تفسير سورة الأنبياء الحلقة 47
11/5/2019
بسم الله الرحمن الرحيم
حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ( 1 )
الحديث حول هاتين الايات تتمه لما مضى من الايات التي تحدثت عن قيام القيامة و ان الامم التي تُهلك و تؤخذ و تعذب لا ترجع و السياق هنا متصل يقول نبقى على هذا المنهج حتى تحين اشراط القيامة و الأمم الفاسدة مستمرة على غيها و طغياها و بغيها و جورها حتى تحين اشراط القيامة فإذا بانت اشراط القيامة تفتحت البصائر و صارت الرؤية واضحة وخرج الناس من غقلتهم و شخصت ابصارهم و كانت هي العلامة من علامات يوم القيامة انه تفتح يأجوج و مأجوج ،
اولا ً : المفردات ،
يأجوج و مأجوج ، يقول العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان انه يستفاد من مجموع ما ذكر في التورات ان يأجوج هم مجموعه او مجاميع كبيرة من الناس كانوا تقطن اقصى نقطه في شمال اسيا و هم اناس محاربون يغيرون على الأماكن القربية منهم يعني هم من البشر انسا ظلمة محاربون مقاتلون و ليس انهم خارج عن نطاق البشر ، و توجد روايات تقول انهم ليسوا من البشر و توجد روايات تصفهم بأوصاف غريبة و عجيبة و لكن ما يذهب إليه المفسرون و يصححه المفسرون أنهم قوم ٌ من البشر ،
و هم من كل حدب ٍ ينسلون بفتحتين الإرتفاع يعني يخرجون من مرتفعات قبل قيام القيامة
و هم من كل حدب ٍ ينسلون ، ضمير الجمع إلى يأجوج ومأجوج كيف هما مثنى وجمع ؟
الجواب مثنى في انما مجموعتان ، و جمع رجوع لهذه المجموعتين لافرادهم يخرج افراد هذه المجموعتين من كل حدب ،
وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ أي يوم القيامة فهي علامة و شرط من اشراط يوم القيامة
إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ تبين انه حان وقت القيامة ،
فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا شاخصة ٌ شخوص البصر يقولون نظره من غير ان يرف الجفن و إنما ينظر نظر مستقيم لا يغمض عينية و لا يطبق عينية و هو إشارة إلى الدهشة و رؤية الشر الذي يتوقع وقوعه عليه ،
ثانيا ً : البيان
إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ كما ذكرنا وضع الامم كما مر مستمر و الله يقول نحن مستمرون ايضا في منهجنا و لا نعيد الأمم التي مضت ،
إشارة الى السد الذي حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ إشارة للسد الذي جعله ذو القرنين بين يأجوج ومأجوج و بين باقي الأقوام وهو عازل ٌ لهم فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا * وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ۖ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ( 2 ) فهو إشارة الى انه ذلك الحدث إشارة الى يوم القيامة و النفخ في الصوم فيخرج الاموات ايضا ، فيخرجون فيها إشارة إلى قوم يأجوج و مأجوج من كل حدب ينسلون و قال بعض العلماء خروج الناس ،
فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا تشخص ابصارهم كما ذكرنا لعظم ما يرونه من علامات القيامة و علمات العذاب التي تنتظرهم ،
عندها يقولون يا و يْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا يبررون لانهم و انهم غفلوا عن ما يؤدي لهذه النتيجة و هذا العذاب الشديد فيقولون كنا غافلين كأنهم يبررون لأنفسهم ما كانوا يعملون من إنحراف ٍ و تعدي انهم كانوا غافلين و لم يكونوا ملتفتين ، ثم يتداركون بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ يعترفون ان هذه الغفلة و عدم الإستقامة إنما كانت بظلم ٍ م انفسنا و هو إعتراف ٌ منهم .
الهوامش
- سورة الأنبياء الايتان 96-97
- سورة الكهف الاية 99