أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين
رب إشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي
قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخشى إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)
أولا: شكر للمصلين وترحم لمن بنى وأسس هذا المسجد
نشكر الإخوان القائمين على تعمير هذا المكان والصلاة فيه ونترحم أيضا على من قام بتأسيس هذا المسجد ومن قام بتجديده خصوصا ( الحاج خليفة رحمة الله عليه )
ثانيا :الآية تبين :
1-عدم شأنية المشركين في عمارة المسجد
المشركون لا يستطيعون عمارة المسجد ؟
لأن كل شون المسجد تحتاج إلى أن تكون قربة إلى الله تعالى في أصل إنشائه وفي كل الأعمال التي تعتبر من إعماره سواء كانت من الصلاة أو غيرها ، المشرك لا يمكن أن يكون محلا لعمارة المسجد .
2- صفات مشترطة لمن يعمر المسجد
قال تعالى:
(إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخشى إلا الله)
هذه الصفات المشترطة لمن يريد أن يعمرالمسجد ، أن يكون مؤمنا بالله ، ولكن لا يكفي أن يكون مؤمنا بالله وإنما يجب أن يكون مؤمنا بالآخرة ، مؤمنا برسول الله (ص) مؤمنا بأن كل ما جاء به النبي (ص) حق من عند الله وماأرسلنا من رسول إلا ليطاع
يؤمن بأن جميع أقوال النبي (ص) وأفعاله حجة ويجب أن تطاع إذا كان كذلك ويطبق جميع أقوال النبي فذلك هو الذي يعمر مساجد الله ،
أما الشخص الذي لا يؤمن وإنما يقدم الظالم على الله وعلى رسوله ويستمع لأوامر الطغاة والظلمة ويقول لو أمرني أمير المؤمنين (يعني الخليفة أو الحاكم) أن أنقض الكعبة حجرا حجرا لفعلت هذا لا يؤمن بالله وليس من عمار المساجد
ثالثا:هجران المساجد من أهلها :
قال الصادق (س) :(شكت المساجد إلى الله تعالى الذين لا يشهدونها من جيرانها ، فأوحى الله عز وجل إليها : وعزتي وجلالي لا قبلت لهم صلاة واحدة ، ولا أظهرت لهم في الناس عدالة ، ولا نالتهم رحمتي ، ولا جاوروني في جنتي .)
شكت المساجد إلى الله تعالى الذين لا يشهدونها من جيرانها ، جار المسجد ولكنه لا يشهد المسجد ، فأوحى الله عز وجل إليها: وعزتي وجلالي لا قبلت لهم صلاة واحدة جار المسجد ولا يحضر المسجد ولا يشهدوا المسجد ، الله سبحانه وتعالى في هذا الحديث يقول لا قبلت لهم صلاة واحدة ولا أظهرت لهم في الناس عدالة يعني يسقط إجتماعيا ليس له مكانة في المجتمع ، الذي لا يحضر ولا يشهد المسجد ، ولا نالتهم رحمتي يكونون بعيدين عن رحمة الله سبحانه وتعالى ، ولا جاوروني في جنتي ، من لا يشهد المسجد وهو جار المسجد لا يحصل على رحمة الله ولا يكون جارا لله في جنته .
رابعا : أنواع من عمران المساجد:
1- بناء المساجد ، وتنظيفها والمحافظة عليها .
بناء المساجد ، وتنظيفها ، والمحافظة عليها ، هذه من عمارة المسجد
أولا : تأسيس المسجد ، بناء المسجد ، الدفاع عن المسجد ، تنظيف المسجد ، هذه من عمارة المسجد
إذا كان المسجد قائم عمارته بتنظيفه ، والمحافظة عليه، والبرامج فيه ، إذا هدم المسجد عمارته بالدفاع عنه ، وتشيده من جديد ، وإقامته من جديد .
عن رسول الله (ص) في بناء المسجد قال:
(من بنى مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى له الله بيتا في الجنة )
الشخص الذي يؤسس مسجد ، يبني مسجدا ،
النبي (ص) في هذا الحديث يقول ولو كان كمفحص قطاة يعني ولو بمقدار موضع بيض الطائر، كم عش الطائرفيه سعة ، موضع البيض ولو بهذا المقدار يشير إلى أقل شيئ ولو كان صغيرا بنى له الله بيتا في الجنة .
ثانيا: من عمارة المسجد ، الصلاة في المسجد .
عن رسول الله (ص) قال :(من مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة ، ويرفع له من الدرجات مثل ذلك ، وإن مات وهو على ذلك وكل الله به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره، ويؤنسونه في وحدته ، ويستغفرون له حتى يبعث .)
من مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة ، من عمارة المسجد الصلاة فيه ، والصلاة جماعة هي أوضح شيئ أيضا .
من مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة ، يحصل سبعين ألف حسنة على كل خطوة
كم خطوة حتى يصل إلى المسجد ؟
ويرفع له من الدرجات مثل ذلك يعني أيضا سبعين ألف درجة يحصل
وإن مات وهو على ذلك ، شخص من الذين يتراودون على المسجد ويذهب للمسجد دائما ، وإن مات وهو على ذلك وكل الله به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره ، يزورونه في قبره ، مرة واحدة ؟ لا:
ويؤنسونه في وحدته ويستغفرون له حتى يبعث ، إلى يوم القيامة ، لأنه يمشي إلى المسجد ولأنه يريد الصلاة جماعة .
وقال رسول الله (ص) : (ألا أدلكم على شيئ يكفر الله به الخطايا ، ويزيد في الحسنات ؟…قيل :
بلى يا رسول الله !..قال : إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطى إلى هذه المساجد ، وإنتظار الصلاة بعد الصلاة .)
إسباغ الوضوء يعني الوضوء التام , وعلى المكاره يعني مع الشدة كالوضوء في البرد أو الحر ,
الذي ينتظر الصلاة يعني يشتاق إلى الصلاة يذهب للمساجد هذا شخص يكفر الله عنه خطاياه ويزيد في حسناته .
وقال الصادق (ع):
(عليكم بإتيان المساجد فإنها بيوت الله في الأرض ، ومن أتاها متطهرا طهره الله من ذنوبه وكتبه من زواره) صار من زوار الله سبحانه وتعالى
لأنه يعود المساجد ، يزور المساجد .
3- طلب العلم والتفقه في المساجد .
من عمارة المساجد أيضا أن تكون فيها دروس تفقه في الدين ، قرآة القرآن ، تعليم القرآن ، أحكام الصلاة،
قال النبي (ص):
(من غدا إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيرا أو ليعلمه كان له أجر معتمر تام العمرة ، ومن راح إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيرا أو ليعلمه ، فله أجر حاج تام الحجة )
من غدا إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيرا أو ليعلمه كان له أجر معتمر تام العمرة ، حصل ثواب معتمر تام العمرة لأنه ذهب ، كم نسعى مثلا ونقول متى نوفق أن نذهب العمرة ، شخص فقط يذهب المسجد يقول مثلا في نفسه أستمع لكلمة ، أو أسأل الشيخ سؤال ، أو أتعلم شيئ في المسجد ، أو أعلم غيري ، أو أسأل سؤال للشيخ أثير السؤال للغير، فيحصل ثواب العمرة ومن راح إلى مسجد لا يريد إلا ليتعلم خيرا أو ليعلمه فله أجر حاج تام الحجة أيضا،
تلك غدا وهذه راح الفرق يكون مثلا غدا في الصباح عادة ، أو راح في أوقات أخرى المهم أنه إذا تردد على المسجد حصل على هذا الثواب العظيم .
خامسا : مسؤولية أهل القرية وبناء المساجد
طبعا أذكر الإخوان الآن بمسؤلية بناء هذا المسجد مسؤلية تقع على المجتمع كافة ، علينا جميعا ، وإن كانت توجه لطلبة العلوم ، توجه أولا أيضا للمؤسسات المسؤولة عن المساجد
المؤسسة المسؤولة عن المساجد في القرية يجب عليها أن تتحرك لبناء المسجد والمتابعة
لا تبنى المساجد في المناطق الأخرى ونكون نحن متأخرين ،
هل قدمنا التوثيق الكافي أو لا ؟
للمجلس العلمائي ، للمؤسسات السياسية ، لكل مكان علينا أن نسعى ونسعى للمطالبة لبناء المسجد ونحمل الحكومة بناء هذا المسجد أيضا
وأخيرا أختم بحديث عن النبي (ص)
هذا الحديث أيضا نتذوق هذا الحديث والثواب الذي نحصل عليه ، يعني إذا شاركنا ولو كل شخص شارك بشيئ بسيط كم يحصل من الثواب
الحديث يقول (من أسرج في مسجد من مساجد الله عز وجل سراجا لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له ما دام في ذلك المسجد ضوء من السراج )
شخص يشعل سراج ، يضع سراج في المسجد يجد إستغفار الملائكة له ، وحملة العرش يستغفرون له ما دام الضوء موجود ،
أيضا نقول علينا جميعا أن نسعى وأن يكون لنا مساهمة في بناء هذا المسجد
حتى يكون ما دام هذا المسجد قائم ، لنا من الثواب كما ترحمنا على من قام به ومن جدد له ، كم من الثواب ويبقى ثوابه مستمر وإستغفار الملائكة له مستمر نحن أيضا فلنساهم بذلك ونسأل الله أن يوفق الجميع للخير
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .