c تفسير سورة الأعراف الحلقة 7

تفسير سورة الأعراف الحلقة 7

26/5/2019

بسم الله الرحمن الرحيم

وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ  ( 1 )

 

حديثنا حول هذه الايات وما بعدها من الآية 11 الى الآية 25 هنا فقط إشارة لما تتضمنه هذه الآيات ثم نتحدث في الفوائد التي يمكن الإستفادة منها في حلقات ٍ لاحقة إن شاء الله ،

هنا الحديث حول خلق آدم و الأمر بالسجود له وما فيه من تفصيل مما تبينه الايات و كأن هذه الآيات تفصل التي مر ذكرها وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ تفصل ذلك الإستخلاف و كيف صار بهذا التفصيل من اول خلق آدم وما رافقه من إختبار و إبتلاء ٍ و امر الملائكة بالسجود ثم دخول آدم الجنة ثم وسوسة إبليس ثم الخروج منها ،

اولا ً البيان ،

في هذه الآية قصتان تبين من خلالهما مراحل تحقق الخلافة و التمكين في الارض مراحل التمكين في الارض ، القصة الاولى قصة خلق آدم و زوجته و الأمر بالسجود و هذه الآيات في مقام الإمتنان و الشكر و هي تذكير لما مر من الآية التي تحدثنا فيها وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ   فهي من باب الإمتنان الله سبحانه و تعالى يقول إنظروا كيف خلقناكم ثم صورناكم ثم انتم مستخلفون في هذه الأرض فالله جل جلاله يقسم بهذا التفضل و الإمتنان كما قسم في الآية السابقة وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ  يقسم الله انه خلقكم و صوركم لهذا الهدف في هذه الآيات من 11  الى 18 تفصيل القصة الاولى التي اشرنا إليها و هي ،

  1. خلق آدم الذي هو خلق ٌ للنوع البشري لان الآية تقول و لقد خلقناكم لا تقول ولقد خلقنا آدم خلقناكم و لكن بخلق آدم .
  2. التصوير لهذا المخلوق و تحديد ما سوف يكون و ما هي قابلياته و ما هي قدراته و كشفها للملائكة حتى يقروا و يذعنوا بفضله و أحقيته بالإستخلاف .
  3. هذا الخلق هو الحركة الأولى لجعل الخليفة في الارض انه خلق آدم كما يقول تعالى وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً  يعني سوف أجعل خليفة في الأرض ثم يتبين من الآيات سبب هذا الإستخلاف و التمكين وهو انه يعلم سببه القدرات المودعة في هذا المخلوق الذي يذعن الملائكة بعد يروا و يكتشفوا جهلهم عندما سألهم الله عن الأسماء و اقروا انهم عاجزين لا يستطيعون ان يخبروا بالأسماء قال قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ  آدم أنبئهم فعلموا ان آدم هذا المخلوق الجديد يعلم بكل شيء  يعلم بكل ماله  إسم مودع ٌ فيه و يهتدي له لذلك أقروا بأصلحيته للخلافة في هذه الأرض .
  4. ثم تبين ان لهذا المخلوق شرف ٌ و رفعة ٌ لذلك أمر الملائكة بالسجود له بحيث ان الملائكة الذين لا يعصون الله ما امرهم و يفعلون ما يؤمرون و إذا بهم يؤمرون بالسجود لهذا المخلوق إذا ً يجب ان يكون السجود لمن هو افضل و التكريم لمن هو افضل فآدم و هذا البشر أفضل من الملائكة .
  5. ثم تبين الآيات في سياقها عصيان إبليس و رفضه للسجود رفض إبليس السجود وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ رفض السجود و لم يكتفي برفضه و العصيان ، مؤة ً الشخص يعصي و لكنه يرى نفسه خاطئ ومرة يشكك في الأمر و يقول هذا المر خطأ إبليس قال هكذا ، لإبليس رفض امر الله و قال ان الله خاطئ لانه أمر بالسجود و كيف يسجد الأشرف للأقل لانه يرى نفسه اشرف كما سيأتي التفصيل في هذا الموضوع  .
  6. ثم تبين ان الله طرد إبليس من هذه المنزلة و هي الطردة الأولى طردة لمجرد انه رفض السجود قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ  ( 2 ) طرد و نزلت رتبته و منزلته و مقامه فصار من الصاغرين .
  7. ثم توعد إبليس لغواية آدم و ذريته بكل ما يستطيع عندما رآى نفسه أخرج من تلك المنزلة التي تأتي الإشارة إليها منزلة الملائكة توعد بالإنتقام قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ( 3 ) لن اتركهم في حالهم من كل طريق ٍ يمكن ان ادخل سأدخل ولا بد ان اغويهم .

القصة الثانية ، إسكان الجنة ثم الوسوسة ثم الهبوط إلى الأرض  من الاية 19 الى الاية 25 هي قصة إسكان الجنة و وسوسة إبليس ، وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (36فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ( 4 )

قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ سورة الأعراف الاية  ( 5 )

تبين هذه الآيات و تشير إلى ،

  1. إسكان آدم هو مع زوجته و كان إبليس معهما ، إذا ً إبليس الذي كان في الرتب العالية طرد الطردة الأولى و خرج من تلك المنزلة و صار مع آدم  في الجنة .
  2. غواية ابليس لهما بخداعهما و حلفه لهما انه ناصح فوسس لهما ليظهر عيوبهما فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ

( 6 ) صار  يغريهما و يكذب عليهما و يخدعهما ثم  حلف لهما بأنه صادق وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ  ( 7 ) و إستجاب آدم لان آدم لم يعهد الكذب صحيح ان الله قال له ان الشيطان عدو و لكن عداوته تختلف انه يأتي و يقسم انه صادق و انه في هذه يريد الخير فقبل آدم منه .

  1. اثر طاعة ، لإبليس ان طاعة ابليس ابدت سوءة آدم و زوجته فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ يعني اغراهما لانه بين لهما انكما ان اكلتما تكونان خالدين في الجنة فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ  بهذه المخالفة إنكشف ان ابليس كان كاذب و كان يغرهما .
  2. ان آدم وزوجته صارا محلا ً للوم لانهما لم يلتزما بالبيان الآلهي إلتزاما ً تاما ً وسوف يأتي التفصيل  هل هو امر  مولوي ام هو أمر ٌ إرشادي وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ   الم اقل لكما انه عدو ٌ مبين و لكن طاعتهما للشيطان اوصلتهما لما وصلا إليه .
  3. ثم الإخراج من الجنة إلى الارض بعد اكلا من الشجرة قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ  ( 8 ) اخرجهم جميعا و ليس آدم فقط بل اخرج ادم و زوجته و ابليس و نزلوا إلى الارض .

 

الهوامش ،

  1. سورة الأعراف الآيتان 11-12
  2. سورة الأعراف الآية 13
  3. سورة الاعراف الايتان 16-17
  4. سورة البقرة الآيات 35-36-37
  5. سورة الأعراف الآية 25
  6. سورة الأعراف الاية 20
  7. سورة الأعراف الاية 21
  8. سورة الأعراف الاية 24

شاهد أيضاً

تفسير سورة الاراف حلقة 103

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *