18/5/2019
بسم الله الرحمن الرحيم
المص (1) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ
بعد ان فرغنا من الحديث في سورة الأنبياء نتحدث حول ايات سورة الأعراف لنستفيد منها بعض الفوائد التربوية و الفوائد الإيمانية ،
أولا ً : الغرض من هذه السورة و العلاج الذي تعلاجه هذه السورة ،
تشترك هذه السورة مع غيرها من السورة المصدرة بالحروف المقطعة نجد بعض السور تبدأ بحور مقطعة مثلا ً ألم و ق و ص الى غير ذلك فتشترك معهم في نفس الهدف ،
هدف هذه السورة هو إثبات العقيدة و مصير من إنحرف عنها لان هذه السورة كانت في مكة فهي تعالج هذا الهدف وهو إثبات العقيدة و إقناع الناس بهذه العقيدة و صحة العقيدة و بيان مصير من إنحرف من الناس عن هذه العقيدة ، إذا ً السورة تبين ان الدعوة الإلهية إنما هي إرجاع ٌ للناس للعهد الذي اخذه الله عليهم الذي هو موجود ٌ في فطرتهم لذلك كما يأتي هي تذكير ،
و تبين ان الناس يختلفون في تقبل الدعوة و إنكارها فبعض ٌ يقبل بالدعوة و بعض ٌ يرفض هذه الدعوة و تبين سنة الله في الذين خلوا من قبل فمن أطاع فتحت له الخيرات في الدنيا و يستقبله الخير في الاخرة و من إنحرف عن الدعوة فليس له إلا العار و الخزي في الدنيا و في الاخرة ، قوله تعالى في الآية الثانية من هذه السورة لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ تبين الغرض من هذه السورة لتنذر فهي إنذار ٌ و تحذير ٌ لمن إنحرف و رفض الدعوة و لم يتقبلها و ذكرى و بشارة و تطمين للمؤمنين ،
تتحدث هذه السورة عن عدد من الأنبياء كأدم و نوح و هود و صالح و شعيب و لوط و قصة إبليس و غير ذلك بتفصيل كثير يأتي الحديث فيها و كما يقول السيد الطباطبائي السورة تتضمن طرفا ً عاليا ً من المعارف الإلهية منها وصف إبليس و قبيله و وصف الساعة و الميزان و الأعراف و عالم الذر و الميثات و وصف الذاكرين لله و ذكر العرش و ذكر التجلي و ذكر أسماء الله الحسنى و ذكر ان للقرآن تأويلا ًو غير ذلك من المعارف التي ستتعرض لها هذه السورة ، كما ان هذه السورة تتضمن بعض الإجمال لبعض الأحكام ، السورة مكية و السور المكية عادة ٌ لا تتعرض للأحكام و إنما تتحدث على جانب العقيدة فقط و لكن هذه السورة تشير إلى بعض الإشارات في الأحكام العامة كقوله تعالى قل أمر ربي بالقسط هذا حكم شرعي و قوله تعالى قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن و قوله تعالى قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ففيها بعض الإشارات لبعض الأحكام هذه اهداف السورة بصورة عامة .
ثانيا ً : السورة كلها مكية إلا بعض الايات قال المفسرون سورة الأعراف سورة مكية إلا قوله تعالى وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ هذا القسم نزل في المدينة و باقي السورة مكي ،
ثالثا ً : إسم السورة سميت هذه السوة بالاعراف من قوله تعالى وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ لأن وردة فيها لفظة الأعراف التي تتحدث عن حاجب ٍ بين الجنة وا لنار و تفصيله يأتي من هم الذين على الأعراف و فيه اقوال ٌ كثيرة و لكن إسمها لهذه اللفظة .
رابعا ً : فضل سورة الأعراف ،
لها فضل كبير و روايات فيها كثيرة منها عن محمد ابن ابي القاسم عن محمد ابن علي الكوفي عن إسماعيل إبن مهران عن ابن البطائني عن ابيه عن ابي بصير عن ابي عبد الله قال من قرأ سورة العراف في كل شهر كان يوم القيامة من الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون و يقول فإن قرأها في كل جمعة كان ممن لا يحاسب يوم القيامة أما إن فيها محكما ً فلا تدعوا قراءتها فإنها تشهد يوم القيامة لمن قرأها .
خامسا ً : الحروف المقطعة المصدرة بها بعض السور هذه السورة إبتدأت ب المص و لكن لان الحديث مر مفصلا ً تحدثنا فيها و في الآراء التي مرت فيها فنكتفي بالإشارة العامة و إشارلاة لما ذكر في هذه السورة ،
أ . مما مر ان الحروف المقطعة ربما كان الهدف منها إلفات الإنتباه يقول المفسرون كان هذا لشيء غريب بالنسبة لأهل قريش اهل مكة يسمعون حروف ينتبهون لها فيصغون فيقول صاحب هذا الرأي انها ليست اسرارا ً و ليس شيء وراء الإلفات فقط فعندما يسمعون حروف مبهمة يلتفتون فيستمعون الكلام لانهم كانوا يعاندون و يرفضون الإستماع حتى انهم كانوا يضعون اصباعهم في اذانهم و يضعون القطن في الآذان حتى لا يسمعون فجائت هذه الحروف ليلتفتوا و يستمعوا لها و يستمعوا لما بعدها .
ب . أما ما قيل بما يختص بهذه الاية في هذه السورة ففيه اقوال ٌ كثيرة منها ،
- ان المعنى من المص انه نا الله اعلم و اُفَصِّل رواه ابو الضحى عن ابن عباس .
- عن ابن عباس انه قسم ٌ أقسم به الله .
- وروي ايضا عن ابن عباس انها إسم ٌ من أسماء الله تعالى رواه ابو صالح عن ابن عباس رضي الله عنه .
- ( المص ) هو إسم ٌ للسورة غير الأسم الذي تُعرف عليه .
- في بعض الروايات و الاحاديث المروية عن اهل البيت ان هذه الجملة إشارة إلى انا الله المقتدر الصادق .
الهوامش ،
- سورة الاعراف الاية 1-2