تفسير سورة الأنبياء الحلقة 46
10/5/2019
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92)وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ ۖ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (93) فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ (94) وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ( 1 ) في هذه الايات اكثر من موضوع نتحدث عن بعضها ،
اولا ً : المفردات ،
إن هذه امتكم امة ٌ واحدة ،
الأمة جماعة ٌ واحدة ٌ يجمعها هدف ٌ واحد سواء ً كان الجامع لها تكوينا ً ام كان تشريعا ً ام كان هدفا ً خارجيا ً المهم انها تجتمع في شيء ٍ واحد ، و المراد بالأمة هنا هو النوع الانساني لأن الحديث كان عن الامم السابقة عددت كلها ثم عبر عنها بأمة واحدة ،
انا ربكم ،
الرب هو المدبر المدير لشؤون المربوب و يدل عليهم كونهم امة واحدة ذات مقصد واحد فربهم هو المدبر لهم وهو واحد ،
و تقطعوا امرهم بينهم ،
قال في مجمع البيان بمعنى التقطيع و التفريق وهو إشارة إلى الإستسلام لعوامل الاختلاف التفرقة بين الناس و بين الجنس البشري حتى شهروا السلاح فيما بينهم و صار التناحر من اجل اهداف ٍ وان كانت مشتركة ً هذه الاهداف و لكن ما يدخل عليها من وهم ٍ يفرقها و إلا فالهدف عند الجميع واحد وهو نيل السعادة ، الكل يريد ان يتلذذ و يريد ان يكون سعيداً و لكن يختلفون في توهمهم و تصورهم لطريق نيل السعادة فيعتدي بعضهم على بعض ،
كل ٌ إلينا راجعون ،
وهو جواب ٌ لسؤال ٍ مقدر وهو ما هو مصيرهم مع كل هذا الاختلاف ؟
الجواب انهم راجعون الى الله سبحانه و تعالى وهو يحاسبهم على كل ما مارسوه او ارتكبوه او اكتسبوه او اطاعوه او اعتدوا ،
ثانيا ً : البيان ن
ما مر من قصص الانبياء و اقوامهم تدل على ان الناس امة واحدة بهدف ٍ واحد و الانبياء في المقابل امة واحدة و الأنبياء بدين ٍ واحد ٍ يدعون للحق وترك الشرك و ترك الظلم و يدعون للعدل يدعون للخير يدعون للسلام و المحبة و عدم التعدي ،هذه الايات هي تحصيل للنتيجة مما سبق ذكره من قصص الانبياء و الأقوام السابقة و تحصيل النتيجة نقول ،
- التفكر و الإتعاظ جائت هذه الاية نتيجة ذكر امثله كان الهدف منها ان يتعظ المتعظ عندما عددت الأقوام و قصصهم و عواقبهم و تحدياتهم الذي كان يفتخر بقوته و الذي يرى نفسه هو الرب و الذي يرى نفسه هو المتمكن و المتصرف و غيره عبدٌ له مضت كل هذه لتكون النتيجة هنا التفكر و الإتعاظ فرجعت الاية بعد ان عددت ذلك مما حدث للأقوام رجعت للأول فتقول تفكروا إتعظوا ماذا كان مصيرهم عليكم ان تتفكروا انتم أمة ٌواحدة و هذه الامة هل الذي يجمعها هدف ٌ واحد لابد ان يكون لها رب ٌ واحد لانه هو الذي خلقها و جعل عندها هذا الهدف .
- العبادة ، عليهم ان يعبدوا الله ، أمة واحدة و ربها واحد هو المدير هو المدبر هو الخالق هو المتصرف فيها عليهم ان يعبدوه و يخضعوا له و لكن العبادة المطلوبة اولا ً تكون لله ثانيا ً تكون بالطريق الصحيح الذي ارده الله سبحانه و تعالى و هو طريق الأنبياء لا ان يخترع الشخص لنفسه للعبادة و انما الطريق الصحيح للعبادة هو ما جاء به الأنبياء و هذا في نفس الوقت ربما يُقال ان في وقتنا الحاضر ايضا رد ٌ على الحداثيين الذين يقولون العبادة تعني الدعاء مطلقا ً و القرآن عربي و بالعربي العبادة يعني الدعاء و ليس الركوع و السجود فلا حاجة للركوع السجود هذا كلام خطأ و إنما الصحيح ان يكون الرب هو الذي يشرع العبادة ربكم هو الذي خصكم بالعبادة وهو الذي بين العبادة فيجب ان تكون العبادة من الطريق الصحيح الذي بينه الأنبياء .
- تعاليم الأنبياء واحدة و ليعلموا ان كل ما جاء الانبياء انما هو دين ٌ من رب ٍ واحد وكلهم يدعون لشيء واحد وهو العدل و هو طاعة الله .
- الإختلاف و إختلاق الالهة ، الاية تقول و لكن البشر تقطعوا امرهم بينهم اختلفوا و إختلقوا لانفسهم آلهة تحابوا فيما بينهم .
- الاختلاف بين الناس اثره في الدنيا و اثره في الاخرة اثره في الاخرة إختلاف الناس و إختلاف الغايات سبب إختلاف الدرجات و إختلاف الشأن بين الناس ( أ ) منهم من قصد الآخرة درجاتهم مختلفة لهم منزلة ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا ( 2 ) الذي ريد الاخرة الله يقول نحفظ لك سعيكو ونجازيك ، شكرنا لك بالمجازات و العطاء ، ( ب ومنهم من قصد الدنيا كفر بالاخرة فمصيره الى النار .
- حكم التفوات في الدنيا كما هو في الاخرة ، ايضا في الدنيا الذي يؤمن بالاخرة و يريد الله سبحانه و تعالى بأنبيائه يختلف عن الذي يكفر ، ( أ ) من يؤمن بالآخرة و يطيع الله سبحانه و تعالى يقول انتم الوارثون لهذه الدنيا مع ان الايمان بالاخرة والتوجه للاخرة و لكن الله سبحانه و تعالى قال ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ( 3 ) إيمان ٌ بالاخرة و وراثة للدنيا ، ( ب ) مفسدون لا يريدون الاخرة و كافرون بالله و بالاخرة فإلى دمار و بوار و خسارة دائمة في الدنيا و الآخرة .
ثالثا ً : العبادة و الايمان ،
وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ امة واحدة بهدف ٍ واحد تدل على ان الرب واحد فلابد ان تكون هذه العبادة لهذا الرب ، ضرورة العبادة بضرورة المعرفة و وحدة الرب يعني تاملوا ان الرب واحد تذكروا بأن الرب واحد الذي دمر الاقوام السابقين المنحرفين و اكرم الصالحين هو واحد فلابد ان يعبد ،
العبادة هي طريق لتكامل الانسان حتى وصفها الله كانها هدف لخلق الإنسان إلا العبادة قال تعالى وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ(57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ( 4 ) ليس هناك هدف إلا للإنسان نفسه ان يستفيد هو ان يصلح و تصلح سريرته هو إذا ً العبادة هي اعظم طريق ٍ لتكامل الانسان و هي اعظم تجليات الفطرة فهي موجودة في كل زمان ٍ ومكان مهما إختلفت المسميات و لكن الإنسان دائما ً يسعى للعبادة و الخضوع فإذا إنحرف خضع لغير الله و إذا كان بوعي ٍ عبد الله سبحانه و تعالى ،
العبادة طريقٌ للإتزان حاجت الانسان للعبادة هي حاجته للإتزان ، الذي لا يعبد الله و لا يخشع لله تجده منحرفا ً غير متزن متكبر غير مستوي اما الإنسان الصالح المستوي في طبيعته و خلقته و اموره و اخلاقه هو الذي يعبد الله يخضع لله لان العبادة هي التي تجعله متزنا ً ،
- العبادة طريق ٌ لتلقي الفيض الآلهي عندما ،
عندما يكون الحديث ان الله يفيض على العباد و ينزل عليهم الخير و البركات و الرحمة خصوصا ً في شهر رمضان إذا كان الشخص متوجها ً ،
ذكرنا قبلا ً ان ليلة القدر علامة على ووجود الإمام عليه السلام لانه تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ( 5 ) علي من ؟ الامام الذي يمثل القطب في الوجود في زمنه في وقته فعندما ينقطع لله سبحانه و تعالى تنفتح ابواب السماوات تنزل الملائكة بالفيض و الرحمة و الخير و الذي يعبد الله في تلك اللحظة و تصادف عبادته و إنقطاعه إنقطاع الإمام و نزول الملائكة و نزول الرحمة يشمله الخير و يشمله الفيض إذا العبادة طريق لتلي الفيوضات الإلهية و الكمال و تجد ذلك ايضا في اثار الصلاة الصالحين الذين يدؤبون في العبادة و يواضبون عليها تجدهم من اهل الكشف و الشهود و المعرفة ، الذي لا ينقطع عن العبادة تحصل له فيوضات يحصل له انكشاف تحصل له مشاهدة لانه يتلقى من العبادة الفيض و ليس من العلم الجاف فقط ،
إذا ًموسم العبادة لا تكن كمن يدخل النهر عطشان و يخرج عطشان هذا ليس صحيح ، إذا دخلت في شهر رمضان في موسم العبادة ان تخرج بفائدة منه تتلقى الفيض من شهر رمضان فلا تفوت الفرصة في هذا الشهر المبارك ،
التفاوت في العبادة إنما هو بتفاوت الثقافة و المعرفة ، التفاوت في قبول العبادة إنما هو يتفاوت الإخلاص فيها كم يستطيع الانسان ان يتوجه و ينقطع لله و يخلص لله في عبادته درجته تكون متفاوته ذكره يكون متفاوت .
- بداية الإنسان موحد لله سبحانه و تعالى ثم حدث الإنحراف فجاء الأنبياء لإرجاع الإنسان إلى ربه و عبادة الله و ليس ان الأنبياء إبتكروها من الأساس من الصفر و إنما جاءوا لإتمام و توجيه الإنسان لما كان فيه باطنا ً و فطرة ً .
- جوهر العبادة ، العبادة بأشكالها المختلفة لها جوهر الجوهر هو التوحيد لله تعالى و الثناء عليه بصفاته بصفات الكمال كما مرت في آيات التفسير ، الأنبياء دائما يوحدون الله لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين يوحد الله و يثني عليه بصفات الكمال ثم يسبحهه و ينزهه عن كل نقص ، الطاعة لله مطلقه في كل ما شرع و أمر ، إذا صار يطيع الله و ينوي بطاعته طاعة لله أنه إستجابة لإمر الله فهذه عبادة يمتنع عن المعاصي طاعة لله هذه عبادة الشكر الدائم لله تعالى هذا جوهر العبادة .
- فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ الله سبحانه و تعالى تحدث عن الأمة واحدة وهو الرب ودعا للعبادة ثم قال فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ترغيب و تشجيع للعمل الصالح الممتزج بالإيمان ، العمل الصالح من غير إيمان ليست له فقيمة و ليس له اثر الاثر في الاعمال الصالحة ان يكون مع الإيمان و الإيمان من غير عمل صالح ايضا لا قيمة له يقول مؤمن وهو في الواقع لا يعمل هذا ليس بمؤمن .
- فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ لا ننكر سعيه لا نكفر سعيه لا نستر سعيه و عبادته و إنما نرفعها وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا .
- فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ نحن نثبت كل ما يعمل في صحائف لا يفوتها شيء مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ سورة ق الاية 18 وهي إشارة لكل عمل ٍصغير او كبير فهو بعين الله سبحانه و تعالى وهو معدود ومحسوب ، لذلك تجد وصف المجرمين يوم القيامة يقول تعالى وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ عندما يرون الكتاب الذي عد عليهم و أحصى كل شيء وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ( 6 ) كل شيء مثبت وكتوب ، و إذا كانت المعاصي مكتوبة فإن الحسنات اولى بالكتابة لان الله تعالى يفض عن بعض الذنوب و يستر بعض الذنوب و يستر بعض الذنوب على الملائكة لعلمه و لكن الحسنات و العمل الصالح و السعي الصالح مثبت و محفوظ ٌ عند الله سبحانه و تعالى .
رابعا ً : ضرورة التدارك و التوبة ما دام الإنسان حيا فإذا خرج من الدنيا مضى زمن التدارك و انتهى كل شيء لذلك في هذه الايات التي افتتحنا بها قال تعالىوَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ يعني لا نعيدهم دمرناهم اهلاناهم بذنوبهم فعندما ماتوا إنتهوا فلاا يرجعون و ليست لهم فرصة للتدارك الإنسان الذي يجب ان يتدارك هو الحي و يدل على ان الذي يموت إستوفى فرصة الإختيار و الإمتحان في الدنيا فلو زيدت له الفرصة لن ينتج شيء ، الله سبحانه و تعالى لعدالته و لطفه و إحسانه فهو لا يخرج شخصا ً من الدنيا إلا بعد ان يستوفي كل طاقته ليبين معدنه و صلاحه من فساده كالشخص الذي يدخل صالة الإمتحان و يحدد له من الوقت ساعة فيأخذ الورقة فيجيب اخرج كل ما عنده يقول لهم اعطوني فرصة اكثر يعطونه ساعة ثانية ثالثة رابعة ليست عنده معلومات اكثر لا يستطيع ان يجيب إذا لم يكن قد درس و حصل معلومات ليجيب عنها و يكتبها في الورقة لو اعطي ساعة او ساعتين او بقي سنة اذا لم يدرس هذه المعلومات و لم تكن عنده لا يستطيع ان يأتي بشيء الله سبحانه و تعالى يعطي الإنسان الفرصة في الدنيا فإذا إستنفذ كل طاقته و إذا خرج معدنه و بان فساده و خرج من الدنيا فليس هناك مجال للتدارك و لو أعطي اكثر لبقي على فساده لذلك وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ عندما يرون النار يريدون الرجوع و لكن الله سبحانه و تعالى يخبر و يقول بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا يُخْفُونَ لانه باطنهم بدى ظهرت سريرتهم ظهر واقعهم بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِن قَبْلُ ۖ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ( 7 ) لو ارجعوا ايضا لعادوا لما كانوا يعملون من المعاصي و الإنحراف لان الفساد في أنفسهم و إستوفوا الإختبار و خرج معدنهم و حقيقتهم و لا يمكن ان تتغير و كذلك قال تعالى حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ( 8 ) .
الهوامش ،
- سورة الانبياء الايات 92-93-94-95
- سورة الإسراء الاية 19
- سورة النبياء الاية 105
- سورة الايات 56-57-58
- سورة القدر الاية 4
- سورة الكهف الاية 49
- سورة الانعام الاية 28
- سورة المؤمنون الايتان 99-100