لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22)
لو كان في السماوات و الارض الهة متعدده لفسدت السماوات و الارض لوجود التنافي بين الالهة و التضاد في ارادتها و التضاد في متعلق ارادتها كما ياتي ،
فحديثنا حول هذه الاية و توحيد الله سبحانه وتعالى ،
- الايمان بوجود خالق واحد لا خلاف فيه انما الخلاف في تعدد الارباب لا يتختلف الوثنيون عن الموحدين في توحيد الخالق فيتفقون على الخالق و انه واحد وانما يختلفون على تعدد الارباب و الالهة التي تدير الكون و تدير و تدبر المخلوقات و لذلك يقول تعالى وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ (1)
و قوله تعالى وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (2) فهذه تبين ان المحور الحديث حول تعدد الالهة انما هو في تعدد الارباب و ليس في تعدد الخالق الواحد .
- الالهة في نظر المشركين و الوثنيين الالهة هم الملائكة و هم الجن و الكواكب و الارواح المقدسة فيعبدون الشمس و يعبدون القمر و يعبدون الجن و يعبدون الملائكة بتصورهم انهم هم الالهة و هم الارباب الذين يديرون العالم و يؤمنون في نفس الوقت ان هذا الالهة هم مخلوقون لله سبحانه وتعالى ، و لكن الله فوض اليهم ادراة العالم و الوجود و الخلق ، و انعزل عنهم فهم مستقلون في الادراة بعد تفويضه وهنا الاشكال الذي هو شرك ،
اما ان يقال مثلا الله سبحانه وتعالى اوكل الى اشخاص ان يعملوا و لكن بتسديده هو وباعطائه هو وبقدرته هو فليس هناك اشكال ولكن الاشكال هو ان هؤلاء يقولون ان الله فوض تدبير الامور الوجود والعالم الى الهة و انعزل عنهم فليست له سلطة في ذلك كما مر .
- اول من ادخل الوثنيه الى مكه هو عمر ابن لحي كان من خزاعة و كان سيد مكه كان من سادات العرب يعد اول من غير دين ابراهيم الحنفيه و الذي كان يقوم على التوحيد حيث انه ادخل الاصنام لتعبد من دون الله في الجزيرة العربيه عندما ذهب الى الشام ورءاهم يعبدون الاصنام فسالهم قالوا نستمطرهم فيمطروننا و نستنصرهم فينصروننا فطلب منهم ان يعطونه صنم و قيل انه هبل و جاء به الى مكه و وضعه للعبادة فصارت الوثنيه
- ما هي علاقة الاصنام بالالهة الاهلهة كما يقولون جن ملائكة كواكب اوراح مقدسه إذا ما هي إذاً ما هي هذه الاصنام ،الاصنام هي تماثيل تمثل الالهة فيعبدون هذه الاصنام باعتبارها واسطة و وسيله لتلك الالهة التي هي في السماء و لا يعتقدون ان الصنم نفسه هو الذي يضر و ينفع وانما يقولون انما هو تمثال لتلك الالهة التي هي في السماء فيعبدونها و تكون عبادتهم لتلك الالهة .
- التوحدي في القران ، القران الكريم ركز على التوحيد وذكر انه يستحيل ان تكون هناك الهة متعدده فيقول تعالى وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ (3) يثبت ان الاله و المعبود و الذي يستحق العبادة هو واحد و قال تعالى وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَٰهَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ النحل 51 و قال تعالى لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ (4) القران يثبت ان الاله واحد ثم في ايات كما هي الاية التي نتحدث فيها تبين ان القول بالتعدد ينافي هذا الوجود و يفسد هذا الوجود ،
يقول تعالى مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ (5) لو كان هناك الهة متعدده لم يكن هناك انسجام و لكان يعلوا بعضهم على بعض و هناك اعمق من هذا الحديث في البراهين الفلسفيه انه لا يمكن انه لا يمكن ان يكون موجوداً من الاساس يعني لا يمكن ان يكون هناك واجب الوجود مع وجود هذا التنافي .
- التوحيد في الحديث الاحاديث كثيرة في هذا المجال عن الامام الصادق سلام الله عليه قال فَلَمّا رَأَيْنَا الْخَلْقَ مُنْتَظِماً وَالْفَلَكَ جارِياً وَالتَّدْبِيرَ واحِداً وَاللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَلَّ صِحَّةُ الْأمْرِ وَالتَّدْبِيرِ وَائْتِلافُ الْأَمْرِ عَلى أنَّ المُدَبِّرَ واحِد (6) عندما ترى الامور متناسقه كلها مع بعضها البعض تعلم ان الرب واحد و ان الذي يديرها واحد فلو كان هناك اختلاف لراية الاختلاف في ادراة هذا الكون .
- برهانية الاية ، الاية تقول لو كان هناك الهة متعدده لابطل بعضها بعض لابطل بعضها فعل بعض كان هناك تنافي بينهم وفسدت القوانين قسم مثلا يريد ان يجعل الجاذبيه بهذه الطريقه الهة تريد بصورة اخرى فهذا يفسد بعضه بعضا و لتعميق اكثر باختصار يقال انه كان هناك الهة متعدده فيسال هذا السؤال هل هذه الالهة كل اله يستطيع ان يفعل ما يريد حتى لو كان منافيا للإله الاخر او لا يستطيع فإن كان كل واحد يفعل ما يريد حتى لو كان مخالف للاخر فيعني ان هذا قادر و قوي و ذاك ضعيف و يدل على العجر و إذا كان و إذا كان عاجزا إذا فليس هو اله ولو افترضا ان كل واحد عاجز امام الاخر ثبت العجز ايضا ولو افترضا ان اله واحد قادراً فقط الباقي عاجز ان يفعل ما يريد إذا ذاك ليس اله و ثبت المطلوب ان الإله واحد و هو الذي يدير و هو المتصرف في هذا الوجود وهو الله سبحانه وتعالى و تعقب الاية فتقول اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ فسبحان اللله و تعالى الله و تنزه الله عن هذا الوصف الذي يصف ان هناك الهة اخرى مع الله لانه مع الاعتقاد بوجود الهة لا يمكن ان يكون الله موجود لانه لمجرد ان يكون هناك اله مع الله يعني واجب الوجود لزم من كلٍ منهما كما يقولون في العقائد التركيب و إذا لزم التركيب لزم الافتقار في كل الهة افتقار و إحتياج الى اجزائه وإحتياج الى المكان و إحتياج الى تركيبه و مركبه و النتيجه ان لا يكون الاله أ موجود و لا الإله ب موجود فينفي وجود الخالق و واجب الوجود و الضرورة تقتضي ان هذا الوجود متحقق موجود فإذا كان موجود فكل هذه الاحتمالات باطلة فيثبت ان الاله واحد و هو الذي يدير الكون خلق الكون و يدبر الكون و هو الاحق بالعبوديه و الالوهية
الهوامش
- سورة الزخرف الاية 87
- سورة الزخرف الاية 9
- سورة البقرة الاية 163
- سورة المائدة الاية 73
- سورة المؤمنون الاية 91
- الأصول من الكافي / المجلّد : ۱ / الصفحة : ۸۱