حديث الجمعة – 27.4.2012 م – المرأة(1)
مقدمة : مقام المرأة أو منزلة المرأة
ما هي المنزلة التي تحصل عليها المرأة أوتحظى بها المرأة ، وهل أنها تختلف عن الرجل أو أنها لا تختلف عن الرجل في ذلك…
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
حديثنا هذا اليوم حول المرأة، لكون هذه الأيام تمر بها ذكرى فاطمة الزهراء (س) وذكرى أم البنين
مقدمة : مقام المرأة أو منزلة المرأة
ما هي المنزلة التي تحصل عليها المرأة أوتحظى بها المرأة ، وهل أنها تختلف عن الرجل أو أنها لا تختلف عن الرجل في ذلك
أولا : أصل الرجل والمرأة واحد بلا فرق
في أصل وجود ونشأة الرجل ، وأصل وجود ونشأة المرأة شيئ واحد ولا فرق بين الإثنين
قال الله سبحانه وتعالى ( يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا( خلقكم من نفس واحدة ،فهي نفس الإنسان بلا فرق بين الرجل وبين المرأة .
القرآن يتحدث عن نشأة الإنسان أنه متحد بلا فرق بين الرجل والمرأة في أصل هذه النشأة ،
وقال سبحانه وتعالى ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى *ألم يك نطفة من مني يمنى * ثم كان علقة فخلقفسوى * فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى * أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى )
هنا أيضا يتحدث عن نشأة الإنسان ، وأن هذه النشأة واحدة وأنه من نطفة بلا فرق بين الرجل وبين المرأة في ذلك ، في أصل هذه النشأة .
ثانيا :المرأة والهداية في القرآن الكريم
قال تعالى ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس) تحدث القرآن عن نفسه وعن وقت نزوله وعن الهدف من نزوله وأنه هداية للناس ، والناس سواسية، بين الرجل والمرأة لا يوجد فرق بين رجل وإمرأة وإنما الإنسان إنسان بإنسانيته وبروحه
وقال تعالى: (الرحمن* علم القرآن* خلق الإنسان* علمه البيان)
فتحدث :
1ـ الهداية للناس
القرآن هدى للناس، الهداية للناس كافة ليس للرجل لوحده أو بإمتياز، وليس للمرأة وحدها أو أرقى من ذلك
2ـ الخلق للإنسان
تحدث عن خلق الإنسان أيضا بصورة عامة يشمل الرجل والمرأة
3ـ التعليم للإنسان
علمه البيان ، أيضا التعليم للإنسان , الرجل والمرأة على حد سواء
ثالثا: الدعوة للهداية بلا فرق بين الرجل المرأة ، ينتج منها :
1ـ أن الأنوثة والذكورة تتعلق بجسم الإنسان لا بالروح
، لا بروح الإنسان ولا بنفس الإنسان والكلام للهداية أو عن الهداية والدعوة للهداية لروح الإنسان ،وليس لجسم الإنسان ، والقيمة الحقيقية للإنسان بروحه وليس بجسمه
2ـ أن التربية والتعليم والتزكية إنما هي للنفس والروح وليست للجسم،
ليس الجسم الذي يتربى ويهتدي ، يربى ويعلم على تعاليم الإسلام تربى الروح وتربى النفس على تعاليم الإسلام وليس الجسم
3ـ أن النفس والروح غيرالجسم
يقول تعالى ( ونفس وما سواها *فألهمها فجورها وتقواها)
ويقول تعالى( يا أيها الإنسان أنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه)
فألهمها فجورها وتقواها هذه النفس نفس الإنسان وما يترتب على عمل الإنسان حتى بجسده وجوارحه قيمته بما يعرض على روحه وقلبه ونفسه وليس على الجسد
رابعا:المرأة مثال في القرآن للجميع
عندما يكون الحديث هل أن للمرأة شأن أو أن المرأة دون الرجل
نجد أن القرآن تحدث عن المرأة وأعطى المرأة مكان بل وجعل المرأة مثالا للرجل الصالح ، ومثالا للرجل الصالح بصورة عامة وللرجل الطالح ، فالمرأة تستطيع أن تكون أرقى إنسان وأيضا تكون أخس إنسان وأدون إنسان بماذا ؟
لمى يعرض روحها من الرقي أو الإنحطاط
1ـ لمن يضل وهو في كنف المؤمنين ذكرا أو أنثى
كمثال لمن ضل عن الحق وهو في أجواء الصالحين
قال سبحانه وتعالى🙁ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ )
القرآن يذكر مثل للكافرين ، ويكون مثالا أو تمثيلا للكافر , إمرأة نوح نبي من أنبياء الله وأمرأة لوط وهو نبي , ولكن هذه الصحبة مع النبي لم ينفعها شيئ لماذا ؟
لأنها لم ترتقي بنفسها و تلتزم بالحق ، فجعلها مثالا للكافرين ، وذكرها الله في القرآن الكريم كمثال ينظر ويضرب على مر العصور
2ـ مثال للتقوى في أصعب الظروف للذكر والأنثى
أيضا المرأة مثال للتقوى ، ومثال للمتقين ، وهي في أصعب الظروف أيضا
قال تعالى ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ )
المرأة أيضا مثال للمتقين ، وكأن القرآن يخاطب العالم كله أن يقتدي بالمرأة الصالحة ، وأن المرأة يمكن أن تكون أعلى الدرجات ، وحتى لو كانت في ظروف سيئة كزوجة فرعون وما عانت من العذاب والويلات ، ولكنها أيضا بلغت أعلى الدرجات بصبرها وهي ليست نبي لكنها توجهت لله ورجت ما عند الله فهي مثال للمؤمنين
خامسا : الزهراء (س) قدوة في عصر الإسلام
1ـ الزهراء في سن السابعة أو الثامنة من عمرها وهي تشارك النبي (ص) همومه ودعوته في شعب أبي طالب
عندما كان الحصار على النبي (ص) وكانت الزهراء تحمل الهموم ، وتشارك النبي (ص)حتى قال عنها أنها (أم أبيها ) وتفسير أم أبيها له جهات مختلفة، منها أنها كانت ترعى النبي (ص) ومنها أنها إمتداد واقعي لوجود النبي (ص) في ذريته
2ـ سر عظمة الزهراء (س) وهي لم تتجاوز الثامنة عشر من عمرها
الزهراء رحلت عن هذه الدنيا وهي لم تتجاوز الثامنة عشر من عمرها ولها من العظمة و الشأن العظيم لماذا ؟
هل أن الله جبرها على ذلك ؟
يقول الإمام الخامنئي حفظه الله يقول لم تعطى الزهراء هذه المكانة إعتباطا ومن غير عمل , لا ينال الإنسان منزلة ومقاما عند الله سبحانه وتعالى من غير أن يتحرك , من غير أن تكون عنده القابلية والفعل والعمل , والزهراء (س) بلغت هذه المنزلة ، بحيث يقول العلماء
يقول الإمام الراحل رضوان الله عليه
أنها تشارك الأئمة في جميع الكمالات والمقامات ما عدى قضية الخلافة ،وإلا في كل شيئ هي تشارك الأئمة ولها مقام أعلى من مقام سائر الأنبياءعدى النبي (ص)فما هو السر في هذا ؟
لا نعلم السر الواقعي ولكن نعلم بالصدق والإنقطاع لله الذي كانت تحمله الزهراء ، الذي يؤهل أي إنسان أن يتقدم ويرتقي عند الله وتكون عنده منزلة عظيمة
3ـ فاطمة الزهراء محدثة
وماذا يعني أنها محدثة ؟
الملائكة تحدثها ، هذا يعني أن الزهراء لها نشأة ولها شأن وعظمة كبيرة بحيث أنها تكون تلتقي مع الملائكة ، تسمع الملائكة ، والملائكة يحدوثنها ، ينزل عليها جبرائيل ويحدثها
يقول الإمام رضوان الله عليه هذا يحتاج إلى سنخية بين الإثنين بين الملائكة وبين الزهراء يجب أن تكون روحها بتلك العظمة والشفافية والإنقطاع إلى الله ، بحيث أنها تستطيع أن تكون كذلك بل لها مقام أعلى ، فكانت تلتقي وكان الملائكة يحدثونها
4ـ مصحف فاطمة
بماذا يحدثونها ؟ يحدثونها بأمور يسلونها ، والروايات في ذلك كثيرة من طرقنا ، ومن غيرنا أيضا , يحدثونها بما يقع على ذريتها
يقول الإمام الصادق (س) عندما يسأل عن مصحف فاطمة
(أما أنه ليس فيه شيئ من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون)
علم ما يكون إلى قيام الساعة ، الأحداث التي سوف تقع كانت الزهراء (س) تعلمها
5ـ الظروف الصعبة التي كانت تعيشها الزهراء والعبادة التي لا يشوبها حجاب
عبادة الزهراء لا يشوبها حجاب ، وإنقطاع إلى الله ليس كمثله إنقطاع ، فمن يسأل كيف أن الزهراء تحصل على هذه المنزلة أو هذه الدرجة ،هناك أمور غيبية لا نعلمها، وهناك أمور ظاهرية ، ومن ضمنها مسألة العبادة ، العبادة هي عمل بالأركان بالجسم ، بأعضاء الجسم يقف الإنسان ويعبد الله ولكن هذا ليس هو كل شيئ ،هناك شيئ آخر وهوالمستوى الروحي و الإنقطاع الروحي ومستوى الإرتباط والإنقطاع لله سبحانه وتعالى في العبادة
يقول السيد القائد حفظه الله ، يقول يمكن لكل إنسان أن يأتي بما كان يأتي به النبي (ص) عمليا في الخارج ، كفعل يصلي عدد من الركعات أو يقرأ القرآن يمكن أن يأتي به الإنسان ، ولكن ما يحمله من الإنقطاع الباطني والإنسجام مع الله سبحانه وتعالى الروحي هو المائز، وهو محور ومقام التفاوت بين الناس ، يعني هناك من تعرض مثلا عندما يكون الحديث عن تعرض الصالين أو أهل البيت (س) للبلاء والإبتلاء والعذاب ، غيرهم تعرض جسديا ربما لمثل ذلك وربما لأكثر ولكن لما يحمله هذا الإمام المعصوم أو الولي الصالح من الإنقطاع لله يكون الأثر عليه أكثر ، فعندما يكبر ويقول الله أكبر يقال أن تكبيرة أمير المؤمنين (س) ثوابها لا تساويه أعمال الثقلين لماذا؟
لأنها تحمل الإخلاص والصدق والإرتباط والإنقطاع لله مالا يحمله أحد غير المعصومين (ع)، أيضا للزهراء (س) في عبادتها .
ظروف صعبة تعيشها الزهراء ولا تنقطع عن عبادتها وتوجهها لله سبحانه وتعالى
يقول الحسن البصري ( بأن فاطمة بنت النبي (ص) عبدت الله ووقفت في محراب العبادة إلى درجة تورمت قدماها)
تعبد الله إلى أن تتورم قدماها ، وهذه الطاهرة هي قدوتنا , فهل نحن نعبد لهذه الدرجة , أو دونها ؟ أم أننا دائما نقول القول المشهور الذي ينقل عن أمير المؤمنين (س)
(النفس لها إقبال وإدبار ) ولا نأخذ من هذا القول إلا الإدبار
دائما نعيش حالة الإدبار ، في العبادة إدبار! في الأعمال الصالحة إدبار !
فلا يوجد عندنا شيئ لنبني به مستقبلنا لعالم الآخرة ، فإذا نحن لسنا من المقتدين بالزهراء وبأهل البيت (س) نحن لا نكلف أنفسنا أن تتورم أقدامنا ،لا نكلف أنفسنا حتى أن نجلس ونأتي بركعتين من جلوس ، إذا نحن لا نقتدي بالزهراء (س)
6ـ الزهراء (س) تدعوا للناس ولا تدعوا لنفسها
دعاؤها مستجاب مائة بالمئة ، عندما تدعو الزهراء دعاؤها يحقق
يقول الإمام الحسن (س): ( أنه سمعها دائما تدعو للناس , وعند الصباح قال لها : ( يا أماه أما تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟! فقالت يا بني الجار ثم الدار)
الإيثار حتى بالدعاء ، والذي يدعوا للأخرين يحصل كثير ،
طبعا بالنسبة للدعاء وإشراك الأخرين في الدعاء يكون سبب للإستجابة ، بعض الناس يتوهم توهما خاطئا أنه مثلا عندما يأتي بركعتين مستحبتين أو يقرأ الفاتحة ويقول هذه هدية لفلان يتصور أنه لو أشرك أخرين في ثوابها قل ثوابها وهذا المعنى خاطئ بل هو يتضاعف ، يقول العلماء كلما زاد عدد من تهدي لهم الثواب وتشركهم بالثواب حصلت أنت أضعاف أضعاف وهم حصلوا أيضا ولا ينقص الثواب
7ـ الفقر والحياة الصعبة وهي بنت الشخص الأول في العالم الإسلامي
بنت النبي (ص) وماذا كانت حياتها ، كل شيئ تحت أمرها وتحت يدها ولكنها تعيش حالة صعبة من الفقر ، وهذا إشارة لنا ولأهلنا ولأزواجنا أن نكون مقتدين بالزهراء لا أن الإنسان يكون مملوكا للمادة لا ضير ولا عيب ان يملك ولكنه لا يكون أسيرا لما يملك ، عليه أن يكون هو المالك وهو المتصرف والمستغني عن الأمور المادية .
8ـ علاقتها بزوجها قال أمير المؤمنين (ع) :
وعن أبي سعيد الخدري قال : أصبح عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ذات يوم ساغباً فقال : «يا فاطمة هل عندك شيء تغذينيه ؟» قالت : «لا ، والذي أكرم أبي بالنبوّة وأكرمك بالوصيّة ما أصبح الغداة عندي شيء وما كان شيء اُطعمناه مذ يومين إلاّ شيء كنت اُؤثرك به على نفسي وعلى ابنيّ هذين ( الحسن والحسين ) فقال عليّ (عليه السلام) : «يا فاطمة ألا كنت أعلمتني فأبغيكم شيئاً ؟» فقالت: «يا أبا الحسن إنّي لأستحي من إلهي أن أكلّف نفسك ما لا تقدر عليه)
هكذا هي فاطمة ومن تقتدي بها عليها أن تكون كذلك , ترى بعض النساء تصر المرأة مثلا على زوجها ، تستطيع أو لا تستطيع يجب أريد كذا وأنت مسؤول ان تعطيني .
القدوة والإقتداء بالزهراء (س) أن تنظر الزوجة لظروف زوجها وتقدر وضعه وتخفف عليه لا أن ترهقه بما يستطيع وما لا يستطيع.
يقول علي(ع) (ما أغضبتني ولا عصت لي أمرا)
9ـ حياة الزهراء مليئة بالعمل والسعي والتكامل (ومركزا لمراجعة الناس)
هي تعمل و تعبد الله بلا انقطاع ، وفي جميع الميادين تجد لها بصمات . مراجعة الناس لها في قضاياهم ومشاكلهم ، الزهراء(س) هذا وجودها ووجود من يقتدي بها يجب أن يكون كذلك
وتتعرض لما تتعرض له وهي تستطيع أن تطلب الدعه والراحة ولكنها تقبل بكل ذلك رضى لله وإرتباطا به سبحانه وتعالى
11ـالزهراء (ع) تربي أبنائها أفضل تربية
أي تربية يمكن أن تقاس بتربية الزهراء (ع) لتخرج سيدي شباب أهل الجنة , وتربي العقيلة الطاهرة العالمة من آل محمد (ص) , فأي تربية كتربية الزهراء (ع) وهي مدرسة لكل العالم في كل فنون التربية والتعليم (سلام الله عليها)
12ـالزهراء (ع) لم تأخذ من الفتوحات شيئا من زينتها
هل سمعتم أن الزهراء في فتح من الفتوحات أخذت أموال أو طلبت أموال ؟
لم تأخذ شيئا وعندما أهديت فدكا من النبي (ص) بأمر من الله تعالى , هل سمعنا مثلا أن بيتها صار من الرخام أو غيره؟!
قرأنا و سمعنا أنه عرض عليها قبل أمير المؤمنين ذلك ,عرض عليها ولكنها (س) آثرت الإرتباط بالله والعيش مع من يختاره الله تبارك وتعالى بحالة وإن كانت ضعيفة ماديا , لكنها قريبة من الله وهذا هو المطلوب في حياة الإنسان الواعي والعارف بالدنيا والآخرة.
وضع البلد
أولا : الشهيد صلاح عباس حبيب
شهيد يسقط في درب الشهداء ومع قافلة الشهداء ليرتقي عند الله وليكون دمه محفوظا ومكفولا عند الله هو وذووه وأهله وأبناؤه .
وهذا في سياق الأدلة الواضحة للتعدي الفاحش والبطش الشديد من السلطة وإستمرار البطش والإعتداء والقتل ، فقد بانت على جسده آثار التعذيب الواضحة بحيث لا يمكن لأحد أن ينكر هذا التعذيب بل لم يوجد مكان سليم من التعذيب في جميع جسده , بل قال البعض أنه سحل على الأرض بالسيارة وهذا يعني التعذيب شديد والإعتداء الشديد , بتصور أن هذا هو الحل للبلد ،هذا يدل على وحشية النظام والدكتاتورية والإستبداد وعدم الإنسانية
إذا كان النظام يعمل هذه الأعمال أي إنسانية تبقى أو إصلاح في بلده بعد ذلك.
ثانيا: تعديلات دستورية لتكريس الدكتاتورية
ليزداد النظام في دكتاتوريته يقال تعديلات دستورية هذه التعديلات الدستورية التي هي تعديلات ديمقراطية
هل إختارها الشعب ؟
هل صوت عليها الشعب ؟
هل قبلها الشعب ؟
أم أنها جاءت من أناس وضعهم النظام كألات وكأدوات يحركهم كيف يشاء ، فهي ترسيخ للظلم والإعتداء على الناس وسلب الحقوق من الناس وليس الإصلاح في البلد
3ـ الحكومة تضع خطة أمنية للقضاء على كل من يطالب بالحقوق
نسمع خطة أمنية ماذا يريدون بالخطة الأمنية ، يقولون تطبيق القانون على الجميع والقانون يطبق على الجميع ماذا يطبق من القانون ، إذا تظاهر أناس وقالوا نطالب بحقنا ، قالوا قانون يمنعهم ويحتاجون لتصريح ، وإذا خرج أناس يحطمون ويعتدون على أماكن من ينتسب للمطالبين فهل هي ديمقراطية وحرية ؟
عندما يخرج أناس من المدارس مثلا أو في المدرسة ويرفعون شعار نحن نريد الإصلاح يقال هذا تسييس للمدارس وللطلبة وهو أمر مخالف للقانون ، وعندما يخرج من المدرسة والمدارس والجامعات, بل يخرجون أناسا يخربون أو يتظاهرون أو يطالبون برئيس الوزراء وغيره يقال هذه حرية وإصلاح والشعب يقف مع فلان ، هذا كله إزدواجية في المعايير ، إزدواجية في المعايير وظلم لهذا الشعب بل إستخفاف بالشعب و بالعالم كله وبالمنظمات الحقوقية في العالم أيضا ، ولكن عندما يضعون خطة أمنية لإيقاف المطالب، هل تتوقف المطالب ؟
طبعا مستحيل بل كلما وضعوا إزدادوا في الإعتداء على الناس وكلما زاد إنتهاكهم لحقوق الإنسان في البلد صار الشعب يرى لزاما عليه وواجبا عليه أن لا يسكت ، وأن يطالب ويقول لا يمكن أن أتراجع عن مطالبي لأن الحكومة تعمل هكذا وتمارس الديمقراطية بالضرب والإعتداء والأسلحة المحرمة دوليا والغازات ، هذه ديمقراطيتها يجب أن تتغير ، والشعب لن يتراجع وسوف يواصل ومسيرته في المطالب
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين