك اللباس عندما يرى صور ا ً او يرى مواقف مشابه لها يعتبرها امرا ً طبيعيا ً لماذا ، لان باطنه انطبعت فيه هذه الصور على انها طبيعيه فيستحسن ما رسخ في نفسه و يستقبح ما وجد اهله يستقبحونه في صغره إذا ً هذه الصور و هذه الخيالات التي ترد ذهنه تؤثر في سلوكه و تأثر في اختياراته لذلك هو مسؤول ٌ عن تنظيمها وترتيبها .
- إدارة السلوك ،الانسان مطلوب منه أن يدير سلوكه منها تحصيل ملكة الاخلاق أن تكون الاخلاق عنده ملكة ً صالحة ً في نفسه في قرارت نفسه يحب الخير و يكره الباطل من خلال روحه و عقيدته الباطنيه يأنس بالشيء الصحيح و يرفض الشيء الغير صحيح التعدي الظلم مرفوض و الإحسان و الإيثار مطلوب يجعلها ملكة ً في نفسه في داخل نفسه يطمئن اليها و يرتاح اليها و يحبها ضبط الاخلاق في التعامل الخارجي اذا كان ضبط الاخلاق في تعامله الخارجي فهذا يكون رشيدا ً على مستوى الفرد على مستواه الفردي ان يكون رشيدا ً في تصرفه و تعامله ، اولا كان من جهة الاعتقاد ومن جهة المعرفة ثم من جهة السلوك ثم ،
- من جهة العبادة و العلاقة بالله سبحانه وتعالى أن يختار الطريق و السلوك الذي يجعله مرتبطا ً بالله سبحانه وتعالى مؤمنا بالله عابدا ً لله مطيعا ً مطبقا ً لما يريده الله لا ينقطع عن الارتباط بالله سبحانه و تعالى لا يجعل أمرا ً يشغله عن طاعة الله له اورادا ً خاصه له مجالس ٌ فيها نفحات ٌ من طاعة الله سبحانه و تعالى و لا يضيع اوقاته بغير طاعة لله إذا كان كذلك فهو معتقد وهو بإخلاق ٍ عاليه في تعالمه في الخارج و تعامله مع غيره وفي ذاته مطيع ٌ و عابد ٌ لله سبحانه وتعالى .
رابعا : المجتمع الرشيد ،
يقول تعالى وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ هذه الاية تعطي سمات المجتمع الرشيد المجتمع الراشد ،
- الانسجام مع المبادئ و القوانين و العقيده ، مجتمع رشيد ان يكون في ذاته أتم الانسجام مع هذه العقيدة وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ ، الكلام عن المجتمع بصورة عامه و ليس عن الافراد ، و كيف يكون الكلام عن المجمع بصورة عامه بمعنى ان تكون هذه الامور ظواهر بصورة ٍ و اخرى ، النتيجة ان يكون المتأثر هم الافراد و ان يكون المعتقد هو الفرد ولكن حتى ينسب للمجتمع ام تكون بصورة ٍ عامه و ان تكون ظاهرة في المجتمع بل اكثر من ظاهرة الانسجام مع المبادئ و القوانين و العقيده هذه سمة للمجتمع الراشد كما وصفه القران و عقب في الاية و قال أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ إذ كانت هذه الصفات متحققه في المجتمع يمكن ان يقال مجتمع راشد إنسجام ٌ مع ما يعتقد لانه قد ينتمي المجتمع لعقيدة ٍ معينه إنتماء هوية فقط تسأل بعض المجتمعات ماذا تعتقد يقول مسلم مثلا او الى اي عقيدة ٍ اخرى ولكن من غير ايمان و من غير معرفة هذا مجتمع غير راشد لانه ليس فيه الشروط التي ذكرتها الاية قد ينتمي المجتمع لعقيدة ٍ معينه لكنه يحمل تحفظات عليها و هي عقيدة حقة مثلا كما ترى مثلا بعض من يكون من الشباب و الحديثين و لا يقرؤون ولا يطلعون فينشأ و ينموا و يكبر و يدرس و لكنه ينتمي للعقيده و يقول اعتقد و ربما عنده عاطفه لكنه يحمل التحفظات عليها مجتمع هكذا يكون هذا مجتمع غير راشد ، قد يحمل المجتمع عقيدة من ابائة و اسلافه و لكنه غير مقتنع بها ابي كذا و اجدادي و لكن ليس مقتنع بها و قد يعتقد فكريا بعقيدة وعينه يعني في الجانب الفكري و الحواري ربما يأتيك بدليل و أدله على صحة ِ ما ينتمي اليه من عقيدة لكنه من الناحية الروحيه غير مؤمن بها و هذا يكون بل قد يكون حتى عند العالم ، شخص يحمل عقيده و ينتمي اليها و يستدل عليها و لكن في عقله و في جانبه الفكري فقط ، أما في الجانب الروحي ففيه خلل لذلك يقول الامام الراحل رضوان الله عليه أنه لا يكون الايمان حقيقة ً حتى يُكتب في القلب ما يعتقده العقل يصل الى القلب ، قد يؤمن المجتمع بعقيدة ٍ معينه لكنه لا يلتزم بها في واقعه العملي يعتقد بها و يقول يؤمن بها لانه الايمان بهذه الصورة من غير عمل فيه إشكال فيه إشكال في اعتقاد الايمان انه فيه خلل ليس إعتقادا ً ، لا يلتزم بها في واقعه العملي لكنه ينتسب اليها و يقول أؤمن بها ، المجتمع الرشيد هو الذي يؤمن و يحب الايمان و ينشد اليه و ينجذب اليه روحيا ً المجتمع الرشيد الذي يجد فيه انجذاب لهذا الايمان يعتقد فكريا بالعقيدة الحقة و يجد حلاوة ذلك في نفسه و يجد الانجذاب اليه روحيا و يطبقه عمليا ً ، مجتمع رشيد بهذه الصورة أما يعتقد فكريا ً وهو في جانبه الروحي بعيد او في جانبه بعيد فهذا ليس مجتمعا ً راشدا ً ز
- الوعي المبدأ والعقيدة أن يكون عنده وعي بهذا المبدأ و هذه العقيدة يعتقد بها يحبها و عنده وعي ٌبها و يفخر بها بحيث يراه المجتمع زينة ً يرى هذا الاعتقاد زينة ً له و فخرا ً له حتى يكون مجتمعا رشيدا ً و إلا فيه نقص و فيه خلل وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ إذا وصل انه يجده زينة ً في قلبه زينة ً في نفسه هذا الايمان وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وجده زينة ً في نفسه في قلبه يستطيع ان يفخر به هذا مجتمع رشيد إذ لم يكن ليس مجتمعا ً رشيدا ً .
- الوقاية الذاتيه أن يكون عنده حصانه ذاتيه و وقايه ذاتيه في نفسه هذا المجتمع يكون محصن من الكفر من الفسوق من العصيان من الخروج عن طاعة الله سبحانه و تعالى و هذا التحصين ليس بقانون يفرض عليه و أنما حصانة ٌ روحية ٌ ذاتية ٌ ناشئة من الاعتقاد من حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ، لذلك وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ فصار الكفر مكروه ومرفوض هذا هو المجتمع الراشد و ليس ان يكون عليه فرض القانون ، المجتمع غير الراشد هو الذي يتحين الفرص يدعي الايمان و لكن يفرض عليه القانون و الرقابة و لمجرد ان يفتقد الرقابة يرتكب المخالفات اما بينه و بين نفسه اما في انتهاكه للاخرين لانه ليس في قلبه ايمان حقيقي يكره له الكفر و يكره له الفسوق و العصيان .
خامسا : علامات الرشد الاجتماعي ،
- التمييز بين النافع و الضار للمجتمع ، يكون المجتمع يميز بين الضار والنافع بصورة عامه و ليس فردا ً يميز المجتمع في غالبه الاعم مجتمع يميز و يفكر ، بعد النظر عنده ومعرفة ما ينفع المجتمع و ما يضره ينظر للبعيد ، مثلا اعراف تدخل المجتمع ايها يخدم مستقبل المجتمع و ايها صلاح للمجتمع و أيها سيء للمجتمع اي هذه الاعراق التي تدخل يعود بالضرر على المجتمع الراشد الواعي هو الذي و ينظر لما حوله و ينظر للبعيد لما يخدم المجتمع وما يحفظه من الضرر .
- السلوك الاجتماعي الحسن ، المجتمع عنده سلوك حسن ، ما هو السلوك الحسن ، هو سلوك المحبة مجتمع بصورة عامه كله تحكمه المحبة عن النبي صل الله عليه واله المؤمن يَألف و يُألف يكون عاما ً بين افراد المجتمع انهم يتآلفون يحبون بعضهم البعض ، سلوك ٌ جميل عدم ترجيح المصلحه الفرديه على المجتمع الافراد في المجتمع لا يرجحون انفسم و لا يرجحون مصلحتهم الشخصية على مصلحة المجتمع ، المجتمع الراشد هو الذي يتخذ المواقف الصحيحه و المناسبة التي تخدم المجتمع لا تسيره العواطف منفصلة عن المعرفة و الوعي ، عاطفه موجوده في المجتمع و لكنها مرتبطة بالوعي و بالمعرفة و بالفكر لا يسيره العقل الجمعي كيف ما كان ، المجتمع الراشد هو الذي اذا اتخذ موقف يتخذ الموقفه على معرفه لا على اختيار عشوائي او جمعي ، وجد اناس يقفون كذا وقف معهم ، يضرب مثال انه يجعلون صف في الشارع و يأتي شخص يتعمد يقف معه عنده و الاخرون يقفون خلفه يأتي شخص يقف الثاني يقف يسألون لماذا تقفون يقولون رأيناه واقف قلنا يمكن هناك شيء ، ليس هكذا المجتمع الواعي هو الذي يختار المواقف بوعي و ليس تأثيرا جمعيا ً يقيده ويحركه كيف ما كان لا تسيره الدعايات و الاشاعات عندما تشاع اشاعه او دعاية هو يضبط سلوكه لا كل ما سمع يأخذ ، يأخذ المواقف التي انتبه لها درسها ميزها ميز صلاحها ميز فسادها ميز عائدها على المجتمع فإن لم يجد ذلك لا يتخذ هذه الدعايات او الاشاعات مصدرا ً له في مواقفه و سلوكه ، أيضا ً لا تسيره الارتجالات الفرديه ، يمعنى يكون مجتمع المؤسسات مجتمع الحوار مجتمع الفكر لا يتخذ المواقف الفرديه كيف ما كان بعض الاشخاص يقول انا مقتنع بهذه الفكره و ليس بي بالاخرين الافكار من شاور الناس شاركهم عقولهم الالتقاء مع الاخر و الحوار و التقارب ينتج و يجعل المجتمع في خير اما الذي يكون افراده كل فرد ٍ في جهة و يتخذون المواقف الفرديه كيف ما كانت قناعة فرديه شخصية و انتهى هذا ضرره اكثر من نفعه و كما يقول الشيخ حفظه الله وحدة الموقف قوة مع ضعف الرأي مضمونا و قوة الرأي مع التفرق ضعف قد لا يكون الرأي في بعض الامور قويا جدا ً و لكنه متحد يكون قويا ً يكون منتجا ً مؤثرا ً مفيدا ً اما الذي يكون موقفا ً فرديا ً و ارتجاليا ً يعود بضرره على المجتمع اكثر من غيره .
- المجتمع المنتج هو المجتمع الرشيد الذي يكون فيه نتاج اجتماعي و ليس فردي ربما الفرد يدخل في تجاره و يكون تاجر و ينتج و هذا الفرد يعمل في جهة و ينتج ، جيد و لكن اذا كان حركة المجتمع حركة انتاجيه تعطي افضل ، في بعض الاحيان تجد بعض المشاريع الاجتماعيه و بعض المشاريع الدينية يتصدى شخص لها و يكون منتج و يضرب اسمه و يخلد ان فلان عمل و انتج و لكن العيب فيها انه فرد اذا مرض او انتقل الى ربه انتهى المشروع تماما ً لانه فرد أما اذا كان النتاج اجتماعي فهو الخير الباقي و المستمر المجتمع المنتج الذي لا يهمل طاقاته و ما عنده من امكانيات يكون مجتمعا ً مفيدا ً مجتمعا ً رشيدا ً يستفيد من اي فرصة ٍ انتاج تخدم بلده و مجتمعه و يتقدم بها بلده و مجتمعه لانه يحرص على الخير و الفائدة و الافادة لمجتمعه و بلده .
- لا يشعر بالدونيه مع الاخرين حتى مع وجود النقص ، النقص موجود في كل مكان ، البعض في المجتمع مجرد انه يرى بعض النقوصات عنده او مجتمعه يجعل مليون علامه استفاهم على بلده و على مجمتعه فلا يتقدم في مجتمعه و لا يرضى بمجتمعه و يستقبل كل شيء المهم انه من الخارج و هذا خطا فلا يشعر بالدونية امام ما يراه يقول يوجد خطأ نتكامل في هذا الخطأ .
- ليس فيه تتبع للعيوب ، المتجمع الراشد افراده يتحسسون بعضهم البعض و فرق بين التحسس و بين التجسس ، الذي يتحسس هو يبحث عن الخلل لاصلاحه بنية الخير و نية الاكمال و الإتمام و التسديد ، و الذي يتتبع عيوب الاخرين او سوءاتهم هو تجسس اذا كان للاساءة اليهم و الله سبحانه و تعالى يقول وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا و النبي صل الله عليه و اله يقول من روى على مؤمن رواية ً يريد بها شينه و هدم مروته ليسقط من اعين الناس اخرجه الله من ولايته الى ولاية الشيطان ثم لا يقبله الشيطان ، يتتبع عيوب الناس لاطاحة الشخصيات ، وإذا تحدث يقول فلان جيد و لكن فيه هذا الخلل فلان يقدم خدمة للمجتمع و عيبه كذا ، هذه تتبع العيوب و نقل العيوب اذا كانت سمة ً إجتماعية ً فالمجتمع بعيد عن الرشد .
- تفاعلات المجتمع الرشيد قرارات المجتمع الرشيد ،
أ . وعي و معرفة و دراسة لاي ظاهرة ٍ او مشكلة ٍ يواجهها المجتمع ما هي الظاهرة و ما هي المشكلة وما هي الحلول و ما هي الامكانيات فيضع لذلك جوابا ً ويتحرك فيها لا انه يتخذ موقفا ً من غير معرفة
ب. الاستفادة من تجارب الغير مع حفظ الخصوصية و عدم الانصهار في الغير ، في بعض الاحيان المجتمع يقلد و اذا صار يقلد كل شيء فهذه مصيبة ربما يعجب المجتمع هنا بمجتمع ٍ اخر سواء كان في الغرب ام في الدول العربية ام في الدول الاسلامية يعجب بشيء فتجده يقلده تماما ً ياخذ الصالح و الفاسد هذا خطأ رأيت نقصا ً عندك و رأيت صلاحا ً في جهة اخرى تأخذ و تنظر للفروقات بينك وبين ذاك و تاخذ تجاربهم و تخبراتهم و ما عندهم من خير تطبقه عندك منفردا ً عن التنازل عن ما انت تملكه من خير او تقدم عليهم هذه من سمات المجتمع و من صفاته الحسنة .
ج . الحوار المجتمعي الجميل ، الصفة الصحيحة ليكون المجتمع مجتمعا ً يسمى مجتمع رشيد و راشد ان يكون الحوار منطلقا ً في اختلافاته و سلوكه دائما يقول تعالى وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (2) يتحاورون فيما بينهم اذا ارادوا ان يتخذوا موقفا ً معينا ً نظروا الى بعضهم البعض و تشاركوا في تفكيريهم ليسدد كل فرد ٍ الاخر و ينتج ، الالتقاء و الحوار يقرب القناعات ، إذا افتقد المجتمع التلاقي و الحوار تكون اراءه مختلفه حتى لو حرص اشد الحرص على التفكير و على اتخاذ الصحيح بينه و بين الله و هو كذلك ان لا تتهم احدا ً اختلفت معه و لكن تقول هو حريص ٌ على ان يصل الى الخير و لكنه بحرصه اذا كان منفردا ً لا يكون بالضرورة ان تلتقي افكاره مع غيره أما الحوار فيقرب وجهات النظر و يقرب النفوس و يلتقي المجتمع بعضه مع بعض ، أدب الاختلاف الاجتماعي مهم ٌ جدا ٌفي الحوار من يتفق معي محترم من يختلف معي محترم أحمله على الخير لا اسيء الظن بمن اختلف معه في فكره وجهت نظره هكذا و لكن ليس بالضرورة ان اتخذ الموقف ضده ، هو عنده وجهت نظر و إذا استطاع يعمل و يتقدم و يعمل في المجتمع بالخير فليتقدم و اذا استطعت انا اتقدم و هكذا .
د . أدب النقد ، المحاسبة امر ضروري عن النبي صل الله عليه واله حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا ان يحاسب الشخص نفسه و يحاسب المجتمع نفسه الانتقاد الذي يكون بين افارد المجتمع ان تنظر الى ما هو خلل في المجتمع و تسدده الهدف منه نية صافيه صادقه من اجل اصلاح من اجل اتمام من اجل تسديد وانتقد بهذه النية و باسلوب يكون مقبولا ً ومرضيا ً وكله محبة و كله خير .
هـ . الاعلام التثقيفي في المجتمع الرشيد مهم يجب ان يكون للاعلام دور مهم عندما تريد ان تنشأ مشاريع دينية تعليم صلاة او غيره او مشاريع في الماتم او في المسجد او في اي مكان لا بد ان يكون لها اعلام ومستمر حتى لو ينفق عليها من الاموال ما ينفق من اجل حفظ المجتمع وحفظ نسيج المجتمع و التلاحم في المجتمع و تحبيب الخير للمجتمع و تحبيب الايمان للناس و تكريه الكفر و الفسوق و العصيان و بذلك يكون المجتمع مجتمعا ً رشيدا ً ز
- سورة عبس الاية 24
- سورة الشورى الاية 38