اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ (1)
هذه السورة فيها تحذير و تنبيه يوقظ الغافل وتبين هذه السورة ان سبب الضلال يكون في الغلفة المتعمده ان يتعمد الانسان اختيار الغفلة اما لو اختار الهدى و بحث عن طريق الصواب و اليقظه فان الله سبحانه وتعالى لا يتركه و انما ياخذ بيده الى الهداية و لكنه اذا تعمد الغفله ، و اختارها افن النتيجه تكون الضلال ،
و تركز هذه السورة على الوعيد اكثر من الوعد ن و الإنذار اكثر من التبشير فكثير من اياتها تهديد ،
اولا : سبب التسميه
لان ستة عشىر نبياً قد جاء في هذه السورة تحدثت عن كثير من الأنبياء و ذكرت قصص الانبياء و سوف نأتي عليها ،
ثانيا : فضل هذه السورة
لها فضل كبير من ضمن ما جاء في فضلها عن النبي صل الله عليه و اله انه قال من قرأ سورة الأنبياء حاسبه الله حسابا يسيرا و صافحه و سلم عليه كل نبيٍ ذكر اسمه في القران هذا من فضلها
و عن الامام الصدق سلام الله عليه انه قال من قرأ سورة الأنبياء حباً لها كان كمن رافق النبيين اجمعين في جنات النعيم و كان مهيباً في أعين الناس في الحياة الدنيا الله سبحانه تعالى يعطي من يقرأ سورة الأنبياء هيبةً في أعين الناس ايضا بالنظر مع ملاحظة ان تكون قراءته حباً لها يعني متشوقاً لمعانيها ليطبق معانيا وليس قراءة صامتة او عابرة من غير ان تكون لها اثر في نفس هذا الانسان .
ثالثا : السورة مكيه
و لا خلاف في ذلك و يدل على انها مكيه ما ورد في اياتها كما ذكرنا ان من ضمن الفروق بين السور المكية و السور المدنيه الحديث عن الاعتقاد او الحديث عن الاحكام فالسور المكية دائما تتحدث عن الاعتقاد وليس فيها عن الاحكام الشرعية او الحدود وشؤون الدوله اما اذا كان الحديث فيها عن شؤون النظام و الدوله ، و الادارة ، و الحدود ، و الحكم بين الناس فانها تكون سورة مدنيه .
رابعا : غرض السورة ،
- بيان النبوة ، (((و اهمية النبوة كمفهوم ترسخه في نفوس الناس ))) فهي اي النبوة الطريق و النتيجة المترتبة على التوحيد لان السورة تحدثت عن التوحيد ، ولكن التوحيد بنفسه من غير ان تكون معه النبوة يكون ناقصاً لا يكون كاملا ولا يؤدي الى الغرض ، الغرض الصحيح يتادى اذا كان الحديث عن التوحيد و عن المعاد ، و الواسطة بين التوحيد والمعاد ان يكون نبي يأخذ بيد الناس ، ودستور ومنهج وبرنامج يأخذ بيد الناس الى الجنه اما إذاً كان في هذا خلل فلا معنى للتوحيد ، و لا معنى للمعاد كما لو مثلا دعا شخصاٌ شخصاً الى بيته و قال له يجب ان تاتي الى بيتي و تشرفني في بيتي ثم يساله عن العنوان و يقول له لا اعطيك العنوان تكون الدعوة غير جادة غير صادقه فالتوحيد لله سبحانه وتعالى تترتب عليه الطاعه تترتب عليه الجنه و يترتب على الكفر به النار ، وليس هناك طريق للوصل للجنة إلا ان يكون هناك نبي يأخذ بيد الانسان .
- تحدثت السورة عن اقتراب الساعة ، وعن غفلة الناس و إعراضهم الدعوة الحقة التي هي الوحي من السماء .
- تبين استهزائهم بالنبي صل الله عليه اله و رميهم للنبي بالسحر المشركون يستهزئون بالنبي و ويصفونه بالساحر و بصاحب الاساطير .
- تعرض هذه السورة اوصاف الانبياء بصورة اجماليه وما جاء به الأنبياء ان النبي صل الله عليه واله لا يختلف عن الأنبياء و هذا رد على استهزائهم إذ كيف يكون الايمان بسائر الأنبياء و الايمان بالنبي صل الله عليه واله غير مقبول و الدعوة واحده ما جاء به الأنبياء هو ما جاء به النبي صل الله عليه واله ، و النبي يحمل معجزة تثبت انه نبي و بشر به الأنبياء فكيف يكون الايمان بغيره من الانبياء مقبول ، و الإيمان بالنبي غير مقبول و كيف يوصف بالسحر وقد جاء بما جاء به قبله الأنبياء .
- ثم تؤيد ما مر من الاجمال بذكر قصص مجموعة من الانبياء تذكر قصص كثير من الانبياء وهم موسى و هارون وابراهيم و اسحاق و يعقوب ولوط ونوح وداوود و سليمان وايوب و إسماعيل و ادريس و ذي الكفل وذا النون و زكريا و يحيى و عيسى فتذكر قصص كثير من الانبياء وكلها قصص جميله ، و تساهم في ايمان الانسان و حفظ الانسان ايمانه بالله سبحانه وتعالى و ايمانه بالنبي و إيمانه بان النتيجة ، و العاقبه تكون للمتقين و إيمانه بأن الطريق لا بد ان يكون شائك لا بد ان يتعرض للاختبار ، و الابتلاء يتعرض في الانسان في حياته لصعوبه ، ولكن النتيجة ، و العاقبة للمؤمنين .
- ثم تصل إلى بيان الحساب ، وما يلقاه المجرمون ، وما يحصل عليه المتقون تصل في النتيجة بآياتها لتبين ان هناك عذاب و تهديد للمجرمين يصلون لا محال بل هو يدركهم و المتقون يحصلون العاقبة الحسنة .
- وتتحدث بعد ذلك عن وراثة الارض للمؤمنين و ان العاقبة للمتقين ليس في القيامة فقط ، وانما حتى في هذه الدنيا تكون النتيجة الفوز للمؤمنين ، و الحصول للمؤمنين .