c تفسر سورة الاعراف الحلقة 20 – الزينة وحكم الزينة

تفسر سورة الاعراف الحلقة 20 – الزينة وحكم الزينة

24/6/2019

بسم الله الرحمن الرحيم

قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ  قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ( 1 )

 

لا زال الحديث حول الزينة وحكم الزينة ، و الإسراف و الإعتدال ،

اولا  ً : المفردات ،

قُلْ مَنْ حَرَّمَ  التحريم هو المنع ،

زِينَةَ اللَّهِ  الزينة هي ما يرتفع به العيب و تذهب به نفرة النفس ،

أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ  خلقها و اخرجها من الارض و هيئها من الارض لعباده ،

وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ  الملائم من الرزق لطبع الإنسان من المأكل و المشرب و المسكن و غير ذلك ،

خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ  لا يشاركهم بها غيرهم يوم القيامة ،

 

ثانيا : البيان ،

قُلْ مَنْ حَرَّمَ  بيان من الله سبحانه و تعالى و حكم ٌ  و بيان ٌ إستنكاري على تحريم هذه الأمور الله سبحانه و تعالى يستنكر التحريم على زينته و على الطيبات من رزقه ، و يدل ذلك على إباحة الزينة و الطيبات من الرزق فلا ينبغي ان يرتاب فيها احد وهو إمضاء ٌ شرعي ان الامور في اصلها الاباحة ، كل شيء ٍ لك حلال حتى تعلم حرمته فإذا لم يأتي دليل ٌ شرعي ٌ من القرآن من نبي ٍ لا يؤخذ ، إذا جائت به آية و قالت هذا حرام يكون حرام ، جاء حديث صحيح ٌ معتبر ٌ معتمد ٌ عن رسول الله صل الله عليه و اله او عن المعصومين عليهم السلام ، فأثبت ان ذلك حرام فهو حرام و إلا فالأصل هو الإباحة و الحلية ،

اللَّهِ   إنما سصح تسميتها بزينة الله و نسبتها لله سبحانه و تعالى إذا كانت تتناسب مع خلقة الإنسان و فطرة الإنسان و طبيعة الإنسان فتكون زينة ، إما إذا كانت خارجة عن فطرة الإنسان فليست زينة ، زينة الله بإضافتها لله يعني الزينة التي ارادها الله التي خلقها الله و جعلها متناسبة مع خلقه ،

و الزينة هي اهم ما يقوم به الإجتماع الإنساني ،

الإجتماع الإنساني وعلاقة الناس من اهم امورها الزينة و الستر ان يستر افنسان عيوبة ان يظهر بالمظهر الصحيح ، في باطنه في روحه في صفاته في ظاهره الخارجي  ايضا من اللباس و غيره ،

اما لو افترض ان الإنسان ليس إجتماعيا ً و ليس في مجتمع منزويا ً لوحده فلا حاجة له في الزينة الظاهرية ، فلو ان شخص يعيش في غابة او يعيش مع دواب لا يجد في نفسه محرك لهذه الزينة ، أما الإنسان في وسط الحياة الإجتماعية يجده بفطرته ضروريا ً ان يظهر باللباس المناسب و اللباس الانيق المعتدل الى غير ذلك ،

وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ   قيل ،

  1. بعض المفسرين قال في معنى الطيبات المستلذات من الرزق الذي فيه لذة و إسدل على انه كذلك وانه اظهر ان الاية قالت خالصة للمؤمنين يوم القيامة و ارزق العام ليس خاص بالمؤمنين يوم القياة حتى الذي في النار يرزق و لكن اللذائذ من الرزق تكون خالصة للمؤمنين .
  2. قيل الحلال من الرزق ، و في هذا دلالة على ان ترك الكل ليس محرم و إنما هو حلال و لمن تركه بعنوان التحرم حرام ان ياتي شخص و يشرع و يقول اترك لا اكل من الصبح الى الليل بمعنى انه حرام او كما في سبب نزول هذه الاية ان اكل في موسم الحج فيكون حرام لأنه تشريع ، و تدل على ان الطيبات من الرزق هو ما يناسب فطرة الإنسان فلا يخرج عنها كما مر

قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ  قيل في معناها ،

  1. ان المؤمنين و الكافر شركاء في الدنيا في الأكل و الرزق الجميع مشترك ولكن خالصة يوم القيامة بمعنى في الدنيا مشتركة الله جعلها في الدنيا مشتركة بين المؤمن و الكافر الكل يأكل من رزق الله و يلتذ بلذائد الرزق يشارك الكافر المؤمن في مأكله و مشربه و منكحه و لذائذه و لكن في يوم القيامة خالصة للمؤمنين .
  2. قيل هي خالصة و هي صافية و غير مشوبة بشيء ٍ يوم القيامة و في الدنيا لا تكون هذه اللذائذ و إن كانت للمؤمنين إلا مع كدورة و في كل لذة غصة ، في الدنيا من الذي يتمتع و يأكل ؟؟ حتى في اشد لذائذه يكون فيه غصص كما يقول العلماء ، و لكن في يوم القيامة هناك لذائذ خالصة و لا يشوبها شيء من الغصص ، انما الله يمنع بعض الكفار و الفاسقين من النعم في الدنيا ، في الدنيا يتنعم الكافر و في الاخرة يتنعم المؤمن في الدنيا يتنعم الكافر و المؤمن ايضا و لكن لماذا يتعرض الكافر لبعض الضغوطات و لماذا يتعرض لبعض الابتلاءات ، إنما ذلك خوف من الله على المؤمن و لطفا ً من الله بالمؤمن و إلا لا حاجة لله سبحانه و تعالى ان يعذب الطغات الفراعنة صدام و غيره يمكن ان يتركه و لكن رحمة للمؤمنين ، لان المؤمنين يقولون فلان طغى و استكبر و عذّب الى متى يبقى ؟ في بعض الحالات الله سبحانه و تعالى ينتقم منه و هذا الإنتقام انما هو لطف ٌ بالمؤمنين حتى لا يغتروا ، لذلك يقول تعالى وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ( 2 ) يقول الله يجعل الكافر كذلك  وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفًا  وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا   وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ( 3 ) الاخرة للمتقين خالصة و لكن رحمة بالمؤمنين يجعل بعض الكفار في ضيق لا يذهب المؤمنين و يغتروا و يتبعونهم .

 

ثالثا ً : منهج الاعتدال في الإسلام ،

 

1 . الإسلام لا يقبل الإسراف ، عن الإمام الصادق عليه السلام إن القصد أمر ٌ يحبه الله و إن السرف أمر ٌ يبغضه الله حتى طرحك النواة فإنها تصلح للشيء و حتى صبك فضل شرب الماء ، يعني خذ ما تحتاج فقط الذي يمكن الإستفادة منه إستفد منه و تأخذ اكثر من المقدار المطلوب .

 

2 . معنى الإسراف في كلام الإمام الصادق عليه السلام الإمام يُعرف الإسراف و يشير إليه قال عليه السلام ليس فيما أصلح البدن إسراف ، إذا كان فيه خير ليس إسراف لأنه يلائم البدن و يلائم الفطرة كما مر و لمجر ان يكون خارجا ً عن الفطرة او مضر بالإنسان فهذا إسراف يكمل الإمام إنما الإسراف فيما أفسد المال و أضر بالبدن .

 

3 . الإسلام يحب الجمال و التجمل ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال إن الله يُحب الجمال و التجمل و يبغض البؤس و التباؤس فإن الله إذا أنعم على عبد ٍ بنعمة ٍ أحب ان يرى عليه أثرها ، البعض يزهد ثيابه ممزقة وهو يستطيع ان يشتري غيرها يبقى عليها الله لا يريد هكذا بل يريد الإنسان ان يبين عليه النعمة قِيل كيف ذلك قال ينظف ثوبة و يطيب ريحة و يجصص داره و يكنس أفنيته حتى ان السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر و يزيد في الرزق ، إجعل بيتك نظيف و عامر لا يكون بخيل حتى الإضائة لا يشغلها .

 

4 . الإقتصاد ليس من البخل ، إذا رتب الإنسان نفسه ليس بخيلا ً ، في الوقت الذي نقول يسرج الضياء ان يبين عليه الأثر لكنه بإعتدال ، فالإقتصاد ليس من البخل بل هو محبوب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام إن القصد أمر ٌ يحبه الله و إن السرف أمر ٌ يبغضه الله .

 

5 . ما يحدث من نزاعات في العالم و حروب و مصائب هو نتيجة الإسراف و الطمع ، الإسراف في الزينة في كل شيء هو سبب هذه المشاكل في الدنيا قال علي ٌ عليه السلام إن الله سبحانه و فرض في أموال الأغنياء اقوات الفقراء فما جاع فقير ٌ إلا بما متع به غني ، يعيش عنده عمارات و ما شاء الله و الباقي فقراء ،  في جهة إسراف و في جهة فقر و الله سبحانه و تعالى سائلهم عن ذلك ، كما يذكر الشيخ الوائلي رحمة الله عليه تمر على بيت تجد فيه شخص لا ينام يتألم من الجوع و تمر على بيت ثاني صاحبه لا يستطيع ان ينام و لكن من الشبع يقول لو أخذنا من هذا و اعطينا ذاك لكان ينام هذا معتدل و ذاك ينام معتدل الراحة تكون للجميع ، الإسلام يريد الراحة للجميع و ذلك يكون بالإعتدال و بإلتفات المجتمع بعضه لبعض .

 

الهوامش ،

  1. سورة الاعراف الية 32
  2. سورة الزخرف الآية 33
  3. سورة الزخرف الايتان 34-35

 

 

 

شاهد أيضاً

تفسير سورة الاراف حلقة 103

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *